حظيت قصة السفاحة الإسبانية الأصل إيستيباليز كارانزا بضجة كبيرة نهاية العقد المنصرم، واستمرت هذه الضجة حتى الآن لأن تلك السفاحة ببساطة لا تزال على قيد الحياة، لكن الشيء الغريب في قصتها أن الجرائم التي ارتكبتها كانت بدافع الأمومة، فقد كانت تبحث عن رجل تُنجب منه طفلًا يجعلها تحمل لقب أم، لكن الخذلان الذي تعرضت له من الزوجين الأولين في حياتها جعل منها سفاحة متوحشة تقتل بدم بارد، عمومًا دعونا لا نبدأ في النهاية مباشرةً ونستعرض أولًا البداية الطبيعية لحياة سفاحة الأيس كريم، والتي تطورت فيما بعد لتُصبح بكل هذا السوء.
لماذا قامت إيستيباليز كارانزا بالقتل مرتين؟
من هي إيستيباليز كارانزا؟
إيستيباليز كارانزا فتاة إسبانية ولدت في السادس من سبتمبر القابع في عام 1978، وإسبانيا كما نعرفها جميعًا، بلد هادئة ومستقرة اقتصاديًا، تعشق كرة القدم فقط ولا تتدخل في أي نزاعات بهذا العالم، لكن إيستيباليز لم تنعم بهذه الحياة طويلًا.
قبل أن تُتم الخامسة، انتقلت إيستيباليز إلى المكسيك مع أسرتها، حيث وجدا لهما عملًا هناك، وسرعان ما تعودت إيستيباليز على الحياة هناك وتدرجت في المراحل التعليمية حتى تخرجت بتقدير كبير يؤهلها للعمل في أفضل الأماكن، لكن ليس في المكسيك بالطبع، هكذا توهمت، وهكذا غادرت أهلها وذهبت إلى ألمانيا مُتعلقة بالوهم.
إيستيباليز في ألمانيا
في ألمانيا وجدت إيستيباليز كارانزا كل شيء مُخالف لم توقعته، فالعمل الذي كانت تحلم به لم يكن في النهاية سوى نادلة بأحد المحلات، ثم تتطور وأصبح عاملة في محل أيس كريم، وبالطبع أنتم تتوقعون أن بطلتنا في هذه الأثناء شعرت بخذلانٍ كبير وقررت العودة إلى وطنها مرة أخرى، لكنها في هذا الوقت سقطت في الفخ الذي سيجعلها فيما بعد تبكي دمًا، وسيضطرها لارتكاب جرائم لم تكن تتوقعها يومًا، ببساطة، لقد وقعت إيستيباليز في حب أحد زملائها وتزوجت منه.
إيستيباليز كارانزا والزواج
كانت إيستيباليز كارانزا فتاة في الثانية والعشرين عندما تزوجت من هولجر المُتخطي السادسة والثلاثين وقتها، لكنها أسقطت عامل السن باسم الحب، ومضت في طريقها نحو فتح أبواب الجحيم عليها وعلى كل من يرتبط بها.
عاشت إيستيباليز حياة وردية مدة عامٍ واحد فقط، بعده بدأ هولجر في إظهار وجهه الحقيقي، حيث أخبر إيستيباليز مباشرةً أنه قد ملّ منها، وأنها لم تعد تروق له، وأخيرًا رفض النوم بجوارها ومعاشرتها، ليُحطم بذلك الحلم الآخر التي كانت تعيش له وبه، حلم الأمومة.
حلم الأمومة
كانت فكرة الأمومة تستحوذ تمامًا على إيستيباليز كارانزا، حيث كانت ترى به البديل عن كل التعاسة والألم الذي حظيت به من هولجر، لذلك لم تتمكن أبدًا من قبول فكرة ابتعاد زوجها عنها وقتله لهذا الحلم.
حاولت إيستيباليز في البداية استجلاب محبة هولجر من جديد، غيرت من ملابسها وقصة شعرها وعطرها وكل شيء يُمكن أن يجذب الرجال، لكنه في كل مرة كان ينفر منها ويُصارحها بأنها لن تأخذ مكانًا قلبه مرة أخرى، وذات ليلة، استيقظ هولجر من النوم وهو لا يعلم أن هذا الصباح هو الأخير بالنسبة له.
إيستيباليز كارانزا تقتل
لم تكن فكرة القتل تدور في ذهن إيستيباليز كارانزا من قبل، هي أصلًا لم تتوقع أنها ستُزهق روح حيوان حتى، لكنها في تلك الليلة شعرت بانكسارٍ كبير وفقدان أمل في حلم الأمومة الذي طالما راودها، لذلك لم تشعر بنفسه إلا وهي تبحث عن طريقة للتخلص من جثة هولجر!
كان هولجر لحظه السيئ يمتلك سلاحًا مُرخصًا، وكانت إيستيباليز تشعر في هذه الليلة بأن كل شيء قد انتهى، بما في ذلك حياة هولجر، لذلك، تسللت إلى مكان المُسدس ثم عادت وأطلقت رصاصتين فجرا رأس هولجر وأرداه قتيلًا دون أي فرصة للنجاة، لتبدأ إيستيباليز في البحث عن طريقة للتخلص من الجثة.
التخلص من الجثة
كانت المعضلة الوحيدة التي واجهت إيستيباليز كارانزا هي التخلص من جثة هولجر، فقد وضعتها أولًا في ثلاجة الأيس كريم، فوجدت أن رائحتها تطغى على رائحة المُثلجات، لذلك قامت بتقطيعها ووضعها في كتل إسمنتية ثم قامت بدفن القتل في حديقة المنزل، لتختفي الرائحة تمامًا مثلما اختفى هولجر من حياة إيستيباليز، والتي بدأت بدورها في البحث عن رجل آخر تستطيع من خلاله تحقيق الحلم الذي يُراودها دائمًا، والذي قتلت لأجله هولجر، حلم الطفولة.
الزواج مرة أخرى
تزوجت إيستيباليز كارانزا مرة أخرى بعد أقل من ستة أشهر على قتلها لزوجها الأول هولجر، هذه المرة كان الزوج أكبر منها بعشرين عامًا، وهذه المرة أيضًا ارتكب حماقة لا تُغتفر بالنسبة لإيستيباليز.
كانت الشهور الأولى في الزواج طبيعية إلى حدٍ ما، لكن العلاقة بدأت تتدهور عندما اكتشفت إيستيباليز أن زوجها يخونها مع نساء أخريات، ليس هذا فقط، بل يقوم بعلاقات معهم، هنا عاد الغضب إلى إيستيباليز من جديد وفي يوم وليلة كان الزوج الجديد مُلطخ بدمه على السرير بثلاث طلقات من مُسدس، هولجر، الزوج القديم، وبالطبع أنتم تتوقعون ما فعلته إيستيباليز بعدها، أجل، بالضبط، لقد تزوجت للمرة الثالثة بعد أن أخفت الجثة بطريقتها المُبتكرة.
الثالثة تُصيب
كانت الزيجة الثالثة بالنسبة لبطلتنا المجنونة إيستيباليز كارانزا من شاب في نفس عمرها تقريبًا، والحقيقة أنها كانت علاقة ناجحة هذه المرة، حيث أنها كانت تقوم على حب وتفاهم بين الطرفين، لذلك، ظنت إيستيباليز أن الأمور بدأت تأخذ مجراها الصحيح، وأن كل شيء يمضي بخير، لم تكن تعلم أن القدر يلعب هذه اللعبة دائمًا، يُجعلك تظن أنك ستحصل على كل شيء ثم يسلبه منك في غمضة عين.
سقوط إيستيباليز كارانزا
كان سقوط إيستيباليز كارانزا أسهل مما كان تتوقع، فبين عشية وضُحاها نشبت إحدى الجارات في الحديقة واستطاعت العثور على بقايا الجثث، وعندما أبلغت الشرطة بالأمر تم القبض على إيستيباليز، وبمواجهتها اعترفت بكل شيء، ليتم الحكم عليها بالسجن مدى الحياة بتهمة القتل، ولكم أن تتخيلوا كيف كانت صفعة القدر التالية لها، فبعد شهرين من السجن عرفت إيستيباليز أنها حامل بالشهر الرابع من زوجها الأخير، إذًا، تحقق حلم الأمومة بعد عناء، لكنه جاء مُتأخرًا بعض الشيء، أو يمكن القول إنه جاء بعد أن أخذت الأمور أسوأ وضع ممكن.
نهاية إيستيباليز كارانزا
نهاية إيستيباليز كارانزا لم تكن كم تتمنى بالطبع، لكنها في الحقيقة جاءت عقابًا مناسبًا لما ارتكبته من جرائم، فالأمومة، التي جعلتها تُقدم على هذه الجرائم، لم تتمكن من التمتع به ولو ليوم واحد، حيث تم وضع الطفلة في دار رعاية، بينما ظلت إيستيباليز تقاوم في السجن وتقدم العرائض التي تلتمس الخروج، لكن كل هذه لم يُجدي، فلجأت إلى الرضوخ والرضا بالأمر الواقع، ثم جلست تدون قصتها كاملة في كتاب صدر نهاية العام 2016، وبيعت منه نسخ كثيرة، كتاب كان يحوي القصة الأصلية للقاتلة إيستيباليز كارانزا، بائعة الأيس كريم الأشهر في التاريخ.
أضف تعليق