عُرفت قصة إيملي بريك، أو ضحية الجسر كما يُقال عنها، في أواخر القرن التاسع عشر، ثم أخذت فيما بعد تتردد حتى حظيت بشهرة واسعة خلال القرن العشرين إلى أن دخلت ضمن تصنيف أساطير أمريكا الخالدة في القرن الواحد والعشرين، والواقع أنه بالرغم من كون القصة في الأساس مجرد قصة حب فاشلة، إلا أن الأحداث التي تلتها جعلتها تكتسب شهرة واسعة وخلدتها في صورة جسر كبير يعرفه القاصي والداني في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو جسر إيملي، لذلك، دعونا نتعرف في السطور الآتية على قصة إيملي بريك من البداية إلى النهاية.
ما هي قصة أشباح إيملي بريك ؟
من هي إيملي بريك؟
إيملي بريك فتاة جيدة الحظ ولدت في مدينة سينو الواقعة في الولايات المتحدة الأمريكية بالقرن التاسع عشر، أما عن وصف “جيدة الحظ” الذي ذُكر قبل قليل فهو يتعلق بحياة إيملي التي أبصرت عليها، فقد كانت الفتاة من عائلة غنية جدًا في هذا الوقت، إذ لم تكن الأغنى على الإطلاق، لدرجة أنها كانت تعيش في قصر كبير به ما لا يقل عن مئتي خادم وخادمة، كما أنها لم تذهب للتعلم في مدرسة مثل البقية، بل أسس والدها لها مدرسة خاصة داخل القصر، إجمالًا، كانت إيملي ملكة متوجة على عرش والديها، لكنها لفظت كل ذلك في دقة قلب غبية.
الطريق للعدم
شيء مؤسف بحق أن يكون بداية سقوط إيملي بريك وأول طريقها نحو العدم هو الوقوع في الحب، فقد وقعت الفتاة الغنية التي كانت تُعامل مُعاملة الملوك في حب شاب فقير مُعدم يُدعى دونالد، وهو ليس مجرد شاب فقير فقط، بل إنما أيضًا أفقر من الفقر، لدرجة أن ما يتقاضاه في السنة الواحدة من عمله لا يكفي إيملي كمصروف يومٍ واحد، على كلٍ سقطت الفتاة في الحب وجاء دونالد بكل وقاحة يطلبها من والدها، والذي رفض بدورها أن يُعطي فتاته، والتي هي قطعة من قلبه، لهذا الشاب الفقير، وللغرابة، وصل جنون إيملي إلى التخطيط للهرب من البيت.
الهروب المُخيب
هربت إيملي بريك من البيت بعد أن غفلّت أهلها وخدمها، كان ذلك في تمام الواحدة صباحًا، وكان من المفترض أن يكون دونالد مُنتظرًا لها عند جسر غولد، لكنها ذهبت ومكثت بالساعات دون أن يأتي دونالد، كانت مُحاطة بالخوف والهلع من صوت الذئاب المُتنمرة وشكل الجسر المُخيف، لكنها بالرغم من كل ذلك كانت تنتظر حبيبها بكل شغف، ذلك الشغف الذي بدأ يتبدد مع تلاشي الليل شيئًا فشيئًا، وبالرغم من أن التاريخ لم يستطع توثيق تلك اللحظات الغامضة إلا أن الصباح كان شاهدًا على أمر واحد ولا شيء غيره، ببساطة، لم يأتي دونالد، ولم يعد هناك وجود للفتاة المُراهقة إيملي.
ما الذي حدث لدونالد؟
لا أحد يعرف بالضبط لكن يُقال إن دونالد أراد الانتقام من والد إيملي بريك فيها فقام بإعطائها هذا الموعد الخيالي ثم لاذ بالفرار، يُقال كذلك أن دونالد كان في طريقه إلى إيملي فعلًا لكنه وجد ما يُعيق في الطريق، وقد رجح البعض أن يكون ذلك العائق هو معرفة والد إيملي بكل شيء وإرساله لمن يقوم بقتله، لكن، إن كان هذا القول صحيحًا، فلماذا لم يُرسل أيضًا من يُحضر له ابنته من الجسر؟ لماذا تركها تلقى مصيرها؟ عمومًا شيء واحد واضح ولا غبار عليه، لم يظهر دونالد عشيق إيملي بعد الحادثة مُطلقًا.
ما الذي حدث لإيملي؟
خرجت الكثير من التكهنات أيضًا عن إيملي بريك وما حدث لها، فالبعض يقول أنها عندما انتظرت دونالد طويلًا وأيقنت عدم حضوره قامت بإلقاء نفسها من أعلى الجسر قاصدةً الانتحار، وهذه رواية منطقية بعض الشيء، خاصةً إذا عرفنا كمية الألم التي تُسببها واقعة كهذه، وهي ترك فتاة تنتظر على قارعة الطريق، لكن، البعض الآخر ذهب إلى تدخل الصدفة في إنهاء الأمر، حيثُ أشيع أن ظلام الجسر وعدم اتضاح الرؤية به ليلًا جعلا سائق إحدى الشاحنات يقوم بدهس إيملي دون أن ينتبه لها، عمومًا، هذان الروايتان بالطبع لا يُعتبرا شيء أمام الرواية الثالثة، والتي جعلت المُتهم شخص آخر مُختلف تمامًا.
الرواية الثالثة
الرواية الثالثة حول ما حدث للفتاة المسكينة إيملي بريك تقول إنها قد تحملت الألم الذي سببه لها عدم وصول دونالد في موعده، ثم عادت إلى البيت تجر أذيال الخيبة والانكسار طامعة في أن يمر الأمر كأن شيئًا لم يكن، لكن هذا لم يحدث.
تقول هذه الرواية أن والد إيملي عندما عرف ما أقدمت عليه طفلته الوحيدة، التي كانت تُعامل مُعاملة الملوك، شعر بخيبة أمل كبيرة يشوبها شعور مرير بالانكسار، ثم لم يتمالك نفسه وهو ينقض على ابنته يقتلها، ببساطة، هذه الرواية، المُستبعدة، تقول إن والد إيملي قد أقدم على قتلها في نهاية الأمر، لكن، هل انتهت قصة فتاتنا عند ذلك الحد؟
ما بعد موت إيملي
تحولت قصة إيملي بريك بعد موتها إلى أسطورة وقصة لطيفة يقصها الآباء لأبنائهم كل يوم، كانت قصة مُسلية بحق، يُمكن أن تُقص بأكثر من طريقة ولأكثر من مقصد، فمثلًا إذا كان الوضع عن الحب والرومانسية فإن قصة حب إيملي لدونالد وتضحيتها من أجله ليست شيئًا بسيطًا في هذا الصدد، أما إذا كان الأمر يتعلق بغدر دونالد لإيملي فهي قصة رائعة أيضًا، تكون العبرة منها هي عدم الأمان للبشر، واحتمالية غدرهم وتقلبهم دائمًا، لكن، إذا تم تناول القصة من ناحية ما حدث بعد موت إيملي فأن الأمر لا يحمل سوى تفسير واحد، وهو بث الرعب.
جسر إيملي المُرعب
للعلم، تم تسمية جسر إيملي بهذا الاسم بعد الأحداث التي وقعت لبطلة قصتنا إيملي بريك، لكن ليس هذا ما يعنينا، وإنما ما يشغل الجميع في إنجلترا كان أصوات البكاء التي تُسمع ليلًا بالقرب من الجسر.
تعود السكان الذي يقطنون بالقرب من جسر إيملي أن يسمعوا يوميًا صوت فتاة تبكي وتتهدج، الغريب أن ذلك البكاء كان يتوقف في الصباح لأسبابٍ مجهولة، وقد قيل دون تفكير بالطبع أن ذلك الصوت يتعلق بالفتاة إيملي وما حدث لها قبل قرون، في النهاية استقروا على إطلاق اسم لعنة إيملي على ما يحدث عند جسر إيملي، لكن الأمور أيضًا لم تتوقف عند ذلك الحد، وإنما أخذت اللعنة تأخذ مُنحنى آخر.
لعنة إيملي
أصبحت لعنة إيملي بريك مرتبطة بشكل كبير بما يحدث للعشاق دائمًا عند جسر إيملي، فلكم أن تتخيلوا أنه لم يمض شهر إلا ويقوم أحد العشاق بإلقاء نفسه من أعلى هذا الجسر دون سبب حقيقي، فقد يرى الناس شخص فاقد الوعي يتجه نحو الجسر ثم يلقى بنفسه، وأحيانًا يحدث الأمر مع زوج من العشاق، مما أدى إلى هلع الناس من الجسر والتحذير من عدم الاقتراب منه تفاديًا للعنة الموجودة هناك، لعنة إيملي.
أضف تعليق