كانت قصة السفاح الأمريكي كارل بانزرام محل دراسة من الجميع لما احتوته من أمور غريبة يكاد يطير لها العقل، فذلك الرجل بدأ حياته الإجرامية منذ الصغر، ثم لم يترك بعدها أي فعل إجرامي إلا وفعله، فقد سرق وعذب واغتصب وقتل، حتى أن جرائم نادرة مثل الشذوذ لم تتفلت منه، وإنما ارتكبها أيضًا، بل أن هناك من يدعي أن كارل قد تجاوز الألف حالة اغتصاب، وهو رقم قياسي بالطبع، لا يُمكن أن يكون هناك سفاح آخر قام بتجاوزه، على كلٍ، دعونا في السطور القادمة نتعرف سويًا على قصة كارل بانزرام كاملة، ونعرف الأسباب التي دفعته للتحول إلى ذلك المجرم الملعون.
كيف ارتكب السفاح كارل بانزرام كل أنواع الجرائم؟
من هو كارل بانزرام؟
ولد كارل بانزرام في الثامن والعشرين من يونيو الواقع في عام 1891، وذلك في ولاية صغيرة تقع في الولايات المتحدة الأمريكية تُسمى مينيسوتا، وهو وقت كما نعرف كانت الولايات المتحدة الأمريكية تحاول فيه التمهيد لانقضاضها على العالم الحديث، هذا بعد أن بدأ نجم فرنسا وبريطانيا في الخفوت.
كانت عائلة كارل صغيرة بعض الشيء، فبخلافه كان هناك شقيقين وأب وأم، لكن، في الثامنة من عمر كارل لم يكن هناك أي فرد مما سبق، ببساطة، أصبح كارل فجأة وحيدًا.
بداية المأساة
بالرغم من أن والد كارل بانزرام كان مُجرد مُزارع فقير إلا أنه كان قادرًا على توفير احتياجات أطفاله، لكن فجأة حلت عاصفة من الخراب والدمار على عائلة كارل، فمات الشقيقين بمرض، وهرب الأب إلى المجهول، وماتت الأم متألمة مما ألم بأهلها، بين عشية وضحاها لم يبقى للطفل المسكين أي أحد.
كان كارل وقت أن حدث ما حدث لا يزال في الثامنة من عمره، لذلك تم نقله إلى مدرسة ترعى الأطفال المُتشردين تُسمى بالإصلاحية، وفي هذه الإصلاحية، بدأ كل شيء يتجه للإفساد، وبدأت حياة كارل الجديدة تُظهر بوادرها السيئة.
جحيم الإصلاحية
كانت الإصلاحية تُمثل جحيمًا بالنسبة للفتى كارل بانزرام، كان يظن في البداية أنه سيتعلم اللغة والرياضيات والآداب، لكن مجموعة من المُتشردين هناك أخذوا في تعليمه السرقة والإجرام، وكان في كل مرة يُضبط من إدارة الإصلاحية يتعرض لأقصى العقاب، ولكم أن تتخيلوا أنه من ضمن هذا العقاب كان الاغتصاب، لذلك بدأت فكرة سيئة تتكون في رأس كارل، وبدأ يرى الجميع مُخطئًا بحقه، وأن العقاب المُناسب هو الاغتصاب، لذلك، خلال فترة تواجده في هذا المكان قام بأكثر من عملية اغتصاب للأطفال الجدد، وكان يعتقد بذلك أنه ينتصر لنفسه ويقتص مما تعرض له، ولم يتوقف كل هذا الصخب خارج الإصلاحية، حيث استمر كما كان يعتقد في الانتقام.
خارج الإصلاحية
خارج الإصلاحية لم يختلف كثيرًا عن داخلها بالنسبة للفتى الذي أصبح شاب عشريني كارل بانزرام، كان يسطو على البيوت ويغتصب النساء والرجل، ثم يذهب آخر الليل للنوم على قضبان السكك الحديدية دون أن يُفكر فيما يفعله، كما ذكرنا، كان يعتقد أنه في غابة، وأن ما يقوم بفعله ليس سوى قانون الغاب.
خارج الإصلاحية لم يكن كارل يعرف أنه ثمة شرطة سوف تقوم بتوقيفه ومعاقبته، وهذا ما حدث بالفعل بعد سبع سنوات من الإفساد والخراب والاغتصاب، حيث تم إلقاء القبض عليه، وهناك تم معاملته بنفس المعاملة التي كان يتعامل بها داخل الإصلاحية، حيث تعرض للاغتصاب أيضًا على يد حراس السجن وتم تعذيبه وصلبه وفعل كل ما يتخيله العقل به، الغريب، أن كل ذلك لم يُزد كارل إلا إصرارًا على مواصلة جرائمه، بل أنه قد ارتكب ما عُرف بعدها باسم مذبحة السفينة.
مذبحة السفينة
بعد خروج كارل بانزرام من السجن مباشرة أراد ارتكاب مذبحة كبيرة لتكون بمثابة عقاب شديد لهذا المجتمع، وقد كان من المفترض أن تكون هذه جريمة القتل الأولى له، إلا أنه تحولت إلى مذبحة كبيرة، عُرفت فيما بعد بمذبحة السفينة.
ببساطة شديدة، صعد كارل على سفينة شحن بها أكثر من ثلاثة عشر صيد، كلهم مساكين يعملون في السفينة، لكن كارل تعود على ألا يُفرق بين ظالمٍ ومظلوم، لذلك قام بنصب الشباك لهم وقتلهم واحدًا تلو الآخر من خلال الإلقاء من أعلى السفينة في جعبة التماسيح الجائعة التي لم ترحمهم أيضًا، ليكون كارل بهذه المذبحة السفاح الأعنف في بداياته بالتاريخ.
سلسلة الجرائم
لم تتوقف جرائم كارل بانزرام عند ذلك الحد بل ساح في البلاد يقتل كل من يستهويه، كان بارعًا بحق، وكان من الصعب جدًا الإمساك به، لذلك استمر في القتل حتى تجاوزت ضحاياه العشرين، بينما لم تتمكن الشرطة من إلقاء القبض عليه بالرغم من كل ذلك، الغريب، أن الضحايا أيضًا لم يستطيعوا مقاومته، خاصةً وأنهم كانوا على الأغلب من الأطفال، وبخلاف القتل، كان ينتقم منهم كذلك بالاغتصاب، حتى إن بعض المُبالغين كما ذكرنا قالوا إنه قد اغتصب واعتدى على ما يتجاوز الألف طفل، وهو رقم يضمن له مقعدًا في موسوعة جينيس بارتياح.
سقوط كارل بانزرام
بالتأكيد كان هناك يوم مُقدر فيه سقوط كارل بانزرام، والحقيقة أن هذا اليوم كان يوافق الحادي عشر من أكتوبر القابع في عام 1928، وهو يوم تاريخي بالمناسبة لأنه شهد سقوط هذا السفاح المعتوه.
سقوط كارل للغرابة لم يكن بسبب ثلة الجرائم التي ارتكبها، وإنما كان بسبب جريمة سطو عادي على أحد البيوت، وبالتحقيق والتقصي انفرط عقد كارل وسقط مُعترفًا بكل جرائمه، وكم كان الاندهاش مُسيطرًا في المحكمة وفي كل مكان تُسمع فيه تصريحات هذا السفاح واعترافاته، حيث بدا عليه عدم الخوف والندم، وكأنه مثلًا كان يقتلهم من أجل المسيح، لكن، هل غفل المُحققين عن هذا السؤال الهام، هل نسوا أن يسألوه عن أسباب ارتكابه لكل هذه الجرائم! بالتأكيد فعلوا، وكانت الإجابة كارثية بكل ما تعنيه الكلمة من معان.
لماذا كل ذلك القتل؟
في المحكمة وُجه إلى كارل بانزرام سؤالًا من أحد الصحفيين، كان السؤال مُقتضبًا للغاية “لماذا كل هذا القتل؟” والغريب أن الإجابة كانت مسبوقة بابتسامة مجنونة من قِبل كارل، لقد قال “من أجل الحق والمسيح”!
كان كارل يعتقد أن الضعف داء لابد من القضاء عليه، لذلك برر جرائمه الكثيرة بأنها كانت من أجل القضاء على الضعفاء والمساكين حتى لا ينتشروا ويملؤوا الأرض ضعفًا، وقد لوحظ فعلًا أن أغلب ضحاياه كانوا من هذه الطبقة، وهذا إن دل فيدل على جنونه المُتناهي والتأثير الكبير الذي جرى له في الإصلاحية.
نهاية كارل بانزرام
بالطبع كان الحكم هو إعدام كارل بانزرام، والحقيقة أن هذا السفاح كان يستعجل تنفيذ الحكم بطريقة بدت مُحيرة جدًا، لدرجة أن الحكم تأخر بعض الشيء فقام هو بالانتحار مُنهيًا حياته بنفسه، ثم وُجدت عبارة غريبة مكتوبة بالدم على الحائط تقول “عفوًا، لا أطيق الانتظار”.
الظاهر عندو لقاح داعشي