تسعة مجهول
ضباط الشرطة
الرئيسية » جريمة » ضباط الشرطة المتخفين الذين تحولوا إلى أعتى المجرمين

ضباط الشرطة المتخفين الذين تحولوا إلى أعتى المجرمين

رغم أنه يفترض بالشرطة أن تكون مانعة الجريمة، إلا إن التاريخ يسجل الكثير من حالات تحول ضباط الشرطة إلى مجرمين لأسباب أو لأخرى، نتعرف على تفاصيل ذلك هنا.

في الموضوع التالي سنتعرض إلى نماذج من ضباط الشرطة المتخفيين الذين تحولوا إلى مجرمين أو شاركوا في أعمال عنف أو حتى قاموا بتلفيق التهم للأبرياء، بعد قرائتك للأسطر التالية ستصاب بالدهشة مما ستعرفه، فأول النماذج التي سنعرضها هو ضابط بريطاني مكلف بالانخراط في منظمات متطرفة ليتعرف على أهم ما يحدث في اجتماعاتها، لكنه تحول إلى إرهابي يزرع القنابل حيث أنه تشرب من فكرهم الكثير وأصبح واحدًا منهم بل وأشد تطرفًا من الكثير منهم، وسنذكر الضابط روبرت كارول الذي أصبح مدمنًا للمخدرات وهو في مهمة للحصول على أدلة مادية لعصابة خطيرة تتاجر في الهيروين والكوكاكيين، وسنذكر ضباط آخرين شاركوا في أخطر وأبشع العمليات الإجرامية لدرجة أن بعض ضباط الشرطة المتخفيين شجعوا المجرمين على التمسك بجريمتهم بل وضغطوا عليهم للاستمرار في مسيرتهم الإجرامية، أما فقرتنا الأخيرة ستخص مجرم متخفي في هيئة ضابط، وأغلب هؤلاء الضباط ذهبوا إلى المحكمة وتم سجنهم كما سنذكر بالتفصيل في الفقرات التالية.

ضباط الشرطة الذين تخلوا عن مبادئهم وتحولوا إلى مجرمين

مات راينر: ضابط تحول إلى إرهابي

تم تعيين الضابط البريطاني مات راينر (اسمه الحقيقي غير معلن عنه) للتقصي عن مجموعات سياسية متطرفة في بريطانيا والدخول في عالم المنظمات اليسارية المتطرفة وغيرها، وكانت مهمته تشمل التخفي كناشط في حقوق الحيوانات للتقصي عن مجموعة معينة، وذلك في الفترة ما بين 1991 إلى 1996، وأحد أعضاء الجماعة يدعى جيوف شيبرد وقد خرج للتو من السجن أثناء بداية مهمة راينر، فبدأ بتكوين علاقة صداقة معه، لكن أواصر الصداقة توطدت بينهما بشكل بالغ وبين آخرين من الجماعات المتطرفة، لدرجة أن أفكارهم تسللت إلى عقل راينر وأصبح متعصبًا مثلهم بل وأكثر منهم، ويقول جيوف شيبرد أن راينر شجعه أكثر على التطرف، وجعله يشارك في جرائم لم تكن تخطر على باله مثل مساعدته في تصنيع جهاز متفجر وجدته الشرطة فيما بعد في منزل شيبرد في سنة 1995، باختصار فإنه قد تحول إلى إرهابي في غضون سنين.

توم كولمان: اخترع خلية لتجارة المخدرات

في التسعينيات من القرن الماضي، تم تكليف أحد ضباط الشرطة ويدعى توم كولمان في مهمة سرية استغرقت 18 شهر للتحري عن خلية من تجار المخدرات في قرية صغيرة في ولاية تكساس الأمريكية تدعى توليا وأغلب سكانها يعملون في الزراعة وغير متيسرين ماديًا، وبناء على المعلومات التي أدلاها كولمان فقد قبضت الشرطة على 46 من المتهمين وحكم عليهم بالسجن لفترات متباينة لكن أغلبها طويلة جدًا، ولم تكن هناك أية أدلة مادية سواء صوتية أو مرئية، فكل المعلومات هي معلومات شفهية نقلها كولمان إلى الشرطة، ثم جاءت المفاجأة، تبين أنه لا توجد خلية لتجارة المخدرات في مدينة توليا على الإطلاق! وأن الضابط لفق التهم لأغلب المتهمين لاعتبارات عنصرية، حيث أن أغلب من اتهمهم كانوا من السود، وفي سنة 2003 أي بعد سنين من السجن تم العفو عن 35 من السجناء بواسطة حاكم تكساس، والبقية كانوا متورطين بالفعل في بعض النشاطات الإجرامية، وتم الحكم على الضابط كولمان بالسجن لسبع سنوات بتهمة تضليل السلطات.

روبرت كارول: أدمن الهيروين بعد سنة

في سنة 2008، تم تعيين الضابط روبرت كارول (تحت اسم لي تايلور) في وحدة سيجما التابعة لشرطة مانشستر في إنجلترا كضابط متخفي في مهمة للقبض على عصابة كبيرة من تجار المخدرات، لكن بعد سنة واحدة فقط وبعد اندماج الضابط مع العصابة تحول إلى مدمن هيروين غير قادر على التعافي، وقد حاول ذلك مرات عديدة من خلال العلاج الطبي والنفسي ولكنه لم ينجح، حيث أن أجواء تجارة المخدرات كانت كل ما يوجد في عقله، وبعد حيازة الشرطة على كل متعلقاته وجدوا أن عدد المكالمات بينه وبين التاجر الذي يحصل منه على الهيروين تجاوزت 2,000 مكالمة في الأربعة أشهر الأخيرة فقط! ومع ذلك فقد ادعى أنه تمكن أخيرًا من القضاء على عادة الإدمان بمساعدة زوجته التي تعمل ضابطة أيضًا، وتم الحكم على روبرت كارول بالسجن لأربعة أشهر بتهم السرقة وسوء التصرف.

أجوستينو برانكاتو: نموذج سيء لكل ضباط الشرطة

عصابة فاجوس للدراجات النارية أو نادي فاجوس كما يطلق عليه بشكل رسمي هو أحد المنظمات الإجرامية في أمريكا، وتم إنشاء النادي في أواخر الستينيات وهو يضم الآن حوالي 4,000 عضو يتواجد أغلبهم في ولاية أريزونا وكاليفورنيا وهاواي بل أنه وصل إلى بعض الدول الأخرى مثل أستراليا والسويد، وما نحن بصدده الآن هو عضو في العصابة يدعى جيريمي هالجات وقد تم القبض عليه في سنة 2014 بسبب تهم متعددة تتعلق غالبيتها بتوزيع مخدر الكوكايين، وبناء على شهادته فقد حصل على ألف دولار ليقف مراقبًا أثناء صفقة لبيع كمية كبيرة من الكوكايين تبلغ 10 كيلوجرام، والمشكلة تكمن في أن البائع والمشتري كلاهما من ضباط الشرطة الفيدراليين! لكن المشكلة ستزداد غرابة عندما تعلم أن هالجات قال أنه حاول مرارًا الابتعاد عن أنشطة تهريب المخدرات وتجارتها، لكن تم الضغط عليه وتشجيعه بواسطة أجوستينو برانكاتو وهو ضابط متخفي قد اخترق عصابته منذ وقت طويل، هذا بالإضافة إلى أنشطة أخرى غير مشروعة قام بها برانكاتو وبرر هذا بأنه أراد إقناع العصابة بأنه جزء منها.

وجيتيتش براسزوك: شارك في أعمال عنف متعددة

في سنة 2013 وفي مدينة نيو يورك، وجد سائق دراجة نارية يدعى أليكسيان لين نفسه في مأزق حقيقي، فقد تورط عن طريق الخطأ في حادثة تصادم تسبب فيها في إصابة سائق دراجة نارية آخر، لكنه شعر بالذعر الشديد فلم يتوقف وأكمل طريقه، المشكلة هي أن سائق الدراجة هو شخص تابع لعصابة خطيرة تضم العشرات من المجرمين، وتصادف أن بعض أفراد العصابة كانوا وراء صديقهم يقودون دراجاتهم النارية، لذا ساروا بسرعة كبيرة وراء أليكسيان حتى وصلوا إليه وتمكنوا من إطاحته من على الدراجة ثم بدأوا بضربه بعنف، وقد شارك 11 منهم في عملية التعذيب هذه، وتبين فيما بعد أن واحد منهم يدعى وجيتيتش براسزوك هو ضابط متخفي كان يعمل تحت الغطاء منذ 13 سنة، والغريب أنه شارك بدور كبير فيما حدث، مع أنه صرح خلال محاكمته بأن كل ما أراده هو إتقان دوره حتى لا يشك فيه أفراد العصابة، لكن القاضي رأى أن تصرفه هو تصرف مجرمين ولا يتوافق مع أخلاقيات ضباط الشرطة المتخفيين، لذا حكم عليه بالسجن لعامين.

فانكيتو جامبس: مجرم يعمل كضابط متخفي

هذا النموذج هو أغرب نماذج ضباط الشرطة ، وهو ليس ضابط متخفي بل مجرم متخفي في هيئة ضابط! وقد بدأت الحكاية في سنة 2016 عندما قبض على الضابط فانكيتو جامبس متلبسًا وهو يتعاطى سطور الكوكاكيين في إحدى الحانات مع ضباط آخرين وتاجر مخدرات كبير، لكن التحقيقات وجدت أن ما فعله ليس إلا نقطة من بحر، حيث وجدوا أنه كان يتبع إحدى العصابات الكبيرة التي تعمل بشكل أساسي في تجارة مخدر الكوكاكيين غالي الثمن وأنواع أخرى من المخدرات وأنشطة إجرامية أخرى، وقد ساعدهم كثيرًا على الهرب من هجمات الشرطة فور معرفته بأي حملة أمنية مفاجئة، وأخطر شيء وجدوه أنه شارك في عمليات قتل عديدة قامت بها العصابة، وواجهته النيابة بتهم مختلفة تشمل القتل والسرقة وتضليل السلطات والاستخدام غير القانوني للسلطة وغيرهم.

علي سعيد

كاتب ومترجم مصري. أحب الكتابة في المواضيع المتعلقة بالسينما، وفروع أخرى من الفنون والآداب.

أضف تعليق

تسعة عشر + 8 =