الرنغورنغو هو اسم اطلقه بعض العلماء على لغة لم يستطع احد الى اليوم فك رموزها ويعتقد انها تعود لحضارة الرابا نوي , واسمها الكامل هو كوهاو موتو مو رونغورونغو وتعني “ان يقرأ او يهتف” التي استقرت في جزيرة الفصح او جزيرة القيامة في تشيلي , وقد تم اكتشاف بعض النقوش التي طبع عليها رموز هذة اللغة في القرن التاسع عشر , وهي عبارة عن قطع خشبية نقشت عليها رسومات لاسمال وطيور وانسان وحيوانات , ونتيجة الاهمال فقد تناثرت كل القطع المكتشفة في العديد من الدول ولم يتبق منها شيء في الجزيرة , حيث قام بعض البحثين بإعادة تجميع بعض هذة القطع في بعض متاحف العالم .
رموز الرنغورنغو (Rongorongo )
لم يتمكن العلماء الى اليوم تحديد اذا ما كانت رموز الرنغورنغو هي لغة مستقلة بذاتها او انها تابعة لأحد اللغات القديمة لكن مع تغييرات بسيطة في شكل الرموز المستخدمة، ونظرا لضياع كثير من النقوش اما لتعرضها للسرقة او الحرق والتلف بفعل العوامل الجوية فلم يتمكنوا الى اليوم من فك رموز تلك اللغة او ايجاد اي دليل على كونها شكل من اشكال التعبير عن لغة قديمة اخرى .
اغلب ما وجد من نقوش في جزيرة القيامة كان مدون على قطع خشبية فيما وجد عدد قليل من النقوش الحجرية وهو ما جعل تلفها سهلاً ولم يتبق منها الى اليوم الى 20 قطعة بعضها محفوظ في المتاحف فيما لاتزال بعضها ملك اشخاص عاديين ولكن لم يتبق منها اي قطعة على جزيرة القيامة, وقد استخدم عدة انواع من خشب الاشجار التي تنمو في المنطقة , فيما وجدت بعض القطع التي اخذت من حطام بعض السفن .
يعتقد انه استعلمت عدة ادوات لعمل هذة النقوش على الخشب فبعض النقوش استعمل فيها بعض انواع الحجارة البركانية الصلبة ثم تم استخدام اسنان اسماك القرش للحصول الى الشكل الدقيق للرموز وفي بعضها الاخر تم استعمال عظام الحيوان التي تم تشكيلها لتكون مثل السكاكين , وقد تم الاعتناء بالرموز التي كانت تمثل صور حيوانات واسماك وطيور وانسان وبعض الاشكال الهندسية جيدا وتم تزيين بعض الرموز مما دعا بعض العلماء الى وضع فرضية ان هذة القطع لم تكن الا مجرد اعمال فنية ليس الا او قد تكون طوابع او بعض التمائم التي استخدمت لأغراض دينية وذلك نظراً لحجمها الصغير وشكلها الذي يشبه الاقراص او الازرار.
رأي العلماء
يرجع كثير من العلماء تاريخ اول ظهور لهذة النقوش الى 1870 اذ قامت بعض الحملات التبشيرية القادمة من اوروبا وامريكا بأخذ بعض هذة النقوش , ويعتقد ان بعض الزوار الاوائل للجزيرة تعلموا لغة السكان الاصليين لكنهم لم ينقلوها الى اشخاص اخرين اما لأنهم ماتوا ولم يعودوا الى مواطنهم الاصلية او انهم لم يعتبروها لغة تستحق التعلم, ونظرا لتناثر معظم هذة النقوش بين يدي اشخاص عاديين فغن ذلك يعني انها لم تكن قطع مقدسة او انها مراجع للغة ما , فيما يرى بعض الباحثين انها ربما كانت وسيلة من السكان الاصليين لحفظ تراثهم من خلال لغة مشفرة يعرفها النخبة منهم وذلك لمواجهة اي خطر يلحق بحضارتهم نتيجة الاستعمار الاسباني لجزيرتهم , ويرجع الباحثون تاريخ عمل هذة النقوش الى القرن الثالث عشر كحد اقصى اذ انها لم تكن لتصمد لو كانت اقدم من ذلك وذلك لطبيعة المواد الهشة التي صنعت منها مع عدم استخدام مواد حافظة او اي نوع من الطلاء لحمايتها من التلف.
فك رموز النقوش
تم اخراج اقراص الرنغورنغو من جزيرة القيامة الى العالم الخارجي عن طريق الاساقفة والرهبان الذين قدموا مع الحملات التبشيرية ويذكر ان اول من اهتم بهذة النقوش كان اسقف تاهيتي فلورنتين اتيان الذي حاول ايجاد اشخاص من الجزيرة يساعدوه على فك رموز هذة النقوش لكنه لم يفلح الا في تحليل بعض الرموز وقد وجدت بعض الاخطاء في هذة التحليلات ومنها الاشارة الى الخزف الذي لم يكن معروفا على جزير ة القيامة , كما ان هذة التحليلات لم تمكن العلماء من تشكيل جمل مفهومة من الاقراص التي حاولوا تطبيق تحليلات اتيان عليها, وفيما بعد وعلى مدى اكثر من مئة عام اشتغل العديد من الباحثين في تحليل هذة اللغة ومحاولة فك اسرارها و الى اليوم لم يتمكن عالم من التوصل الى السر الحقيقي وراء تلك اللغة او الرموز , ويذكر ان بعض العلماء في العصر الحديث يتجه الى ان هذة النقوش هي نوع من انواع التقويم الفلكي الذي كان سائداً في تلك الفترة .
أضف تعليق