كانت كارول دييرنج السفينة الشراعية التجارية تبحر في مياه المحيط الاطلسي عندما تعرضت لعاصفة قوية ادت الى جنوحها، وقد حاولت عدة سفن انقاذها لكن باءت كل المحاولات بالفشل لمدة اسبوع، وعند الوصول اليها بعد استقرار الاجواء لم يتم ايجاد اي من افراد طاقمها ولم يعثر فريق الانقاذ على قوارب النجاة التي كانت على السفينة، ورغم كل محاولات البحث عنهم لم يفلح اي فريق انقاذ في ايجادهم احياء او اموات او ايجاد اي دليل على تحطم قوارب النجاة التي يمكن انهم استقلوها, وتعد هذة السفينة واحدة من اشهر ضحايا مثلث برمودا الغامض ولم يكن هناك امكانية للاحتفاظ بالسفينة المعطوبة في مكانها او جرها الى احد الموانيء القريبة مما اجبر خفر السواحل في تلك المنطقة على تدميرها وهو ما دمر اخر فرصة للعثور على ادلة من داخلها بالاضافة الى عدم العثور على ادلة تقود الى الطاقم المختفي في اي مكان من العالم.
اختفاء طاقم سفينة كارول دييرنج
[icon type=”cog” size=”16″ float=”right” color=”#580000 “] طاقم سفينة كارول دييرنج
كان طاقم السفينة مكون من 10 اشخاص, وكانوا يحمل معظمهم الجنسية الدينماركية, بينما نصبت عليها خمسة اشرعة وقد خصصت لنقل البضائع بين موانيء المحيط الاطلسي، حيث دخلت الخدمة عام 1919، وبعد عامين فقط تعرضت لحادثة الجنوح واختفاء طاقمها بالكامل في رحلتها الاخيرة المتوجهة الى ميناء ريودي جانيرو في البرازيل, حيث كانت حمولتها من الفحم، وقد سجل بعض الشهود خلافات حادة بين االبحارة وقبطان السفينة الذي عينته الشركة المشغلة حديثا بعد ان اصيب القبطان الاول لها بمرض منعه من الابحار, حتى ان الشرطة حققت مع نائبه في اقوال منسولة اليه يهدد فيها قبطانه بالقتل.
[icon type=”cog” size=”16″ float=”right” color=”#580000 “] مكان الحادث
جنحت السفينة في منطقة دايموند شولز قبالة سواحل كيب هاتيرس وهي منطقة لها سمعة سيئة حيث كانت تكثر فيها حالات التحطم في ذلك الوقت، وذلك في اواخر شهر كانون الثاني من العام 1921 اي بعد عامين على دخولها الخدمة السفينة، ونظرا لسوء الاحوال الجوية لم تتمكن طواقم الانقاذ من الوصول اليها الا بعد خمسة ايام، ولكن لم تجد طواقم الانقاذ اي فرد من طاقمها كذلك كان اثنين من قوارب النجاة قد فقدا وبعض الوثائق والادوات الملاحية الخاصة بالسفينة، بينما وجدت بعض الاطعمة التي تم حزمها لإستعمالها في الايام القادمة على ما يبدو لكنها تركت على السفينة ولم يأخذها الطاقم معه, وبعد شهر على الحادثة اغرقت السفينة بالديناميت وذلك للخطورة التي تشكلها على السفن الاخرى المارة في المكان .
[icon type=”cog” size=”16″ float=”right” color=”#580000 “] لغز اختفاء طاقم السفينة
كان اختفاء طاقم السفينة هو اللغز الاكبر في الحادثة فسبب الجنوح كان واضحا حيث دخلت السفينة ضمن منطقة اعاصير نشطة، ومنذ لحظة اكتشاف اختفائهم الغامض الى اليوم وضعت عدة فرضيات بعضها كان منطقيا ومبينا على قرائن معينة والبعض الاخر كان اشبه بالخيال العلمي او بالخرافات والبحث في عالم الكائنات الفضائية او الاشباح, فقد كانت فرضية ان الطاقم تعرض للخطف ثم القتل من قبل القراصنة امر ممكن التصديق لكن مع وجود قاربي نجاة مفقودين ومع عدم وجود اية اثار للتخريب على السفينة يجعل الفرضية بحاجة لمزيد من الاثباتات، اما الفرضية الاخرى والممكنة ايضا هي ان الطاقم تمرد على قائده الجديد الذي عرف عنه الطبع السيء وقسوته معهم حتى على الارض في ريو دي جانيرو وهو ما دفع بمساعده الذي كان مخمورا في احد الحانات ان يهدد بقتل قبطانه بعد العودة الى السفينة كذلك شهد بحارة احد السفن التي مرت قريبا من السفينة المنكوبة قبل الحادثة بفترة ان كل الطاقم كان متجمعا حول القبطان على ظهر السفينة وهو امر غير اعتيادي في السفن اذ يجب على كل بحار ان يتابع مهمات معينة ولا يمكن ان يجتمعوا الا اذا كانوا يناقشون امرا غاية في الخطورة او انهم خرجوا عن سيطرة القبطان وقرروا التوقف عن العمل، وقصة تمرد الطاقم كانت الاكثر تصديقا عند عائلة القبطان اذ اتهمت ارملته افراد الطاقم بقتله واخفاء جثته التي نقلوها معهم الى احد سواحل الدول المجاورة واختفوا هم بعد ان غيروا اسماءهم ويمكن انهم اتجهوا نحو الشرق للعمل على سفينة اخرى هناك، فيما رأى بعض المحققين ان السفينة قد تكون تعرضت للسرقة من قبل مهربي الخمور لاستعمالها في تجارتهم التي كانت محظورة في تلك الايام .
[icon type=”cog” size=”16″ float=”right” color=”#580000 “] الفرضيات
بعض الفرضيات كانت تنطلق من السمعة السيئة للمنطقة وخاصة انها تقع في حدود مثلث برمودا الذي كان يعتقد انه يحوي قوى خارقة تغرق السفن وتصيب بحارتها بالجنون او تأسرهم وتخفيهم في مكان غامض، بينما كانت بعض الفرضيات اكثر غرابة اذ افترض بعض الباحثين ان البحارة انتقلوا عبر بوابة زمنية او مكانية الى عالم اخر ومثل هذة الفرضيات لم تكن لتلقى اهتمام الجهات الرسمية بشكل كبير مع تطور ادوات التحقيق وظهور مباديء عامة للتفكير المنطقي المبني على الدلائل والقرائن .
بعد اختفاء الطاقم بشهرين وجد احد الاشخاص الذي لقب ب كريستوفر كولومبوس على زجاجة فيها رسالة يعتقد ان كاتبها هو مهندس السفينة حيث جاء فيها ” ان السفنية تعرضت لهجوم من قبل زورق معادي وانهم سيقتادونهم الى مكان مجهول مع طلب ممن يعثر على الرسالة ان يبلغ الشركة المالكة للسفينة” وقد تم التأكيد من ان الرسالة كتبت بخط يد المهندس من قبل بعض معارفه لكن هذا التأكيد لم يعد له اهمية مع اعتراف الشخص الذي وجد الرسالة للشرطة انها كانت مزيفة وانه كان يهدف الى كسب الشهرة او المال من خلال بيعها، لكن ذلك لم يمنع المحللين ان يضعوا عدة فرضيات تدور حولها، حيث رأى بعض الباحثين انها كانت بالفعل من الطاقم وانهم ارادوا ان يوصلوا رسالة تحدي الى الشركة المشغلة لهم للرد على معاملة القبطان الذي تم تعيينه حديثا، واما بالنسبة للشخص الذي وجد الرسالة فعلى ما يبدو انه كان يعرف بعض افراد الطاقم وانه خاف ان يفتضح امره مع تشديد الشرطة عليه لذا تراجع عن اقواله .
الخلاصة
في نهاية المطاف اضطر المحققون لاغلاق القضية بعد الفشل في العثور على الطاقم واختفاء كل الادلة التي كانت في السفينة بعد اغراقها وكان ذلك في نهاية عام 1922، ومع وعدم وجود السفينة او اي اثر للطاقم صارت كل التحقيقات التي تم اجراؤها فيما بعد مجرد فرضيات يحاول اصحابها الارتكاز على بعض القرائن والشهادات واحيانا الاشاعات، وهو ما لم يمكن احد من الوصول الى اية حل اكيد لهذا الاختفاء .
أضف تعليق