كانت داريا سالتاكوفا أول شخص في التاريخ يُمارس القتل لمجرد القتل فقط، حيث كانت السفاحة الوحيدة في عصرها بل وباقي العصور، التي تقتل أكثر من مئة شخص، هذا بالرغم من عدم حاجتها للقتل مثل باقي السفاحين، فهي من سلالة كبار التجار في بلدها وتُعامل على أنها واحدة من السادة، لذلك كانت تمتلك الكثير من العبيد لديها، والذين أصبحوا فيما بعد قتلى وحرقي ومجانين، في حين أصبحت درايا سالتاكوفا أشهر سفاحة في التاريخ، فمن هي درايا سالتاكوفا وكيف تحولت فتاة أرستقراطية إلى سفاحة ومُغتصبة متوحشة، هذا بالضبط ما سنعرفه من خلال السطور التالية.
داريا سالتاكوفا والقصة الكاملة لأشهر سفاحة روسية
من هي درايا سالتاكوفا؟
وُلدت درايا سالتاكوفا في روسيا عام 1730، ولم تكت درايا فتاة فقيرة أو محتاجة كما يكون أغلب المجرمين والسفاحين، بل كانت فتاة غنية من الطبقة الأرستقراطية نبيلة، فقد كانت من عائلة تنحدر من الطبقة الحاكمة في روسيا، والتي كانت تحت حكم كاثرين العظمى في هذا الوقت. تلقت درايا تعليمها في أكبر المدارس الروسية، والتي كانت مخصصة لأبناء الملوك والرؤساء والتجار، وتدرجت في التعليم حتى وصلت للمرحلة النهائية، حيث كانت تتمنى دراسة الطب والعمل كالطبيبة، لكن الزواج المبكر جاء وأوقف كل ذلك.
درايا سالتاكوفا والزواج
تزوجت درايا في سنٍ صغير، تقريبًا في العشرين من عمرها، حيث تزوجت من أحد أثرياء عائلة سالتاكوفا، كان زواجًا تقليديًا يخلو من الحب والتفاهم، لكن لم يمضي وقت كبير إلا أن أنجبت من طفلين جميلين، وقد كانت قصتها تسير نحو المنعطف العائلي الهادئ المستقر، لكن شيئًا ما حدث لم يكن مُخطط له أبدًا.
موت زوجها
بعد الزواج بحوالي خمس سنوات مات زوج درايا موتًا طبيعيًا، إلا أن كان صادمًا لداريا التي كانت لا تزال في الخامسة والعشرين، إضافة إلى ذلك أخذت عائلة سالتاكوفا الطفلين ووضعتهما في رعايتهم، لتجد داريا نفسه فجأة دون زوجٍ أو أطفال.
درايا سالتاكوفا والحب
لم تلبث درايا إلا أن تزوجت من جديد، وهذه المرة كانت عن حب، حيث تزوجت بشاب عشريني أوهمها أنه قد وقع في حبها، مع أنه في الحقيقة كان قد تزوجها بسبب ثروتها وجمالها على سبيل الاستغلال، وقد كان هذا النوع من الزواج شائعًا في هذا الوقت، خاصةً وأن فترة الحرب قد حولّت الكثير من النساء إلى أرامل. تزوجت درايا من هذا الشاب المُخادع، وبعد فترة قصيرة عرفت عن طريق تتبعه أنه يُفكر ويُرتب للزواج من فتاة أخرى، وأدركت يقينًا أنه لم يكن يحبها كما توهمت، لذلك لاحقت درايا الشاب المخادع وحاولت قتله، لكنه نجا هو والفتاة وسافرا إلى الخارج بعيدًا عنها، ليترك هذا الأمر غضبًا كبيرًا في داخلها، بعد ذلك خرج هذا الغضب على شكل مذابح جماعية.
انتقام درايا سالتاكوفا
بعد أن أفلت هذا الشاب من يد درايا لم تجد أمامها سوى عبيدها لتُفرغ انتقامها عليهم، فكانت كلما تذكرت ما فعله هذا الشاب قامت بتعذيب أحد عبيدها، وأحيانًا كانت تقوم بتعريته وكي جسده بالنار، إلا أن وصل الجنون إلى ذروته وأعملت فيهم القتل. وبالطبع لم يأتي هذا الأمر دفعة واحدة، وإنما بدأ بالصريخ في وجوههم لأتفه الأسباب ثم تعذيبهم لأسباب أتفه وأخيرًا القتل، كل ذلك في سنوات قليلة، كل ذلك ولا أحد يجرؤ على التحدث.
طرق تعذيب داريا
تفننت داريا سالتاكوفا في تعذيب ضحاياه، بل وضعت حجر الأساس لأصناف من التعذيب لم يكن يُسمع عنه من قبل، وأهم هذه الأصناف ما يلي:
تعرية العبيد وتكسير عظامهم
كانت هذه الطريقة هي أول ما بدأت به داريا حملتها التعذيبية، حيث كانت تقوم بتعريتهم بعد إذلالهم، ثم تبدأ بعد ذلك في تكسير عظامهم عن طريق حجر صلب أو آلة حادة، وعادة ما كان الشخص المُعذَّب يفقد قدرته على التحرك للأبد.
حرق الجلود بالماء المغلي
الطريق الثانية من طرق تعذيب داريا كانت هي الحرق، لكنها كانت تستخدم أسلوبًا جديدًا، حيث كانت تحرق الجلود فقط عن طريق غليها بالماء، وبالطبع يكون ذلك أشد بكثير من الحرق بالنار.
الطرد في صقيع روسيا
وهو عقاب لا يعرفه إلا من ذاق برد روسيا القاتل، حيث كان من الممكن جدًا أن يموت الشخص فقط من البرد الشديد.
حرق الشعر واقتلاع أعضاء الجسم
وهذا الصنف من العذاب كان بدافع التلذذ والنشوة.
أكل لحوم الضحايا وهم أحياء
وهو ذروة ما وصلت إليه داريا في التعذيب.
رد فعل السلطة
كان لداريا سلتاكوفا نفوذ كبير في المجتمع الروسي، وذلك لأنها تُعد واحدة من أهم شخوص طبقة النبلاء هناك، وقد دفع هذا السلطة إلى التغاضي عن جرائمها، رغم كثرة البلاغات التي كانت تُقدم من الفلاحين الذين كانوا يستيقظون في الصباح ليجدوا جثث مشوهة لأشخاص من عبيد داريا، وعندما شعر الناس أن نفوذ هذه السفاحة أقوى من كل البلاغات التي قدموها توقفوا عن ذلك، مما جعل حدة القتل لدى داريا تزداد يومًا بعد آخر، حتى قيل أنها قتلت ما يقرب من 300 شخص، منهم ثلاثة رجال فقط، أما البقية فكانوا من النساء، وخاصةً الحوامل، وقد كانت داريا تقتلهم عن طريق دهس بطونهم بأقدامها.
تدخل كاترين الكبرى
بعد محاولات عديدة، استطاع عبدين الهرب عام 1762، وقد كان لأحدهما ثلاث زوجات قامت داريا بقتلهم شر قتل، فلما وصل إلى بلاط الملكة كاترين أجهش البكاء وأخذ يقص عليها ما فعلته داريا بهم طوال الست سنوات الماضية، وبالفعل أرسلت كاترين لجنة تحقيق موسعة للبحث خلف هذا الأمر، ليكون هذا التحقيق بعدها بمثابة اليد التي أزالت القناع عن انتهاكات طبقة النبلاء وجرائمهم التي فاقت الحدود.
سقوط درايا سالتاكوفا
بعد وصول لجنة التحقيق إلى قصر داربا، وبالبحث الدقيق، عثروا على باب سريّ أسفل القصر، وكان هذا الباب عند فتحه بمثابة فتح باب جهنم على داريا، فقد كان داخل هذا القبو عدد كبير من الجثث والأعضاء البشرية. تم القبض على داريا سالتاكوفا وأثناء التحقيقات توالت الاعترافات التي أثبتت أنه متورطة في تلك الجرائم منذ أكثر من عشر سنوات، ولأن عقوبة الإعدام وقتها كانت مُلغاة بقرار من الملكة كاترين تم الحكم على داريا بالسجن مدى الحياة، ولكن قبل ذلك كان لابد من إذلالها وإذاقتها الآمرين.
إذلال داريا سالتاكوفا
قبل تنفيذ عقوبة السجن اصطُحب كاترين إلى ميدانٍ عام وتم سحلها وتعريتها من ملابسها وقذفها ببقايا الطعام، فقد كان الشعب كله مشحونا من ناحيته لما فعلته من جرائم شنعاء تخجل لها الإنسانية قبل أن تخجل منها النساء.
نهاية أشهر سفاحة في التاريخ
في النهاية تم سجن داريا لتقضي عقوبتها بالسجن مدى الحياة، إلا أن داريا قضت ثلاثة عشر عامًا فقط ثم ماتت، ويقال إنها لم ترى النور أبدًا طوال هذه الفترة وأنه كان يتم اغتصابها كل ليلة على يد حراس السجن، لتكون بذلك قد تجرعت كأسًا صغيرًا من العذاب الذي أذاقته لعبيدها، وتكون تلك النهاية هي الحتمية لكل من يفعل مثلها.
أضف تعليق