تسعة مجهول
أوغوبوغو أو شيطان البحيرة
الرئيسية » اسطورة » أوغوبوغو أو شيطان البحيرة : الوحش البحري المخيف

أوغوبوغو أو شيطان البحيرة : الوحش البحري المخيف

أوغوبوغو واحد من الوحوش البحرية التي ترددت الكثير من الأخبار عن مشاهدته، نتعرف عن قرب على وحش أوغوبوغو أو شيطان البحيرة كما يطلق عليه.

أوغوبوغو بالتأكيد ليس بشهرة وحش بحيرة لوخ، فمن منا لا يعرف وحش بحيرة لوخ نس الشهير الذي تصدر قائمة وحوش البحيرات حول العالم بلا منازع، لكن ذلك لا يعني أنه الفريد من نوعه ولا وحوش بحيراتٍ أخرى تجوب العالم والتراث والأساطير دونه، من اسكتلندا بلد العجائب والأساطير والوحوش والقلاع المسكونة والأشباح المتعطشة للدماء إلى كندا، بلدٌ هادئٌ نسبيًا في هذه الناحية لم يحاول أن ينافس اسكتلندا على لقب بلد العجائب والأساطير لكن كان شيطان بحيرته أوغوبوغو محل قصصٍ ورواياتٍ ورعبٍ وأساطير، ليحتل مكانةً بارزةً في قائمة وحوش البحيرات المجهولين كادت تنافس مكانة وحش بحيرة لوخ نس نفسه، لكن حتى الآن تظل قصته غامضة لا يوجد عليها إثباتٌ قاطع لكن في نفس الوقت لا تتوقف القصص والحكايات عنها ولا تريد الأسطورة أن تختفي وتندثر بسلام فما القصة؟

أوغوبوغو بين الحقيقة والأسطورة

من قلب الظلام

كانت القصة ببساطة مثلها مثل أي قصة وحش بحيرة، أوغوبوغو يظهر في الضباب أو الظلام أو الضوء الخافت على مسافاتٍ بعيدةٍ في عمق البحيرة فلا يرى منه الناظر إلا ظلًا كبيرًا وطويلًا، بحسب الوصف الذي وصفه الناس فهو أشبه بالثعبان الضخم طوله يصل ما بين 12م و15م ورأسه رأس حيوانٍ آخر كالحصان أو الخراف أو ربما التنين يسبح بهدوءٍ وهو يطفو على وجه الماء، لم تسجل حالةٌ أو واقعةٌ حدث فيها أمرٌ فائقٍ للطبيعة كموتٍ أو اختفاء إنما مجرد ظهورٍ غامض لكيانٍ كبيرٍ وغامض يبدو حيًا على سطح الماء، بحسب الحكايات والروايات فالكثيرون رأوا أوغوبوغو وشهدوا لحظاتٍ من ظهوره غير المتوقع لكن كل الصور ومقاطع الفيديو التي تم التقاطها له كانت غامضةً ومنخفضة الجودة وغير واضحة، فلا يظهر فيها سوى ظل طويل غامض لا ندري حتى إن كان لحيٍ أو جماد، بدأت تلك المشاهدات والقصص في القرن التاسع عشر واستمرت حتى يومنا هذا، وظلت تلك القصص والأفلام المبهمة والضبابية تظهر حتى فترةٍ قريبة وأعوامٍ منصرمة رغم كل الحداثة التكنولوجية التي لحقت بوسائل التصوير والرصد إلا أننا ما زلنا نحصل على أفلامٍ ضعيفة لا تستطيع رؤية الكيان الموجود فيها بوضوح وإنما تحتاج الخيال الواسع لتقول إن كان ذلك شيءٌ فعلًا أم لا.

امتداد الأسطورة

صحيحٌ أن المشاهدات والرصد الحديثة لشيطان البحيرة أوغوبوغو بدأت في القرن التاسع عشر لكن البحث الدقيق في التاريخ سيخبرك أن للقصة تاريخًا وامتدادًا وعمقًا شعبيًا وأسطوريًا، ترجع القصة إلى الهنود الحمر السكان الأصليين الذين سكنوا الأمريكيتين فوجدنا في تاريخهم ما يتحدث عن وحش البحيرة، لم يأتِ باسم أوغوبوغو في تلك الأساطير وإنما كان اسمه نيتاكا أو نيتك ولم يكن وحشًا بمعنى الكلمة وإنما كان في قصصهم أقرب ما يكون للروح الغاضبة التي تسكن البحيرة، بحسب الأسطورة كانت تلك الروح تحرس البحيرة وكل الطرق التي تحيط بها وكان على المسافرين أن يقدموا لها التضحيات والقرابين من أجل يحصلوا على الأمان منها، يطلبون منها حمايتهم في سفرهم ويتفادون غضبها وسخطها عليهم فكانوا يحملون إليها الحيوانات الصغيرة والطيور لذبحها قربانًا لها، ومن يدري لربما كانت القصة أكثر ظلمةً من ذلك وأكثر دموية حين كانت تقدم القرابين البشرية للروح اتقاءً لغضبها، المهم أن الهنود آمنوا إيمانًا لا يتزعزع بوجود تلك الروح وبأن البحيرة مسكونة، لكن مع مرور الوقت بدأت الروح تفقد هيبتها وقصتها ورعبها وبدأت أسطورتها في الفتور وعلى صعيدٍ آخر نمت قصة الوحش المحسوس الحقيقي أوغوبوغو ليسكن البحيرة وأذهان من حولها.

عمليات البحث عن أوغوبوغو

قصةٌ كبيرةٌ كهذه القصة استطاعت أن تسيطر على أذهان وعقول الكثيرين وتزرع الخوف في قلوبهم لم يكن من الممكن أن تمر بسلامٍ أبدًا، بدون فحصٍ وتمحيصٍ وبحث ومحاولةٍ لإيجاد الحقيقة والقول الفصل في هذه القصة، اسم البحيرة المسكونة أوكاناغان تبعد حوالي 400 كم شرق فانكوفر وعمقها حوالي 75 متر، تم بحث وتفتيش البحيرة عدة مراتٍ بدايةً من عام 1990م باستخدام وسائل وتقنياتٍ حديثة والأقمار الصناعية والرادارات، بل إن الغواصات هبطت لعمق البحيرة وبحث الغواصون عن أي دلائل تشير إلى وجود أوغوبوغو أو أي كائن بهذه المواصفات التي ذكرتها القصص لكن كانت النتيجة صفر، لا توجد وحوشٌ خارقة لا توجد كائناتٌ مخيفةٌ عملاقة ولا حتى هناك وجودٌ لجثث أو عظام كائنات بتلك المواصفات، لكن المؤمنين بوجوده لن يستسلموا بالطبع ويتخلوا عن القصة بتلك السهولة إنما كان لديهم اقتناع بأن الوحش قد يكون خجولًا أو غير محبٍ للظهور والدليل على ذلك أنه لا يظهر على سطح البحيرة إلا في الظلام أو الضوء الواهن بعيدًا عن الشاطئ في قلب البحيرة، وأن وحشًا كهذا بالتأكيد لديه مخبأٌ سريٌ يخفيه عن الأنظار والعيون الفضولية ويجعله آمنًا ولا يغادره إلا عند الشعور بالأمان وبأنه غير مراقب ولا أحد بقربه، وكان مقطع الفيديو الوحيد الذي قيل أنه يرصد الوحش بوضوح عام 1968 عندما رصده أحد المواطنين بكاميرته المنزلية في مقطعٍ مدته لا تتجاوز الدقيقة، ويوضح المقطع كيانًا غامضًا في الظلام يتحرك ببطءٍ كأنه حي، بلا إثباتاتٍ وغير واضحٍ كالمعتاد.

التفسير والواقع

بعيدًا عن أصحاب الخيال الواسع والقصص الأسطورية الجميلة والروايات التي تخبرك بأن 50 شخصًا استطاعوا رؤية الوحش معًا في موقفٍ من المواقف بدون أن يستطيع واحدٌ منهم أو أي شخصٍ على مر السنين وخلال قرونٍ من تصوير الوحش صورًا واضحة يقدمها كدليلٍ قاطعٍ في تلك القضية جاء دور الواقعيين الذين يعيشون معنا على الأرض ولا يعترفون بشيءٍ بدون دليلٍ واضحٍ عليه، أول تعليقٍ تهكمي قيل على قصة شيطان البحيرة أو أوغوبوغو بحسب الصور والروايات من الممكن جدًا أن يكون مجرد تجمعٍ عابرٍ لكائناتٍ مائية تظهر معًا على السطح أحيانًا وتعطي صورةً خاطئةٍ عن وحشٍ كبيرٍ لا وجود له، أيضًا هنا تدخل بعض أصحاب الخيال الواسع ليضعوا اقتراحاتٍ لتلك الكائنات بدايةً من ثعبان البحر العادي وحتى نوعٍ من الدينوصورات المنقرضة بقي منها البعض ويعيش في الخفاء، بينما جاءت تفسيراتٌ أخرى تقول أنه ربما لا يكون أوغوبوغو كائنًا حيًا من الأساس وإنما هو تجمعٌ لبعض الأخشاب أو الجمادات الطافية أيًا كانت أعطت ذلك الوهم خاصةً أن كثيرًا من الصور لم تظهر ملامح محددة وإنما ظلًا غامضًا بلا رأسٍ أو ذيل، والبعض أرجع القصة لطبيعة البحيرة المائية وغرابة أمواجها قائلين أن بعض تلك الأمواج عندما تحدث في قلب البحيرة تعطي وهمًا خادعًا بأنه وحشٌ ضخمٌ يتحرك.

برغم ذلك

كل الأدلة والتفسيرات العلمية والواقعية تنفي وجود وحشٍ كهذا وكونه حقيقيًا يستحق كل تلك الجلبة المحيطة به إلا أن الأمر المؤكد هو أن الوحش لو لم يكن حقيقيًا في البحيرة فهو حقيقيٌ وموجودٌ في أذهان الناس وعقولهم، إن أخذتك الزيارة ذات مرةٍ لكندا قرب بحيرة أوكاناغان ستجد الوحش أوغوبوغو محيطًا بك في كل الأماكن السياحية والمتاجر حيث تُطبع صورته على القبعات والثياب وأكواب القهوة، وتنتج ألعابٌ للأطفال على شكله وربما سيحالفك الحظ لتجد تماثيل صغيرةً أو كبيرةً للوحش لتصطحب البعض منها لموطنك وتستمتع بوجود شيطان بحيرةٍ على رفٍ أو طاولةٍ في بيتك للزينة.

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة

أضف تعليق

13 − ستة =