يمكننا حصر رموز الطبقة المستنيرة في بعض الرموز الواضحة مثل الهرم وعين العناية الإلهية والتي تظهر بوضوح في ورقة الدولار الأمريكي وبعض الأماكن الحيوية والتي تشير إلى اعتماد الآباء المؤسسون للحضارة الغربية عليها باعتبارها إشارة لمعتقداتهم السرية، لكن هنالك بعض الرموز الأخرى التي قد تكون غير واضحة وقد تشير في بعض الأحيان إلى إشارات خفية مثل المسلات الموجودة في أهم عواصم العالم وفراشة الملك التي أصبحت موضة أشهر الفنانين ولوحة الشطرنج التي تزين أرضيات أغنى الأسر في العالم وغيرهم الكثير.
تعرف على أهم رموز الطبقة المستنيرة
الهرم
إذا تحدثنا عن رموز الطبقة المستنيرة فإننا بلا شك سنضطر إلى البدء بالحديث عن الهرم ورمزيته فيما يخص الماسونية ونظريات المؤامرة المرتبطة بها وبالحركات السرية العالمية على نطاق واسع، وبداية استخدام الهرم كان على يد جماعة حركة عين العناية الإلهية، وبشكل عام فإن الشكل الهرمي هو أحد أكثر الأشكال المميزة التي ظهرت منذ قديم الزمان في الحضارة المصرية القديمة كما أننا نجده أيضًا في مناطق مختلفة من العالم مثل آسيا وحتى أمريكا اللاتينية كما في حضارة الإنكا، لذا فإنه يحمل الكثير من المدلولات التي قد تشير إلى معاني خفية، لكنه قد يشكل مشكلة في التعرف على الحقيقة من الكذب فيما يتعلق بنظريات المؤامرة، ففي العادة يفسر البعض الكثير من الأشياء بالاعتماد على وجود الشكل الهرمي باعتباره مشيرًا إلى الماسونية، فهو يتواجد في الكثير من المباني وشعارات المؤسسات الضخمة وقد نجده مقحمًا في بعض الأعمال الفنية الغربية وحتى الأشياء الصغيرة مثل الأوراق المالية، لذلك فإنه من الصعب علينا أن نجزم بعلاقته الحقيقية بالتفسيرات المختلفة.
عين العناية الإلهية
عندما ترى تلك العين الواحدة المنفتحة بالكامل والمشعة والمحاطة بمثلث أو هرم فإن أول ما يتبادر إلى ذهنك علاقتها بالماسونية، وفي الواقع فإنها تعتبر أحد أكثر الرموز التي يستخدمها الماسونيون منذ قرون، ويرجع ظهورها الأول إلى الإله حورس في مصر الفرعونية، وهو أحد أهم الآلهة في الميثولوجيا المصرية وكان يرمز إلى القوة المطلقة الإلهية للحكام الفراعنة، لكن عندما انتقل الرمز إلى الثقافة المسيحية أصبح يحمل مدلول آخر وهو قدرة الإله على مراقبة كل الأشياء التي تحدث من أكبرها إلى أصغرها، ولعل الظهور الأكثر شهرة للرمز هو الموجود في ورقة الدولار الواحد في الولايات المتحدة، حيث فسر البعض ارتباط الماسونيون الأحرار بنشأة أمريكا، وهو ما أثبتته العديد من الوثائق ولو بشكل مبهم، حيث تم استخدام هذا الختم منذ سنة 1782 وحتى الآن، بل أننا نجد الرمز موجودًا في أشياء أخرى بالغة الأهمية في أقوى دول العالم مثل فرنسا حيث يوجد الرمز في وثيقة إعلان حقوق الإنسان وغيرها.
المسلة
المسلات هي واحدة من الآثار القديمة المدهشة التي بناها الإنسان القديم والتي ظلت مؤثرة في الثقافة المعمارية على مر قرون، وانبثقت الفكرة من الحضارة المصرية القديمة حيث اعتادوا وضعها في مداخل المعابد الضخمة لتكون بمثابة البوابات للدخول إلى تلك الأماكن المقدسة، لكن الرومان هم من وسعوا الفكرة وجعلوها منتشرة في عدد كبير من الثقافات وداخل روما تحديدًا لتصبح المدينة التي تحتوي على العدد الأكبر من المسلات في العالم، وقد أكد مناصرو نظرية المؤامرة أن المسلات تحمل معنى رمزي بالغ الأهمية بالنسبة للطبقة المستنيرة خاصةً الموجودة في الأماكن الحيوية في أهم المدن مثل الموجودة في ميدان القديس بيتر في لندن والتي ترمز إلى القوة الاقتصادية الهائلة للمدينة وأيضًا المسلة الموجودة في واشنطن والتي وضعها الآباء المؤسسون لأمريكا حيث نقلوها من مصر لتكون رمزًا لبداية الدولة الأمريكية.
البومة
من بين الرموز الكثيرة التي تحتفي بها ثقافة الماسونيين و الطبقة المستنيرة عبر التاريخ نجد طائر البومة حاضرًا بقوة، فهو بالنسبة لهم الطائر الذي يملك التفسيرات الكونية والمعرفة الباطنية والأسرار التي لا يعرفها أحد من البشر، فهو يمتلك شكل مميز وقدرة غريبة في الرؤية في الظلام، وقد بدأ اتخاذه كرمز منذ وقت طويل يرجع إلى بداية عصر التنوير في أوروبا، وبشكل محدد فقد بدأ هذا الترميز عن طريق الطبقة المستنيرة البافارية في ألمانيا عندما حملت الحركة على عاتقها مسئولية التخلص من سلطة الكنيسة الكاثوليكية والاتجاه نحو التحرر من القيود الفكرية والبحث عن الأسباب والحقائق العلمية، ومن الجدير بالذكر أن البومة هي تعويذة الحظ بالنسبة لمجموعة البستان البوهيمي وهي مجموعة سرية يقع مقرها في ولاية كاليفورنيا وتتبع النادي البوهيمي وهي منظمة تتكون من أفراد ذكور فقط ولكنها ليست بمنظمة عادية، حيث أنها تضم أقوى الرجال في العالم كله وأقواهم من ناحية النفوذ السياسي والإعلامي، حيث ذكرت بعض التقارير غير الرسمية أن هنالك بعض الرؤساء الأمريكيين والأوروبيين ينتمون إلى المجموعة بالتوازي مع مسئولين كبار في الحكومات، ويتم إقامة اجتماع لمدة أسبوعين في كل سنة لتحديد أهم القرارات التي يجب اتخاذها لضبط توازن القوى الدولية وهو اجتماع سري لم يتم التعرف على أية معلومات عنه.
الأعمدة
الأعمدة أو النصب التذكارية هي من الآثار القديمة التي اعتاد الإنسان على بنائها لأغراض دينية أو حتى لأغراض فنية ومعمارية، لكن مع مرور الزمن تحولت الأعمدة إلى رمز بالغ الأهمية للحركات الماسونية، وفي رواية ملائكة وشياطين للكاتب دان براون التي يصور فيها الطبقة المستنيرة على أنها الحركة التي تحاول عبر السنين الاتجاه إلى منحى العلم والابتعاد عن الكهنوت الديني والمحافظة على توازن القوى المختلفة، نجده يشير إلى الأعمدة الأربعة باعتبارها مشيرة إلى العناصر الأربعة وهي الأرض والرياح والنار والماء.
لوحة الشطرنج
استخدمت الطبقة المستنيرة الشكل المتناسق للوحة الشطرنج كرمز لهم في العديد من المباني الخاصة بهم، وذلك بسبب التباين المتسق للونين الأبيض والأسود والذي نراه للمرة الأولى في معبد سليمان في القرن الثامن عشر، وتوضح بعض التفسيرات أنها ترمز إلى الثنائية الموجودة في عالمنا، أي ثنائية الخير والشر أو الصواب والخطأ، كما أنها كانت اللعبة المفضلة للعديد من مشاهير الحركة الماسونية ووضعها الكثيرون كديكور لمنازلهم في صور مختلفة.
الأرقام المميزة
تلعب الأرقام دور كبير في نظريات المؤامرة وتفسيرات نوايا الطبقة المستنيرة ، حيث يعتقد البعض أن هنالك أرقام محددة تشير إلى بعض الحوادث الهامة، ولعل أشهرها ما يعرف باسم خدعة الرقم 11، فهو الرقم الذي يشير إلى اليوم الذي حدث فيه تفجير برج التجارة العالمي وأيضًا رقم رحلة الطيران التي اصطدمت بالبرج وهو نفس عدد الأحرف الموجودة في كلمة أفغانستان وأيضًا اسم جورج دابليو بوش، حيث يظن المؤمنون بالنظرية أن التفجير كان مدبرًا بشكل كامل، أيضًا هنالك بعض الحوادث الأخرى المرتبطة بهذا الرقم مثل تسونامي فوكوشيما وتسونامي المحيط الهندي وغيرها.
فراشة الملك وبقية رموز الطبقة المستنيرة
الفراشة المعروفة باسم فراشة الملك هي من أكثر الرموز المنتشرة في السنين الأخيرة في الأوساط الفنية الغربية خاصةً في الولايات المتحدة، وأصبحنا نجدها مرسومة على أوجه أشهر الفنانين والفنانات لترمز إلى مفاهيم وأفكار مختلفة تخص الثقة بالنفس والرغبة في الابتعاد عن القمع والتقييد، لكن من الواضح أن هنالك ارتباط خفي بين الفراشة وبين نظريات المؤامرة وبالتحديد ما يعرف باسم مروع إم-كيه ألترا الذي قامت به وكالة الاستخبارات المركزية لمحاولة السيطرة على عقول الأفراد من خلال تجارب نفسية وأيضًا أدوية كيميائية ونتيجة لهذا المشروع قتل الكثيرون وتعرض البقية إلى تشويهات نفسية وجسدية بالغة الخطورة. وبالإضافة إلى الفراشة نجد الكثير من الرموز الأخرى المتداخلة والمتخفية مثل رسومات التنانين وغيرها من الرسومات المرتبطة بعبدة الشيطان بشكل أكبر.
أضف تعليق