عادات الدفن تختلف من شعب لأخر ومن ثقافة إلى أخرى. فنحن نعرف عادات الدفن في بلدنا الإسلامية هي عن طريق أن ندفن الموتى في التراب وفقط لا نفعل شيء أخر سوى الحزن وعزاء أهل المتوفي والدعاء له ليرحمه ربه. وبكل أنحاء العالم قد نسمع عن حرق الموتى أو دفنهم في الصناديق أو أشياء أخرى لا تبدو غريبة جداً. حتى بالعالم القديم كانت أغلب العادات تضمن تزين الموتى أو وضعهم في سفن مزينة أو عملية التحنيط وبناء الأهرامات كما في حالة الفراعنة ولكننا ندرك تلك الأمور ومعانيها الروحية بالنسبة لها. ولكن بعض الشعوب النائية عن الحضر بالعالم تمتلك عادات دفن غريبة جداً تعود لديانتهم أو عادات مجتمعهم قد لا تجد لها تفسير منطقي، وفي هذا المقال ستتعرف على أغرب عادات الدفن بالعلم.
تعرف على أغرب عادات الدفن في العالم
عادات الدفن عند شعب المرينا
عند موت شخص عزيز في هذا الشعب الذي يسكن جزيرة مدغشقر لا تكون هذه هي النهاية بالنسبة لهم بل يظل من حق الموتى الاشتراك في الحياة العامة ومساعدة الأهل وطلب الحكمة والنصيحة منهم. انطلاقاً من هذا الفكر يخرج شعب المرينا موتاهم من مدافنهم كل عام في الفترة ما بين شهري يونيو وسبتمبر، ويعاد تزين الموتى وتغير الأقمشة والأكفان التي تحيط بهم، ولا يكون الأمر محزناً بل تصير الأيام كما الأعياد ويمتلئ الجو بالروائح الطيبة لإخفاء رائحة الموت والعفن. وفي هذا الوقت يحق لهذا الشعب إقامة كل المناسبات المهمة مثل عقود الزواج والحصاد وأهم عقود البيع والشراء بعد استشارة الموتى بالطبع. وبعد الانتهاء يتم يعودون مجدداً إلى القبور لتعاد عادات الدفن تلك في السنة المقبلة.
عادات الدفن عند المكسيكيين والصينيين
إذا تشارك المكسيكيون والصينيون في شيء فستكون عادات الدفن. إذ إنهم في كل عام وليس في تاريخ محدد أو بتاريخ يوم تسعة من الشهر التاسع حسب التقويم الصيني، يذهبون إلى قبور موتاهم. هناك يذهبون لتنظيف القبور والاجتماع مع العائلة وتناول الطعام هناك، لأن بحسب اعتقادهم فإن أرواح الموتى تغضب على الأحياء وعليهم فعل ذلك لتهدئة الأرواح ورضاهم على البشر.
أما المكسيكيون فيحتفلون في أول نوفمبر بعيد الموتى، ويذهبون إلى القبور بكل أنواع الهدايا مثل الطعام والورود خاصة القرنفل البرتقالي والخمر وأنواع من الحلوى مخبوزه على شكل هيكل عظمي. وذلك بحسب الاعتقاد بأن أرواح الموتى ستتفاعل معه ويعيد ذلك الارتباط بينهم، ويتم تسلية الموتى في تلك الليلة بطقوس مميزة أخرى مثل الغناء والرقص واللعب.
نعوش مميزة من عادات الدفن في غانا
غانا تقع في قارة أفريقيا ولديها اعتقاد راسخ بأن الإنسان عليه الانتقال إلى العالم الأخر في نعش مخصص له يعبر عن شخصيته. فتجد أن البشر هناك يطلبون من النجارين صنع النعوش والتوابيت بطرق غريبة لتكون خاصة بهم وحدهم، فهناك من يصنع النعش على شكل طائرة أو سمكة أو حتى شكل هاتف محمول أو زجاجة كولا كلاً حسب ما يحب وما يتميز به وبألوان زاهية يطلى بها النعش. من بدأ تلك الطقوس كان شعب يسمى ألجا ثم انتشرت في كل البلاد.
حائط الأموات
قبيلة توراجدا يعيشون في جزيرة سولاوسي الإندونيسية وعند حافة الجرف ينحتون تماثيل لأمواتهم تخليداً لهم، ويكون التمثال مصور حسب وصف أهل المتوفي. هذا الحائط الذي يقف يخلد أجداد القبيلة يعتبر حماية للأحياء بحيث يسهر الأجداد على حماية أطفالهم ومراقبة تصرفاتهم لتحذيرهم بالأخطاء. الغريب أن مهما كانت العائلة فقيرة وعليها أن تعمل سنوات من العمر حتى تستطيع تحمل نفقات هذا التمثال، سيبذلون كل الجهد حتى يأتوا بمبالغ المطلوبة. بل ومن عادات الدفن الأخرى تقديم ذبائح كثيرة من جواميس وخنازير وتوزع على كل أهل القرية.
تحويل المتوفي إلى جوهرة من عادات الدفن الحديثة
في الولايات المتحدة وبعض البلاد الأوربية يصعب تحمل تكلفة مراسم الدفن مثل النعش وشراء مقبرة وما إلى ذلك فالبعض يفضل الحرق في أفران مخصصة لهذا الأمر بعد الصلاة على الميت، لأن ذلك أرخص ويتم الاحتفاظ برفات أو رماد المتوفي ولكن يجب أن تكون تلك هي رغبة الميت. فاستغلت إحدى المؤسسات السويسرية هذا الأمر لجني الربح من الأغنياء وتمارس عملها على الإنترنت. فبدلاً عن الاحتفاظ بالرماد في المكان المناسب يمكنك أن تحول الرماد إلى ألماسة وتحتفظ بها من ذكرى الميت وبالطبع كله بالسعر المناسب. الأمر يتم من خلال جمع 500 جرام من الرماد على الأقل وتعرضه لدرجة حرارة عالية جداً تصل إلى ألفي درجة مئوية تحت ضغط عالي جداً فيتحول الرماد إلى كربون ثم إلى ألماس. هذه العلمية تقوم بها الطبيعة في ألاف وملايين السنين أما درجة الحرارة والضغط العالي يسرعان الأمر فقط، ليستطيع الأهل الاحتفاظ بميته في صورة جوهرة غالية جداً.
عادات الدفن عند قبيلة الغالي
قبيلة الغالي تسكن في الكاميرون وهناك يلفون المتوفي بقطع من القطن الأبيض وكلما كانت مكانة المتوفي عالية في القبيلة يلفونه بقطن أكثر حتى يتحول وكأنه لعبة متينة ملفوفة جيداً. وفي كل فترة يخرجون الأموات ويقدمون لهم الطعام وإن كانت أنثى يقدمون لها آنية منقطة بنقط بيضاء، دليلاً على الذرية الصالحة التي تركتها وراءها.
عادات الدفن عند الهندوس
الديانة الهندوسية التي يؤمن بها الكثير من أبناء الهند لديها تفكير أخر عن الحياة الأخرى، إذ لا يوجد جحيم ولا جنة أو ثواب وعقاب مع الآلهة بل تتحول الروح من هيئة إلى أخرى، أي بعد الموت يتم استنساخ الروح وتذهب لتعيش في جسد أخر وتولد بدون تذكر الحياة الماضية وهكذا تظل إلى الأبد. لذلك توجب عليهم حرق الجسد القديم حتى تخرج الروح بالكامل وتذهب إلى جسدها التالي، وفي القديم كانوا يحرقون الزوجة حية مع رجلها إذا مات حتى تنتقل معه هي الأخرى أيضاً وتتزوج به في الحياة الأخرى لأنها تعتبر من ممتلكاته. أما الآن فيحرقون المتوفي فقط مع احتفال كبير ويزين بالورود بعد أن يتم غسله بماء الورد، ويضعونه على عربة مزينة تجرها الخيول بباقات الورد أيضاً. ثم تنصب منصة من الخشب الجاف ويتم حرقه. بعد ذلك يتم جمع الرماد ونثره على نهر الغانج المقدس لأنهم يعتبرون أن مياه هذا النهر هي من تنقي الروح من كل أخطائه الماضية وتجعله برئ كالأطفال فيولد من جديد شخصاً أخر.
الاحتفاظ بجسد الميت
يرفض بعض البشر تصديق أن الموت هو النهاية ولا شيء أخر بل يعتقدون جدياً أن العلم قادر على التغلب على الموت في يوماً ما تماماً مثل التغلب على أي مرض مر بالبشرية. لذلك يفضلون أن يتم الاحتفاظ بجسدهم بعد الموت تماماً كفكرة التحنيط عند المصريين القدماء ولكن بطرق أكثر فعالية وليس بغرض الانبعاث من الآلهة بل إيماناً بقوة العلم الحديث. الطريقة الأولى تتم بسحب كل سوائل والدهون من الجسم واستبدالها بمواد كيميائية مثل البوليمر والبوليستر مما يجعل الجسم يحتفظ بكل خواصه ولا يجف ويظل طرياً وبدون أي روائح، وتلك الطريقة تستخدم أيضاً في شروحات أقسام التشريح في جامعات الطب. الطريقة الأخرى هي ما نفذها رجل الأعمال والمخرج العبقري صاحب أهم أفلام الأنيميشن بالعالم والت ديزني، وبحسب رغبته يتم الاحتفاظ بجسده في النيتروجين السائل تحت دراجات حرارة متجمدة فيبقى الجسد متجمد ومحتفظ بكل خواصه التي سيعيد العلم يوماً ما الحياة لها كما يعتقد هو.
التحليق في السماء
عادات الدفن في التبت تختلف عن أي عادات بالعالم لأن الديانة الزرادشتية لا تسمح بالدفن في الأرض ولا حتى بالحرق لأن ذلك تدنيس للأرض المقدسة بجسد الميت العفن. الطريقة الأولى يتم فيها تقطيع الجثة إلى قطع إيماناً منهم أن الروح قد خرجت وهذا الجسد هو مجرد لحم تماماً كلحم الحيوانات يجب أن تتغذى عليه الطبيعة كما نأكل نحن لحوم البقر والفراخ. ويتم إلقاء هذه القطع على هضبة أو تلال عالية تسمى تلال الصمت لتأكلها النسور وهي حيوانات سامية في اعتقادهم فيطير الميت مع تلك النسور في السماء. ثم تجمع العظام الباقية وتدق حتى تصبح غباراً ويتم التخلص منها بعصير الليمون الحامض نهائياً. الطريقة الثانية تعتمد فكرتها على تكريم الميت لا بدفنه في التراب وترك الدود ليأكله بل بلفه في قماش خفيف وتعليقه بخطاف على إحدى الأشجار وتركه للحيوانات لتأكله وبقياها من العظام يتم إخفاءها بأغصان من الشجر. وكانت تلك الطرق شائعة جداً لا في التبت فقط بل في أستراليا وسيبيريا وأمريكا الجنوبية وكولومبيا وأجزاء من أفريقيا.
مومياء قبيلة البابو
قبيلة البابو هي قبيلة تعيش في إندونيسيا وهناك يتم تحويل الجثث إلى مومياوات تتماثل مع طرق تحنيط الفراعنة بعض الشيء. ولكنهم لا يدفنوهم بعد ذلك بل يظلوا معهم بالبيت ويقدموهم للضيوف على أنهم أفراد من الأسرة. ولديهم اعتقاد بأن أرواح الموتى تحوم حولهم وترعى الأحياء وستغضب إذ أهملوا المومياء.
عادات الدفن عند الفايكنج
بالنسبة لشعب الفايكنج قادم من البلاد الإسكندنافية بشمال أوروبا الباردة، كان الرجل منهم يقضي أغلب حياته في البحر وكان الإله أودين هو راعيهم في البحار. فكان الشخص الغني يتم دفنه خلف المقود أو الدفة في السفينة التي جهزها لنفسه وتدفن معه كل ممتلكاته وممتلكاته النفسية مع أنواع مختلفة من الطعام وحتى بعض الخدم وفتاة جميلة في بعض الأوقات، ثم تدفن كل السفينة بما فيها في الأرض أو تترك لتسير على الأمواج في البحار، أو يحرقوها بسهم من بعيد ليبتلعها البحر. أما الرجل الفقير فكان يلقى في البحر وهناك الإله أودين سيحمله إلى الحياة الأخرى.
في شمال أوروبا بشكل عام وجد العلماء الكثير من الجثث الغير متحللة في مستنقعات كثيرة فظنوا أولاً أنهم ماتوا غرقاً. ولكن الأبحاث فيما بعد أظهرت أن الساكنين بجانب المستنقع كانوا يدفنون موتاهم هناك اعتقاداً منهم على أن هذه هي الطريقة التي سيعبر بها إلى العالم الأخر، والمعادن المجودة بمياه المستنقع ساعدت على الاحتفاظ بالجثة بدون أن تتحلل. أما في المناطق التي تقع بجانب الكهوف القديمة فكانت الشعوب تترك موتاهم داخل الكهف بدون أي إجراء أخر أو تترك معه بعض الأطعمة المتنوعة وأدوات الطعام، لأنهم يعتقدون أن الكهوف هي المدخل للعالم الأخر.
عادات الدفن تحول الغابة الطبيعية إلى غابة مرعبة
في جزيرة بالي الإندونيسية ستجد هناك غابات جميلة تكونت بفعل معادن بركان باتور بجانبها. ولكن القبيلة التي تسكن هناك لم تترك الغابات على جمالها بل عندما يموت لها فرد يلبسونه أفضل الملابس ويجعله في أفضل هيئه له ثم يجلسونه على جذع إحدى الأشجار وكأنه جالس تحت الشجرة ويتركونه للحيوانات المفترسة لتأكله. بعد الشهور لضمان أن الميت لم يتبقى منه أي شيء وتم التهامه بالكامل والديدان تكفلت بأي بقايا له يرجع أهل المتوفي ويربطون هيكله العظمي في نفس جذع الشجرة. مع الوقت أصبحت كل الأشجار ممتلئة بالهياكل العظمية وأصبحت الغابة مكاناً لهواة الرعب وجذب السياح، أما سكان المدن الحضارية القريبة فهم يخشون منها ولا يقتربون لها مهما كلفهم الأمر لأنها تمتلئ بأرواح الموتى كما يعتقدون.
عادات الدفن عند طائفة البارسيس
هذه الطائفة تعيش بالهند وتعتقد أن على أهل المتوفي الإسراع في التخلص من لحم الميت حتى يدخل الجنة لأن اللحم يحبس الروح. فيجب عليهم أن يتركوا الميت وهو عاري تماماً على منصة عالية لتأكله العقبان والغربان والنسور وكل الطيور الجانحة. وإن لم تنهي عليه الطيور في خلال يوم كامل فعليهم لتكريم الميت أن يقشروا بأنفسهم اللحم من عظامه فيدخل الجنة ويدفنون باقي العظام ليكملوا باقي الطقوس.
قبيلة ساوناكي
تعيش تلك القبيلة في غينيا وتعقد أن التماسيح حيوانات مقدسة لأن فيها تتجسد أرواح الأسلاف وعليهم أن يكرموهم. فهم لا يدفنون الموتى ولا يحرقونهم بل يرموهم للتماسيح لتأكلهم وبذلك تتحول الروح إلى تمساح ويتغذى الأسلاف في ذات الوقت. الغريب جداً بالأمر أنهم إذا وجدوا تمساحاً ميتاً فلا يتركونه بل يدفنونه في الأرض لأن بذلك قد انتهت حياته بالفعل.
هذه القبيلة ليست وحدها التي تعتقد أن أروام المتوفين تتحول إلى نوع من الحيوانات التي تعيش بالماء، ففي شرق كمبوديا وعند قبائل الصيادين يعتقدون أن الروح تتحول إلى سمكة قرش فيتركون موتاهم تلتهم بين أسنان القروش. وإن وقع أحدهم بالخطأ والتهمته سمكة قرش فهذا يعني أن الأجداد استدعوه لأمر هام في وقت مبكر وإنه سيصبح شخصاً مهماً وهذا شرفاً له. بين هذه المعتقدات جاء اقتراح وزير الصحة السابق في سيراليون، وهي بلد تعاني من المجاعات الأهلية وكثرة الحروب والموتى المتروكين في الطرقات، إلى تربية الضباع كحيوانات مفترسة وتطلقها الوزارة كل مدة حتى تلتهم الجثث وتتخلص منها لأنها تهدد حياة الأحياء بالأمراض ولا يوجد من لديه القدرة على إقامة عادات الدفن الطبيعة.
أكل لحوم البشر تكريماً لهم
من أكثر عادات الدفن غرابة هي أكل لحم الميت، فلا يوجد مثل تلك العادة مثيلاً والأغرب أنهم يفعلون ذلك بغرض تكريم الميت لأن الدفن أو الحرق هو تدنيس لروحه وتركه للدود أو الحيوانات المفترسة هو تقليل من شأن المتوفي، فتوصلوا إلى فكرة أكل اللحم بأنفسهم. هذا الأمر يتم في الكثير من البلدان أولهم بعض الجزر الاستوائية النائية والمعزولة، حيث يتشارك الأصدقاء والأقارب ولكن ليس الأقارب من الدرجة الأولى في وليمة تقام على شرف الميت بأكل كل لحمه والتخلص من العظام. وفي شرق الهند يتم أقل الوالدين فقط ويفعل ذلك الأبناء فقط تكريماً لهم حتى لا يهينوهم بدفنهم في التراب. أما قبائل الديري تأكل ذوي العاهات فقط بحيث ترتاح روحه المعذبة. أما عشائر الميورونا فالأمهات يأكلون أطفالهم حديثي الولادة المتوفيين ومن المفترض أن يكون هذا دليلاً على الحنان والأمومة في قلب الأم للطفل الذي لن يعيش حياته. وفي غينيا الجديدة كذلك يأكل الأقارب أحبائهم إكراماً لأرواحهم بدلاً من الدود والحيوانات. قد تفسر كل هذه العادات على أنها جاءت في أيام المجاعات وغيرها فدفع الإنسان ليتخلى عن إنسانيته ويأكل موتاه، أما ما يحدث ببعض المناطق في وسط أستراليا فلا يستطيع أي أحد أن يصفه، إذ يأكل الأب أو الجد العجوز أو الأخ المريض أخته الصغيرة بعد أن يذبحها لأنها بذلك تعطيه القوة اللازمة وتكون هي الضحية لصحة والدها أو أخيها.
عليك عزيزي القارئ أن تعرف أن عادات الدفن متنوعة جداً أكثر مما أنت متخيل وتمارس فيها أدق التفاصيل بعناية سبب إيمان البشر بأشياء مختلفة حينما يتعلق الأمر بالموت، ويكفينا أن نحتفظ بإنسانيتنا كما نراها ونأوي الموتى بطرق طبيعة.
أضف تعليق