نستعرض لك في المقال التالي أهم وسائل التعذيب التي استخدمتها الإمبراطوريات والحكومات المختلفة قديمًا وحديثًا، قد تكون على دراية ببعض الطرق مثل التعذيب باستخدام الثلج والتبريد والخوزقة، لكنك ستفاجئ حتمًا عندما تقرأ عن التعذيب بواسطة الموسيقى وعندما تتعرف على الزنزانة البيضاء والتعذيب من خلال صوت سقوط قطرات الماء المتكرر، سنتعرض إلى تلك الوسائل وغيرها من وسائل التعذيب النفسي واستخدام الأدوية الكيميائية والمخدرات القوية كالهروين، وفي النهاية سنفرد فقرة خاصة بالتعذيب في محاكم التفتيش التي تمت فيها أعنف الوسائل.
تعرف على أشنع وسائل التعذيب
الزنزانة البيضاء
بالرغم من غرابة تلك الوسيلة، ومع أنك قد تظن أنها طريقة غير مجدية، إلا أنها قد تعتبر أكثر طرق التعذيب فعالية على الإطلاق، وهي عبارة عن زنزانة مدهونة باللون الأبيض الناصع، كل شيء فيها عبارة عن لون أبيض، لا توجد أية نوافذ أو أي شيء، وهي متوسطة الحجم وقد تكون كبيرة أيضًا، وتقدم الأطعمة ذات اللون الأبيض فقط مثل الرز الذي يقدم في طبق أبيض، ببساطة لا توجد أية نقطة في الغرفة ليست بيضاء، وهذا يدفع السجين بمرور الوقت إلى الانهيار النفسي والاعتراف، وأول استخدام موثق للزنزانة البيضاء كان من قبل إيران في السبعينيات.
التعذيب باستخدام الأصوات المتكررة
قد تكون أغرب طرق التعذيب، وقد تعتقد بأنها غير مجدية، إلا أنها أثبتت على مر الزمان أنها أحد أكثر وسائل التعذيب الفعالة، حيث يتم فيها وضع المتهم في زنزانة معزولة تمامًا عن كافة الأصوات الخارجية، ويمنعون عنه أية أدوات يمكن أن يستخدمها في إصدار أية أصوات، ثم يبدؤون في إصدار أصوات منتظمة كل فترة قصيرة (مثلاً كل خمسة ثواني)، ويجب أن يكون الصوت مميزًا مثل صوت سقوط قطرات الماء، ويستمرون على هذا المنوال لعدة أيام، وفي خلال هذا يضطر عقل المتهم إلى متابعة هذا الصوت وانتظاره في كل مرة، وبمرور الوقت يبدأ بالضجر ثم يصبح غير قادر على التحمل، في العادة يبدأ المتهم بالصراخ وهناك نسبة كبيرة ممن فقدوا عقلهم بسبب وسيلة التعذيب هذه، وكانت منتشرة بشكل كبير في ألمانيا النازية ويرجح أن النازيين هم من ابتكروها.
استخدام الفوبيا
هي طريقة حديثة نسبيًا في التعذيب، حيث يتعرف المسئولون أولاً بطرقهم الخاصة على الفوبيا أو الأشياء التي يخاف منها المتهم ثم يعرضونه لها بشكل مكثف مثل الخوف من العناكب أو غيرها.
الخوزقة
الخازوق هو عبارة عن خشبة طويلة من قطعة واحدة أو معدن، يتم نصبها في الأرض وإدخالها في فتحة شرج المتهم أو فمه تدريجيًا حتى تخرج من المخرج الآخر، وهي في الحقيقة تعتبر وسيلة قتل وليست تعذيب، حيث أن أغلب من تعرضوا لها لقوا حتفهم بسرعة، واشتهر بها أمير والاكيا فلاد الثالث (المستوحى منه أسطورة دراكولا) الذي أعدم أكثر من 20 ألف إنسان عبر الخوزقة، وهو يعتبر أحد أكثر القادة السفاحين في التاريخ.
التعذيب من خلال الحرمان من النوم
استخدمت تلك الطريقة في عدد كبير من السجون حول العالم، وفيها يتم إبقاء السجين أو المتهم مستيقظًا من خلال تركه أولاً لبعض الوقت بمفرده، ثم استجوابه لساعات طويلة دون السماح له بأخذ قسط من الراحة أو حتى إغلاق عينيه، أو تشغيل موسيقى صاخبة لساعات، أو تعريضه لترهيب نفسي يمنعه من التفكير من النوم، وفي الغالب يتم استخدام تلك الوسائل على التوالي لمنع السجين من النوم لأيام، وهي طريقة ناجحة وفي الأغلب يتم استخراج الاعترافات من المتهمين من خلال عقلهم اللاواعي.
استخدمت الحكومة البريطانية تلك الوسيلة في السبعينيات من القرن الماضي، وبعد ذلك هاجم الاتحاد الأوروبي تلك الوسيلة الشنيعة وبدأ بمنعها، ومع ذلك فقد استخدمتها دول عديدة وما زالت مثل إسرائيل، ويقول مناحم بيجن رئيس وزراء إسرائيل واصفًا تلك التجربة: “بعد إبقاء المتهم لأيام بدون نوم، فإن روحه تصبح فزعة ويتحول إلى إنسان خائف ومتوجس من أي شيء، تهتز قدماه ويداه، ولا يملك وقتها إلا رغبة واحدة وهي النوم، أي شخص تعرض لتلك التجربة سيدرك أنه لا توجد رغبة ملحة كالرغبة في النوم ولا يضاهيها حتى الجوع والعطش.”
التعذيب باستخدام تبريد الجو
يسمح القانون الأمريكي للوكالة الاستخبارات المركزية بست وسائل فقط من وسائل استجواب المتهمين، أحد تلك الوسائل تسمى بالزنزانة الباردة، ويتم فيها وضع السجين في مكان مغلق وذو حجم صغير جدًا مباشرةً أمام مكيف هواء لساعات طويلة ولأيام، وربما يستمرون على هذا لسنين أيضًا حسب بعض التقارير التي خصت مقاتلاً من الجناح الثوري في فيتنام في الستينيات. وهذه الطريقة ليست حصرًا على المخابرات الأمريكية فقط، حيث ثبت استخدامها وفعاليتها في عدد من الدول، وأول استخدام موثق لها كان في عام 1961.
استخدام الأدوية الكيميائية في التعذيب
تستخدم الأدوية في عمليات التعذيب على نطاق واسع في بعض الدول، وبالرغم من سرية تلك المعلومات، إلا أنه تم الإفصاح عن بعض الطرق التي تم استخدامها في بعض البلدان مثل رومانيا التي أقرت أنها استخدمت في حقبة الستينيات بعض الأدوية لاستخراج المعلومات من المتهمين خلال نومهم، واستخدمت الحكومة البرازيلية في السبعينيات الأدوية المرخية للأعصاب لتقليل الإصابة الجسدية للسجناء أثناء صعقهم بالكهرباء بالإضافة إلى حقن الكحول التي تحقن في اللسان وفتحة الشرج. وفي الاتحاد السوفيتي استخدمت مضادات الذهان مثل هالوبيريدول بكميات كبيرة للتعذيب بالإضافة إلى مخدرات قوية مثل مخدر LSD وغيره، وكان السجناء بمثابة فئران تجارب للأطباء العسكريين لإجراء تجاربهم في استخلاص المعلومات.
تجارب كيميائية على البشر
قامت الاستخبارات الأمريكية في السبعينيات بمجموعة تجارب على السجناء ضمن استخدام أدوية كيميائية مختلفة ومخدرات بالغة القوة مثل الهروين، وربما تسببت تلك التجارب في موت الآلاف، بل أنهم أعطوا أحد العلماء التابعين لوكالة الاستخبارات المركزية مخدر LSD دون أن يعلم وأدى ذلك إلى انتحاره، وهذا المشروع السري هو سابق لمشروع آخر قام به الجيش الأمريكي في الخمسينيات.
هناك بعض الدول الأخرى التي اعترفت باستخدامها للأدوية الكيميائية في التعذيب مثل جنوب أفريقيا والأوروغواي، ولكن حاليًا أصبحت تلك الطريقة شبه منعدمة بسبب النداءات المتتالية للأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان لتجريمها دوليًا.
السحق بواسطة الفيل
استخدمت تلك الطريقة على نطاق واسع في أوروبا في العصور القديمة وفي بداية نشأة أمريكا وفي الهند ومناطق في آسيا، خاصةً في المحاكمات الخاصة بالمتهمين بممارسة السحر، والتي كانت عبارة عن محاكمات هزلية، يتم فيها سحق أعضاء المتهم عبر وضعه في مكان محدد ثم استفزاز الفيل الذي يتم تدريبه بعناية وحفظه لهذا الغرض فقط، ليخطو الفيل في نفس المكان بالضبط، في البداية يسحقون الأيدي ثم الأقدام ثم البطن أو الرأس ليموت المتهم على الفور.
تعذيب النساء
تعرضت المرأة في فترات مختلفة على مر التاريخ للاضطهاد في العديد من النواحي، خاصةً في القرون الوسطى في أوروبا، حيث التصقت بالنساء تهم خاصة بهن كالسحر، وبسبب وحل الجهل الذي غرقت فيه الدول الأوروبية لقرون، كان هناك اعتقاد سائد بأن الساحرات وزنهن أخف من البشر، لذا فإن طريقة التأكد من الساحرات كانت عبر إلقاء النساء المتهمات في البحر، وإذا طفت على وجه الماء فهي ساحرة، وإذا غرقت فهي بريئة.
وقد تعرضت نساء شهيرات للتعذيب البشع، نذكر منهن ماريا لويزا التي كانت أميرة وقت حدوث الثورة الفرنسية، وتعرضت للاغتصاب وقطع أثدائها وعضوها التناسلي. والفيلسوفة وعالمة الرياضيات المصرية هيباتيا التي اتهمت بالكفر وممارسة السحر وغيرها من التهم الزائفة بسبب كونها أول امرأة عالمة في التاريخ، وتذكر المصادر أن بعض المواطنين الذين لا يملكون صفة رسمية انتظروا وقت عودتها إلى منزلها، ثم جروها من شعرها ونزعوا ملابسها وجعلوها تسير في شوارع مدينة الإسكندرية القديمة وهي عارية ثم سلخوا جسدها حتى ماتت، وبعد موتها حرقوها.
شونجوي
شونجوي هي طريقة تعذيب معروفة استخدمتها الحكومة الشيوعية في عهد ماو تسي تونج في الصين وما زالت تستخدم حتى الآن ويتم تطبيقها خاصةً على المتهمين في قضايا الفساد، وفيها يتم وضع السجين في صندوق ضخم مليء بالثلج، وفي أغلب الحالات يموت السجناء بعد فترات غير طويلة نسبيًا.
التعذيب من خلال الموسيقى
هي طريقة شائعة استخدمتها السلطات حول العالم لتؤثر على المتهمين حتى يصابوا بالانهيار، وذلك بعزل المتهمين في غرفة صغيرة الحجم وتشغيل موسيقى مرتفعة الصوت وصاخبة مثل موسيقى الميتال والسايكدليك لساعات طويلة، وقد أقرت الحكومة الأمريكية بقيامها بهذا مع بعض أسرى الحرب العراقيين، حيث أن أغلب السجناء لم يعتادوا على سماع هذه الأنواع من الموسيقى الصاخبة من قبل، إلا أن أكثر الدول اتجهت مؤخرًا لمنع طريقة التعذيب الشنيعة هذه بسبب تسببها في تعرض المتهمين للجنون واحتجاج صناع الموسيقى على استخدام الفن في تعذيب الآخرين خاصةً فرقة ميتاليكا صاحبة الألحان الثقيلة، وذلك مثلما فعلت إسرائيل في عام 1998 حيث حظرت الطريقة التي استخدمت بكثافة على مدى عقود طويلة.
محاكم التفتيش
ظهرت محاكم التفتيش في أوروبا وبالتحديد في إسبانيا في القرن الخامس عشر، وكانت تملك السلطة المطلقة باعتبارها تابعة للتاج الملكي، وتمثل تلك المحاكم صفحة سوداء في تاريخ أوروبا، حيث أنها قتلت وعذبت وحرقت الآلاف بسبب تهم غير حقيقية، وبشكل أساسي كان هدف المحكمة هو التخلص من المهرطقين الذين ابتدعوا في التعاليم المسيحية، لكن أحكامهم أصبحت عامة أكثر وأكثر لتشمل عدد كبير من الناس، واستخدمت أبشع وسائل التعذيب والتي أرغمت الكثيرين على الاعتراف بجرائم لم يقترفوها ولم يعلموا شيئًا عنها، مما خلق حالة نفاق كبيرة في المجتمع، ودارت الدائرة في بعض الأوقات لدرجة أن بعض القساوسة الكبار تعرضوا إلى المحاكمة والتعذيب الشنيع.
أهم وسائل تعذيب محاكم التفتيش
- الثور البرونزي: هو آلة للتعذيب تم تصميمها أساسًا في اليونان فيما قبل الميلاد، لكن محاكم التفتيش هي من أعادت استخدامه وأكسبته الشهرة الكبيرة، وهو عبارة عن تمثال ثور أجوف ذو مدخل واحد، يدخل فيه المتهم ويغلق عليه، ثم يتم إشعال النيران تحت الثور المصنع من البرونز حتى ينصهر من بداخله.
- تجرع الماء بالإكراه: يتم فيها فتح فم السجين بالقوة عن طريق وضع قطعة قماش أو أي شيء آخر، ثم إسالة الماء تدريجيًا حتى يعترف المتهم بجرائمه.
- كرسي يهوذا: في إشارة إلى يهوذا الخائن الذي وشى بالسيد المسيح طبقًا للنصوص المسيحية، فإن هذا الكرسي يستخدم مع المتهمين من الدرجة الأولى، وهو عبارة عن كرسي مليء بمئات المسامير الحادة، أي أنه عبارة عن خشب ورؤوس مسامير فقط مع حزام من الجلد لإحكام ربط المتهم الذي يوضع عليه، وإذا تحرك بالخطأ فإن هذا قد يكلفه حياته.
- المنصة: يتم ربط المتهمين من أيديهم وأرجلهم بواسطة حبال قوية ثم شد الحبال عن طريقة آلة أو حيوان كالحصان تدريجيًا حتى تنكسر العظام وتنسحق.
أضف تعليق