أساطير اليابان المرعبة، آخيل الفارس العاشق، توت عنخ آمون الملك الطفل، كلها أساطير ابتدعتها الأمم للتباهي بها أمام البقية، وتخليدها في التاريخ كشاهد على وجودها، كلها أساطير تقترب من اللامعقولية والتزييف، تبتعد كثيرًا عن ما حدث بالفعل وتم تضخيمه وتهويله، وإن كان أقربها للحقيقة أسطورة توت عنخ آمون عند المصريين، أما بالنسبة لليابان فتُعد هذه الأساطير جولة من جولات المعركة، وتحدي جديد، لا يقل أبدًا عن التنافس في مجالات الاختراع والابتكار، والتي استطاعت اليابان التقدم فيها والاقتراب- إن لم يكن محاذاة- روادها، فبعد أن وصلت اليابان إلى الإنسان الألي ظهرت الأساطير، أساطير اليابان التي حيرت العالم.
مجموعة من أساطير اليابان المرعبة
الأسطورة واليابان
الأسطورة كما يُشاع هي الشيء الذي تم تضخيمه وتهويله حتى وصل إلى حد اللامعقولية والتكذيب، وقد بدأت اليابان في ترديد الأساطير منذ القدم، إلا أنها لم تلقى أى صدى أو انتشار سوى في القرن العشرين، وذلك بعد اختراع الهاتف والتلفاز والراديو، واستخدامهم جميعًا في نشر هذه الأساطير، حتى صارت أغلبها مُتداولة في الأفلام العالمية الشهيرة، ورغم كثرة هذه الأساطير إلا أن ثمة محفوظات منها تم عنونتها بأساطير اليابان التي أرعبت العالم، ومنها ما يلي:
الشبح الأحمر، رعب في أكثر الأماكن أمنًا
يُعد الشبح الأحمر من أشهر أساطير اليابان التي أرعبت العالم، لما قيل في وصفه وكيفية ظهوره، فليس من المعقول أن لا ترتعب حينما تدخل المرحاض الذي تجد فيه الاطمئنان والراحة لقضاء حاجتك فتُفاجأ بشبح أحمر جاء يقطع عليك تلك الخلوة ليسألك سؤالًا غير منطقي على الإطلاق، هل تُريد منديل أحمر أم أزرق؟
وربما يبدو السؤال منذ الوهلة الأولى سؤالًا عاديًا يحتمل إجابتين لا أكثر، إما أحمر أو أزرق، لكن غير المنطقي بالمرة هو ردة فعل الشبح الأحمر العنيفة، والذي – إن وقع اختيارك على الأحمر- يقوم بتقطيعك إلى قطعٍ صغيرة حتى تكتسي ملابسك بلون الدم الأحمر، وان أجبت بالأزرق سيقوم بخنقك حتى الموت ويتحول جسدك ووجهك إلى اللون الأزرق.
تقول هذه الأسطورة أيضًا أن كثيرًا ممن ظهر لهم الشبح الأحمر كانوا على جهلٍ بالأمر، فكانوا يلقون بأي إجابة خوفًا من الموت، وهو الأمر الذي كان يُعرضهم للموت، لكن ثمة رجل واجه الشبح الأحمر وخرج من المرحاض على قدميه دون أن يتعرض لأي أذى، عندما تم سؤاله عن ذلك قال ” كان السبب بسيطًا، فقط لم أعطي الشبح الأحمر أي اهتمام”، ويعني بذلك أنه لم يقم بالرد على سؤال الشبح الأحمر، أي أن الإجابة النموذجية لهذا السؤال الدامي كانت “الصمت”.
حديقة اينوكاشيرا، حيث يتبخر الحب
في حديقة اينوكاشيرا يموت الحب، هكذا تقول ثاني أساطير اليابان المرعبة، والرعب هنا من الطريقة التي يحدث فيها ذلك الأمر، فتلك الحديقة الخضراء المُزهرة الجميلة، المليئة بالبهجة والحياة، لا تختلف عن أي حديقة في اليابان أو أي حديقة في العالم، لكن الأمر برمته يتغير عندما تقترب من البحيرة الملعونة القابعة في حديقة اينوكاشيرا، حيث ستبدأ اللعنة فور التجديف في تلك البركة، وتنتهي علاقة الحب بين من يُصاحبك في نزهتك، والمدهش، أنك إذا كنت وحيدًا في تلك النزهة، وجدّفت وحدك في تلك البحيرة، فإنك ستجد نفسك بعد انتهاء النزهة كارهًا لكل شيء، ستكره الحياة، نفسك، وستنتحر.
حسب الأسطورة، بينزاتين، الآلهة اليابانية القديمة، التي كان يتم عبادتها في القرن السادس عشر، هي السبب في تلك اللعنة، فهي ربة كل شيء يتدفق، كالموسيقى والبلاغة والمياه، وعندما وجدت تدفق العشاق على هذا البحيرة واستمتاعهم بها شعرت بالغيرة من هذا الحب، وقامت بلعن البحيرة تلك اللعنة التي تجعل العلاقات تنتهي فور انتهاء النزهة.
الأعمدة البشرية وفتاة الرقص
منذ بدء التاريخ ومصطلح التضحية البشرية يتم ترديده بقوة، خاصةً لدى الفراعنة، والذين كانوا يقومون بإلقاء فتاة كل عام في نهر النيل، وأيضًا الهنود، كان يقومون بذبح أول طفلٍ لهم تقربًا للإله، وفي الصين يتم ذبح أحد التوأمين فداءً للأخر حسبما يعتقدون، لكن في اليابان، يُصبح أمر التضحية البشرية أمرًا مُختلفًا.
حسب المعتقدات اليابانية، استخدام الأجساد البشرية في البناء يُعطيها صلابة وقوة تحمل أكثر، ولعل قلعة ماتسوي القابعة التي بُنيت بالقرن السابع عشر في محافظة شيماني باليابان خير دليل على ذلك، فتلك القلعة التي كانت تسقط أحجارها في أثناء البناء تماسكت بعد أن قام البناة بإحضار فتاة كانت في مهرجان بون وقتلها واستخدام جسدها في البناء، حيث كانت تلك الفتاة المسكينة تؤدي وصلة من الرقص حين قاموا بخطفها وتقطيعها إلى أجزاء صغيرة.
أسطورة الأعمدة البشرية لا تنتهي عند هذا الحد، بل يقال أيضًا أن روح تلك الفتاة الراقصة ظلت تسكن المكان، لذلك تهتز القلعة كلما قامت فتاة بالرقص قريبًا من القلعة، وقد قامت الحكومة اليابانية مؤخرًا بمنع الرقص في تلك المنطقة، ليُعد ذلك دليلًا دامغًا على صدق هذه الأسطورة، أسطورة فتاة الرقص والأعمدة البشرية.
الجينمينكين، الكلب البشري
الأمر ليس مُختلقًا هذه المرة، فثمة شهود عيان أكدوا أنهم رأوا كلاب الجينمينكين ليلًا وبين أكوام القمامة وعند الطرق السريعة، ورؤية هذه الكلاب تُعد معجزة صغيرة، لأنه وببساطة، هذه الكلاب ليست كلاب عادية، أو وجهها تحديدًا ليس كوجه كلبٍ مألوف، بل هو وجه إنسان، تخيل فقط أن ينطق الكلب ويقول ” ابتعد عني”!.
قصص الكلاب الآدمية كانت حتى زمن قريبٍ تُقال بدافع التسلية، لكن مع كثرة شهود العيان الذين شاهدوا تلك الكلاب أكثر من مرة في أكثر مكان أصبح الأمر يستدعي الجدية والحذر، خاصة وأن سرعة تلك الكلاب تصل إلى مئة كيلو متر بالساعة الواحدة، كما أن لها صوتًا غريبًا ومُخيفًا يبث الرعب في نفوس من يسمعه.
وقد تعددت الآراء حول وجود الجينمينكن، فالبعض يقول أنها مجرد كلاب عادية لكنها من نوع ناد يشبه قليلًا الإنسان، وآخرين يقولون أن هذا الكلاب هي نتاج لعنة أصابت الجيمينكين بعد دهسها بالسيارات ولذلك جاءت للانتقام من البشر عن طريق تخوفيهم، ومنهم من يقول أنها نتيجة عدة أبحاث وتجارب تمت بصورة سرية في مختبرات مجهولة، ومنهم من يقول أنها أرواح شريرة تجسدت في هيئة كلاب، أما الفريق الأكبر فذهب للقول بأنها مجرد قردة هاربة وليست كلاب، فالقردة هي أكرم الحيوانات للبشر من حيث الشبه.
نوبيرا بو والرعب البارد
مع أن النوبيرا بو كائن غير مُخيف على الإطلاق، إلا أنه يعد أكثر أساطير اليابان التي أرعبت العالم، فتخيل الكائن المخيف على أنه رجل ضخم ذو عيون بيضاء وشعر اشعث وفم مُنفرج أمر مرغوب فيه باليابان، لأن هذا يُعد أفضل بكثير من كائن النوبيرا الذي يظهر بلا وجهٍ أو ملامح أو أي شيء يدل عليه، فقط تخيل شخص بوجه أملس ولا يملك عين أو انف أو فم، ستجد نفسك تنتفض من الرعب.
ورغم كثرة أساطير اليابان إلا أن تلك الأساطير الخمسة تُعد أقواها وأكثرها رواجًا وأصدقها، بالبعض يؤكد أنه قد شاهد بنفسه بعضًا من هذه الأساطير اليابانية، تلك الأساطير التي أرعبت العالم.
أضف تعليق