تعد وسيلة الإعدام رميًا بالرصاص إحدى الطرق المستحدثة منذ القرن الثامن عشر، حيث ارتبط ظهورها باختراع المسدس على يد صمويل كولت عام 1814، ورغم حداثتها مقارنة بالإعدام عن طريق الشنق أو قطع الرأس بالسيف إلا أنها أصبحت أشهر وسيلة إعدام مأخوذ بها في الكثير من الدول، بل إن الدول التي ظلت حتى فترة قصيرة تستخدم طريقة أخرى غير الإعدام رميًا بالرصاص لجأت إلى استخدام هذه الطريقة مؤخرًا، وكانت أخرهم السعودية التي نفذت أول حكم بالإعدام بهذه الطريقة في عام 2013، وكان ذلك بحق سبعة أشخاص قاموا بسرقة مخزن ذهب، مما أثار دهشة السعوديين لتغير الطريقة القديمة والتي كانت تتم بقطع الرأس.
كل ما يخص الإعدام رميًا بالرصاص
عقوبات الإعدام
بالطبع لم تبدأ عقوبات الإعدام بأسلوب الإعدام رميًا بالرصاص مباشرة، بل تدرجت بمرور الوقت حتى وصلت إلى هذه الطريقة وكانت أهم هذه العقوبات هي :
1- الغلي : حيث يتم وضع المحكوم عليه في ماء مغلي وسلخه حتى الموت، وتعتبر هذه الطريقة مؤلمة وبطيئة، وقد استُخدمت في أوربا وأسيا قبل 300 عام.
2- الحرق : وقد عرفها الناس منذ أيام النبي إبراهيم، حيث كان يتم وضع المحكوم عليه في النار وإحراقه حتى الموت،وغالبًا ما كانت تُستخدم هذه الطريقة مع المحكوم عليهم في أسباب دينية.
3- الدفن : وهي من أصعب الطرق، حيث يتم وضع المحكوم عليه في القبر حيًا، فيتوقف تزويد الأكسجين للمخ،ومع مرور أربعة دقائق يتوقف القلب ويموت الشخص في الحال.
4- ضرب العنق : وهي الوسيلة المستخدمة في أغلب الدول الإسلامية التي تسير وفق شريعة القصاص،وكلما كان السيف حادًا كان الموت أسرع وأسهل على المحكوم عليه.
5- الكرسي الكهربائي : حيث يتم وضع المتهم على الكرسي ويوصل جسمه بإلكترودات ويتم صعقه بقوة 2000 فولت في الثانية فيتوقف قلبه خلال 15 ثانيه، ويتم وضع لاصق على عينه حتى لا يطير أثناء الصعق.
6- المقصلة : وقد اشتهرت هذه الطريقة في فرنسا حيث يتم وضع المتهم فيها وقطع رأسه بسهولة ويسر، وقد توقفت هذه الطريقة منذ عام 1939 بعد أن نُفذت بحق شخص قام بقتل ستة أشخاص.
7- الحقنة المميتة : ويتم وضع الكثير من السموم في هذه الحقنة وحقن المتهم بها مما يؤدي إلى الشلل وتوقف القلب عن النبض، ويحصل الموت خلال عشرة الدقائق، بالرغم من أن الضحية تفقد الإحساس بعد عشرة ثوانٍ من الحقن، ويتم تحديد كمية السموم الموضوعة في الحقنة حسب وزن الضحية وقوته.
8- الرجم : وهذه الطريقة مذكورة في كثير من الأحاديث النبوية ومن المفترض العمل بها في كثير من الدول الإسلامية إلا أنها مهجورة بسبب صعوبة تنفيذها خاصة وأنها تُعتبر عملية قتل جماعي.
9- الشنق : وهي من الطرق المستخدمة بكثرة في الدول العربية منها “مصر، الأردن، العراق”، ويُعد الرئيس العراقي صدام حسين أشهر من تم إعدامه بهذه الطريق.
10- الإعدام رميًا بالرصاص : وهي أكثر الطرق شيوعًا واستخدامًا في أكثر من دولة.
لماذا الإعدام رميًا بالرصاص ؟
مع كل هذه الطرق نجد وسيلة الإعدام رميًا بالرصاص وسيلة إعدام شهيرة وشائعة ومعمول بها أكثر من باقي الطرق، حتى أن الرئيس العرقي صدام حسين قد طالب تنفيذ حكم الإعدام عليه بهذه الطريقة، لكن القائمون على الأمر رفضوا وأعدموه شنقًا.
والراجح أن سبب تفضيل هذه الطريقة في أغلب الدول أن الإعدام رميًا بالرصاص يُمزق جسد الضحية في ثوان دون أن يشعر بالألم، ودون عن أن تتأذى عائلته عن استلام الجثة من هيئتها التي تُخلفها باقي الطرق كقطع الرأس أو الخنق الذي ينتج عنه كثر الرقبة، لذلك رأت الدول إرضاء كافة الأطراف بهذه الطريقة التي لا تحتاج سوى قناص ماهر للتصويب باتجاه قلب المحكوم عليه وإسقاطه قتيلًا في حال دون أن تتأذى جثته أو يتعرض هو لضغط نفسي أو انهيار كما يحدث في طريقة الشنق مثلًا، والتي ينتج عنها في كثيرٍ من الأحيان حدوث أنواع من التشنج والشلل للمحكوم عليه مما يُعقد الأمر، لكل ذلك وجدت الحكومات في هذه الطريقة غايتهم.
أبرز حالات الإعدام رميًا بالرصاص
منذ تطبيق هذه العقوبة تم إعدام الكثيرين بها، لكن ثمة عدة أشخاص محفورة في أذهان الجميع للسبب الذي أدى إلى إعدامهم بهذه الطريقة منهم:
1- ماتا هاري: وهي راقصة هولندية من مواليد 1876، وتعد ماتا أشهر جاسوسة في العصر الحديث، ورغم ما أُشيع عنها بأنها السيدة الجميلة الفاتنة التي تلاعبت برجال السلطة والسياسة إلا أنها في الحقيقة كانت أقرب إلى القبح والدمامة، وقد حاول البعض نشر صورتها الحقيقية إلا أن صورتها الحسنة هي التي علقت في الأذهان. وبالرغم من أن الكثير من الجاسوسات تم إعدامهم على مر التاريخ إلا أن ماتا علقت في الأذهان لقصتها العجيبة، فقد تم إلقاء القبض عليها مرتين، في المرة الأولى كانت مُذنبة ومتورطة مع العملاء الألمان إلا أن المحكمة الفرنسية لم تستطع إثبات ذلك فتم الإفراج عنها نظير التعاون مع الفرنسيين ضد الألمان، وبالفعل فعلت ماتا ذلك،فأراد الألمان معاقبتها فقاموا بإرسال شفرة ساذجة يتمكن الفرنسيين من فكها،وبالفعل تم إلقاء القبض عليها ظلمًا ووضعها في السجن ستة أشهر إلى أن تم تنفيذ حكم الإعدام بها في أكتوبر 1917، حدث ذلك رميًا بالرصاص.
2- رومانوف : وهي الأسرة التي كانت تحكم روسيا، وقد تم قتلها رميًا بالرصاص في عام 1918، حيث تم العثور على جثة نيكولاس الثاني قيصر روسيا وزوجته وأولاده، بعد ذلك تم نبش القبر في التسعينات من نفس القرن ولم يعثروا على جثث طفلين من الأطفال المقتولة من اسره رومانوف.
3- ماسوليني : حاكم إيطاليا وفاشيتها، وقد تم إعدامه هو وعشيقته كلارا بيتاتشي رميًا بالرصاص من قِبل الشعب في بنزينة عامة في التاسع والعشرين من أبريل عام 1945.
4- نيكولاي تشاوتشيسكو: رئيس رومانيا الأسبق، قامت ثورة عليه فهرب مع زوجته إلا أنه تم الإمساك به وإعدام رميًا بالرصاص أمام شاشات التلفاز سنة 1989.
أكبر الدول التي تعمل بهذه الطريقة
تعمل الكثير من الدول بهذه الطريقة إلا أن الصين تُعد من أكبر الدول التي يتم فيها تنفيذ حكم الإعدام بشكل عام، حيث أعلنت الأمم المتحدة أن الصين وحدها قد أعدمت ما لا يقل عن 1781 حالة، وهذا العدد أكبر من عدة دول مجتمعة، بل إن بعض الدول يُنفذ فيها حكم الإعدام مرة واحدة في العام.
كما تُعد إيران ثاني الدول بعد الصين بمجموع 317 حالة، أغلبهم من القُصر في ظاهرة غريبة ومُريبة، تليها السعودية إجمالي 143 حالة، تليها باكستان والولايات المتحدة الأمريكية 47 حالة.
طريقة تنفيذ عقوبة الإعدام رميًا بالرصاص
يتم تثبيت يد وقدم المحكوم عليهم وإلباسهم ملابس حمراء عدا بقعة بيضاء في موضع القلب، ثم تقوم فرقة القناصة بالتصويب في اتجاه القلب في آنٍ واحد، وبذلك ينتهى المتهم دون أية ألم أو مُعناة، أو تشويه في جثته، مما يُحقق قدرًا كبيرًا من الإنسانية له ولأسرته.
أضف تعليق