تسعة مجهول
إيلفا زونا شو
الرئيسية » جريمة » إيلفا زونا شو : روح تكشف عن قاتلها

إيلفا زونا شو : روح تكشف عن قاتلها

إيلفا زونا شو من أغرب قصص التواصل مع الأموات، تعتبر قصة إيلفا زونا شو قصة حقيقية، لكن لا أحد يعلم على وجه اليقين ما حدث من تفاصيل معها، نستعرض القصة هنا.

إيلفا زونا شو هي قصة تكشف هل من الممكن التواصل مع الأموات بعد مغادرتهم للحياة الدنيا؟ هل تعتبر أحلامنا جزءاً من عالم آخر تعيشه الروح؟ ما حقيقة ما نراه في أحلامنا؟ وما العلاقة بين ما نراه في الأحلام وبين الواقع الذي نعيشه؟ هل ثمة ترابط بينهما بأي شكل من الأشكال ؟ كل هذه أسئلة تتبادر إلى الذهن بمجرد قراءة هذه الواقعة العجيبة التي تجلت فيها روح إيلفا زونا لوادتها في الحلم لتكشف عن من قام بقتلها ولترفع الغموض عن ملابسات الجريمة التي ارتكبت في حقها.

إيلفا زونا شو : القصة الكاملة

حياة إيلفا القصيرة

إيلفا زونا شو فتاة أمريكية ولد في مقاطعة جرينبرير بولاية فرجينيا عام 1873م. كانت علاقتها بوالدتها علاقة متوترة حيث أنها قد أقامت علاقة غير شرعية مع أحدهم نتج عنها إنجابها لطفل غير شرعي مما جلب سخط والدتها عليها. لم تتوقف تصرفات إيلفا التي أغضبت وادتها عند هذا الحد بل إنها تعرفت على رجل غريب جاء من خارج البلدة التي تسكن فيها يُدعى “إدوارد ستريبلنج” وأصرت على الزواج منه رغم معارضة وادتها للزواج من هذا الرجل الغريب عن أهل البلدة. ولكن إيلفا ضربت برغبة والدتها عرض الحائط وتزوجت من إدوارد في عام 1896.

وفاة في ظروف غامضة

لم يدم زواج إيلفا زونا شو من إدوارد سوى ثلاثة أشهر فقط حتى فارقت روح إيلفا زونا شو جسدها. حيث وجدت ميتة في منزل زوجها في عام 1897. لم تكن إيلفا زونا شو تعاني من أري مرض بل كانت في ريعان شبابها مما جعل أمر وفاتها أمراً مستغربا من الجميع. اكتشف أحد أطفال البلدة جثة إيلفا زونا شو وهي ملقاة على درج سلم منزلها التي تسكن فيه مع زوجها فظن أنها قد غابت عن الوعي، فأسرع إلى وادتها ليخبها بما شاهده. فأسرعت هي الأخرى لتخبر طبيب البلدة لينقذ ابنتها. ولكن الغريب عندما وصل الطبيب إلى المنزل وجد أن إدوارد قد وضع زوجته على سرير غرفتها وقد قام بخلع ملابسها وألبسها ثوبا آخر طويل يغطي رقبتها بالكامل.

تصرفات إدوارد المثيرة للشكوك

عندما وصل الطبيب إلى الغرفة وجد إدوار جالسا عند رأس زوجته وقد هام على وجهه وأخذ يبكي ويحتضن رأس زوجته وهو يبكي بحرقه. بدأ الطبيب بعملية الفحص وقام بفحص جسد إيلفا زونا شو، ولكن في الحقيقة لم يتمكن من فحصه بشكل جيد فقد كانت حالة إدوارد وتمسكه الشديد بزوجته تعرقل عمل الطبيب وتمنعه من أداء واجبه على الوجه الأمثل، حتى كلما اقترب الطبيب ليفحص وجه زوجته أو حاول إزاحة الثياب من على رقبتها صاح إدوارد بالطبيب وانتابته حالة هستيرية من الصياح والبكاء مما أعاق عمل الطبيب بشكل كبير. ولكن الطبيب في النهاية اكتفى بالفحص الظاهري السريع لجسد إيلفا زونا شو الذي توصل من خلاله إلى عدم وجود أي جروح أو علامات لأدوات حادة استعملت ضد الضحية. ومع أنه قد لاحظ وجود بعض البقع داكنة اللون عند رقبتها إلا أنه لم يُعر ذلك اهتماماً وأقر في تقريره بأن وفاة إيلفا زونا شو طبيعية ولا وجود لما يدل على أنها جريمة قتل.

جنازة سريعة

غادر الطبيب المنزل بعد أن كتب تقريره وبدأت بعد ذلك مراسم الجنازة حيث أنها لم تخلُ أيضا من تصرفات غريبة من قبل إدوارد الذي لم تتوقف تصرفاته المريبة عند هذا الحد. بل إنه رافق جثمان زوجته طيلة الجنازة ولم يسمح لأحد بالاقتراب منها. وأصر على أن تدفن زوجته بنفس الثوب الذي ألبسها إياه بحجة أن هذا الثوب هو ثوبها المفضل. وظل ملازماً لجثمان زوجته حتى استقرت في قبرها وعاد الجميع إلى منازلهم.

شكوك والدة إيلفا زونا شو

فجعت والدة إيلفا زونا شو بخبر وفاة ابنتها وأصيبت بصدمة عند معرفتها بوفاة ابنتها الشابة. وقد قالت عند وصول الخبر إليها “لقد قتلها الشيطان” قاصدة بذلك زوجها إدوارد فقد كانت تكن له الكره الشديد. بعد وفاة ابنتها انتابها شعور بالحنين إليها فقررت “ماري” والدة إيلفا زونا شو أن تذهب إلى بيت ابنتها الذي ماتت فيه وأخذت تتجول في المكان حتى دخلت إلى غرفة ابنتها وأخذت تتحسس الأشياء متذكرة ابنتها الشابة التي قضى عليها الموت وهي سنوات شبابها وقررت أن تأخذ معها الملاءة التي كانت ترقد عليها إيلفا زونا شو كنوع من الذكرى. وعندما عادت “ماري” إلى منزلها قامت بغسل الملاءة ولكن فجأة حدث شيء عجيب حيث تحولت المياه إلى اللون الأحمر وعادت مرة ثانية بسرعة إلى لونها الطبيعي. أصيبت “ماري” بالصدمة وأصرت على أن هذا إشارة إلى ابنتها قد قتلت، ولكن بقيت هذه شكوت وهواجس تصيب والدة إيلفا زونا شو .

إيلفا زونا شو تعود لوالدتها بعد وفاتها لتخبرها بأنها ماتت مقتولة

ظلت الشكوك تساور “ماري” فهي غير مقتنعة بقصة وفاة ابنتها. وفي يوم من الأيام بعد مرور خمسة أسابيع على وفاة إيلفا زونا شو، كانت ماري قد خلدت للنوم في منزلها حيث أصابتها الدهشة عندما شاهدة ابنتها تقف عند طرف سريها وتقول بأن حياتها مع إدوارد لم تكن سعيدة وأنه كان يضربها ويصرخ في وجهها دائما وكان قاسي القلب ولم يكن يحبها بل كان يعاملها بكل قسوة. وأخت تروي لها لحظاتها الأخيرة قبل مقتلها. حيث قالت لها بأن إدوارد عاد إلى المنزل وطلب منها أن تعد لها العشاء. وعندما قدمت العشاء إليه صرخ في وجهها لأنها لم تضع له إلا القليل من اللحم على حد زعمه، وانقض عليها غاضباً ممسكا بعنقها بقبضة يديه حتى خنقها، بل بلغت به الوحشية إلى أن قام بكسر عنقها وتركها جثة هامدة. قامت ماري من حلمها فزعةً ولا تصدق ما شاهدته أثناء نومها. ولكن الأكثر عجباً أن هذا الحلم تكرر معها أربعة مرات في أربعة أيام حتى أصبح لديها يقين بهذه القصة أن ابنتها إيلفا زونا شو ماتت مقتولة.

نبش قبر إيلفا زونا شو وإعادة التحقيق

ظلت والدة إيلفا زونا شو تتوسل إلى عمدة البلدة لعيد فتح التحقيق في مقتل إيلفا زونا شو عدة أيام حتى خضع لرغبتها وأمر بفتح تحقيق جديد في مقتلها. قام فريق التحقيق باستخراج الجثة مرة ثانية وما أن كشفوا عنها الكفن حتى ظهرت علامات الخنق واضحة على عنق إيلفا زونا شو وبفحصها تبين أن رقبتها قد هُشمت بوحشية. وتمكن الفريق من العثور على بصمات أصابع تبين أنها تخص إدوارد ستريبلنج. وعلى الفور تم القبض عليه بتهمة قتل زوجته إيلفا زونا شو . تم تقديمه إلى المحاكمة في ولاية فرجينيا وتم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة. لم يرض الأهلي عن هذا الحكم وسادت حالة من السخط بينهم فقد كانوا ينتظرون إعدام إدوارد الذي قتل زوجته المسكينة بهذه الطريقة البشعة. ولكن لم تمض سوى ثلاثة أعوام على الحكم حتى مات إدوارد في زنزانته وقامت السلطات بدفنه في قبر مجهول لكي لا يتعرض لجثمانه أحد من الأهلي. قام السلطات في ولاية فرجينيا بوضع لوحة على قبر إيلفا زونا شو تحكي فيها قصتها و رؤية والدتها للحلم الذي كان مفتاح حل القضية وأنه كان يٌعتقد في أول أن الوفاة طبيعية ولكن الأمر تغيير عندما ظهرت إيلفا زونا شو بنفسها لتكشف الغموض عن مقتلها.

ربما تمكن سكان مقاطعة جرينبرير من حل لغز مقتل إيلفا زونا شو ولكن يبقى اللغز الأكبر الذي مازال يحيرنا كيف يمكن لما نراه في أحلامنا أن يتحقق في الواقع وما السر وراء هذا التواصل العجيب بين أحلامنا وبين أناس قد فارقوا الحياة ؟! هل يمكن للعلم في المستقبل أن يجد تفسيرا لذلك ؟ لننتظر ونرى.

معاذ عبد الرحمن

طالب جامعي متخصص في دراسة المجال القانوني.

أضف تعليق

واحد × ثلاثة =