تسعة مجهول
يوكي أونا
الرئيسية » الغاز » يوكي أونا : الحسناء اليابانية التي أهلكتها العاصفة الثلجية

يوكي أونا : الحسناء اليابانية التي أهلكتها العاصفة الثلجية

يوكي أونا فتاة يابانية يقال إنها قد ماتت متأثرة بعاصفة ثلجية لتتحول بعد ذلك إلى حسناء الثلج التي تتخطف أرواح الناس دون سابق إنذار، فلماذا يحدث ذلك؟

اليابان بلد جميل، عادةً ما ستجد نفسك ذات مرة مشتاقًا لرؤيتها، لكن وجود أسطورة يوكي أونا وسماعك بما يحدث من تلك الفتاة قد يجعلك تُفكر أكثر من مرة قبل أن تقوم بتلك المُغامرة، فيوكي ليست مجرد فتاة حسناء، وإنما هي في الحقيقة الموت بأكثر صورة خادعة يُمكن أن تراه بها في حياتك، والوضع لا يحتاج إلى شواهد أكثر من الحوادث التي وقعت وتقع بين دهاليز المناطق الجليدية في اليابان، ففي هذه المناطق سوف يكون الموت أقرب إليك من أي شيء آخر، ستهرب منه، وستجده أمامك أينما هربت، فيوكي لا تترك أحد، وهي تشعر دائمًا أن الجميع مكتوبٌ عليهم الموت، لا يهمهم ماذا فعلوا ليستحقوا ذلك، كل ما يشغلها فقط أن تقبض أرواحهم في بلورة زجاجية جميلة، ولابد أنكم بعد كل ما سمعتم الآن تشتاقون حقًا لمعرفة المزيد والمزيد عنها، فهل أنتم مستعدون لخوض رحلة استكشاف يوكي أونا من خلال السطور الآتية؟

أسطورة يوكي أونا

تُعرف اليابان، بالإضافة إلى كونها بلد هادئ مُتقدم جميل، بكونها كذلك بلد الخرافات والأساطير، فتقريبًا لا توجد حضارة في العالم أجمع يُمكن أن تُضاهي كمية الأساطير التي ظفرت بها الحضارة اليابانية، كل شيء في اليابان يُمكن أن يتحول أسطورة، وكل قصة شائعة تجد خلفها أسطورة كذلك، حتى الأفلام والمسلسلات التي ينتجونها في بلادهم لا تخلو كذلك من الأساطير، هذه حياتهم، لكن ما يعنينا الآن أن نعرف عن واحدة فقط من أساطير اليابان العريقة، وهي أسطورة يوكي أونا، أو المرأة الثلجية كما يُطلقون عليها هناك.

بدأ الناس يعرفون عن أسطورة يوكي أونا من خلال قصائد الشعراء أمثال سوجي شوكوكو، فهو شاعر ياباني شهير، إذا تحدث أصبح الناس مجبرون على السماع منه، والحقيقة أن هذه الطريقة المُثلى لتثبيت المعلومات التي يُراد تثبيتها في الأذهان، فقط تُروى في رواية أو تُقال في قصيدة، وبعدها سيعرفها الناس وينشرونها فيما بينهم ثم يتناقلونها بسهولة، وهذا ما حدث بالفعل في أسطورة يوكي أونا، مما دفع الناس إلى التقصي عن بداية تلك الأسطورة وتاريخها.

كيف نشأت أسطورة يوكي أونا؟

نشأة الأسطورة هو الجزء الأهم بالتأكيد في كل القصص التي يكون موضوعها أساطير مثل تلك التي نتحدث عنها، فبالتأكيد لن يستيقظ الناس صباحًا ويعلنون أن ثمة أسطورة اسمها يوكي أونا، هكذا بدون أي مُقدمات أو براهين، فالحقيقة أن هناك قصة، ربما تكون مُختلقة أو حقيقية، لكنها في النهاية تُعتبر البداية الحقيقية للأسطورة، فقد قيل أن يوكي هذه، والتي كانت فتاة جميلة جدًا، خرجت ذات يوم عاصف من بيتها، ومن حظها السيء أن المطر في تلك الليلة كان قد تخطى مرحلة الماء وأصبح ثلجًا، مُجرد ثلج يتساقط من السماء على الرؤوس، لكن أين كان يوكي ذاهبة؟

تقول الأسطورة أن يوكي كانت ذاهبة للقاء حبيبها، وربما لو كان الأمر خلاف ذلك لما كلفت نفسها عناء النزول، أي أمر لا يتعلق بالحب يُمكن تأجيله وتأخيره إلى وقتٍ آخر، الحب وحده لا ينتظر، ولهذا نزلت يوكي الموعد، بيد أن القدر كان يُحضر لها مفاجأة الموت في سبيل الحب، ذلك الموت الذي جاء في صورة السقوط في منخفض ثلجي والدفن بالثلوج وهي حية، ومن هنا بدأت أسطورة يوكي أونا تعرف طريقها للنور.

البداية المُضللة

تقول الأسطورة كذلك أن بداية يوكي أونا كانت مُضللة إلى حدٍ كبير، فقد كانت في بدايتها مطمعًا لكل الشباب، الجميع كان يُريد الالتقاء بالفتاة الثلجية لكي ينعم بجمالها الأخاذ، كانت فاتنة بحق، وعلى الرغم من أنه لم يرها أحد إلا أن الشعر الذي كُتب فيها جعلها مطمعًا للجميع، وقد استمر الأمر على ذلك المنوال حتى التقى بها أحد الذين يكتبون الشعر عنها، وهنا كان يجب أن يعود كي يكتب حقيقة تلك الحسناء ويقول أنها ليست كما كان يظن، بل هي أسوأ مما يُمكن أن يتخيله عقله، ولا نعني بهذا السوء أنها كانت قبيحة، فالحقيقة أنها كانت جميلة كما قيل عنها طوال الوقت، فقط كانت تستغل ذلك الجمال في أسر الناس وتعريضهم للموت أو العذاب بأي طريقة ممكنة، ومن هذا يتضح أن بدايتها الطيبة كانت مُجرد بداية مُضللة لم تستمر سوى فترةٍ قصيرة وانقشعت بعدها ليستقر الوجه السيء، وجه الشبح القاتل ليوكي أونا.

أساطير حول يوكي أونا

كما هي العادة، عندما تظهر أسطورة فإن الناس يقومون على الفور بنسب الكثير من القصص إلى هذه الأسطورة، حتى ولو لم تكن حقيقية فإنها مع الوقت وتناقلها بين الأجيال تبدو كذلك، وهذا بالضبط هو الحال مع أسطورة يوكي، حيث قيل عنها الكثير من الأساطير حول طرق القتل وكيفيتها وسوف نقوم بذكر بعضها على سبيل التوضيح والتفسير، ولتكن البداية مع تلك القصة التي تتعلق بالصفائح الجليدية.

الصفائح الجليدية، طريقة مُزلة في القتل

الأسطورة الأولى من أساطير يوكي أونا تقول إن تلك الفتاة تلبد بالجليد لأولئك المُسافرين المساكين الذين يُجبرهم طريقهم على التنقل والمرور بمناطق جليدية، وهناك تمتلك القدرة على صنع ما يُعرف باسم الصفائح الجليدية، تلك الصفائح عندما تدخل على الشخص تقوم بكسوته بكامله بالجليد، لكنه جليد خفيف جدًا يسمح برؤية من بداخله، ثم تجلس يوكي أمام الصفيحة وتستمع بالشخص وهو يلفظ أنفاسه شيئًا فشيئًا حتى ينتهي الأمر بموته، وطبعًا هذا التعذيب مُرعب ويدل بلا شك على وحشية يوكي، لكن هل هذا كل شيء يتعلق بطرق قتلها؟ الأساطير تقول إن هذا مُجرد غيض من فيض.

تقود الناس للضلال

طرق يوكي أونا في القتل لا تتوقف حسبما تقول الأساطير، فإذا كانت الأمور تسير بخير مع المسافرين فهي التي تُشرف بنفسها على تضليلهم، حيث تقول الأسطورة أنها تصنع لهم الوهم وتجعلهم ينقادون إلى طريقٍ ما، ذلك الطريق بالتأكيد يتضح فيما بعد أنه طريق خاطئ، لكن الأوان يكون قد فات، ففي نقطة من النقاط تُطلق الصفيحة الجليدية فتجعلها يتحول إلى جثة هامدة في التو واللحظة، وربما ما يدهش الكثيرين هو نوعية القوة التي تمتلكها يوكي وتجعلها قادرة على فعل أمور إعجازية مثل تضليل الناس والزج بهم للهلاك، بمعنى أدق، صناعة الوهم والتدخل في عقولهم.

التحجج بوجود طفل

من أكثر الأساطير التي تم حكايتها وترديدها عن حسناء الثلج هي تلك التي تتعلق بالطريقة التي تتمكن يوكي من خلالها إيقاف الناس لكي تفعل بهم ما تفعل، فقد قيل أنها تُصور للناس وجود طفل في يديها ثم تُشير لهم ليقفوا لها بحجة أنها تحتاج لمساعدتهم، وعندما يتوقفون ويقتربون منها تُباغتهم بما هو مُعتاد منها، وطبعًا تكون النهاية كما ذكرنا مأساوية، ونادرًا، بل يكاد يكون مستحيلًا، أن ينجوا شخص من قبضته أو ألا ينخدع أصلًا في خدعته وشراكها التي تنصبها له، ليبقى السؤال قائمًا، لماذا تفعل يوكي كل ذلك ولماذا تفكر أصلًا في أذية المارة!

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

واحد + 11 =