تُعد نيمفا ديجايا واحدة من أشهر النساء الفلبينيات بالرغم من كونها لم تقم بأي بطولة تُذكر، إلا أن جريمة قتلها كان بمثابة أيقونة جديدة للجريمة الفلبينية، حيث استطاعت تلك الفتاة بعد موتها النجاح فيما فشلت فيه الشرطة وتعريف الناس بمكان جثتها، الأغرب من ذلك كان كشفها لهوية قاتلها، حيث مثل هذا الأمر صاعقة للمجتمع الفلبيني، خاصةً وأن القاتل كان شخص قريب جدًا من المجني عليها وغير موجود نهائيًا في قائمة الشُبهات، لذلك، دعونا في السطور الآتية نتعرف سويًا على نيمفا
ديجايا، تلك المرأة التي أخبرت بمكان جثتها.
نيمفا ديجايا التي قٌتلت و عادت من الموت على هيئة حلم!
من هي نيمفا ديجايا؟
نيمفا ديجايا هي مواطنة فلبينية وُلدت عام 1983، وقد عاشت نيمفا حياة عادية جدًا في البداية، بدأت كالعادة بالطفولة المُستقرة والمعيشة المتوسطة والتعليم الجيد، ثم بعد ذلك العمل بأحد البنوك والزواج من أحد الأصدقاء، حياة عادية جدًا كما ذكرنا، بل أنها قد ترتقي إلى مستوى الحياة شبه النمطية، لكن، كل هذا الكم من الأمور العادية بدأ في التغير الجذري بعد الزواج وإنجاب الأطفال، تغيرّ للأسوأ على وجه التحديد.
نيمفا ديجايا والزواج
تزوجت نيمفا ديجايا من صديق لها يُدعى فيرمين، وقد كان فيرمن في البداية طبيعي جدًا مثلما هو الحال مع حياة نيمفا السابقة، إلا أنه بعد الزواج والإنجاب بدأ يتعاطى الخمور والمُخدرات، حتى أنه بدا فاقدًا لوعيه واتزانه في كثيرٍ من الأوقات، أهمها ذلك الوقت الذي وجدته فيه نيمفا وهو يغتصب شقيقتها، كان ذلك عندما كان لهما ثلاثة أطفال في خمس سنوات، لكن نيمفا لم تأبه لكل ذلك، وأخبرته أنه ستقوم برفع قضية عليه تتهمه باغتصاب شقيقتها، أما ما حدث بعد هذا التهديد فهو اختفاء نيمفا، اختفاء لم يكن أحد يتوقع أنه اختفاء أبدي.
اختفاء نيمفا ديجايا
بعد تهديدها لزوجها مباشرةً، اختفت نيمفا ديجايا في ظروفٍ غامضة، وكانت كلما سُأل عليها من أطفالها يقول والدهم أنها ذهبت للعمل في مكان ما، حتى جاء ذات مرة وقال لهم صراحة أن والدتهم لن تعد مرة أخرى، لكنه برر ذلك بأسبابٍ وهمية، تدور حول خيانتها للحياة الزوجية والهرب للزواج من رجلٍ آخر، لكن الأطفال بالرغم من صِغر سنهم لم يتقبلوا هذه الأعذار ولم تنطلي عليهم من الأساس، ليبدأ هو في البحث عن أعذارٍ ومُبررات جديدة بينما تبدأ نيمفا ديجايا في مساعدة أطفالها في الوصول إليها، كل ذلك والشرطة عاجزة على فعل أي شيء.
رسائل نيمفا ديجايا
بعد مرور شهر بدأت رسائل نيمفا ديجايا في الوصول، الغريب في الأمر أن تلك الرسائل كانت تصل عن طريق عدة أشخاص مختلفين في القرابة بالنسبة لنيمفا.
الرسالة الأولى جاءت عن طريق أحد الجيران المُخلصين المُحبين لعائلة نيمفا ديجايا والمُتشككين في أسباب اختفائها المُفاجئ، حيث نام آن البالغ من العمر سبعة وثلاثين عامًا واستيقظ في الساعات الأولى من الصباح على حلمٍ غريب كانت نيمفا ديجايا هي بطلته الرئيسية، الغريب أن “آن” عندما أراد إخبار أحد بهذه الرسالة لم يُفكر أبدًا في زوج نيمفا لشعوره بأمر مُريب تجاه، وإنما فاتح طفلتها الكُبرى البالغة من العمر عشر سنوات، والتي صعقته أيضًا بما رأته.
الحلم الغريب
عندما ذهب آن لإبلاغ ابنة نيمفا ديجايا بما راءه فاجأته هي الأخرى بأنها قد شاهدت نفس الحلم، حيث زارت نيمفا كليهما وهي تقوم بجذبهما، في الحلم بالطبع، نحو خزان المياه الموجود أعلى البيت، وقد حاول كليهما التغاضي عن الحلم وعدم إعطائه أي أهمية، لكن، مع تكراره، لم يتمكنا من كبح جماحهما، وأقدما بالفعل على تفحص خزان المياه، ليجدا جثة نيمفا ديجايا، ولكم أن تتخيلوا أن الأمر حينها كان أشبه بالصدمة والمعجزة في نفس الوقت لأن ما حدث ببساطة هو أن نيمفا ديجايا قد أرشدت جارها وابنتها إلى حيث تتواجد هي ولا يعلم أحد سوى قاتلها، والذي مثل مفاجأة أيضًا.
قاتل نيمافا ديجابا
بعد العثور على الجثة بدأت الشرطة التحقيق في الواقعة للتعرّف على هوية القاتل، وقد بدا من الآثار الموجودة على الجثة أنها قد تعذبت قبل قتلها أو على الأقل تعرضت للإصابة بجروحٍ عدة إثر ضربٍ مُبرح، والحقيقة أن هوية القاتل في البداية كانت شبه مجهولة أو مُبهمة بسبب استحالة قيام شخص بسرقة امرأة من بيتها وفعل بها كل ذلك ثم وضعها في خزان المياه الموجود في نطاق بيتها، فهذه بالطبع أفعال لا تدل إلا على أن القاتل شخص مجنون للغاية وغير قادر على تنفيذ جرائمه على أكمل وجه، لكن، كان هناك احتمال واحد إذا صح فسيكون كل ما حدث للجريمة من تبعات أمر منطقي جدًا، وهو أن يكون القاتل أحد أفراد العائلة أو الجيران القريبين، وتحديدًا الزوج.
الزوج يقتل زوجته
بدأ آن، والكثيرين غيره يشكون في أن زوج نيمافا ديجابا هو من قام بقتلها، خاصةً مع تكرار الشجار بينهما في الفترة الأخيرة وسماع الجيران تهديداته لها بالضرب، إلا أن مجرد شك كهذا لم يكن منطقي أبدًا أن تأخذ به الشرطة، خاصةً مع الوضع في الاعتبار استحالة حدوث الجريمة عقلًا، لكن نيمافا ديجابا لم تترك الشرطة في حيرتها وقامت بدورها على أكمل وجه من جديد، ببساطة، لقد أرشدت الشرطة إلى هوية القاتل وطريقة القتل، وذلك عن طريق فارس الأحلام بقصتنا، الجار المُخلص آن.
عودة نيمافا ديجابا
عادت نيمافا إلى أحلام آن من جديد بعد اكتشاف جثتها بثلاثة أيام، حيث جاءته هذه المرة وهي تصرخ باسم زوجها ثم تتعرى لتكشف أماكن الجروح الذي سببها لها والثقب الموجود برأسه نتيجة لظربه لها بقضيب معدني شديد، نيمافا في الحلم أيضًا قالت سبب القتل، وهو تهديدها لزوجها بالإبلاغ عنه للتعدي على شقيقتها ومحاولة اغتصابها، وأنه قد خاف من تهديداتها فتشاجر معها ذات مرة حتى انتهت المشاجرة بقتله لها، ثم بعد ذلك قام بالتخلّص منها في خزان المياه كما عثرت عليها الجثة فيما بعد، الغريب أن الشرطة أخذت حلم آن على أنه أمر مُسلّم به وقامت بإلقاء القبض على زوج نيمافا، والأغرب أنه اعترف بقيامه بالجريمة وأقرّ أنه قد فعل ذلك بلحظة غضب وخوف، لكن ذلك الندم لم يشفع في حكم السجن المؤبد الذي حظي به بعد شهور من المحاكمة.
هل جاءت نيمافا؟
هناك بعض الأشخاص يقولون إن نيمافا ديجايا لم تأتي إلى حلم آن في المرة الأخيرة، وإنما قام هو باختلاق هذه القصة مُستغلًا تحقق حلمه الأول وتصديق الشرطة المُطلق له، والواقع أنه لم يفعل ذلك نكاية في زوج نيمافا، فهو في النهاية كان المُذنب بالفعل، ولكن آن فضلّ التعجيل بالأمر حتى لا يتمكن الزوج القاتل من الإفلات بجريمته، ولا ننسى أن نُذكر أن كل ذلك مجرد أقوال لم تثبت حتى الآن.
أضف تعليق