تسعة مجهول
نفق لينكولن
الرئيسية » غرائب » نفق لينكولن في أمريكا وقصص أغرب من الخيال عن ابتلاع الأشخاص

نفق لينكولن في أمريكا وقصص أغرب من الخيال عن ابتلاع الأشخاص

نفق لينكولن نفق موجود في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد شهد ذلك النفق حادثة اختفاء في عام 1975 لزوجة السيد جاكسون، حيث اختفت فجأة وهي واقفة بالقرب منه.

تُعد حادثة الاختفاء التي حدثت في نفق لينكولن عام 1975 واحدة من أبرز حوادث الاختفاء التي حدثت خلال القرن العشرين، فتلك الحادثة قد شهدت اختفاء زوجة السيد جاكسون التي كانت واقفة بالقرب من زوجها، والحقيقة أنه لم يكن هناك أي شيء يُثير القلق في المكان الذي وقعت به الحادثة، أصلًا كان المكان خاويًا على عروشها، وهو ما أعطى الحادثة جنونًا أكثر وإثارة أكبر جعلتها تتصدر قائمة أبرز حوادث الاختفاء حتى الآن، عمومًا، في السطور القادمة سوف نتعرف سويًا على ملابسات الحادثة وأبطالها وأهم النظريات والتفسيرات التي خرجت عنها.

أبطال نفق لينكولن

قبل أن نتعرف على قصة نفق لينكولن وما حدث فيها من اختفاء علينا أولًا التعرف على أبطال هذه القصة، وهما السيد جاكسون رايت وزوجته، والتي للغرابة لم يذكر التاريخ اسمها أو أي شيء يتعلق بها، عمومًا، كان هذين الزوجين يعيشان بسعادة بالغة، فقد تزوجا عن حب في سن الخامسة والعشرين، وربما كان عدم إنجابهم للأطفال سببًا في التقرّب أكثر من بعضهم البعض، حيث كانا بحق مثالًا يُحتذى به في الأخلاق والمعاملة الحسنة والحب المتبادل، وهذا ما جعل حياتهما الزوجية تستمر لأكثر من ثلاثين سنة، ففي سن الخامسة والخمسين حدثت معهم تلك المعجزة الغريبة.

بداية حادثة الاختفاء

بدأت حادثة الاختفاء التي وقعت في نفق لينكولن بشهر أغسطس القابع في عام 1975، وهو الشهر الذي اعتاد فيه الزوجان على الذهاب إلى أحد المكان وقضاء العطلة الصيفية منفردين، وكانا يستخدمان في ذلك سيارة صغيرة متواضعة، لكنها في النهاية كانت تكفي لقضاء الغرض وإنجاز المهمة.

كما ذكرنا، كانت مجرد عطلة عادية، بدأت بحزم الحقائب والتحقق من الوقود الموجود في السيارة، ثم بعد ذلك الولوج إليها والبدء في التحرك إلى مكان العطلة في الثامنة صباحًا كالمعتاد، لكن، ما لم يكن مُعتادًا أبدًا هو ما حدث عند الدخول بنفق لينكولن، حيث وقعت فيه ما يُسمى بالمعجزة.

نفق لينكولن والاختفاء

كما ذكرنا، انطلقت الرحلة كالمعتاد في طريقة إلى ولاية نيوجيرسي، كان الصباح لايزال مُكتملًا، وبالرغم من ذلك لم يكن ثمة وجود لأحد في الطريق، أو على الأقل الطريق الذي يبعد أمتار قليلة عن نفق لينكولن، وهو النفق القريب من منزل الزوجين، والذي لا يُمكن عبور الولاية بدونه.

مع اقتراب الزوجين من النفق بدأت العربة تُصدر أصوات غريبة أقرب إلى التشنجات، كان الأمر في الحقيقة يستدعي التوقف والاستقصاء، لكن جاكسون لم يفعل ذلك في البداية، وإنما استمر في طريقه حتى ساءت حالة العربة وتوقفت عن العمل نهائيًا، وهنا نزل جاكسون وزوجته وقررا التدخل، حيث فتح حقيبة السيارة لإخراج كل ما يُفيد في عملية الإصلاح، أما الزوجة سيئة الحظ فأقدمت على مسح آثار البخار التي كانت مُتراكمة على الزجاج، وذلك من قبيل المساهمة منها في هذا العَرض الطارئ، وفي أقل من دقيقة، أغلق جاكسون الباب الخلفي للسيارة بعد أن أخرج ما يحتاجه من أدوات، وكانت زوجته في هذه الأثناء غير موجودة أمام السيارة أو بالقرب منها أو في أي مكان بالنفق، ببساطة، لقد تبخرت تمامًا.

وصف نفق لينكولن

قبل أن نتحدث عن تفاصيل وتفسير ما حدث لزوجة السيد جاكسون علينا أولًا أن نصف نفق لينكولن الذي وقعت فيه حادثة الاختفاء الغامضة، والحقيقة أن ذلك النفق لم يكن نفقًا عاديًا بالمرة، وإنما كان النفق الوحيد بالولايات المتحدة الأمريكية الذي يرى داخله النور، بالرغم من أنه في الأساس غير متصل بمصدر نور، حتى الأضواء والمصابيح الصناعية لم تكن تعرف طريقها إليه، ببساطة، لقد كان نفقًا غامضًا، يعرف القاصي والداني أن ثمة خطب يجري به، ولذلك كانت الحركة قليلة عليه، بالرغم من أنه يربط بين ولايتين، ويصل طوله إلى ما يتجاوز الثلاث كيلومتر، عمومًا، دعونا نعاود من جديد إلى قصتنا التي وقعت بين جنبات ذلك النفق المُثير.

البحث عن زوجة

بعد دقائق من الدهشة وعدم الإدراك شعر السيد جاكسون أخيرًا أن الصمت وعدم التصديق لن يُعيدا له زوجته، وأن عليه أن يبدأ البحث سريعًا كي يُدرك ما يُمكن إدراكه، وبالفعل، جاب السيد جاكسون النفق جيئة وذهابًا أكثر من مرة، كان في كل مرة يوهم نفسه أن ثمة مكان خفي سوف يظهر فجأة، وأن زوجته سوف تكون متواجدة بذلك المكان بالتأكيد.

بخلاف نفق لينكولن، بحث السيد جاكسون كذلك في الأماكن المُحيطة بالنفق، والمداخل الشرقية والغربية له، كان في كل مرة يُلاحظ شيئًا هامًا ربما لم ينتبه له من قبل، وهو أنه يتواجد وحيدًا في هذا المكان، وكأنه قد أُدخل في فجوة زمنية لا أحد فيها غيره، لكن ذلك الأمر المُحير لم يمنعه من معاودة التفكير في زوجته.

الشرطة تتدخل

مع عدم عثور السيد جاكسون على زوجته بدا جليًا أن دور الشرطة قد حان، والحقيقة أن جاكسون كان يعتقد أن الشرطة بما تمتلكه من قدرات سوف تنجح فيما فشل هو فيه، لكن ذلك الأمر لم يكن صحيحًا، إذ أن الشرطة قد عجزت أيضًا عن إيجاد الزوجة أو العثور على أي شيء يتعلق بها، وكأن السماء قد انشفت وابتلعتها.

كانت الشرطة غير مُصدقة وهي تستمع لما يقصه السيد جاكسون وما حدث لها داخل نفق لينكولن، في البداية حسبته مجنونًا، فليس من المعقول أبدًا أن يختفي شخص في ثوانٍ بعرض نفق ولا يتم العثور على أي أثر له، الأغرب أنه لم يكن هناك وجود لأي شيء غريب أو غامض قبل الحادثة، ومن هنا بدأت النظريات والتفسيرات في الخروج.

الشك في الزوج

لم تمر حادثة اختفاء نفق لينكولن مرور الكرام على الشرطة، فبالرغم من أن الزوجة قد اختفت نهائيًا ولم يكن ثمة دليل أو أثر يُمكن الشك من خلاله أنه سوف يتم العثور عليها إلا أن الشرطة وجهت كامل اهتمامها تجاه الشاهد الوحيد والشخص الأوحد الذي يُمكن الشك به، وهو الزوج، والذي لم تكن روايته منطقية أبدًا، حيث أنه ليس من الطبيعي أن يتبخر شخص دون سبب، لكن عدم كفاية الأدلة أو أي شيء منطقي يدفع الزوج إلى ارتكاب تلك الجريمة كان سببًا في عدم توجيه اتهام رسمي له، وإنما ظل الأمر مجرد مجموعة من الشكوك، أما باقي التفسيرات فكانت تدور حول حوادث الاختفاء الغامضة التي لا يكون بطلها أحد آخر بخلاف الطبيعة.

هل كانت المرة الأولى؟

رجح البعض ألا تكون هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها اختفاء أحد الأشخاص داخل نفق لينكولن، حيث قالوا أن بعض الحوادث المشابهة قد حدثت بالتأكيد لكن عدم التسليط الإعلامي عليها كان سببًا في مرورها مرور الكرام، عمومًا لا يزال ذلك النفق حتى اليوم مصدر رعب وقلق للبعض.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

ثلاثة × 3 =