تسعة مجهول
مونتي كريستو
الرئيسية » ظواهر » كيف أثرت الأعمال الغريبة في مونتي كريستو على تلك المزرعة فيما بعد؟

كيف أثرت الأعمال الغريبة في مونتي كريستو على تلك المزرعة فيما بعد؟

مونتي كريستو مزرعة موجودة في استراليا ومملوكة لأحد الأعيان هناك، لكنها ليست مزرعة عادية، وإنما بيت رعب نشأ نتيجة للأعمال التي كانت تُمارس به في السابق.

حظيت مزرعة مونتي كريستو بشهرة واسعة خلال القرن التاسع عشر نظرًا للأحداث المرعبة التي وقعت به، والحقيقة أن تلك الأحداث لم تكن في الأساس سوى نتاج للعنة التي تسبب بها سكان المزرعة الأصليين، والتي كانت في الأساس بيت يعيش فيه أحد الإقطاعيين وعائلته، حيث قاموا فيه بتجريب شتى أنواع التعذيب على الخدم الذين كانوا يعملون لصالحهم، مما تسبب في وجود أرواح مظلومة في ذلك المكان، يقال أنها عادت بعد موتها للانتقام وبث الرعب في المكان، عمومًا، دعونا في السطور القادمة نتعرف سويًا على مزرعة مونتي كريستو والأحداث المرعبة التي حدثت بها وتسببت في اللعنة.

بداية مونتي كريستو

بداية مونتي كريستو الحقيقية كانت قبل سنوات كثيرة من بنائه، ذك البناء الذي جاء على يد كريستوفر كرويلي، أحد المزارعين الفقراء، أو هكذا كانت بدايته في المنتصف الثاني من القرن التاسع عشر.

مع بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر بدأ مُزارع بسيط يُدعى كريستوفر كرويلي في العمل بالأجر لدى المزارعين الكبار، وشيئًا فشيئًا تمكن ذلك المزارع البسيط من إيجاد اسم له في السوق وبدء امتلاك الأراضي الخاصة به، ثم التوسع في التجارة والتحول إلى أحد أكبر المزارعين في استراليا، كانت رحلة صعود جديرة بالاهتمام، تحول فيها كرويلي من مزارع صغير إلى كبير المُزارعين، وبالطبع لم يكن يليق بكبير المزارعين العيش في منزل صغير كما الذي كان يعيش به، وإنما كان لابد له من منزل كبير، تمت إقامته عام 1884 وعُرف باسم مونتي كريستو.

بناء مونتي كريستو

بدأ بناء مونتي كريستو في عام 1882 واستمر لمدة عامين، والحقيقة أن البناء كان جديرًا حقًا بالاهتمام، فقد بُني على مساحة تلة كبيرة كانت تطل على مساحة شاسعة من القرية، كما أن الطوب الذي تم استخدامه في المهمة كان من أجود أنواع الطوب الموجودة في ذلك الوقت، وقد كان لقب المزرعة أفضل تشبيه يُطلق على المنزل بسبب الشكل الذي ظهر به.

كان مونتي كريستو، أو جبل المسيح حسبما تعني ترجمته الحرفية، مليئًا بالخدم، والذين سكنوا في الأكواخ التي كان يسكن بها كرويلي أثناء فقره، كذلك تم بناء بعض الأماكن لاستقبال البهائم والأحصنة وكافة الأشياء الأخرى التي يحتاجها ذلك البيت وأهله، والذين أصبحوا أغنياء بفضل جهود كريستوفر كرويلي، كبير البيت الذي كدح وعانه في بداياته.

الحياة في مونتي كريستو

كانت مزرعة مونتي كريستو فاتحة خير على مالكيها، حيث تعاظمت تجارتهم أكثر فأكثر، وأصبحوا يعيشون حياة الملوك، لدرجة أنهم انضموا صوريًا إلى الطبقة العليا، وأصبحوا يتعاملون معاملة سيئة مع خدهم، والذين كانوا قبل سنوات قليلة مجرد مجموعة تابعة لهم، لكن ذلك لم يشفع لهؤلاء الخدم، والذين عانوا أشد المعاناة على يد كرويلي وعائلته.

كان كرويلي وعائلته يعتقدون أنهم قد أصبحوا بالفعل من الطبقة المالكة الحاكمة، العليا على الأقل، التي يهتم الجميع بأمرهم ويسعون للحصول على رضاهم، وربما لذلك السبب عاملوا خدمهم معاملة سيئة، بل أسوأ بكثير من السيئة، معاملة أقل ما يُقال عنها أنها كانت وحشية جدًا.

ضحايا عائلة كرويلي

كما ذكرنا، شهد منزل مونتي كريستو العديد من الضحايا على يد أفراد عائلة كرويلي، فعندما ذكرنا أنهم تعاملوا مع الخدم معاملة سيئة لم نكن نعنى بذلك أنهم قد أهانوهم مثلًا أو قللوا منهم، وإنما وصل الأمر إلى الاعتداء الجسدي الذي يرتقي لمستوى التعذيب، وكأنهم في جحيم، وكأن ما يعيشون معهم يعتبرونهم عبيدًا لهم، والحقيقة أن الإهمال الحكومي وعدم الاهتمام بالخدم تسببا في ترسيخ ذلك الشعور، لذلك كان من الطبيعي أن تكون هناك مجموعة من الضحايا لهذه العائلة البشعة، وسوف نذكر أبرزهم فيما يلي.

الطفل موريس، الضحية الأولى

الضحية الأولى لعائلة كرويلي الحاكمة لبيت مونتي كريستو هو الطفل الصغير ذو العشر سنوات موريس، والذي كان مجرد ابن لأحد الخدم، عمل بالتبعية كخادم للعائلة التي يخدمها والديه، وقد تم وضعه في الإسطبل وتولى مهمة تنظيف الخيول الموجودة بها، والواقع أنه كان بارعًا جدًا في مهمته هذه ويؤديها على أكمل وجه وبإتقان شديد، لكنه في أحد الأيام تعرض لواقعة سقوط من على ظهر حصان، ومن هنا بدأت معاناته.

لم يقتنع أفراد عائلة كرويلي بأن الطفل موريس قد سقط حقًا من على الحصان كُسرت ساقه، وإنما قرروا في قرارة أنفسهم أنه يتمارض عليهم من أجل ألا يستكمل العمل، لذلك، وبالإضافة إلى عدم استدعاء طبيب لمعالجته، قاموا بإشعال السرير أثناء تواجده به ظانين بأنه يُمازحهم وأنه سينتفض راكضًا فور رؤية النار، لكن ذلك لم يحدث، وإنما لفظ الطفل المسكين أنفاسه الأخيرة محترقًا على الفراش لأن قدميه كانت مكسورة بحق، ومن هنا بدأت معاناة الخدم الحقيقة في مونتي كريستو.

هارولد، الطفل المعاق

المآسي التي تحتوي عليها مزرعة مونتي كريستو لم تتوقف عند ذلك الحد، وإنما كان هناك ما هو أسوأ من ذلك بكثير، فقد اعتدى أحد أفراد هذه العائلة على واحدة من الخدم وقام باغتصابها، مما تسبب في حمله بطفل معاق يُدعى هارولد، والحقيقة أن هارولد كان لعنة على الجميع، وأولهم والدته.

لم يكن هارولد مجرد طفل معاق، وإنما كان بشع المنظر كذلك وهو ما جعل كل من في البيت نافرين منه وناقمين عليه، ولكم أن تتخيلوا أن الحل الوحيد لهذه المشكلة كان في حبسه بأحد السراديب المجهولة داخل المزرعة، مما تسبب في ألم والدته وعذابه، حتى ماتت بألمها بعد أشهر قليلة، أما الطفل المعاق هارولد فلم تنتهي قصته عند ذلك الحد، بل بدأت.

لعنة هارولد

كما ذكرنا، كان هارولد لعنة على جميع أفراد منزل مونتي كريستو، فمنذ الظلم الذي تعرض له بحبسه في أحد السراديب بدأت المصائب تتهاوى واحدة تلو الأخرى على رأس العائلة، حيث كانت البداية بكساد هائل في التجارة، ثم توالت بعد ذلك الصدمات بموت أفراد العائلة ظالمة واحد تلو الآخر، كان الجميع يسأل سؤالًا منطقيًا واحدًا، ما الذي حدث وجلب كل ذلك الخراب، وعلى ما يبدو أن أحدًا ما لم يلتفت للكائن الذي كان موجودًا داخل السرداب.

ظل هارولد يتألم لشهور، ثم بعد ذلك مات هو الآخر وترك لعنته وروحه المعزبة داخل القصر تطيح في الجميع وتنتقم من كل المسئولين عن تعذيب الخدم، والذي عادوا كما أشرنا في صورة أرواح معذبة وأخذوا ينتقمون من كل أفراد العائلة حتى فنوا عن بكرة أبيهم، أما مزرعة مونتي كريستو نفسها فحالها لم يكن أفضل من ساكنيها، حيث لم يجرؤ أحد على الاقتراب منها بسبب الصوت المُخيف الذي كان يعوي بها كل مساء، كذلك الأحداث الغامضة التي كانت تقع بين جنباته، عمومًا، انتهى كل شيء يتعلق بمزرعة مونتي كريستو باستثناء الأشباح والأرواح المُعذبة التي عاشت وظُلمت وماتت به.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

سبعة + اثنا عشر =