زهرة الداليا السوداء هو اللقب الذي اطلق على ممثلة شابة تدعى اليزابيث شورت وكان يطلق عليها ايضا اسم بيتي، التي لم يكن التمثيل في عدد قليل من الافلام هو سبب شهرتها، بل نهايتها المأساوية التي اشغلت المحققين والرأي العام عدة اعوام في امريكا وما تزال حاضرة الى اليوم في الروايات والافلام، فقد قتلت ثم قطعت الى نصفين ورميت في حديقة عامة، وقد ظهر ان قاتلها قام بتعذيبها بقسوة قبل قتلها, وقد زاد من سخط الناس على قاتلها لإعتقادهم انه تم حمايته من قبل جهات متنفذة في السياسة ومن رجال شرطة فاسدينو فقد كانت لوس انجلوس في تلك الفترة مدينة الجريمة المنظمة والفساد الذي يضرب كل جذور السلطة والرذيلة المنتشرة في الشوارع.
جثة اليزابيث شورت
وجدت جثة اليزابيث في احدى متنزهات مدينة لوس انجلوس الامريكية في عام 1947، اذ كانت امرأة تدفع عربة طفلتها عندما لاحظت وجود جسم غريب بين الحشائش وتبين انه جثة مقسومة الى نصفين بينما تم تشويه وجهها بعمل شق من الاذن الى الاذن، لم تكن عملية القطع في جسد الضحية عشوائية وهو ما زاد من تعقيد القضية فعلى ما يبدو تمت الجراحة على يد جراح ماهر كان يهدف التلخص من جنين في رحم الضحية واخفاء كافة الادلة على كونها حامل، مع الانتقام منها لأنها رفضت تنفيذ اوامر شخص له نفوذ على ما يبدو، وقد كانت الجثة غير ملطخة بالدماء مما يعني ان الجريمة تمت في مكان اخر ثم جرى تجفيف الدم قبل رمي الجثة في ذلك المتنزه.
من النجومية الى الانحراف
يبدو ان مشوار بيتي بالنجومية لم يكن قد بدأ بعد ولم توفر لها الاموال التي جنتها من بعض الافلام ما يمكنها من العيش مما اضطرها الى اقامة علاقات متعددة مقابل المال، فقد اشارت بعض شريكاتها في السكن انها كانت فتاة حسب الطلب وانهن رأينها تخرج مع شخص مختلف كل ليلة وان بعض هؤلاء الاشخاص كانوا من افراد العصابات المنتشرة في المدينة، فيما يرجع بعض الكتاب سبب انحرافها وسقوطها في هذا الطريق السيء هي الوفاة المأساوية لحبيبها اثر تحطم طائرته, ويبدو انها وصلت من خلال هذة القائمة الطويلة من العلاقات الى رجال مهمين في السياسة او القانون او في عالم الاجرام وحملت من احدهم، ولما طلب منها اجهاض الجنين رفضت فما كان منه الا ان عاقبها بطريقة وحشية، وهذة النظرية كانت وما تزال الاكثر قبولا وتصديقا لدى جهات التحقيق والباحثين.
سيرة حياة بيتي
تشير سيرة حياة بيتي انها عاشت حياة صعبة ومليئة بالمشكلات الاجتماعية والمادية فقد اضطرت للعمل في سن مبكرة لتأمين قوت يومها بعد ان عجز كلا والديها المنفصلين من تأمين حياة كريمة لها، كما انه دخلت السجن بسبب سلوكها السيء وشربها الكحول تحت السن القانونية، كما ان دخولها لعالم التمثيل لم يكن بدافع الموهبة على ما يبدو بل بسبب سعيها وراء الاموال الطائلة التي كان يجنيها النجوم في هوليود, فهي لم تستطع اقناع المخرجين او الممثلين بموهبتها وصرح كثير ممن عملوا معها انها لم تكن ذا موهبة في التمثيل وكل تلك الظروف كانت عوامل مساعدة – بالاضافة الى ما ذكرناه من موت حبيبها- لدخولها الى عالم الرذيلة، وحسب شهود فإنها كانت غالبا ما تلتقي زبائنها المهمين في الشوارع حيث تعرض عليهم نفسها مقابل المال كما تفعل كل بنات الليل.
التحقيق
قائمة العناوين وارقام الهواتف التي وجدت في اغراض بيتي وسعت دائرة المشتبه الى ان وصلت اكثر من 250 شخص خضعوا للتحقيق لكن لم تثبت على احدهم تهمة قتلها او معرفة من قام بذلك، وقد استمرت التحليلات التي تربط الحادثة بأشخاص مهمين حتى ان الشرطة وضباط مهمين في لوس انجلوس لم يسلموا من الشبهات، ومن بين اشهر الشخصيات التي تحوم حولها الشبهات الى الان هو نورمان تشالندر الذي كان احد اهم رجال لوس انجلوس والمتحكم بكثير من المؤسسات في تلك الفترة، فقد ذكرت بعض الشهادات ان تشالندر اوعز الى احد اخطر رجال العصابات ويدعى بنيامين سيجل بالتخلص منها بعد ان رفضت التخلص من جنينها الذي حملت به بعد علاقة مع تشالندر، وقد كانت عائلة تشالندر اكثر العائلات نفوذا في تلك الفترة ولا يستبعد بعض الكتاب ان يكون قد قدم رشوة لرجال الشرطة لإبعاد التحقيق عن مساره .
ارجع كثير من الكتاب جريمة مقتل زهرة الداليا السوداء الى الفساد السياسي والاخلاقي الذي كان يسود مدينة لوس انجلوس فقد اختلطت السياسة بالجنس والاجرام وظهرت علاقات خفية بين رجال السياسة ورجال الشرطة المتنفذين ونجوم الفن والكتاب وبعض رجال الاجرام وقادة العصابات مما تسبب بظهور الرذيلة وضياع حقوق الناس العاديين.
زهرة الداليا السوداء Black Dahlia
الهمت جريمة قتل بيتي كثير من الروائيين ومنتجي الافلام حيث الفت عدة روايات تتعلق بها، اشهرها رواية جميس الروي التي حملت اسم بلاك داليا، بينما انتجت بعض الافلام كان اشهرها فيلم ” Black Dahlia” الذي انتج في عام عام 2006 وقد نال عدة جوائز كما برزت فيه بعض الممثلات الصاعدت اللواتي لم يكن حظهن مثل صاحبة القصة على ما يبدو ، فيما ظهرت في العام 2000 فرقة موسيقية امريكية بنفس الاسم وكانت تتألف من اربعة مغنين وهي مازالت ناشطة الى يومنا هذا، وبينما تصف معظم الروايات بيتي بأنها بائعة هوى، ترى روايات اخرى الفترة التي عاشت فيها كانت تعج بالفساد وغياب الاخلاق ومن الطبيعي للفتاة الفقيرة التي ليس لها من يحميها ان تتجه لإقامة علاقات مع المتنفذين في المدينة، بل ان البعض يرى انها اجبرت على هذة العلاقات بما يشبه الاغتصاب او الاعتداء الجنسي، ويحمل رجال الشرطة الفاسدين المسئولية الكاملة عن الجريمة .
فتيات اخريات
اليزابيث شورت لم تكن الضحية الوحيدة في لوس انجلوس بلد اللهو والمجون والرذيلة والفساد والاجرام كما يروق للكتاب وصفها بل ان هناك فتيات اخريات اجبرن على اقامة علاقات غير مشروعة مع رجال اشرار وذلك بعد فشلهن في الوصول الى المجد والشهرة التي سعين اليها عن طريق الفن، ويبقى الاتهام الاول والاخير لرجال السلطة الفاسدين الذين اما انهم قاموا بإستغلال تلك الفتيات بأنفسهم او انهم تعاونوا وتغاضوا عن بعض المجرمين والفاسدين ممن استغلوهن وهو ما جعل الجرائم المرتكبة بحق الفتيات من الطبقات الفقيرة والناس البسطاء تمر بلا عقاب حتى لو انتشرت ولا قت رواجا واسعا كما في حالة زهرة الداليا السوداء .
قصة رائعة و مخيفة و شكرا ع المعلومة