تسعة مجهول
مارجريت كليمنت
الرئيسية » جريمة » مارجريت كليمنت : لغز الاختفاء المثير لعجوز المستنقع التي تجاوزت السبعين

مارجريت كليمنت : لغز الاختفاء المثير لعجوز المستنقع التي تجاوزت السبعين

مارجريت كليمنت عجوز تجاوزت السبعين من عمرها تم خطفها في عام 1952 من قِبل مجهولين ولم يُستدل على مرتكبي هذه الجريمة حتى وقتنا الحالي، حيث أنها لا تزال تُعتبر واحدة من أكثر الجرائم غموضًا بسبب الكواليس التي صاحبتها ولم تكتشف إلى الآن.

لا تزال السيدة العجوز مارجريت كليمنت حديث المجتمع الأسترالي حتى وقتنا الحالي بسبب ما تعرضت له قبل حوالي سبعين عام، مع الوضع في الاعتبار أن مارجريت قد تعرضت لما تعرضت له وهي في سن السبعين أيضًا، لكن السن الذي حدثت فيه الجريمة لا يهم بقدر ما يهم تفاصيلها والكواليس التي تابعتها، فجميعنا يعرف أن مئات حوادث الاختطاف تحدث في عالمنا، بيد أن الأمر المختلف هنا كون الحادثة التي تعرضت لها مارجريت قد جرت في وقت وظروف لا تُمهد أبدًا لها أو تُشير إليها، أيضًا ما حدث بعد اختفاء مارجريت يجعلنا نقف أمام الحادثة وننظر لها باندهاش جديد، كل شيء يقودنا نحو فكرة الغرابة التي نحاول التحدث عنها، على العموم، في السطور القليلة المُقبلة سوف نتعرف سويًا على سيدة المستنقع مارجريت كليمنت ونتبين ما حدث لها حسب الروايات الرسمية والغير رسمية، حسب ما وصل إلينا بخصوص الحادثة وما كان هناك تعمد شديد بإخفائه منذ اليوم الأول، فهل أنتم مستعدون لتلقي واحدة من حوادث الخطف المثيرة؟ حسنًا، لنبدأ.

من هي مارجريت كليمنت ؟

المنطق يقول طبعًا أنه قبل الدخول في الحادثة وتفاصيلها فسوف نكون في حاجة ماسة وشديدة إلى التعرف على مارجريت كليمنت نفسها، فهل يُمكنك عزيزي القارئ التعاطف مع شخص لم تعرفه؟ الإجابة بكل تأكيد لا، لذلك دعونا نبدأ بالتعريف بحياة مارجريت هذه، فهي مارجريت كليمنت من مواليد 1878 بمدينة سيدني الأسترالية، كانت عائلة مارجريت صغيرة بعض الشيء، فهي مجرد أب وأم وطفلتين كانا في نفس السن تقريبًا، إحداهما جيني والأخرى بطلتنا مارجريت كليمنت ، لكن العائلة الصغيرة هذه لم تكن تتمتع في نهاية المطاف بتلك الحياة التي قد تطمع بها، فهي تُعال من قِبل الأب الذي يعمل فقط في مجال تربية الثيران، بمعنى أن دخله صغير للغاية وبالكاد يضمن لفتاتنا مارجريت فرصة جيدة في التعليم المتوسط، لكن ما حدث هو العكس تمامًا لأنه ثمة ما تسبب في قلب كيان العائلة تمامًا، للأفضل هذه المرة.

عائلة ثرية بصورة مفاجئة

كان والد مارجريت قد اشترى قديمًا عدة أسهم في منجم ذهب، وفجأة ارتفعت قيمة تلك الأسهم وأصبح والدها ثريًا وأصبحت العائلة بأكملها ثرية وظهر ذلك واضحًا من خلال الملابس والمدارس والطعام والشراب ومكان السكن، كل شيء تغير تمامًا بنسبة مئة وثمانين درجة وكان جليًا تمامًا بأن عائلة مارجريت قد حظيت بالوجه الجيد من هذه الحياة، بيد أنه في ليلة وضحاها تغير كل شيء بموت الأب، وتحديدًا عام 1890، ففي ذلك العام توفي والد مارجريت، صحيح أنه قد ترك لابنتيه ثروة كبيرة لكنه في النهاية تركهما كذلك فريسة سهلة للحياة، وبالطبع أنتم تتخيلون ما يُمكن أن يحدث لفتاتين ثريتين وحيدتين في هذه الحياة، لكن التخيل وحده لا يكفي، لذا دعونا نتبين ما أمست عليه حياة إحدى الفتاتين، وهي مارجريت على وجه التحديد، والبداية تكون مع ظهور قصر تولاري في الأحداث.

قصر تولاري

تصاعدت الأحداث بشكل سيء جدًا في تلك اللحظة التي دخل فيها قصر تولاري بمسارنا، فقد اشترت مارجريت كليمنت وشقيقتها القصر على أساس أنه بناء فخم سيمنح لهما الحياة السعيدة، وقد كان المكان فعلًا يُنذر بذلك من خلال مجموعة من الغرف التي تصل إلى العشرين بخلاف الحدائق والأماكن المميزة، لكن القصر كان مطمعًا للجميع، مارجريت وشقيقتها أساسًا كانا سببًا لهذا المطمع، فنحن نتحدث عن فتاتين وحيدتين يقول المنطق إنهما ساذجتين، بالتالي فإن عملية خداع هاتين الفتاتين سوف تكون أسهل مما يجب، ومن هنا ظهرت تلك الشخصية الشريرة التي نراها تخون الأمانة وتُدمر العائلة بأكملها في مرحلة من المراحل، وقد جاءت تلك الشخصية في صورة خادم للفتاة مارجريت، كان يُدير أموال العائلة ومتواجد منذ وفاة الأب، حيث أنه أخذ يسحب في تلك الأصول والأمور حتى جاء الوقت الذي نفذت فيه، هذا ما يحدث غالبًا عندما تُعين لص في الشركة، على العموم، كانت النهاية التي قاد إليها كل ذلك هي ضياع كل الأموال وتحول ثروة مارجريت وشقيقتها إلى مجرد قصر واحد فقط، وهو قصر تولاري، وقد كان من الممكن جدًا أن يكون هذا القصر كافيًا، لكن الطمع قد ناله أيضًا.

الطمع في القصر

كانت مارجريت كليمنت في تلك الفترة قد اقتربت من سن الثلاثين، وكان الممكن الزعم بأنها قد أصبحت سيدة يافعة، وتلك السيدة اليافعة الجميلة لا تمتلك أي شيء بخلاف القصر، وهو الأمر الذي سعى الجميع لاستغلاله من خلال السعي خلف القصر بكل الطرق، وقد بدأ الأمر بالطرق المشروعة، وهي عرض الأموال من أجل شراء القصر، لكن مارجريت وشقيقتها كان يُدركان بأن القصر هو آخر ما تبقى لهما في هذه الحياة وما يُمكن أن يحفظ لهما وضع آمن فيما تبقى لهم من وقت، ولهذا تم بذل كل الطرق والسُبل من أجل الحفاظ على القصر، لكن في مرحلة من المراحل، وبسبب الطمع الشديد، تطورت محاولات الاستيلاء التي نتحدث عنها وباتت تصل إلى حد التهديد بالقتل، ثم محاولات القتل بالفعل.

محاولات قتل

كل من ينظر إلى مارجريت كليمنت وقصرها يُدرك جيدًا أنها فتاة وحيدة ليس لها من يسأل عنها، لذلك فإنها إذا لم تستمع إلى النداءات المُتكررة وتبيع القصر فإنها ستُقتل دون أية دية، وبالفعل هذا ما حدث، إذ أنه منذ وصول مارجريت إلى سن الأربعين لم تتوقف أيادي المجانين الذين يُريدون الانتقام من مارجريت من خلال قتلها، حيث أنه كانت هناك الكثير من المحاولات التي لم تُكلل بالنجاح من قِبل جار مارجريت والذي كان الأكثر طمعًا في القتل، ومر العمر، وفي يوم من الأيام تم الأمر ولم يُعثر على مارجريت كليمنت أو أي شيء يتعلق بها!

اختفاء مارجريت كليمنت

في أحد الأيام، وعندما كانت مارجريت كليمنت سيدة عجوز في الثانية والسبعين من عمرها، خرجت مع كلبها للتنزه بالقرب من منزلها، وتحديدًا في مكان قريب من منزلها، كانت تفعل ذلك باستمرار وتجد فيه متعة كبيرة، لكن في هذا اليوم لم يكن مقدرًا لها سوى رؤية العذاب الأبدي، أو أيًّا كان ما حدث ولم يعرف به أحد حتى الآن، فقد اختفت مارجريت في هذه الليلة، ثم بعد ذلك عُثر على الكلب مذبوحًا وعُثر على العصا التي كانت مارجريت تستخدمها، مر يوم والثاني والثالث ولم تعد مارجريت، وبدا جليًا أن أمر ما سيء قد ألم بها، حتى مع جهل ما حدث بالضبط فإنه يظل سيئًا، وقد حصلت حادثة الاختفاء تلك على الكثير من الاهتمام بسبب ما تُمثله مارجريت أساسًا وكونها من النساء الأغنياء القلائل في هذا الوقت، أو هكذا كانت، قيل صراحةً أنها قد قُتلت ثم رُميت في المستنقع، ثم بعد ذلك ظهرت بعض الدلائل التي تؤكد ذلك، أهمها الرفات.

شكوك في رفات

بعد فترة من اختفاء مارجريت كليمنت وخروج الكثير من التكهنات حول تعرضها للقتل بطريقة أو بأخرى تم العثور لاحقًا على ما يُمكن القول إنه أشبه بالتأكيد لتلك الرواية، فقد عُثر على رفات تعود لامرأة عجوز، وفور اكتشاف ذلك كان هناك يقين كلي بأن الرفات تعود إلى مارجريت، خصوصًا وأن الرفات كانت في المستنقع، أي في ذلك المكان الذي اختفت بقربه مارجريت، لكن بعد تحليلها تبين أنها لا تعود لبطلة قصتنا، وأنها رفات سيدة أخرى، لكن بما أننا نتحدث عن مستنقع يجمع رفات الأشخاص فمن البديهي تمامًا أن يكون هناك رُفات لم يُعثر عليه بعد يخص السيدة مارجريت، وهذا ما اقتنع به الكثيرون وأخذوا في بناء قصصهم عليه على أساس كونه أمر واقع لا مناص منه.

عودة سيدة المستنقع

بعد اختفاء مارجريت كليمنت وتأكد موتها لدى الكثيرين لم تتوقف أبدًا محاولًا مارجريت لشغل بال كل المحيطين بقصتها، حتى بعد تأكد موتها، ففي فترة من الفترات بدأت تكثر الحوادث بشكل لافت جدًا، كما ظهرت بعد الأساطير التي تُشير إلى وجود امرأة مجنونة تظهر ليلًا وتُثير ذعر المارة بالقرب من المستنقع، ثم لم تلبث تلك المشاعر وتلك الحالة المرعبة حتى تطورت ووصلت إلى الدم، فقد تم العثور أكثر من مرة على جثث بالقرب من المستنقع تعود لأشخاص كانوا يسكنون بالقرب من القصر، وضمنهم جار مارجريت الذي كان يطمع أساسًا في شراء القصر منها، وبدا جليًا أن روحها قد عادت مجددًا وتريد الانتقام ممن عرفوا بقتلها ولم يأخذوا حقها، لكن مع الوقت هدأت حوادث القتل والاختفاء تلك، بيد أن الناس لا يزالون يذكرون حتى الآن جيدًا لغز سيدة المستنقع.

ختامًا عزيزي القارئ، طبعًا نحن نفهم جيدًا أن الجزء الخاص بجريمة القتل، والسيدة العجوز التي اختفت والمعروفة باسم مارجريت كليمنت ، حقيقي مئة بالمئة، فقط ما يُمكن الشك في صحته واعتباره مجرد أسطورة ذلك الجزء المتعلق بشبح سيدة المستنقع، فالناس كالعادة لا يتوقفون أبدًا عن الكذب.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

3 × واحد =