تسعة مجهول
ليزا آدم
الرئيسية » جريمة » ليزا آدم : الفتاة الفقيرة راحت ضحية العشق المجنون

ليزا آدم : الفتاة الفقيرة راحت ضحية العشق المجنون

بالتأكيد لن يُمحى اسم ليزا آدم من ذاكرة التاريخ لفترة طويلة، فهذه الفتاة التي عُشقت لدرجة الجنون لقيت حتفها من عاشقها الذي لم يتحمل أن تكون لأحد غيره.

ليزا آدم هذا الاسم ما زال يتردد في الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن، ويُقصد به الأسطورة، فكما يُقال هناك، عندما تُذكر الأسطورة تذكر ليزا آدم بعدها مباشرة، وربما يكون ذلك لأن قصة ليزا قد وقعت في عشرينيات القرن المنصرم، أي أنها لم يمضي عليها الكثير حتى تُمحى من ذاكرة الأمريكان، إضافةً إلى أن القصة نفسها، والتي حدثت صباح يوم مُشمس من شهر أبريل عام 1916، كانت أغرب من أن يُصدقها بشر، ومع تعاقب الأجيال أصبحت تُعامل وكأنها مجرد أسطورة أو خرافة لا أساس لها، فهل فعلًا هناك وجود لمن تُسمى ليزا آدم؟ وإن كان، فما الذي حدث لها؟ ولماذا تُسمى بسيدة الموت؟ كل هذا وأكثر تُجيب عليها السطور الآتية.

ليزا آدم ضحية العشق

من هي ليزا آدم؟

ليزا آدم مُجرد مُزارعة أمريكية فقيرة، وُلدت لأب وأم يعملان في الزراعة أيضًا بنيوجرسي عام 1889، وبالطبع لم تستطع ليزا دخول المدرسة بسبب قدرات والديها المادية المحدودة، بل أنها قد عملت مُنذ صغرها في الزراعة، وكانت لا تخرج من مزرعة أبيها إلا قليلًا ولم تختلط بجيرانها أو تكون أصدقاء، حتى أن البعض كان لا يعرف أن المزارع الفقير آدم جونس يمتلك فتاة اسمها ليزا، لكن، وبالرغم من كل تلك الصعاب، كانت ليزا تمتلك شيئًا لا يملكه الكثيرون غيرها.

ليزا آدم تخرج من المزرعة

كانت ليزا آدم جميلة، بل أنها كانت بلا أية مبالغة جميلة جدًا، وعندما بلغت الخامسة عشر وبدأت الخروج من المزرعة بدأ الخطاب يتوافدون على أبيها طالبين الزواج منها، حتى أنه كان يتم وصف من لا يقع في حبها بالأعمى أو المخبول، وقد قيل أيضًا أن أحدهم قد تشاجر مع أبيه آدم ذات يوم لأنه كان لا يُخرجها من البيت كثيرًا وكان لا يُريد لأحد أن يعرف بها، على كلٍ، خرجت ليزا من البيت وأصبحت قطعة من الألماس يُريد الجميع، وخاصةً الأثرياء، اقتنائها، وهذا ما حدث بالضبط في عام 1910، حيث كانت ليزا تُكمل عقدها الثاني وتستعد لبدء الثالث.

ليزا آدم والزواج

في أحد الأيام جاء تاجر كبير يُدعى “بيتر ألن” إلى والد ليزا ليشتري بعض الزروع من المزرعة، وعندما جاء ينتقي منها ما يُريده رأى فتاة في غاية الجمال تنكب على الأرض وتحرثها في نهم، وهنا انكب قلب بيتر على الأرض خلف الفتاة ووقع في حبها على الفور، ولم تمض أيام حتى جاء إلى والدها يخطبها منه، ولأنهما كانت تجمعهما المصالح المشتركة في التجارة لم يستطع آدم الرفض، بل وأجبر ليزا على الزواج منه، وبالطبع لم تستطع ليزا المعارضة لأنها كانت تُحب والديها وتشعر بمعانتهما، لكنها في نفس الوقت لم تستطع الوقوع في حب بيتر الذي كان يكبرها بعشر سنوات، فعاشت معه ست سنوات بجسدها فقط دون قلبها، والذي كان مع شخصٍ آخر يقطن في القرية المجاورة.

ليزا آدم والحب

يُقال في الزواج المرتب أن الحب قد يأتي بعد الزواج، وهذا بالضبط ما حدث مع ليزا آدم، حيث عثرت فعلًا على الحب بعد زواجها بشهر واحد، لكن هذا الحب لم يكن لزوجها وإنما لشابٍ آخر يُدعى “مايكل”، رأته ذات مرةٍ في السوق ووقعت في حبه، لتنشأ بينهما علاقة حبٍ غير شرعية وتظل ليزا تتردد على كوخه الصغير الذي كان يعيش فيه في القرية المجاورة لقرية زوجها، حيث كانت تتحجج بالذهاب لشراء بعض حاجتها المنزلية ثم تذهب لملاقاته حتى انتصاف النهار، ثم تعود بعدها إلى بيتها وكأن شيئًا لم يكن، أي أنها كانت متزوجة بشخصين في آنٍ واحد، وهذا بالطبع لم ينطلي على بيتر، والذي كان تاجرًا ومُلمًا بكل هذه الأمور.

نهاية ليزا آدم الأولى

إلى هنا ينتهي النصف الأول والنمطي من حياة ليزا آدم، لكن النصف الآخر، كان هو الأسطورة بعينها، لكن أولًا دعونا نتفق أنها ليزا آدم لها نهايتين مُختلفتين، النهاية الأولى، وهي تلك التي سنذكرها الآن، ونهاية ثانية، وهي الأسطورة التي مازالت خالدة حتى الآن.

النهاية الأولى لليزا آدم بدأت عندما بدأ بيتر زوجها يتشكك في أمرها، حيث ظلت في الآونة الأخيرة تخرج وتتأخر دون أن تأتي بأي شيء خاص بالبيت، كما أنها كانت تُغير ملابسها من الخروج إلى العودة، وبيتر بدوره عندما سأل عنها في السوق علم من البائعين أن لا تتردد عليهم سوى مرة واحدة في الأسبوع، إذًا، أين كانت تذهب باقي الأيام؟ هذا هو السؤال الذي كاد يقتل بيتر.

في أحد الأيام، وتحديدًا في الثامن من أبريل عام 1916، قرر بيتر مراقبة ليزا فور خروجها من البيت، حيث أوهمها أنه ذاهبٌ إلى العمل، ثم انتظر أمام البيت ومضى خلفها حتى وجدها تدخل كوخ مايكل وتمكث لأكثر من ساعتين فيه، ليتأكد وقتها أن زوجته الجميلة التي تسكن في بيته منذ ستة أعوام تخونه مع شخصٍ آخر.

ذبح ليزا آدم

كان بيتر يعشق ليزا، لذلك لم يتقبل فكرة أن تكون لشخص آخر غيره، لذلك رأى أنه إذا لم يفز به فقتلها أولى، وهذا بالفعل ما فعله بها فور عودتها إلى البيت، حيث لم يتركها تتفاجأ بوجوده في البيت وقام بطعنها عدة طعنات وهو يجهش بالبكاء، ثم قام بعدها بتقطيعها إلى أجزاءٍ صغيرة ووضعها في أكياسٍ بلاستيكية، ثم ذهب بها إلى عشيقها مايكل وأعطاه الأكياس بزعم أنها طرد قد جاء إليه، وفور قيام مايكل بفتحها ورؤية أجزاء حبيبته قام بطعنه هو الآخر وتقطيعه إلى أجزاء ثم ألقى بهما في النهر وعاد إلى بيته وأطلق الرصاص على نفسه بعد أن شرب أكثر من عشر زجاجات خمر، لتكون بذلك النهاية الأولى للقصة قد انتهت، وتبدأ بعدها النهاية الثانية، والتي عُرفت فيما بعد بأسطورة ليزا آدم، أو سيدة الموت.

أسطورة سيدة الموت

بعد قتل ليزا آدم على يد زوجها كان من المفترض أن تنتهي قصتها للأبد، لكنها في الواقع قد بدأت في هذا اليوم، حيث يُقال أن شبح ليزا كان يأتي في كل عام مرة واحدة، ويذهب إلى السوق، ذلك المكان الذي تم الوشي بها فيه، ثم تقوم بإغواء أحد التجار وتسحبه إلى مكانٍ ما بجوار بحيرة مهجورة ثم تُدخل أظافرها في رقبته وتقتله في ثوانٍ معدودة، وتعود بعدها إلى السوق وتفعل ذلك مرة أخرى حتى ينتهي اليوم ثم تذهب وتعود في اليوم التالي لتُعاود الكرة من جديد، وهكذا حتى يومنا الحالي.

في الختام، لابد وأن هناك بعض المشككين في هذه الأسطورة، خاصةً وأن أحداثها لا تتناسب أبدًا مع القرن العشرين، لكنها بكل أسف حقيقة، ما زالت تتكرر إلى الآن، وما زالت الشرطة الأمريكية كل عام تعثر على جثة بجوار نفس البحيرة وسط ظروفٍ غامضة، وقد يتعجب البعض أيضًا من التجار، الذين بالرغم من علمهم بالأمر يذهبون مع ليزا كل عام ويسقطون ضحايا، لكن التفسير الوحيد لهذا هو أنها تقوم بعمل سحر لهم وتسيطر على قولهم، ولكل ذلك تم تسميتها بسيدة الموت، وأصبحت من أشهر الأساطير الخالدة.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

3 × 4 =