تسعة مجهول
لعبة تشارلي
الرئيسية » الغاز » لعبة تشارلي : لعبة الهلع والغموض التي أخافت الكثيرين حول العالم

لعبة تشارلي : لعبة الهلع والغموض التي أخافت الكثيرين حول العالم

لعبة تشارلي لعبة عالمية شهيرة لا يعرف أحد أصلها، لكن الجميع يعرف تأثيرها الغريب، فهي تُسبب الكثير من الخوف والهلع نظرًا لما يحدث أثناء لعبها وممارستها.

حظيت لعبة تشارلي المرعبة بشهر واسعة خلال العقود الماضية، والحقيقة أن الرعب الذي تُسببه لعبة تشارلي لا يكمن في اللعبة نفسها، فمثلًا، لن تصدر هذه اللعبة صوتًا أو شكلًا مُرعبة، لكن ما يبدر عنها من حركات لا يتسبب سوى في الرعب، وربما سيتضح تفسير ذلك بشكل أوضح عندما نتناول الطريقة التي يتم من خلالها ممارسة لعبة تشارلي المجنونة، والتي يُقال أنه قبل سنوات قليلة كان تُمارس من قِبل ثلاثين بالمئة من سكان العالم، وهو ما يدل على انتشارها الكبير، عمومًا، دعونا في السطور الآتية نتعرف سويًا على لعبة تشارلي من حيث كيفية ممارستها والأسباب التي تجعلها مرعبة.

ما هي لعبة تشارلي؟

لعبة تشارلي ببساطة تقوم على جلب ورقة عادية جدًا، ورسم أربع مربعات متساوية بها، مع وضع أحد الجوابين الشهيرين بها، نعم أو لا، لكن بالتأكيد ليس وضعًا عشوائيًا، وإنما ترتيب مُحدد يُراعى فيه ألا يكون أحد العلامتين المُتشابهتين فوق بعضهما، وبذلك يُصبح نصف اللعبة الأولى قد أصبح جاهزًا بهذه المربعات الأربعة.

نصف اللعبة الثاني في الحقيقة أسهل بكثير من نصف اللعبة الأول، ففيه يتم جلب قلمين، يُفضل أن يكونا من الرصاص، يتم وضعهما فوق بعضهما بطريقة عكسية، بحيثُ يصبح القلم الأعلى مُتمركزًا بكامله على القلم الذي تحته بشكل يُشبكه علامة الزائد الشهيرة، وإلى هنا تكون اللعبة قد اكتملت من حيث الأدوات، لكن السؤال الآن، كيف تُلعب اللعبة؟

طريقة لعبة تشارلي

بعد أن يتم تجهيز الأوراق والأقلام بالكيفية التي أشرنا إليها، يأتي الدور على الطريقة التي يجب ممارسة اللعبة من خلالها، وهي في الحقيقة طريقة بسيطة جدًا، ومُرعبة جدًا في نفس الوقت، وذلك لأن قوامها الأساسي هو الصوت!

عندما يُريد الشخص ممارسة لعبة تشارلي فكل ما عليه، بعد الخطوات السابقة، أن يقوم بالمناداة على تشارلي بالنداء الشهير الذي يُزيل بجملة “هل أنت هنا؟”، ثم بعد ذلك ليس عليه سوى الانتظار للحظات محدودة حتى يسمع الإجابة، أو بمعنى أدق يراها، لأن القلم، وببساطة شديدة، سوف يتحرك صوت مُربع نعم، هذا إذا كانت تشارلي موجودًا!

المُرعب في لعبة تشارلي

الشيء المُرعب في لعبة تشارلي هو لعبة تشارلي نفسها وطريقة لعبها، فبالطبع الجميع سوف يقتله سؤال واحد فقط، وهو كيف تحرّك القلم وأجاب؟ أي قوة تُحرّكه وتدفعه إلى فعل ذلك الأمر؟

الكثير من الذين مارسوا لعبة تشارلي للمرة الأولى لم يُقدموا على تكرار الأمر مرة ثانية، لكن آخرين غيرهم وجدوا متعة كبيرة في الأمر، وأخذوا يسألون تشارلي الموجودة في اللعبة عدة أسئلة تحتمل الإجابة بنعم أو لا، والغريب أن تشارلي كان يُجيب عليهم بكل بساطة، كما أن إجابته لم تكن إلكترونية واحدة، وإنما اختلفت باختلاف السؤال، مما لا يدع مجالًا للشك بوجود شيء مُريب داخل هذه اللعبة، شيء مُرعب بمعنى أدق، لكن الأهم من ذلك بالتأكيد هو التعرّف على أصل اللعبة.

أصل لعبة تشارلي

احتار الكثيرون في الخروج بأصل لعبة تشارلي، وذلك لأنها ببساطة احتوت الكثير من التفسيرات، فهناك من قال مثلًا أن ترجع إلى أصل مكسيكي، وأن المكسيكيين هم أول من مارسوها قديمًا، هذا قبل أن تنتشر عن طريق الإنترنت، والحقيقة أن إرجاع اللعبة إلى أصل مكسيكي تسبب في انبثاق بعض النظريات والتفسيرات منها أن تشارلي، الذي تحمل اللعبة اسمه، هو في الأساس مواطن مكسيكي منبوذ بسبب جرائم القتل التي ارتكابها، وأن ما يفعله من خلال هذه اللعبة هو محاولة الانتقام من الأشخاص الذين نبذوه.

البعض الآخر رجح أن يكون تشارلي الذي استمد منه اسم لعبة تشارلي هو مُعلم منبوذ أيضًا، كان يغتصب الأطفال ويتسبب في أذيتهم، أما الفريق الأخير فقد استبعد كل هذه الأمور ورجح أن يكون تشارلي ليس من البشر، بل هو كيان شيطاني، ربما يكون من الجن، وقد ابتدع تلك اللعبة بغرض التقرّب من الناس وتلبسهم في الوقت المناسب.

انتشار لعبة تشارلي

لا أحد يعلم كيف، لكن مع دخولنا في الخمس سنوات الثانية من العقد الأول بالقرن الواحد والعشرين بدأت لعبة تشارلي تنتشر انتشارًا مُخيفًا، لدرجة أنها أصبحت اللعبة الأولى على الأرض لوقت من الأوقات، والحقيقة أن السبب الرئيسي لانتشار تلك اللعبة هو تصديق الناس لها وايمانهم الشديد بأنها لعبة ليست عادية.

تصديق الناس للعبة تشارلي لم يأتي من فراغ، وإنما جاء نتيجة ما يحدث خلال ممارستها، فالجميع يتفق على أنه لا دخل لأحد في تحريك القلم أو حتى مجرد الاقتراب منه، فكيف إذًا يُجيب تشارلي، والمتمثل في القلم، على كل الأسئلة التي توجه إليه، والأهم من ذلك، كيف يتمكن من التجاوب مع الصوت الصادر بالرغم من أنه مجرد جماد، إذًا، وبالتبعية، الأمر لا يتعلق بلعبة أرضية من صنع البشر!

حقيقة لعبة تشارلي

كل ما تم ذكره كان من وجهة نظر المُستهلكين لهذه اللعبة والمُتحدثين عنها، لكن، إذا تناولنا الأمر من وجهة نظر العلماء فسنجد أنهم يؤمنون بأمر آخر مختلف تمامًا، وهو أن تشارلي، والذي يُعد البطل الرئيسي لهذه اللعبة، ليس في الحقيقة سوى الشخص الذي يقوم باللعب، والذي يقوم كذلك بخداع نفسه.

الأمر ببساطة أنك تضع جسم بلاستيكي أملس على جسم بلاستيكي أملس آخر فوق ورقة بيضاء بها بعض المربعات، ثم تقوم بعد ذلك بالتحدث للقلم وتنسى تمامًا أنك عندما تتحدث تُصدر أنفاسًا تُساعد كثيرًا في حركة القلم الموجود أصلًا في حالة فيزيائية تسمح له بالتحرك بمجرد التنفس، أي من قام بكل هذا العبث هو أنت ولا أحد غيرك، ولابد أنك الآن تسأل نفسك سؤالًا هامًا، وهو لماذا يأخذ تشارلي، أو القلم بمعنى أدق، كل ذلك الوقت كي يتحرك؟

لماذا يتأخر الأمر؟

يتأخر تحرك القلم في لعبة تشارلي بسبب طبيعة الأنفاس البطيئة المُتأخرة، والتي تجعلك تعتقد أن تشارلي يأخذ وقته في التفكير، والدليل على ذلك يكمن ببساطة في الإخلال بقواعد هذه اللعبة وانتظار النتائج، بمعنى أدق، احضر ورقة عادية ولا تكتب بها أي شيء، ثم احضر القلمين وضعهما بنفس طريقة لعبة تشارلي، وبالتأكيد سوف تُصدم عندما تسأل سؤالًا وتجد تشارلي الذي صنعته يتحرك ويجب على أسألتك، وذلك على الرغم من عدم وجود خيارات نعم أو لا.

قد يسأل البعض أيضًا عن الأشياء التي تحدث لمن يلعب لعبة تشارلي، وهي تكمن بالكوابيس والتخيلات، ومرد ذلك في الحقيقة إلى العقل الباطن، والذي يكون صورة مُختلفة عن هذه اللعبة ويُهول في كيفيتها وما تفعله من تواصل مع الجن وإجابة على أسئلة هامة، لكن، إذا فكر هؤلاء في أن هذه اللعبة مجرد لعبة عادية قائمة في الأساس على خدعة ذاتية يقومون بها بأنفسهم فسوف ينتهي كل ذلك العبث.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

أربعة عشر − ثلاثة =