حظيت قصة كيشيا ابراهامز بشهرة واسعة نهاية العقد المُنصرم، فالطفلة التي لم تتجاوز الست سنوات نامت ذات ليلة ولم تستيقظ بعدها، لتترك العالم وسط حيرة كبيرة، خاصةً وأنها شُوهدت آخر مرة في بيتها وعلى فراشها، لكن ذلك بالطبع لم يكن كل ما أزعج العالم في هذه القضية، وإنما كانت هوية قاتلها أيضًا سببًا كبيرًا في الجلبة التي أحدثتها، إضافةً إلى الجزء الهام في القصة والذي يتعلق برؤية شخص آخر لُحلم يدل على مكان جثتها، عمومًا، دعونا لا نستبق الأحداث ونتعرف سويًا في السطور الآتية على قصة كيشيا ابراهامز من بدايتها.
الطفلة كيشا ابراهامز تقتل بطريقة غامضة
من هي كيشيا ابراهامز؟
الجميل في قصة الطفلة كيشيا ابراهامز أن تعريفها لا يستغرق وقتًا طويلًا، فهي في النهاية ولدت وعاشت وأنجزت كل ذلك في ست سنوات فقط، بدأت في عام 2004 وانتهت في عام 2010، وقد وقعت دورة حياة كيشيا في عاصمة استراليا سيدني، وهي مدينة شهيرة مُتألقة دائمًا، وربما هذا ما دفع والدة الطفلة إلى العمل بالملاهي الليلية والحانات، مما تسبب في هجرة زوجها له، لتُصبح كيشيا بلا أب في سن الرابعة، لكن فتاة الليل والدتها تزوجت من رجلٍ آخر وأحضرته إلى البيت ليعيش مع كيشيا بصفته أب لها، وإلى هنا، يُمكن اعتبار كل ما سبق مجرد سلسلة من الأحداث العادية.
اختفاء كيشيا ابراهامز
كانت واحدة من الليالي الثقيلة، تناولت كيشيا ابراهامز مشروبها الساخن وقبلّت والدتها وزوجها ثم خلدت إلى النوم، كان ذلك في مساء العاشرة باليوم السادس من مارس القابع في عام 2010، لكن، في صباح اليوم التالي، وعندما ذهبت والدة كيشيا لإيقاظها كالعادة، لم تكن الطفلة متواجدة على فراشها، والذي كان باردًا للغاية، مما يعني أن طفلتنا لم تنم فيه كل هذه الليلة، أو إن جاز التعبير، لم تنم عليه أو تراه من الأساس، إذًا، وبدون تفكير، وقع مكروه لكيشيا يستحق إبلاغ الشرطة، وهذا بالفعل ما حدث في العاشرة من صباح الحادي عشر من مارس.
البحث عن كيشيا ابراهامز
بدأ البحث عن كيشيا ابراهامز ظهر نفس اليوم، حيث أرسلت الشرطة دوريات بحثٍ في كل مكان بمدينة سيدني، كما شممت الكلاب البوليسية بعض ملابس كيشيا كي تُساعدهم في البحث عنها، لكن، وبعد مرور ثلاثة أيام، لم يظهر أي شيء يدل على كيشيا أو يُقرّب العثور عليها، إلا أن الشرطة عندما كانت في طريقها لإغلاق التحقيقات جاءتهم المكالمة الغريبة التي قلبت موازين الأمور رأسًا على عقب، إنها مُكالمة المرأة الحالمة.
مُكالمة مجهول
في ظهيرة اليوم الرابع من اختفاء كيشيا ابراهامز، وعندما كانت الشرطة تستعد لإغلاق المحضر، جاءت مكالمة من سيدة مجهولة رفضت ذكر اسمها، قالت تلك السيدة أنها قد رأت في الحلم جثة تتوقع أنها جثة كيشيا، ثم أعطت عنوان المكان للشرطة وقامت بإغلاق الخط، وقد قيل فيما بعد أن هذه السيدة رفضت ذكر اسمها كي لا يتم الزج بها في القضية، خاصةً وأنها تدعي أن تلك المعلومة التي قالت بها قد حصلت عليها عن طريق الحلم، وهو أمر غير ممكن عقلًا بالطبع، لكن الشرطة في النهاية أخذت بما قالته المرأة وذهبت إلى المكان التي أرشدتهم عنه، وبالفعل تم العثور على جثة شخص، لكنها لم تكن تابعة للطفلة كيشيا، إذ كان واضحًا جدًا أن الجثة تتبع شخص آخر كبير في السن، ليعود الغمض إلى اختفاء كيشيا ابراهامز من جديد.
استمرار البحث
استمر البحث في قضية كيشيا ابراهامز، بينما ثبت أن الجثة التي تم العثور عليها بمعلوماتٍ من المرأة الحالمة ترجع إلى امرأة في الثلاثين من عمرها تم قتلها قبل شهر على يد بائع مخدرات حاول سرقتها واغتصابها، وعندما فشل فيما يريد قام بقتلها وإخفاء جثتها، أما كيشيا ابراهامز، بطلة قصتنا، فهي الأخرى تم العثور على جثتها بعد حوالي شهرين من اختفائها، وذلك في إحدى المُنتزهات النائية، حيث كانت مقتولة ومُلقاة في ملابسها خلف أحد الأشجار الموجودة هناك، لكن، كل ما سبق يُمكن وصفه بالشيء العادي، أما ما سيلي ذكره فهو الإبهار بكل ما تعنيه الكلمة من معان.
ظهور الحقيقة
بعد حوالي عام، وتحديدًا في السابع من سبتمبر عام 2011، صُعق العالم بعد سماع آخر أخبار قضية كيشيا ابراهامز، حيث كانت هوية القاتل أشبه بكارثة حقيقية تم تجسيدها على هيئة كلمات نُشرت في الجرائد صباح هذا اليوم، يقول الخبر باقتضاب، والدة كيشيا ابراهامز هي القاتلة.
أجل، ما سمعتموه صحيحًا، لقد تعرضت كيشيا للقتل على يد والدتها وزوج والدتها، حيث أنها لم تخلد إلى النوم ليلة قتلها من الأساس وإنما تم قتلها ثم وضعها في المكان الذي عُثر على جثتها فيه، لكن، مع انكشاف الأمر، كان ثمة سؤال بديهي يدور في أذهان الجميع وأولهم رجال التحقيقات، لماذا تفعل أم في طفلتها هكذا؟
لماذا قُتلت كيشيا؟
هذا هو السؤال الذي أثار جلبة كبيرة منذ وقوع الجريمة وحتى اعتراف القاتلين، حيث قالا أنهما قد أقدما على قتل كيشيا ابراهامز من أجل الحصول على مبلغ التأمين الذي تركه لها والدها الحقيقي، وقد كان من الممكن جدًا أن يقتنع الجميع بهذا الأمر لو كان القاتل هو زوج الأم فقط، ولكن أن تشترك الأم في قتل طفلتها فهذا هو الأمر الغير منطقي بعينه، حيث أن الأم عامةً معروف عنها أنها من الممكن أن تُضحي بنفسها من أجل طفلتها، لكن أن تُساعد في قتلها فهذا أمر غريب ربما يكون واقعًا لأول مرة، لكن على كلٍ اعترف والدة كيشيا بخطائها وقالت أنها فعلت ذلك في لحظة غيابٍ عن الوعي وندمت عليه فيما بعد، وبالطبع لن يُغني هذا الندم عن العقاب الذي كان ينتظرها.
مُحاكمة الجناة
قضت محكمة سيدني بعد حوالي عام من التحقيقات بالسجن المؤبد على والدة كيشيا ابراهامز وزوجها، لكن العدالة الإلهية تجسدت وجعلت والدة كيشيا تُقدم على الانتحار بعد أقل من شهرٍ على السجن، أما زوجها فهو لا يزال محبوسًا حتى الآن ومُستمر في تقديم العرائض التي تُطالب بالصفح عنه، كما أنه ذكر أكثر من مرة أن والدة كيشيا هي التي أخبرته بأمر التأمين وحرضته على ارتكاب الجريمة، لكن المحكمة لم تقبل طلبه حتى الآن ولا يزال قابعًا في السجن.
تأثير الحلم في القضية
مما لا شك فيه أن الحلم الذي شاهدته السيدة صاحبة المكالمة المجهولة كان سببًا في كشف الكثير من الألغاز المُحيطة بالقضية، منها مثلًا خلود كيشيا ابراهامز إلى النوم في المساء واختفائها في الصباح بالرغم من عدم وجود أي دليل على دخول أحد الغرباء البيت، كما أن التبليغ عن جثة مفقودة كان سببًا في أن تُغير الشرطة من تفكيرها بشأن احتمالية اختطاف كيشيا فقط، حيث بدأت أمور أخرى مثل القتل تُطرح على الطاولة، وعليه أصبح البحث عن كيشيا أو جثتها.
أضف تعليق