فيرتز هارمان لم يكن قاتل عاديا بل قاتل اطفال مرعب نفذ جرائمه ببشاعة شكلت الهاما لكثير من المجرمين بعده , وكذلك لكثير من المؤلفين وصناع افلام الرعب , فقد كان كل ضحاياه من الشبان الصغار الذين امتص دماءهم حتى الموت ولم يكتف بذلك بل اكل لحومهم وباع بعضها لزبائنه بعد ان صنع منها السجق, وبلغ عددهم حتى تم القبض عليه 27 مراهقا , ونظرا للشر الذي اكتنف جرائمه تم الاحتفاظ برأسه لدراستها من قبل علماء الجريمة , وقد اطلق عليه عدة القاب منها مصاص دماء هانوفر وجزار هانوفر .
نشأة فيرتز هارمان مع اب عنيف وام توفر اعلى درجات الدلال
ولد فريدريتش هايندريش هارمان او فريتز هارمان في عام 1879 ميلادية في مدينة هانوفر الالمانية لأسرة فقيرة وكان سادس اخوته وأصغرهم وهو ما منحه دلال امه وحنانها الكامل , بينما لم يلق نفس الاهتمام من والده الذي لم يكن يهتم بأسرته كلها على الاطلاق , بل كان رجل عنيف وسريع الغضب وغالبا ما كان يصب جام غضبه على زوجته واولاده ويذيقهم اشد انواع العقاب وهو ما جعل الطفل ينفر من والده بل انه صرح انه كان يحمل له مشاعر الكراهية والحقد ولم يتأثر كثيرا بوفاته .
التحق فريتز بالمدرسة في عام 1886,وكان واضحا منذ اليوم الاول له انه طفل انعزاليا وقليل الاختلاط بزملائه في الصف من كلا الجنسين , وهذا اظهره بمظهر الولد المؤدب وبذلك نال اعجاب معلميه لكنه لم يلق اعجابهم فيما يتعلق بتقدمه في التعليم فقد كان مستواه اقل من المتوسط حيث رسب في سنته الدراسية الثانية و وهو ما جعله ينهي رحلته التعليمية مبكرا وبعد ان امضى ثماني سنوات فقط , ومن اهم الاحداث التي مرت اثناء دراسته هو تعرضه للتحرش الجنسي من قبل احد معلميه لكنه ابقى الموضوع طي الكتمان, لكن على ما يبدو ان هذه الحادثة مع المعاملة القاسية التي تلقاها من والده والدلال الزائد من والدته كانت الاسباب الاساسية التي شجعت الانحراف النفسي الذي رمى به في عالم الجريمة .
التحاقه بالجيش على فترتين منفلصتين وارتكابه لأولى جرائمه فيما بينهما
التحق هارمان بالتدريب العسكري تمهيدا للتجنيد عام 1895 وقد أبدى انضباطا جيدا في أداء الواجبات العسكرية المنوطة به لكنه بعد خمسة اشهر فقط من تدريبه العسكري بدأ يصاب بنوبات اغماء شخصت على انها نوبات صرع وهو ما جعله يترك الجيش .
في عام 1896 ارتكب هارمان اول جرائم التحرش والتي اعتقل على اثرها , ونجح محاميه في اثبات انه مصاب بخلل نفسي يستوجب وضعه في مصحة عقلية بعد ان تكررت حالات اعتدائه الجنسي على الاطفال والمراهقين او تحرشه بهم , وقد اخضع لتقييم نفسي قام به اطباء نفسيون في مستشفى هانوفر واثبتو انه يعاني من خلل نفسي لا يرجى شفاؤه وبذلك تم ايداعه عام 1897 .
بعد سبعة اشهر فقط نجح بالهرب من المصحة العقلية بمساعدة مباشرة من والدته , حيث انتقل للعيش في سويسرا ولم يعد الا في عام 1899 , وعلى الفور تزوج من فتاة تدعى إرنا ليوريت والتي يعتقد انه السبب الاساسي في اجهاض حملها الاول منه , وكأنه كان يرفض ان ينجب اطفال في هذة المرحلة , وبعد زواجه بفترة بسيطة عاد هارمان الى الجيش لكن هذه المرة من باب التجنيد الاجباري , وبرغم انه استمر لفترة اطول في الجيش لكنه اخيرا احيل للتقاعد المبكر واقفل التجنيد في وجهه تماما بعد ثبوت عدم صلاحيته صحيا للعمل كجندي وهو ما جعل قيادة الجيش تحيله الى التقاعد وتصرف له راتب تقاعدي رمزي في عام 1902 ثم ترفع قيمة هذا الراتب بعد قدرته على اثبات اعاقته وعدم قدرته على العمل عام 1904.
علاقة فيرتز هارمان بزوجته وصراعه المرير مع والده
بعد تسريحه من الجيش عام 1902 عاد هارمان ليعمل في مساعدة والده في اعمال الخاصة قبل ان يرفع دعوى قضائية بتطبيق الحجر على اموال والده لعدم صلاحية والده الصحية , لكن والده كسب القضية بعد ان استعان بتقرير الجيش عن عدم صلاحية ولده صحيا وثبوت اعاقته وعدم قدرته على العمل , وفيما بعد رفع الوالد قضية يتهم ابنه بتهديده بالقتل وبممارسة العنف اللفظي والبدني ضده .
برغم كل ما جرى بينهما ساعد هارمان الوالد ولده فريتز في انشاء متجر لبيع الاسماك بالشراكة مع زوجته ارنا , ولكن بعد ان اختلف الزوجان على اجهاض طفلهما الاول واصرار فريتز على التخلص منه ساءت العلاقة بينهما وهو ما جعل ارنا تطرده من العمل حيث كان محل السمك مسجلا بإسمها, وهنا صار فريتز للمرة الاولى مشردا بلا عمل بعد ان فقد دعم والده وخسر كافة استثماراته في مشروع السمك الذي طرد منه واستولت عليه زوجته .
عقد كامل ما بين الاعمال غير المشروعة والسجن
يبدو ان فريتز لم يرق له العمل بطرق مشروع فإحترف السرقة والنصب والاحتيال وهو ما جعله يدخل السجن عدة مرات حتى انه كان يقوم بسرقة مشغليه في المرات التي كان يحصل فيها على عمل شرعي , وقد قضى معظم الفترة من 1904 الى 1914 متنقلا بين السجن والاعمال غير المشروعة قبل ان يتم اطلاق سراحه اخيرا للاستفادة منه في اعمال اجبارية بعد ان قامت الحرب العالمية الاولى وتم الاستعانة بكافة المجرمين لسد الفجوة الكبيرة التي تركها ذهاب اعداد كبيرة من المجندين الى جبهات القتال, وبحلول عام 1918 ومع هزيمة المانيا في الحرب اطلق سراحه .
كانت الفترة التي تلت الحرب مأساوية في المانيا فقد خرجت البلاد منهكة من الحرب وتم تجريد الجيش من السلاح ولم يبق في الشوارع الا الشرطة المدنية التي كانت غير قادرة على بسط النظام والقانون لضعف امكانتها ونقص التمويل مما اضطرها الى الاستعانة بمخبرين مدنيين لجمع المعلومات وتطبيق النظام وهنا كانت فرصة هارمان لتبيض ملفه شديد السواد عند الشرطة فعرض خدماته للعمل كمخبر بدون مقابل, نصب العديد من الافخاخ للمجرمين مستفيدا من سجله الاجرامي واستحالة شك المجرمين به , وشيئا فشيئا اكتسب ثقة الشرطة وابعد عيون الرقابة عنه وهو ما سمح له بتنفيذ بعض اعماله الاجرامية دون رقيب او حسيب.
اكمل الى الجزء الثاني من قصة المجرم فيرتز هارمان
أضف تعليق