حظيت عمارة رشدي الموجودة بمحافظة الإسكندرية بشهرة واسعة خلال النصف الثاني من القرن المنصرم وحتى يومنا هذا، فعلى الرغم من أن العمارة عند بنائها كانت حدث كبير نظرًا لعدد الطوابق الموجودة بها إلا أن ما وقع بها بعد ذلك كان سببًا في قلب الطاولة على العمارة وجعلها أحد أكثر الأماكن المرعبة في مصر والعالم بأكمله، وبالطبع هذا يتضح من القصص المرعبة التي قيلت ولا تزال تُقال عنها حتى الآن، هذا بالرغم من نفي البعض لكل هذه الأحداث، عمومًا، دعونا في السطور الآتية نتعرف سويًا على عمارة رشدي من قريب، ونعرف كذلك تاريخها منذ وضع الحجر الأول بها وحتى أصبحت فيما بعد أسطورة للرعب والخوف.
بداية عمارة رشدي
في شارع رشدي الموجود بمحافظة الإسكندرية الموجودة ضمن حدود جمهورية مصر العربية بدأت قصة عمارة رشدي، حيث يقال إن رجل يوناني ثري قام بتشييدها في عام 1961، ويقال كذلك أن بنائها فقط استغرق الخمس سنوات، نظرًا لأن صاحبها قد أنفق عليها أمولًا كثيرًا كي تخرج بأبهى صورة، وبالفعل كانت ضمن أفضل الأبنية الموجودة في الإسكندرية بذلك الوقت، بالرغم من أن ارتفاعها كان لا يتجاوز الخمسة أدوار.
عاش الرجل اليوناني مع زوجته وأولاده في العمارة، والحقيقة أن الأمور قد جرت بخير معهم مدة عامين فقط، ثم بعد ذلك انقلبت حياتهم رأسًا على عقب، وبدأت بوادر لعنة عمارة رشدي تلوح في الأفق.
رحيل السكان الأصليين
بعد أقل من عامين على بناء عمارة رشدي اضطر السكان الأصليين إلى الرحيل عنها، فبالنسبة للوالد وولديه فقد خرجا للصيد صبيحة أحد الأيام ولم يعودا، حيث غرقت المركب التي كانا يصطادان فيها، ولم يعد منهم أحد إلى الفرد الوحيد المتبقي في العمارة، وهي الزوجة، والتي لم تتحمل التواجد في ذلك المكان الملعون يوم واحد، فقامت ببيعه لأحد التجار، وتُغلق عمارة رشدي لأول مرة منذ بنائها، والحقيقة أن الجميع سيتمنى فيما بعد أن تلك العمارة لم تفتح مرة أخرى، وذلك بسبب ما وقع بها بعد ذلك.
لعنة عمارة رشدي
بدأت لعنة عمارة رشدي تلوح في الأفق بعد رحيل زوجة مالك العمارة مباشرةً، فبسبب أن الزوجة لم تعلن أسباب رحيلها وتشاؤمها من هذه العمارة لم يتشكك أحد في وجود أي أمر غير طبيعي، بل أقدم عليها المُستأجرين يُريدون الظفر ولو بشقة واحدة في ذلك البناء الشهير، والذي كان تصميمه وشكله مميزًا وفريدًا كما ذكرنا، والحقيقة أنه خلال أيام قليلة كانت الطوابق الأربعة قد تم تأجيرها لأربعة أشخاص، جميعهم لم يسلموا من لعنة عمارة رشدي المُخيفة.
الرجل الذي حُرق، اللعنة الأولى
اللعنة الأولى التي حلّت بسكان عمارة رشدي كانت من نصيب الرجل الذي استأجر الدور الأول من العمارة، فقد كان الرجل طيبًا ومعروفًا بحسن خلقه، لكنه بالرغم من ذلك لم يسلم من اللعنة، إذ حُرق الدور الموجود فيه بأكمله مما جعله يفقد حياته خلال هذا الحريق الهائل، وبالرغم من كون الأمر أشبه بعلامة أو نذير سوء إلا أن باقي سكان العمارة اعتقدوا أنه حادث عادي جاء عن طريق الصدفة، لكنهم كانوا جميعًا مُخطئين، وهذا ما اتضح فيما بعد.
الطبيب وحادث السيارة، اللعنة الثانية
اللعنة الثانية التي ضربت مبنى عمارة رشدي كانت من نصيب طبيب قام باستئجار الدور الثاني من العمارة من أجل إنشاء عيادة خاص به، وبالفعل قام بتجهيز المكان في وقت قصير ليُصبح عيادة مثالية، لكن، في يوم الافتتاح، وفي طريقه إلى العيادة لبداية المراسم، انقلبت السيارة به وفقد حياته في الحال، وكأن العمارة كانت تقول له بأنه لا يُمكن أن يسكن أحد بها، لكن، هل شعر البقية أن ثمة أمر غير طبيعي يجري؟ بكل أسف لا.
المرأة المقتولة، اللعنة الثالثة
اللعنة الثالثة في عمارة رشدي كانت من نصيب المرأة التي سكنت الدور الثالث بها، فقد كانت امرأة كبيرة تتجاوز الخمسين عام، وقد سافر ولديها من أجل العمل فقررت أن تستأجر أحد أدوار عمارة رشدي الشهيرة وتمكث فيه بانتظارهما، لكن هيهات أن يحدث ذلك في وجود اللعنة.
بعد أيام قليلة من سكن المرأة في عمارة رشدي بدأت أخبارها تنقطع عن باقي السكان، وزعم البعض أنها لم تخرج لثلاثة أيام، لذلك قاموا باقتحام شقتها ليجدوها جثة مُتعفنة، ولم يعرف أحد قاتلها أو الطريقة التي قُتلت بها حتى الآن.
لعنة العروسين، اللعنة الرابعة
اللعنة الرابعة، والتي وقعت في الدور الرابع من عمارة رشدي، كانت من نصيب عروسين حديثين، كانا يعتقدان أنهما سيعيشان أجمل حياتهما بين جنبات هذه العمارة، لكن كل هذه الأحلام قد تبددت منذ الليلة الأول لهما داخل عمارة رشدي، حيث شاهدا هناك ما لا يُمكن وصفه سوى بالأهوال.
في الليلة الأولى بعد الزفاف وقبل التجهز لبدء طقوس هذه الليلة المعهودة رأى العروسين الدماء وهي تسيل من على الحائط في منظر مهيب ومُخيف، فأخذا يركضان باتجاه الباب ليجدا رأس مفصولة عن جسم، والأغرب أن هذه الرأس كانت تضحك بصورة غريبة، ولم تنتهي الأهوال عند ذلك الحد، بل جاء دور ما هو أعظم، إذ بدأت الأبواب والنوافذ تختفي من أمامهما وكأن الشقة تتلاشى دفعة واحدة، ثم في النهاية فقدا الوعي ليستيقظا ويجدا أنفسهما عاريين في الشارع!
محاولة فك اللعنة
مع تفاقم الأوضاع في عمارة رشدي وانتشار اللعنة كان لابد من التدخل لحل الأمور، والحقيقة أن إدارة العمارة قد حاولت فعل ذلك أكثر من مرة، ومع الاعتراف بوجود اللعنة والأشباح ظهرت الحاجة إلى الشيوخ وقراء القرآن، وبالفعل جاء الشيخ الأول الذي أخذ يُردد بعض الكلمات داخل أرجاء العمارة، لكن شيئًا ما لم يحدث، مما أدى إلى التفكير في استقدام شيخ آخر، ومع توالي الشيوخ وفشلهم ظهر من يدعي أنه قادر على إنهاء كل شيء في أقرب وقت.
كان الشيخ المغرور يأمل في أن يُثبت للجميع كذب ما يدعوه، لذلك ذهب للإقامة في عمارة رشدي لعدة أيام، وبالفعل لم يظهر له شيء في البداية، حتى توهم البعض أنه مُحق فيما يقوله، لكن في اليوم الخامس تم العثور عليه في الشارع مجرد من ملابسه وبجواره الأثاث الذي كان معه، وللغرابة لم ينطق بما حدث له، والأغرب أنه مات بعد أيام قليلة، ليتم غلق عمارة رشدي بعدها للأبد، أو هكذا كانت النية وقتها.
اقتحام عمارة رشدي
ظلت الشائعات التي تُطلق على عمارة رشدي مُستمرة حتى وقت قريب، وهو ما دفع رواد التواصل الاجتماعي إلى إنشاء دعوات لاقتحام تلك العمارة والكشف عن اللغز بها، وبالفعل حدث ذلك في الألفية الحالية، والحقيقة أن الوضع عند الاقتحام كان يدعوا للحيرة والدهشة، فلم يكن هناك أي دليل على وجود أي شخص في هذه العمارة من قبل، وهو ما رجح كون كل الأشياء السالفة مجرد خرافات اخترعها البعض، لكنها على كلٍ تظل قائمة ومُحتملة.
لاحول ولا قوة إلا بالله العظيم