تسعة مجهول
طائرات سبتمبر الدامي
الرئيسية » الغاز » طائرات سبتمبر الدامي : والاصطدام المُتعمد للطائرات في أمريكا

طائرات سبتمبر الدامي : والاصطدام المُتعمد للطائرات في أمريكا

أحداث الحادي عشر من سبتمبر غيرت وجه العالم تمامًا، لكن ما الذي حدث بالضبط في الحادي عشر من سبتمبر؟ وما هي قصة طائرات سبتمبر الدامي في أمريكا؟

تتميز حادثة اصطدام طائرات سبتمبر الدامي بكونها الحادث الأهم في تاريخ الطيران مُنذ اختراع الطائرة على يد الأخوين رايت عام 1903، وذلك لما ترتب على هذه الحادثة من تغير جذري في سجلات التاريخ، خاصة وأنها حدثت في بداية الألفية الثالثة، وكان ذلك بمثابة عهد جديد للطيران من حيث التأمين وأخذ الاحتياطات اللازمة في جميع الرحلات كي لا يتم تكرار مأساة طائرات سبتمبر الدامي والتي راح ضحيتها أكثر من أربعة آلاف شخص، ليظل العالم يتذكر الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، حيثُ وقعت حادثة طائرات سبتمبر الدامي والاصطدام المتعمد.

طائرات سبتمبر الدامي والقصة الكاملة لسلسلة الحوادث الإرهابية

سبب الحادثة

كانت السياسة الأمريكية سببًا مباشرًا في حادث طائرات سبتمبر الدامي والذي أعلن تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن مسئوليته عنه، حيث كان بوش وقتها ينتهج نهجًا إجراميًا في العراق بعد احتلالها بحجة فض النزاع بينها وبين الكويت ووجود أسلحة نووية بها، كما كان المسلون في الولايات المتحدة الأمريكية نفسها يُعملون مُعاملة سيئة تقوم على التفرقة العنصرية والاضطهاد الدائم للمسلمين، لك ذلك تم تدبير حادث طائرات سبتمبر الدامي كما أعلن بن لادن بعدها بأربع سنوات، حيث خرج وقال صراحةً هم يقتلون ونحن نقتل، ولن نكف حتى يكفوا.

التخطيط للحادثة

كانت حادثة طائرات سبتمبر الدامي يُخطط لها من قبل أسامة بن لادن، لكن التنفيذ نفسه كان من مسئولية أحمد عطا، والذي كان بمثابة قائد ميداني على الحادثة، حيث أشرف على تدريب المنفذين ومنحهم كافة المعلومات اللازمة كما تولى بنفسه قيادة إحدى الطائرات الأربعة التي نفذت الهجمات واصطدمت بمبنى التجارة العالمي.

تحديد الأهداف

تم تحديد أهداف هذه العملية قبل نحو عامين من تنفيذها، وكانت هذه الأهداف تتمثل في مبنى التجارة العالمي، برج التجارة الدولية، وزارة الدفاع الأمريكي، وقد تم اختيار هذه الأهداف بعد دراسة طويلة، وتم ذلك بناءً على أهميتها الحيوية، حيث كانت هذه الأماكن بمثابة العمود الفقري لدولة الولايات المتحدة الأمريكية وخاصةً برج التجارة العالمي الذي تسبب سقوطه في انهيار الاقتصاد العالمي، بعد تحديد الأهداف والتدرب على المهمة بدأ التنفيذ في صباح الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، وكان هذا اليوم يومًا أسودًا في تاريخ البلاد.

رحلة طائرات سبتمبر الدامي

في تم الثامنة من صباح الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 باختطاف أربع طائرات تُجارية تابعة للولايات المتحدة الأمريكية، تم الإقلاع في الثامنة والربع بعد قتل الطاقم، وفي الثامنة والنصف كانت الطائرات الأربعة تتجه إلى أهدافها المحددة، برج التجارة العالمي، مبنى وزارة الدفاع، ومركز التجارة الدولي من جهة الشمال، في حين لم يبح بن لادن بوجهة الطائرة الرابعة والتي قال البعض أنها كانت تقصد البيت الأبيض، وربما لهذا السبب تم تحطيمها قبل الارتطام بالهدف الذي كان مُحصنًا ويمتلك رادار وسياج مُضاد للطائرات، لكن رغم عدم إصابة الهدف الرابع لا يستطيع أي شخص إنكار أن ما حدث يومها كان كارثة، كارثة سبتمبر الدامي.

حدوث الكارثة

في تمام التاسعة إلا الربع بتوقيت الولايات المتحدة الأمريكية اصطدمت أول طائرة بأهم الأهداف وهو برج التجارة العالمي، وكان يقود هذه الطائرة القائد محمد عطا، وبعدها بعشر دقائق اصطدمت ثاني الطائرات بثاني الأهداف وهو مركز التجارة الدولي من الجهة الشمالية، لتنتهي الهجمات بالطائرة التي اصطدمت بمبنى وزارة الدفاع الأمريكي والمعروف بالبنتاجون، أما الطائرة الرابعة فتحطمت في الطريق ولم يُستدل على وجهتها حتى الآن، لتقف أمريكا كلها فاغرة فاها وهي تُشاهد انهيار أكبر دولة في العالم بأقل من ساعة، وتبدأ الإسعاف في انتشال الضحايا.

خسائر حادث طائرات سبتمبر الدامي

أولى الخسائر كانت خسارة الولايات المتحدة الأمريكية جزء من احترام العالم لها، حيثُ أوضح هذا الحادث أن أمريكا دولة يسهل اختراقها، وهو ما خرج أسامة بن لادن بعدها وأكد أنه لم يكن يتوقعه، أما الخسائر الحسية فقد كانت خسائر مادية تتعلق بالأموال والمباني التي تم هدمها وخسائر بشرية متمثلة في موت العديد من الضحايا، ويُمكن تلخيصهما فيما يلي:

1- الخسائر المادية، ثلاث مباني حيوية

استهدفت الطائرتين، الأولى والثانية، برج التجارة العالمي ومبنى التجارة الدولي، وكانا في هذا الوقت أهم مباني الولايات المتحدة الأمريكية، بل والعالم بأكمله، حيثُ كانت تتم إدارة البورصة العالمية من خلال هذان المبنيان، وذلك ما كان يقصده أسامة بن لادن بذلك، أن يضرب العالم بأكمله من خلال الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ما حدث، حيث أعلنت الكثير من البنوك الدولية إفلاسها بعد هذه الأحداث، ليس هذا فقط، بل أن تكلفة بناء المبنيين كانت تتجاوز المئة مليون دولار، لذلك لا يختلف اثنان على أن هذه الصفعة كانت موجعة أكثر مما توقعت أمريكا.

المبنى الثالث في تلك الهجمات كان مبنى وزارة الدفاع الأمريكي، وهذا المبنى بالإضافة إلى قيمته المادية كان يُعد من أهم مباني الدولة من حيث المعمار والتأمين، لكنه أيضًا لم يستطع الصمود حين اصطدمت الطائرة به، على الرغم من وجود قاعدة صواريخ قريبة منه كان بإمكانها التدخل، لكن التدخل كان سينتج عنه خسائر أكثر بسبب المناطق المدنية والمدنيين.

2- الخسائر البشرية، خسائر كارثية

كانت الخسائر البشرية التي وقعت في أثناء حادث طائرات سبتمبر الدامي أكثر من أي حادث طائرات وقع من قبل، حيث تجاوزت أعداد الضحايا الثلاثة آلاف قتيل، إضافةً إلى أربعة وعشرين مفقود وأكثر من ألف مصاب، كانوا جميعًا داخل المباني التي تم تفجيرها بالطائرات الثلاث، والتي مات المنفذون بها في أثناء الاصطدام.

هذا وبالرغم من كثرة الضحايا إلا أنها كانت قابلة للزيادة إلى أضعافٍ وأضعاف لولا صلابة برج التجارة العالمي وتماسكه حتى خروج العاملين به والذين كانوا بالآلاف، أما الذين فُقدوا فهم الذين لم يتمكنوا من الخروج قبل انهيار المبنى، على الرغم من أن مدبرو الحادث لم تكن تعنيهم الضحايا بقدر ما كانت تعنيهم إصابة الأهداف الثلاثة، وخاصة برج التجارة العالمي.

المتهمون

بعد الحادث مباشرة اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية تنظيم القاعدة بتدبير هجوم طائرات سبتمبر الدامي، وكانت هناك بعض الأصوات داخل أمريكا نفسها تقول أن كل هذا محض افتراء وتكهنات باطلة لا تقوم على دليل، فلم يكن أحدًا يتوقع أن ثمة تنظيم إرهابي مكون من بعض الهواة يستطيع تنفيذ حادث كهذا بهذه الدقة، لكن أسامة بن لادن خرج بعد ثلاث سنوات وأنهي هذا الجدل حين أقر بأنه هو وتنظيمه المسئولين عن هذا الحادث، لتبدأ الولايات المتحدة الأمريكية بعدها في ملاحقة بن لادن وتنظيمه في عقر دارهم.

النتائج المترتبة

عقب إعلان بن لادن مسئوليته عن أحداث طائرات سبتمبر الدامي أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب على التنظيم وأفغانستان وطالبان، كما أصبح العالم ينظر للمسلمين في شتى بقاع الأرض على انهم إرهابيين، بل وتم منع المسلمين وطردهم من بعض الولايات الأمريكية، واستمر هذا العداء حتى تم قتل بن لادن والثأر لضحايا الحادث الإرهابي الذي تم إدانته من قِبل العالم بأكمله، لتشترك الطائرات في أول حربٍ خارج نطاق الحروب، وتظل وصمة عار في تاريخ الطيران المدني الذي تم استخدامه أسوأ استخدام في حادث طائرات سبتمبر الدامي.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

أربعة × 2 =