تسعة مجهول
صلاح قابيل
الرئيسية » جريمة » صلاح قابيل : الفنان المصري الذي أثار الذعر بحادثة موته الغريبة

صلاح قابيل : الفنان المصري الذي أثار الذعر بحادثة موته الغريبة

صلاح قابيل فنان مصري شهير شارك في العديد من الأعمال السينمائية، لكن الشهرة الحقيقية جاءت بعدما انتشار خبر دفنه حيًا! فكيف حدث ذلك؟

يُعتبر صلاح قابيل أحد الفنانين المصريين الذين اشتهروا بالعمل في الدور الثاني بالأفلام، فكما أن الأبطال يحظون بشهرة كبيرة أيضًا يظفر بعض أصحاب الدور الثاني ببعض النجومية، ومن هؤلاء كان صلاح قابيل الذي استمر في التمثيل حتى التسعينيات ثم مات، وهذا أمر طبيعي سوف يمر به الجميع في يوم من الأيام، لكن ما ليس طبيعي بالمرة هو ما حدث له بعد وفاته ودخوله القبر، فقد خرجت بعد الأخبار قريبًا تقول إن حارس القبر قد سمع بعض الضوضاء تنبعث من قبر صلاح قابيل، وعندما ذهب ليرى ما الذي يحدث فكر في كون الأمر تابع للأشباح فلاذ بالهرب، لكن ما حدث بعد فتح القبر كان هو المعجزة بعينها، ولا تتعجلوا، فسوف نحكي لكم تلك المعجزة بكافة تفاصيلها، بل سوف نتعرض لبعض الجوانب الحياتية الهامة لذلك الفنان، فهل أنتم مستعدون لذلك؟

بداية حياة صلاح قابيل

ما قبل التحدث عن الموت وما حدث فيه للفنان المصري الشهير علينا أولًا تناول بعض جوانب حياته، وأولى تلك الجوانب مولده الذي جاء في مركز أجا بمحافظة الدقهلية وبالتحديد في اليوم السابع والعشرين من شهر يونيو الموجود في عام 1931، وبعد سنوات قليلة من مولده انتقلت عائلة قابيل للعيش في القاهرة، حيث أن كل شيء تقريبًا كان موجودًا بها، ولم يكن ثمة موارد جيدة أخرى متوفرة في القرى، وخاصةً إذا كنا نتحدث عن قرية صغيرة في الدقهلية، ونحن هنا لا نتحدث عن عدم توافر الموارد الحياتية فقط، وإنما كذلك التعليم، والذي كان مُقتصرًا على فئة معينة فقط في هذا الوقت.

في القاهرة تدرج قابيل في دراسته، وقد انتهى ذلك التدرج بالحصول على الشهادة العليا في الحقوق، ومن هنا يُمكن القول إن صلاح كان قد أنهى أهداف وطموحات والده التي كان يتمناها له، ليبدأ بعدها في النظر إلى حياته التي يحبها وتعلق بها كثيرًا بعد وصوله إلى القاهرة، الحياة الفنية.

الحياة الفنية والزوجية

على مسرح كلية الحقوق وجد صلاح قابيل شغفه الكبير في التمثيل، وهناك قرر أن يستمر في ذلك الشغف حتى بعد تخرجه من الجامعة وابتعاده عن المسرح، حيث كان قد شُوهد جيدًا من قِبل المخرجين وعرف الجميع موهبته، ولهذا كان يتم ترشيحه في الأدوار الصغيرة بالبداية، تلك الأدوار صغيرة من ناحية الحجم، لكن قابيل كان يُبدع بها ويُقدم مردودًا جيدًا، حتى تطور الأمر مع الوقت وحصل قابيل على أدوار كبيرة في أفلام مثل اللص والكلاب وشيء في صدري، ويُمكن القول إنه قد انطلق انطلاقته الكبيرة بعد هذه الأدوار، وبسبب موهبته الكبيرة تمكن من تجسيد أدوار مختلفة مثل المعلم واللص والضابط وتاجر المخدرات وغيرها الكثير من الأدوار.

بالنسبة للحياة الزوجية فقد تزوج قابيل من فنانة شهيرة كذلك، وهي التي تُعرف باسم خادمة السينما، وداد حمدي، وقد عاش معها حياة سعيدة حتى عام 1992، وهو العام الذي حدثت فيه سنة الحياة التي لا تختلف من شخص إلى آخر، وهي وفاة صلاح قابيل، وقد كان عمره وقتها يتجاوز الستين عام بقليل.

الموت يُداهم فجأة

في عام 1992 كان صلاح قابيل في عز توهجه، فقد كان في هذا الوقت لا يزال منتهيًا من أحد أشهر أعماله وأكثرها توهجًا، مسلسل المخابرات الشهير دموع في عيون وقحة، وأيضًا كان ثمة فيلم قريب الانتهاء يُسمى بطل من ورق، وقد شارك في بطولته مع فنان شهير آخر يُدعى ممدوح عبد العليم، كان متوهجًا بحق، وكان الجميع يتوقع له بداية مسيرة فنية ناجحة في الأدوار الذي أصبح مؤهلًا لها بعد سن الستين، لكن، وبلا أي مُقدمات جاء الموت وداهمه فجأة، ويُقال أن ذلك قد حدث في تصوير آخر أعماله، المسلسل الشهير ليالي الحلمية، والذي اضطر صناعه بالمناسبة إلى تغيير السيناريو الخاص به بسبب احتوائه على صلاح قابيل ووفاته في نفس الوقت، وقد تسبب ذلك في خسارة كبيرة جدًا لشركة الإنتاج.

صلاح قابيل وفاته

كما ذكرنا، بينما كان صلاح قابيل يستعد لتصوير آخر أعماله داهمه الموت في صورة أزمة سكر وأزمة قلبية حادة، كانت أزمة قوية جدًا، ولم يأخذ الأمر كثيرًا من الوقت حتى فارق الرجل الحياة، وبالطبع مثل الخبر فور انتشاره صدمة لكل العاملين في الوسط الفني، لأن قابيل لم يكن معروفًا عن مرضه، بمعنى أدق، لم يشتكي من المرض من قبل، أو على الأقل لم يحضره أحد وهو مريض أو يشتكي من أي مرض خطير، لذلك كان من المدهش لهم وفاته في هذا الوقت، والذي كان سنه فيه حوالي ستين سنة، لكن الآن دعونا من سبب الموت، فالجميع كما نعرف معرض للموت في أي لحظة ولأي سبب ممكن، ما يعنينا الآن هو معرفة ما حدث بعد موته، والذي يُعتبر بحق واحدة من المعجزات.

دفن صلاح قابيل

أخذ الناس ساعات طويلة حتى استوعبوا الخبر، لكن في النهاية حدث الاستيعاب المطلوب، وأدرك الناس أن قابيل قد مات فجأة فعلًا، وأن ما يُطلب منهم الآن هو المسارعة بدفنه قبل حدوث أي تغيرات على الجثة، كان ذلك في مساء الثاني من ديسمبر الواقع في عام 1992، وطبعًا سارع الناس بالدفن في صباح الثالث من ديسمبر وسط البكاء والدموع، ثم حدث ما يحدث مع أي ميت عادي وتم إدخال قابيل القبر وإحكام الإغلاق عليه ورحل الجميع كلٌ لما يُسر له، هذه هي سنة الحياة، وما حدث قبل قليل كان سنة الموت، لكن، السؤال الغريب الذي ستجدون أنفسكم طارحين له فور الانتهاء من بقية الكلمات الموجودة في هذا المقال، هل كان قابيل ميتًا فعلًا بتلك اللحظة التي تم إدخاله القبر بها؟

صلاح قابيل في القبر

داخل القبر كان من المفترض أن يخضع قابيل للطقوس العادية التي يخضع لها أي شخص يُفارق الحياة، كان من المفترض أن يُحاسب ويبدأ الدود في النيل منه، هذا هو الطبيعي، لكن ما ليس طبيعي بالمرة هو ما سمعه حارس القبر عندما كان يمر بالقرب من مكان دفن قابيل، حيث سمع أصوات غريبة تُشبه الطرق والدق، ومع أن حارس المقابر من الطبيعي أن يتمتع بقلب قوي بعض الشيء، ومع أنه كان مجرد صوت طرق، إلا أن الخوف لم يترك خيارًا أمام الحارس بخلاف الهرب واللوذ بالفرار، كان الأمر غريبًا، والأمور الغريبة للعلم هي أكثر ما يُرعب على الإطلاق.

ساعات قليلة مرت بعد هرب الحارس، جلس يُفكر في الأمر بجِد، قال في قرارة نفسه أنه من الوارد جدًا أن يكون أمر ما غير محمود قد حدث، أمر يستوجب استدعاء من يكون بإذنهم فتح القبر أو إغلاقه، وهنا فكر الرجل في استدعاء أهل صلاح قابيل وأحد الأطباء، واحبسوا الأنفاس، لأنكم سوف تسمعوا الآن ما لا يُمكن تصديقه قط.

الصاعقة في الانتظار

بالفعل، في صباح اليوم التالي، واعتمادًا على مكالمة حارس القبر، تجمع أهالي صلاح قابيل وأحد أطباء الطب الشرعي أمام القبر، كان الترقب يتدلى من أعين الحاضرين، وحده حارس القبر هو من كان يشعر بالخوف والقلق الشديدين، كان يخشى من عدم إنصاف أذنه له، وأنه لم يسمع سوى ترهات وتخاريف سببتها له حالته النفسية المتشكلة من الجلوس طويلًا في القبر، لكن، ما إن فُتحت المقبرة حتى أُصيب الجميع بالصدمة شديدة، عدا حارس القبر، والذي شعر بحالة شديدة من الإنصاف، وتحديدًا إنصاف القدر له.

كان صلاح قابيل على باب القبر، وتحديدًا كان واضعًا يده على الباب ومُتشدقًا به، أما ملامحه فقد عكست حالة الخوف التي يبدو وأنه قد مر بها قبيل موته، كان مرعوبًا حسبما اتضح، وكان الرعب أخف وصف يُمكن أن تصف به شخص استيقظ من نومه فوجد نفسه في القبر، فما الذي حدث يا تُرى؟

ما الذي حدث؟

بعد أن تم استيعاب الصدمة وتقبلها والرضوخ بأنها أمر واقع قد حدث بالفعل جلس الجميع لتحليل الطريقة التي حدثت من خلالها تلك المعجزة، فقد قيل إن قابيل فقط كان يُعاني من غيبوبة، هذه الغيبوبة كما نعرف جميعًا تتشابه أعراضها مع الموت، وتقريبًا لم يحاول أحد التأكد من أن الفنان المصري الشهير قد فارق الحياة بالفعل، فقط كل ما كان يشغلهم هو المسارعة بدفنه، ولهذا فإنهم قد توجهوا إلى القبر وقاموا بدفنه بعد أن تم تغسيله وتكفينه، هذا كله حدث عندما كان الرجل يعاني فقط من الغيبوبة، ولم يكن قد فارق الحياة بعد!

ساعات الانتظار المريرة

بعد ساعات قليلة من دفن قابيل انتهت الغيبوبة، وبديهيًا أفاق قابيل وفتح عينيه، وعندها وجد الصاعقة التي لم يتخيلها أي شخص في حياته، وهي أنه الآن في القبر، وطبعًا استيعاب أمر كهذا قد يأخذ وقت بالقليل من الوقت، فقبل كل شيء سيحاول الشخص أن يُثبت أنه في الحقيقة وليس الحلم، ثم بعد ذلك سيكون أول ما يشغله هو الخروج من هذا المكان، وهذا ما حاول قابيل فعله بالضبط، لكن الباب لم يكن بالسهولة التي تجعله يُفتح فور تحريكه، فأخذ الرجل يطرق ويدبدب على الباب طمعًا في أن يسمعه أحد، ولسوء حظه فإن حارس القبر قد توجس غضبًا ولم يفعل، ليُحاصر الخوف الرجل المسكين ويُصيبه بسكتة قلبية حقيقية في هذه المرة، ويموت على باب القبر وهو يتعلق بباب الملاذ الأخير!

هل هي شائعة؟

الرواية التي ذكرناها للأحداث هي الرواية التي يتم ترديدها منذ وقت طويل، وتحديدًا قبل سبعة وعشرين عامًا، وتقريبًا لا تختلف التفاصيل أبدًا، فالجميع يتفق على أن صلاح قابيل قد دفن قبل موته ثم حدث في قبره ما حدث، لكن الإعلامي المصري عمرو الليثي قد قرر قبل فترة قريبة من الوقت أن يضع حدًا لما يُقال ويُردد على ألسنة الناس، والذي انتشر كالنار في الهشيم، وذلك من خلال برنامجه الشهير المذاع على فضائية الحياة “بوضوح”.

تحقيقات الليثي قلبت الطاولة مجددًا على الرواية التي يتم تناقلها للأحداث، حيث نفت عائلة صلاح قابيل تمامًا هذا الأمر وقالت إنه محض خرافات من الناس ربما خرجت بسبب حبهم الشديد للفنان المصري، وأنهم لم يفتحوا قبره أبدًا منذ تم دفنه، كما أن حارس القبر لم يُحدثهم في أمر كهذا، وبالرغم من النفي الشديد إلا أن البعض يعتقدون أن عائلة قابيل تخفي ما حدث حتى لا يكثر الحديث السيئ حول النجم صلاح قابيل، ولهذا فإنهم قد أغلقوا الباب بوصفهم ما حدث بالشائعة.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

1 تعليق

3 × 4 =