عرف الانسان بعض لنظمة التشفير والترميز منذ القدم وكانت بعض الحضارات تتخذ انظمة خاصة من الرموز لإخفاء اسرارها المهمة وكمفاتيح لخزائن كنوزها الثمينة , كما استعملت الشيفرات في المجال العسكري وذلك لضمان عدم وصول معلومات مهمة الى العدو اثناء نقلها من والى الجبهات , وقد اشتهرت بعض الشيفرات والنقوش تاريخيا وفي العصر الحديث اما لعدم قدرة احد على حلها او للجدل الكبير الذي دار حول محتواها .
تعددت الاغارض التي وضعت من اجلها الالغاز والشيفرات فهناك من استعملها لإخفاء كنز وهناك من استعملها للحصول على الشهرة او جني المال ومنهم من وضعها لإخفاء سر علمي او عسكري خطير , وفي ايامنا الحالية دخلت شيفرات الكمبيوتر بقوة في جميع قطاعات الحياة التي تحتاج الى مستويات مرتفعة من الامان.
تعد الرموز المنقوشة على قرص فايستوس هي اشهر النقوش التي يعدها الكثير اقدم الشيفرات التي استعملت على سطح الارض وذلك لعدم تشابهها مع اي لغة قديمة وهو ما جعلها عصية على التفكيك منذ اكتشافها الى يومنا الحالي , بينما شكلت شيفرة فوينيتش لغزا محيرا لكثير من علماء العصور الوسطى حيث اعتقد الكثيرين انها استعملت لتخفي اسراراً علمية خوفا من ان تقع في يد الاعداء او هربا من بعض الجهات المتسلطة التي كانت تحارب العلم والعلماء , اما في العصر الحديث فكانت شيفرة كريبتوس التي انشأها النحات الامريكي جيمس سانبورن من اشهر الشيفرات التي حيرت مئات آلاف محبي حل الشيفرات في العالم لأكثر من عشر سنوات منذ انشائها في عام 1990 .
بغض النظر عن مدى التطور الذي وصلت اليه طرق التشفير الالكتروني فما زالت بعض الشيفرات التاريخية والتقليدية التي انتجت على غرارها في العصر الحديث تحظى بإهتمام بالغ من قبل هواة تفكيك الشيفرات ولعل ابرز ما كان يجذب هواة تفكيك هو الغموض الذي كان يلف عدة جوانب من تاريخ المخطوطات او النقوش التي حفظت فيها تلك الشيفرات وكذلك ارتباط بعضها بأساطير وقصص خرافية شعبية .
شيفرات لم تحل بعد
الاصفار هي طريقة رياضية في التشفير تقوم على ترتيب الارقام في مجموعات تعبر كل منها عن كلمة ويعتقد الباحثين ان الاصفار استعملت منذ عهد الرومان كما ان العرب استخدموها في وضع بعض المفاتيح لكنوزهم او لإخفاء بعض الاسرار وق اشعرت عدة اصفار عبر التاريخ اهمها اصفار بيل التي قيل انه وضعها كمفتاح للدلالة على مكان اخفاء كنزه الثمين , ومنها ايضا اصفار دورابيلا التي وضعت على يد الموسيقي إلغار حيث بعث رسالة مشفرة الى احد اصدقائه في العام 1897 ولا تزال الى اليوم تمثل لغزاً محيراً لم يستطع احد حله .
علامات فارقة في تاريخ فك الشفرات
وبالاضافة الى ما تم ذكره من شيفرات يوجد عدد من الشيفرات التي شكلت علامات فارقة في تاريخ فك الشفرات لما مثلته من تحد كبير امام الخبراء في هذا المجال ومن هذه الشيفرات والاصفار:
1- اصفار سبائك الذهب في الصين : تعود هذة السبائك الى العام 1933 حيث يعتقد انها عبارة عن وثائق لعمليات ايداع بنكي لكنز بقيمة 300 مليون دولار ولم يستطع احد الى الان فك الرموز التي صيغت بأحرف لاتينية
2- المخطوطة الخطية (A) : هي مخطوطة مكتوبة بلغة كريت القديمة ويعتقد انها كانت الهيروغليفية وقد اكتشفت على يد ارثر ايفانز الذي سماها بهذا اسم ولم يستطع احد فك الشيفرة الموجودة في هذة المخطوطة رغم ان المخطوطة الاخرى التي تحمل اسم المخطوطة الخطية (B) قد تم التوصل الى حل رموزها القريبة هذة المخطوطة في العام 1952 على يد مايكل فينتريس , ويعتقد ان كلا المخطوطتين تم تجهيزهما في نفس الفترة وبنفس الطريقة لكن هناك اختلافات في بعض الرموز المستخدمة في كل منهما.
3- شيفرة تشاو : هي لغة تشفير وضعها الامريكي جون بايرن في العام 1918وكان هدفه بيعها للحكومة الامريكية لإعتمادها كلغة جديدة لنقل الرسائل والمعلومات الاكثر خطورة لكنه فشل في اقناع الجهات المعنية بها حتى بعد ان صرف 40 سنة في العمل الجاد على اثبات عدم قدرة احد على حلها , وقد بقيت حبسية مكتبة عائلة بايرن الى ان عرضها ابنه على بعض خبراء تفكيك الشفرات في العام 1989 لمعرفة القيمة المادية لها بهدف بيعها على ما يبدو ولكنها تحولت الى واحدة من اكثر الشيفرات شهرة بعد فشل عشرات الخبراء المتمرسين في تفكيكها .
هذة الامثلة وغيرها كلها مثلت على مدار التاريخ مصدر مهما لكثير من القصص والتأويلات التي ساهمت في تأليف مئات الاف الروايات والكتب والتي ما زالت الى اليوم تجتذب الكثيرين من هواة هذا النشاط العقلي المعقد , ومهما كان الهدف من وضع الشيفرة فإن عدم قدرة الكثيرين على حلها هو ما اكسبها الشهرة والجاذبية , وغالبية الشيفرات المشهورة اليوم تخضع لهذة القاعدة فهي مشهورة فقط لانها لم تحل بعد وليس لأي سبب اخر.
مصدر الصورة :Copyright: fkdkondmi / 123RF Stock Photo
أضف تعليق