لا شك أن مصطلح دور الأيتام المسكونة مصطلح يبدو غريبًا بعض الشيء على مسامع الناس، فقد اعتدنا على كون مثل هذه الأماكن أماكن باعثة للأمان والطمأنينة لأكثر الأشخاص حاجةً لهذا الأمان، وهم الأيتام الذين فقدوا والديهم، تمامًا مثلما يحدث في المستشفيات المسكونة والمدارس المسكونة والأماكن من هذا القبيل، لكن ربما الأمر الذي اعتدنا عليه أن تكون دور الأيتام بعيدة عن كل هذه القصص، وهذا ربما يكون الاعتقاد الذي جئنا لتحطيمه الآن لكم، حيث أننا في السطور القليلة المُقبلة سوف نتعرض لأبرز قصص دور الأيتام المسكونة وما حدث وتم ثبات حدوثه في مثل هذه الأماكن وهل هذه القصص في الأساس حقيقية أم أنها محض افتراء؟ هذا السؤال وأسئلة أخرى كثيرة سوف نشرع في الإجابة عليها بالتفصيل، والبداية ستكون مع واحدة من أشهر نماذج هذه الدور، دار فيرمونت، فماذا حدث بها يا تُرى وجعلها تنضم لقائمتنا؟ الآن سنعرف.
دار فيرمونت للأيتام
في مدينة فيرمونت الواقعة بأحد ولايات الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدًا عام 1873، تم افتتاح دار أيتام جديدة تُعرف باسم دار فيرمونت للأيتام، وهي دار عادية جدًا، أو هكذا كانت وقت الافتتاح وأثناء تلقي العديد من الأطفال الأيتام الذين تعهدت الدار بتقديم كل الدعم والأمان لهم، وهذا ما حدث بالفعل حتى جاء الوقت الذي تولى فيه مدير عام جديد يُعرف باسم فيرمونت رئاسة الدار وإشرافه التام عليها، كان الرجل صلدًا وعنيفًا، وكان تعامله بالأطفال أشبه بتعامل الوحش مع ضحاياه، حيث كان يعذبهم ويعاقبهم عقابًا كبيرًا على جرائم صغيرة لم يتم ارتكابها من الأساس، تلك الجرائم في أحيان كثيرة كانت تقود إلى موت الأطفال، وهو الأمر الذي لم يكن مفهومًا في البداية وشهد استنكارًا من الجميع ثم لاحقًا أيقن الجميع في قرارة أنفسهم أن هؤلاء الأيتام ليس لديهم من يطمئن أو يسأل عنهم، وبالتالي لا حاجة أساسًا للبحث خلف موتهم، وبهذه الطريقة سقط الكثير من الأبرياء دون أي ذنب، وقد أرجع البعض سبب قسوة ذلك المدير أنه لم يكن يمتلك أية أطفال وأنه أيضًا لم يعرف الأبوة أو المشاعر والأحاسيس بسبب التعامل السيئ الذي كان يحصل عليه في طفولته.
ضاق الأطفال ذرعًا بمديرهم المجنون الذي كان يكيل لهم العذاب، وفي يوم من الأيام قرروا مباغتته وضربه، ثم بعد ذلك تطور الأمر إلى قتله، تجمعوا بأعداد كبيرة وشكلوا قوة تمكنت من الانقضاض على المدير وخنقه حتى الموت ثم صلبه، وبالفعل لم يتعرض الأطفال للسجن أو يحظوا بعقاب شديد لأنهم في نهاية المطاف مجرد أطفال، بيد أن ما حدث لهم كان أشد من العقاب، حيث تحولت دار فيرمونت بسبب تلك الفعلة إلى أحد دور الأيتام المسكونة وعرفت الأرواح الشريرة وبدأت الحوادث الغريبة المُخيفة تحدث بها، والجميع كان يرجع ذلك إلى شبح السيد فيرمونت الذي عاد لينتقم لقتله، عمومًا، في نهاية عام 2002 تم إغلاق دار فيرمونت تمامًا بعد الكثير من الشكاوى التي بدأت منها، وحتى الآن لا يجرؤ أحد حتى على الاقتراب منها، فهي بالنسبة للجميع دار أيتام مسكونة ومُحرمة.
دار أيتام جوتري أحد دور الأيتام المسكونة
في برج عتيق يُعرف باسم برج الجرس شعر العمال أن الأمور لا تسير معهم أبدًا على ما يرام، فقد كانوا يضعون المعدات والأدوات ثم يرجعون فلا يجدونها، أو يجدون أنها قد تحركت وذهبت إلى مكان آخر بخلاف الذي وضعوها فيه، وطبعًا في البداية كان الظن الغالب أنه ثمة أحد يمارس معهم الخداع أو أنهم مهملين وغير منتبهين لعملهم للدرجة التي تجعل الأطفال يعبثون بها، لكن لاحقًا تبين العمال أنهم يعملون في برج موجود داخل فناء دار أيتام جوتري الموجودة في أحد ولايات الولايات المتحدة الأمريكية، وأن هذه الدار التي يعملون بها أحد دور الأيتام المسكونة منذ زمن بعيد، وبالتالي من الطبيعي أن يتعرضوا لكل ما تعرضوا له، خصوصًا وأن من يسكنها امرأة شريرة، أو هكذا كانت قبل أن تتحول إلى روح متجولة في كل مكان.
القصة تبدأ باختصار من المعاناة التي كان يُعانيها أطفال دار جوتري على يد المربية التي من المفترض أنها تقوم بحمايتهم، حيث كانت تعذبهم وتكيل لهم الضرب والإهانة، وخصوصًا أولئك الأطفال الذين يفقدون التحكم في أنفسهم أثناء النوم ويتبولون في فراشهم، وقد وصلت درجة تعذيب هؤلاء الأطفال إلى الحد الذي جعلها تقوم بقتل ستة أطفال منهم أثناء التعذيب، وقد أخفت جثثهم وتسترت على الأمر بكل سهولة، لكن الأطفال لم يتحملوا أكثر وتمكنوا من إبلاغ أحد الزوار بالأمر فأبلغ الشرطة التي جاءت وعثرت بالفعل على رفات الأطفال الست، وبالتالي أصبح هناك دليلًا دامغًا على تورط المرأة في الجريمة التي اتُهمت بها، لكن المرأة قبل أن تُسجن كانت قد توعدت الأطفال أثناء القبض عليها بأنها ستعود وتنتقم، وقد كان.
على الرغم من كون المرأة قد انتحرت في سجنها بعد فترة قصيرة إلا أن روحها الشريرة لم تنسى ذلك الوعد الذي وعدت به وعادت للانتقام مجددًا من الأطفال من خلال إرهابهم، وهو ما أدى بدوره إلى إغلاق الدار تمامًا ثم بعد ذلك تم إخلاء المنطقة بسبب الأصوات الغريبة والأمور الغامضة التي كانت تحدث بها باستمرار، إجمالًا، كان هناك جحيمًا أقامته هذه المرأة الشريرة، أو روح المرأة الشريرة، وهو ما أدى إلى تحول دار جوتري إلى أحد دور الأيتام المشهورة جدًا.
دار الأسرة المقدسة
في عام 1915 تم افتتاح دار الأسرة المقدسة، وفي زيارة قريبة لمرشد سياحي مع فوج مُخصص تم اكتشاف انضمام تلك الدار إلى دور الأيتام المسكونة ، فقد تم العثور على شبح فتاة ترتدي ملابس قديمة بالية وتقوم بالتجول في المكان، وعندما تم السؤال عن قصتها قيل أنه قديمًا كانت دار الأسرة المقدسة تضم مجموعة من أطفال الهنود الحمر الذين حاول المجتمع الأمريكي بشتى الطرق جعلهم ينخرطون في حياة الأمريكيين العاديين، وقد بدأ هذا الأمر من خلال الأطفال، لكن بكل أسف لم يجد هؤلاء الأطفال المعاملة الآدمية من الأشخاص الذين من المفترض أنهم المخولون أساسًا بالدفاع عن الأطفال وتوفير حياة آمنة لهم، وقد بدأ الجحيم في هذه الدار عندما خرجت طفلة للعب خارج الدار ومع عودتها رفضت الدار تمامًا إدخالها لأنها قد تأخرت عن الوقت المُحدد، وخمنوا ماذا حدث؟ لقد تجمدت هذه الطفلة تمامًا من البرد، وفي الصبح وجدوها ميتة، لكن هذا لم يُحرك شعرة في قلوب هؤلاء الشياطين، حيث علقوا جثتها لتكون عبرة لكل من يتأخر خارج الدار!
بعد فترة بدأت أمور غيرة طبيعية تحدث في دار الأسرة المقدسة التي انضمت بجلاء إلى دور الأيتام المسكونة في هذا العالم، فمع أن موت الطفل كان أمرًا مؤكدًا إلا أن شبحها كان يُرى في كل مكان، أيضًا كانت تُسمع أصوات غريبة ومخيفة، وبالتالي أغلقت دار الأسرة المقدسة أبوابها تمامًا في عام 1967، حيث بدا جليًا أن الدار قد أصبحت ملاذًا للأشباح، أيضًا تم نقل الأيتام إلى مكان آخر حصلوا فيه على نفس المعاملة مما أدى إلى موت عدد كبير منهم، وفي عام 2016 تم هدم الدار وبناء مبنى آخر على أنقاضها، لكن الأرض لا تزال تصرخ حتى الآن مما جرى في دار الأيتام المقدسة لهؤلاء الأطفال الذين لم يكن لهم أي ذنب فيما حدث لهم من ألم وعذاب سوى أنهم يتبعون جماعة الهنود الحمر!
أضف تعليق