تسعة مجهول
حراس إليان مور
الرئيسية » الغاز » حراس إليان مور : لغز الاختفاء الذي حير العالم حتى اليوم

حراس إليان مور : لغز الاختفاء الذي حير العالم حتى اليوم

قصة حراس إليان مور تبرهن على أن حالات الاختفاء الغريبة التي تحدث في هذا العالم ورائها قوى خفية على الأرجح، هذا ما ستعتقده أيضًا بعد قراءة التالي.

برزت قصة حراس إليان مور مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وهو الوقت الذي بدأت فيه أغلب الكوارث والاكتشافات الغريبة في الظهور، لتأتي تلك الحادثة وتؤكد على أن تحكيم المنطق فقط أمر أصبح غير مقبول في هذا العالم المجنون، وأنه يُمكن التفكير-حسب الشواهد الموجودة- في أسباب أخرى لاختفاء حراس إليان مور بخلاف القتل والاختطاف، فقد حان الوقت للاعتراف بالقوة الماورائية التي تعبث سرًا في الكون وسُكانه، لكن الأمر الأكثر دهشة في هذه الحوادث، وخاصةً حادثة حراس إليان مور، أن كافة المبررات المنطقية تختفي فجأة، ويلوح في الأفق أمرٌ واحد، دعونا نتعرف عليه من خلال قصة حراس إليان مور، ذلك اللغز الذي حير العالم لقرنٍ كامل.

حراس إليان مور وقصتهم الغامضة

ما هي إليان مور؟

إليان مور هي جزيرة ضمن جزر سبعة موجودة ضمن حدود اسكتلندا ببريطانيا العظمى، وقد سميت بهذا الاسم بعدما حل بها في العهد المسيحي الواعظ فلانان، وكان ذلك في العصر السابع الميلادي، حيث كانت إليان مور وباقي الجزر السبعة تُستخدم في الراعي والزراعة، لكن ذلك كان مع ضوء الشمس فقط، أما في الليل فلا عمل ولا حياة على الجزيرة، وقد انتشرت في إليان مور الكثير من الخرافات والأساطير، ربما بسبب كونه غير مأهولة بالسكان أو لانتشار الأرواح الشريرة ليلًا كما يقولون، في النهاية، بقيت جزيرة إليان مور وباقي الجزر السبعة منذ أن حل فيها الواعظ فلانان وحتى عام 1898 عبارة عن مكان للرعي والزراعة نهارًا وقبو مهجور ليلًا.

بناء منارة إليان مور

في عام 1898 بُنيت منارة كبيرة على حدود جزيرة إليان مور، وذلك تشريفًا للراهب فلانان الذي حل بها قبل عشرات القرون، وقد كانت هذه المنارة بمثابة مُرشد ليلي للسفن، تُنير طريقهم بدلًا من العتمة التي كانت تُهيمن على البحر ليلا وتؤدي إلى الكثير من الحوادث، كما تم أيضًا بنك سكة حديدية لعبور البضائع والإمدادات إلى حراس تلك المنارة، والذين لم يمكثوا فيه أكثر من عامين، حتى حدث لهم أمر غير مُتوقع على الإطلاق.

اختفاء حراس إليان مور

كالعادة، خرجت الإمدادات إلى حراس إليان مور بعد الزيارة المعتادة في العشرين من ديسمبر من عام 1990، وقد وصلت الإمدادات عبر السفينة متأخرة، وذلك بسبب سوء الأحوال الجوية المعتاد في هذا الوقت، لتقوم السفن بالإرساء على شاطئ إليان مور ليل السادس والعشرين من ديسمبر، أي بعد الموعد المُحدد بخمسة أيام.

رغم وصول سفينة الإمدادات لم يرى الطاقم أيًا من الأشياء المُعتادة من الحراس، فلم يخرج أحد منهم لاستقبالهم ولم تتم إضاءة المياه أمام السفينة، وقد كان ذلك غريبًا بعض الشيء، مما دفع القائد جيمس هارفي لإرسال أحد أفراد السفينة للتحقق من الأمر، كان ذلك بعد أن أطلق بوقًا وشعلة تحذيرية دون أن يتلقى أي رد.

جوزيف مور، الحارس البديل

كان جوزيف مور هو الشخص الذي اختاره القائد جيمس هارفي لتحريّ الأمر، ومور هو أحد الحراس الذين كان من المفترض أن يقوموا بالتبديل مع الحراس الثلاثة، وبالرغم من عدم وصول مور إلى أعلى المنارة إلا أنه كان يشعر بشيء ما خاطئ في طريقه، وتأكد له هذا الهاجس المشؤوم عندما رأي باب المنارة مفتوحًا على عقبيه، فجال بذهنه أنه إذا كان الباب مفتوحًا والحراس لم يهبطوا منه لاستقبال سفينة الإمدادات فقد حدث أمر ما، لكن ما الذي حدث؟ هذا ما اكتشفه جوزيف مور مع دخوله من باب المنارة.

ما الذي حدث بالداخل؟

لم يحدث شيء بالداخل، وهذا تحديدًا ما أرعب جوزيف مور وجعله يرتجف، خصوصًا باب الغرفة الذي كان مفتوحًا وكأن أحدًا ما قد انسل منه للتو، لكن مع كل ذلك لم يسمع مور أي صوت ولم يرى شيء، لكنه تحامل على قلبه الذي كاد يتوقف من الخوف ودخل الغرفة.

في الغرفة بدا كل شيء مؤكدًا لنذير السوء الذي شعر به مور، فالمائدة التي كانت مُخصصة للطعام لم يكن بها أي شخص، لكن رغم ذلك كانت الأطباق موضوعة بشكل يقول أن أحدًا ما وضع الطعام واستعد للأكل لكنه لم يتمكن من فعل ذلك، والدليل أن أحد الأطباق الثلاثة بدا وكأن صحابه قد بدأ فيه ثم توقف سريعًا.

جوزيف مور يُبلغ القائد

على الفور عاد مور إلى قائد السفينة وأخبره بما رأه، وبدوره قام القائد بتبليغ القيادة وانتظار التعليمات، تلك التعليمات التي جاءت بعد دقائق وتنص على تفتيش الجزيرة شبر شبر حتى يتم العثور على الحراس الثلاثة أو ما تبقى منهم على الأقل.

بعد عملية البحث التي استغرقت ثلاثة أيام لم يجد الباحثين أي أثر للحراس الثلاثة، فأمر القائد ببقاء مور وحارسين آخرين معه لتأمين المنارة وإنارتها للسفن، وذلك حتى يتسنى له معرفة ما حدث لطاقم الحراسة القديم، والذي كان اختفائه مصحوبًا بالكثير من الغموض.

مُلابسات اختفاء حراس إليان مور

كل شيء في تلك المنارة كان يوحي بأن أمرًا غريبًا قد حدث، فالساعات الموجودة على الحائط كانت قد توقفت عن العمل لأسبابٍ مجهولة، والمصابيح كلها تم إطفاءها وتفريغها من الزيت، حتى الأسرة التي كانت ينام عليها الحراس بدا وكأنها قد استعملت قبل وقتٍ قريبٍ من الاختفاء، لأنها كانت غير مُرتبة، وهو أمر لا يتماشى مع الخلفية العسكرية لهؤلاء الحراس.

حول المنارة كان هناك الكثير من الفوضى الغير مبررة على الإطلاق، فالمنارة لا يوجد بها ما يستحق السرقة والتنقيب وقلب الأشياء بهذه الطريقة التي كانت عليها، كما أن قضبان الحديد التي تم خلعها والسور الذي تم هدمه لا فائدة منهما على الإطلاق، وكأن شخصًا ما قد تعمد فعل ذلك للتضليل والإلهاء.

كيف اختفى الحراس؟

عقب التحقيقات برزت ثلاثة آراء حول تلك الحادثة التي يكتنفها الغموض، وهذه الآراء كانت كالتالي:

1- رأي الباحث ميورهد: وهو القائل بأن ثمة عاصفة قد حلّت بالمكان قبل وصول السفينة، وتلك العاصفة كانت قوية إلى الحد الذي جعلها تقتلع الحراس الثلاثة وتلقي بها بعيدًا، حتى بعد من أن يتم العثور عليهم بالكثير من البحث.
2- اختفاء لأسباب خارجية: وأصحاب هذا الرأي يعتقدون بوجود العالم الآخر من الجن والعفاريت، ويقولون إن نفر من الجن قد جاء إلى إليان مور وقام باختطاف الحراس الثلاثة وأطفأ المصابيح وأوقف الساعات عن العمل.
3- كائنات فضائية: وهذا الرأي ظهر لأن الأقاويل حول نزول كائنات فضائية كانت قد كثرت في هذا الوقت، سواء إليان مور أو في غيرها، مما جعل كل الظواهر الغريبة تُحمل على أنها من صنع كائنات فضائية غريبة عن الأرض، وأصحاب هذا الرأي يدعون أنهم قد أعملوا العقل، والذي يتنافى تمامًا مع السببين السابقين.
مصير إليان مور

بعد هذه الحادثة أصبحت منارة إليان مور منبوذة من الجميع، وخاصةً الحراس، فقد كانوا يفعلون المستحيل كي لا يتم نقلهم إلى تلك المنارة، حتى أن أحدهم قام بقطع قدمه كي لا يتم التفكير به وإرساله إلى هناك، ليتحول الأمر إلى لعنة ولغز كبير ما زال يُحير العالم إلى الآن.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

ستة عشر + أربعة =