نحن كائنات فانية و حالات الوفاة تحمل سحرًا خاص بالنسبة لنا وهي أكبر مخاوفنا ونعتبرها الثمن الأغلى الذي يمكن أن يدفعه الفرد نتيجة لأحد أفعاله وقرارته التي اتخذها خلال حياته. تخيل ما يمكن أن يحدث لأي شخص في أي وقت، تخيل موت شخص بنوبة قلبية أثناء تنظيفه لأسنانه أو تمدد بالأوعية الدموية في الدماغ مسببًا سكتة دماغية أثناء تصفح أحد مواقع التواصل الاجتماعي؟ لكن تلك ليست حالات الوفاة الغريبة لمغادرة هذا العالم والتي نتقصى عنها في هذا المقال، فإن كنت غير قادر على اكتساب الشهرة من طريقة موتك فأنت لم تفعلها بالطريقة الصحيحة على عكس هؤلاء الأشخاص الذين غادروا عالمنا بشكل غريب كفاية لنذكرهم بهذا المقال.
أغرب حالات الوفاة التي سجلت يومًا
جيروم مودي
في عام 1985، عقدت إدارة نيو أورلياز لحزب التجمع حفلاً قرب المسبح الخاص بهم للاحتفال بأول موسم صيف دون أي حوادث غرق، وكان هنالك أكثر من مائة من المنقذين لتكريمهم في هذا الحفل غير أربعة منقذين متأهبين لأي حادثة غرق قد تحدث وتؤدي إلى حالات الوفاة ، مما جعل هذا المسبح أكثر المسابح أمانًا حول العالم حينها، ولكن هذا لا يعني شيئا لجيروم مودي الذي اعتاد أن يتحدى الصعاب فعلى الرغم من العدد الهائل من المنقذين الموجودين حول المسبح لقد تمكن من أن يغرق ويستقر في قاع المسبح، دون أن يكتشف أحد ما حدث حتى النهاية، وانتشرت التساؤلات حول كم من الوقت كانت تلك الجثة الهامدة موجودة دون أن يشعر بها أحد من حاضري الحفل.
فلاديمير ليخونوس
كان فلاديمير طالب كيمياء في معهد كييف للفنون التطبيقية في أوكرانيا وكان يبلغ من العمر 25 سنة، وامتلك فلاديمير ولع غريب بغمس العلكة في مسحوق حامض الستريك من أجل إعطائها طعم مر، رغم شدة غرابة هذه الهواية فإنها لم تكن لتسبب أي أذى، إلا أنها كانت إحدى أهم الأسباب التي أدت لموت فلاديمير، حيث اختلط عليه الأمر في إحدى المرات وأضاف مركب متفجر خطير ظنًا منه بأنه المركب المعتاد في إضافة النكهة إلى علكته، ونتج عن هذا الخطأ البسيط انفجار صغير عندما اختلط لعاب فلاديمير مع هذا المسحوق غير المستقر، وكان هذا الانفجار قوي كفاية لإزالة فك فلاديمير كليًا والتسبب في تشوهات وإصابات قوية في وجهه لتصبح تلك واحدة من أبشع حالات الوفاة ، وعلى الرغم من وصول الشرطة والمسعفين بسرعة لم يتمكن أي أحد من تقديم المساعدة لهذا الشاب الذي لقى حتفه بسبب هذه العادة الغريبة التي أصبحت سببًا في واحدة من أغرب حالات الوفاة .
خوسيه أوتشوا
لا يمكن لأحد إنكار أن مصارعة الديوك رياضة وحشية، خصوصًا حلقات المصارعة التي تسمح بمشاركة ديوك مجهزة بشفرات حادة، حيث تتقاتل مع بعضها حتى أن يصبح واحدًا من الطيور عاجزًا أو يموت، فاحتمال حدوث أي ضرر جسدي يقع فقط على الطيور المتنافسة، ولكن هذا لم يكن الحال بالنسبة لخوسيه لويس أوتشوا، ففي 30 يناير 2011 حدثت أغرب حالات الوفاة على الإطلاق، حيث أصاب أحد الديوك خوسيه أوتشوا وتسبب بجرح في الساق اليمنى، وكان هذا أثناء حضوره حدث لمصارعة الديوك في ولاية كاليفورنيا، وشاء القدر معاقبة هذا الرجل بسبب تشجيعه لرياضة عنيفة وقاسية حيث دفع خوسيه الثمن النهائي ومات بعد ساعتين فقط من إصابته، ولكن بخصوص هذا الديك الذي ما زال طليقًا فنحن نتوقع له مستقبلاً باهرًا وبأن يكون واحدًا من المنافسين الأقوياء في بطولة مورتال كومبات المقبلة.
كينجي يورادا
يملأ الشك والقلق قلوبنا عندما يتعلق الأمر بتخيل المستقبل مليئًا بالروبوتات الذكية أو بمعنى أدق الواعية، فهل ستكون قادرة على إنتاج وتطوير وصيانة نفسها مما يلغي الحاجة للتدخل البشري؟ أم سيصبحون ساخطين على وجودنا ويحاولون السيطرة علينا؟ هل ستكون نهايتنا على أحد الأيادي الباردة الحديدية للأشياء التي صنعناها لنحاول تحسين حياتنا؟ أيًا كان الجواب على كل هذه الأسئلة، بالنسبة لكينجي يورادا كان النوع غير الواعي من الروبوتات هو الذي شكل أكبر تهديد، فبينما كان يعمل في مصنع كاواساكي في عام 1981، كان قد كُلف بمهمة تحديد الروبوتات المعطوبة وصيانتها، وأثناء قيامه بالإصلاحات اللازمة لأحد الروبوتات كان قد فشل في إيقاف عمل الروبوت تمامًا قبلها وفجأة دفع الروبوت بقوته الميكانيكية هذا الرجل العاجز إلى آلة طحن بجانبه، وكانت هذه أحد أشهر حالات الوفاة حيث حصل كينجي على لقب الرجل الثاني على مر الزمان الذي قُتل على يد روبوت.
جينا لالابولا
في الأفلام الرومانسية التي تنتهي بالزواج نجد أنه من الشائع جدًا أن تشمل مشهد يجهز فيه أصدقاء العريس المقربين مفاجأة حفلة الأيل أو وداع للعزوبية قبل أن يتزوج، وعادة تكون مليئة بالمتعريات وفي بعض الأحيان تكون المتعريات داخل كعكة ضخمة كما هو الحال مع جينا لالابولا، هي متعرية من إيطاليا تبلغ من العمر 23 عام، فعندما قام أصدقاء العريس بطلب كعكة ضخمة مع متعرية بداخلها لمفاجأة العريس في حفلة وداع عزوبيته، وعندما حان الوقت لخروج لالابولا من الكعكة كانت الأمور قد أخذت منعطفا سيئًا عندما فشلت المتعرية في الخروج من الكعكة وبطبيعة الحال افترض الرجال أنها قد تكون خرجت قبلاً، فقاموا بفتح الكعكة من الأمام من أجل التحقق، وفوجئوا عندما اكتشفوا جثة هامدة لراقصتهم المستأجرة داخل الكعكة، فعلى ما يبدو أنها قد اختنقت بعد انتظار أكثر من ساعة في الحلوى الخشبية المغلقة.
جون كندريك
كان كندريك قبطان بحري وتاجر أمريكي خلال الحرب الثورية الأمريكية من 1775 وحتى 1783، وبعد هذه الفترة في عام 1794، كان كندريك قبطانًا على سفينة تلقب بـ “سيدة واشنطن” وعندما وجد نفسه قبالة سواحل هونولولو صادف أن يكون نفس الوقت الذي انخرط فيه السكان الأصليين في حرب بين الجزر مع فصيل آخر، وكانوا قد توصلوا إلى اتفاق مع سفينة بريطانية مجاورة لتساعدهم في مقابل 400 خنزير، ومع ذلك لم يقدم طاقم السفينة البريطانية الكثير من المساعدة إلى سكان هاواي، فقد يكون السبب في ذلك انشغالهم بعدّ ثروة الخنازير التي حصلوا عليها، فعندما أدرك سكان هاواي أن البريطانيين كانوا قد أشغلوا أنفسهم بمهمة أخرى سارع ملك قبيلة بادليد بطلب المساعدة من كندريك الذي وافق وقدم لهم يد المساعدة في تعقب وقتل الملك المعارض، وبعدها أطلق طاقمه تحية الانتصار بإطلاق النار من ثلاث عشرة بندقية احتفالاً بالنصر، وعندما رأى قبطان السفينة البريطانية نيران الاحتفال أحب أن يشارك بلفتة مميزة من طاقمه الذي فشل في إدراك أن أحد المدافع كانت ملقمة بذخيرة حية وتسبب هذا في نتيجة كارثية على “سيدة واشنطن” حيث وُجد القبطان كندريك وطاقمه مقتولين جراء هذا الخطأ، وهذا ما يجعلنا نعتبرها من أغرب حالات الوفاة .
بايفورد دولفين
الحياة على بايفورد دولفين (تشبه الغواصة لأعمال الحفر) ليست سهلة، فالعمل شاق والأيام طويلة، وهو أيضا عامل يُعتقد بأنه لعب دور رئيسي في حالات الوفاة التي ضمت خمسة رجال جراء انفجار حدث في الخامس من نوفمبر عام 1983. خلال تجهيزات الغوص الروتينية كان ستة غواصين موجودين في داخل غرفة ضغط المرفقة بجرس الغوص على المنصة، وإن كان قد تم اتباع الإجراءات المعتادة بشكل صحيح فهو ليس من المرجح أن يقع حادث مماثلاً لما حدث في هذا اليوم.
للأسف أدى سوء تقدير حاسم للتوقيت في تخفيف الضغط الهائل للغرفة إلى انفجار ضغطي من 9 أجواء مضغوطة إلى واحد فقط، وقتل هذا الضغط السريع الجميع ما عدا واحد من الغواصين، وهناك أحد القتلى على وجه الخصوص الذي نال أغلب الاهتمام بسبب طريقة موته، حيث أن الضغط سبب تمدد للغازات الموجودة داخل جسمه على الفور مما تسبب في طرد كل ما لديه من أجهزة الصدر والبطن وحتى عموده الفقري خارج جسده وسفك كل أطرافه في وقت واحد تقريبًا وامتصاص رفاته من خلال فتح صغير كان قطره 70 سنتيمتر فقط في باب مغلق وعلى الرغم من أنها أحد حالات الوفاة التي تبدو من أبشع الطرق الجهنمية للموت إلا أن كل هذا حدث بسرعة فائقة ولم يشعر هذا الرجل، فلم يكن هناك وقت كافي ليتألم.
توم برايس
سائق السباقات البريطاني من ويلز، توم برايس الذي يتمتع بمهنة مثيرة للإعجاب من 1969 حتى عام 1977، كان ولعه بالتسابق سببًا في وفاته بالنهاية، كان خلال عام 1977 في سباق الجائزة الكبرى في جنوب أفريقيا في كيالامي حيث كان رينزو زورزي زميل برايس يواجه مشكلة مع وحدة قياس الوقود مما تسبب في ضخ الوقود مباشرة إلى محرك السيارة مشعلًا إياه. سارع زورزي بسحب سيارته إلى الجانب الأيسر من طريق السباق لكي تصبح بعيدة عن الطريق الرئيسي للمتسابقين على الرغم من أن محركه كان يشتعل، وبعدها واجه زورزي صعوبة في خلع خوذته وفصل أنبوب الأكسجين وكان غير قادر على الخروج من سيارته، عندها تدخل اثنان من حراس المسارات على الجانب الآخر من الطريق شرع بيل وجانسن لعبور المسارات حاملين طفايات الحريق، غير مدركين أن أربع سيارات كانت قادمة بسرعة من الدوران النهائي وبالتالي إلى الرئيسي فكان أحد الحراس محظوظ كفاية لتقوم السيارة المقبلة بالانحراف لتجنبه، ولكن هذا ترك صفر من الوقت لسيارة برايس المقبلة لتقوم بالمراوغة في الوقت المناسب، والنتيجة هي أن تقوم سيارة برايس بصدم أحد الحراس على سرعة 270 كيلومتر في الساعة ممزقة إياه إلى نصفين على الفور وطفاية الحريق التي كان يحملها الحارس ارتطمت بزجاج السيارة مخترقة إياه وتوجهت إلى رأس برايس حيث مزقت خوذته وأوشكت على أن تقطع رأسه تمامًا متسببة بمقتله.
بحيرة نيوس
احبس أنفاسك لتسمع واحدة من أغرب حالات الوفاة ، فتلك البحيرة هي إحدى البحيرات المتمركزة فوق فوهات البراكين الخامدة منذ زمن وتقع في الكاميرون، وأن يكون البركان خامدًا لا يقلل من خطورته فقد يسبب ضررًا بطريقة أو بأخرى، فأحيانًا يتسرب من فوهات هذه البراكين غازات سامة إضافة إلى حمض الكربونيك وهذا ما حدث في هذه البحيرة ويمكن لهذه التسريبات قتل الأسماك التي تعيش بالبحيرة والحيوانات التي ترتوي منها وحتى الطيور التي حلقت فوقها مباشرة إن كانت الغازات سامة كفاية، وتتحول مياه البحيرة كلها إلى حمض سائل من الكربونيك وأحماض سامة أخرى جميعها تتسرب من داخل البركان إلى تلك المياه ومع كل تلك الأضرار فهذا ليس أسوأ ما يمكن لبحيرة مثل تلك فعله، فيحكى أن المزارعين الذين يعيشون في محيط البحيرة كانوا قد سمعوا صوت غريب يرافقه رذاذ يقذف على بعد مئات الأقدام من سطح البحيرة، بعد ذلك ظهرت سحابة فوق المياه وتزايد حجمها بسرعة إلى 328 قدم في الطول، وفي محاولة للتحقيق فيما يحدث توجه إليها بعض الأشخاص وحينما وصلوا إلى تلك السحابة فقدوا وعيهم تمامًا، مما جعلهم غير قادرين على تحذير الآخرين حول الكارثة الوشيكة.
كما هو متوقع بدأت السحابة تتحرك بفعل الرياح متوجهة إلى مستوطنات أخرى فبدأ الناس في هذه المناطق بفقدان الوعي بعد بضعة أنفاس واستسلم الكثيرون للطبيعة الخانقة للسحابة قبل أن ترشدها الرياح بعيدًا، ولكنها كانت قد تسببت في مقتل أكبر كم من حالات الوفاة بتلك الطريقة الغريبة، حيث قتل أكثر من 1700 شخص و 3500 من الماشية مما أكسبها لقب غينيس للبحيرة الأكثر دموية في العالم في 2008، وأما بالنسبة لسبب الكارثة فيعتقد بأن انهيار صخري بسيط من داخل البركان ساعد في انبعاث كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون وغازات بركانية سامة ومن المتوقع أن يحدث هذا مجددًا، ولكن يأمل العلماء في السيطرة على الأضرار المحتملة من خلال تطوير معرفتهم بالبراكين.
أضف تعليق