حادثة روزويل واحدة من أكثر حوادث تحطم المركبات الفضائية على كوكب الأرض، جدلًا في التاريخ. ولذلك لوجود بعض الأدلة القوية والمسجلة. وهي الحادثة التي بدأ العالم من بعدها في توسيع أفاق تفكيره حول وجود كائنات فضائية، مشابهة أو أكثر تطورًا من البشر. وعلى الرغم من ذلك، ما زالت الحكومات تتستر بشكل كامل على كل الملفات التي بحوزتها في هذا الشأن. مما يدفع الكثير من الأسئلة وأولهم، لماذا كل هذا التستر؟ وهل حقًا كل ما يُقال عن حادثة روزويل حقيقة!
مدينة روزويل
تقع مدينة روزويل في الولايات المتحدة الأمريكية، تحديدًا بولاية نيومكسيكو. وتبلغ مساحتها حولي 75 كم مربع. ولا يزيد عدد سكانها عن 49 ألف نسمة. تأسست عام 1869، ولكن بداية ظهورها الحقيقي للعالم، كان بعام 1947 خلال حادثة روزويل. ويرجى العلم، أن الولايات المتحدة تمتلك هناك مطار عسكري لإطلاق الصواريخ النووية. وكان الوحيد آنذاك ومحط أنظار الاتحاد السوفيتي الذي أراد معرفة أسرار القوة النووية الحديثة التي بدأت في تصنيعها أمريكا.
حادثة روزويل عام 1947
في ليلة الثامن من يوليو عام 1947، تحطمت مركبة فضائية، أو على الأقل هذا ما قيل عنها، بالقرب من مدينة روزويل. ويقول الصحفي جورج ناب، أنه تقابل مع علماء من الاتحاد السوفيتي الذين أكدوا مدى اهتمام الاتحاد بمعرفة ما يدور بروزويل. وذلك لاهتمامهم بالتجارب العسكرية السرية التي كانت تجرى هناك، وكانوا يمتلكون العديد من الجواسيس السريين. وعندما وقعت حادثة روزويل، أصر جوزيف ستالين، المهتم بقضايا الأطباق الطائرة، إلى التحقيق المكثف بالأمر. ليصلوا إلى نتيجة مهمة جدًا، أن ما تحطم بهذا المكان ليس منطاد لمراقبة الطقس كما تحدث مسئولون الحكومة الأمريكية، وأن ما تحطم لا تعود ملكيته إلى الولايات المتحدة من الأساس. كما أنه بالتأكيد لا تعود ملكيته إلى الاتحاد السوفيتي، ويمتلك تكنولوجيا كبيرة. وتم انتشال المركبة فورًا وما عليها لدراستها بشكل سري للغاية. ولذلك التفسير الوحيد المتاح هو أنه مركبة فضائية من خارج الأرض.
والجدير بالذكر، أن روسيا كانت مجنونة بإقامة دراسات عديدة في هذا الشأن في تلك الحقبة. وتحاول إسقاط بعض المركبات القريبة من أرضها لدراستها وتمتلك العديد من الملفات السرية التي لم تُنشر إلى الآن.
شاهد العيان: ماك برازيل
يعتبر ماك برازيل هو الشاهد العيان الوحيد الذي كان موجود بالقرب من موقع التحطم خلال حادثة روزويل. إذ كان موجودًا بالصدفة، وهو المالك للحقل الذي تحكمت عليه المركبة، وهو مزرعة للمواشي. وبحسب ادعائه فإنه احتاج نفس الوقت للوصول إلى مصدر صوت التحطم، الذي احتاجه الجيش الأمريكي للوصول سريعًا. وعندما شاهد الجيش يحمي مركبة دائرة غريبة الشكل، حاول التقصي عن الأمر. فبدأ الضباط في إبعاده عن المكان وعدم السماح له بالذهاب.
إلا إنه تمكن من الهروب لأنه شعر بالذعر. وتوجه إلى أصدقائه الذين تواصلوا مع المحطة الإذاعية المحلية، والتي كان من المقرر أن تجري لقاء صحفي مع ماك في صباح اليوم التالي. حتى تلقت المحطة إنذارًا من كبار المسؤولين في الحكومة، وتهديدًا بسحب رخصة المحطة. وتم التحفظ على ماك برازيل من قبل الجيش الأمريكي. ليظهر في التاسع من يوليو من نفس العام، أمام الصحافة بترتيب وحضور من الجيش، ويقول إن ما تحطم بحقله هو مجرد منطاد للمراقبة الطقس. ولكن هل يبدو معقولًا كل هذا التحفظ والسرية على مجرد منطاد؟ وهذا ما يزيد الحيرة حول حادثة روزويل.
ممرضة بالقاعدة العسكرية
تم نقل الحطام إلى القاعدة العسكرية في روزويل. وهناك شاهد جلين دينس، أحد العاملين بنقل المصابين إلى القاعدة، حطام محمل على سيارة تابعة للجيش. وحين حاول الاقتراب منعوه وتم تهديده بالقتل. وفي نفس الليلة تقابل مع صديقة له تعمل ممرضة بمستشفى القاعدة. لتروي له قصة في غاية الأهمية وهي متوترة جدًا. حيث قالت بأن الطبيب طلب منها المساعدة في غرفة العمليات، وهناك رأت ثلاثة جثث لمخلوقات فضائية مشوهة جدًا موضوعة على الطاولة. ويبدو أنهم ماتوا من أثر انفجار أو تحطم من شيئًا ما.
شعرت الممرضة بالغثيان وتوقفت فورًا عن الحديث. وفي اليوم التالي ذهب دينس كعادته لمقابلتها، إلا إن الممرضات الأخريات قالوا بأنها نُقلت للعمل في مكان أخر. ولم يعرف دينس لها طريقًا منذ ذلك اليوم.
العقيد فيليب كورسو
نشر العقيد فيليب كورسو كتاب بعنوان “اليوم التالي لحادثة روزويل”، والذي أذهل العالم بأكمله. فها هو رجل مهم ويمتلك تصاريح بالجيش الأمريكي، يعترف بوقوع حادثة روزويل وحقيقة وجود مخلوقات فضائية. يقول فيليب، بأنه اتجه إلى قاعدة عسكرية في تكساس، وهناك وصلت خمسة صناديق. فأزاح الغطاء عن صندوق زجاجي منها، ليجد جثة غريبة جدًا داخل سائل. فشعر بغثيان شديد، وظن أولًا بأنها جثة طفل.
كانت الجثة لا تزيد عن خمسة أقدام، أي قصيرة بالمقارنة مع الرجل البالغ من البشر. رأس الكائن الفضائي أكبر بكثير من جسمه، لأن المخ كبير مقارنة بالبشر. يمتلك عينيان واسعتان سوداء بلا رموش ولكن لديها أجفان. أنف دقيقة وصغيرة، وفم صغير. ويميل لون الجسد إلى اللون الرمادي.
كما يقول العقيد كورسو أنه قرأ تقارير التشريح على المخلوقات الفضائية بعد حادثة روزويل ببضعة سنين. وتطابقت تمامًا مع ما شاهده تلك الليلة.
فيديو التشريح حادثة روزويل 1969
انتشر فيديو عام 1995، وهو متاح حتى الآن على موقع اليوتيوب. ويظهر عملية تشريح لكائن فضائي يحمل نفس مواصفات العقيد. وقيل بأن مسؤول عسكري صور الفيديو بين الأعوام 1947 و1969 بعد حادثة روزويل، ولكن تم تسريبه بعد مجهود كبير. الفيديو بسيط للغاية وبتكنولوجيا الألوان الأبيض والأسود. يظهر الفيديو مخلوق فضائي رمادي على طاولة. والأطباء حوله يرتدون أقنعة واقية شبيهة بالتي تستخدم في المجالات النووية.
بالإضافة إلى ما وصفه العقيد، سنجد أن المخلوق يمتلك خمسة أصابع في اليد والقدم. ويمتلك أذنين صغيرتين، وصدر صغير، وبطن منتفخة قليلًا. وبدأ الأطباء في تشريحه، وعملوا شقًا في البطن لتظهر أعضاء داخلية تشبه أعضاء الإنسان إلى حدًا ما. كما أزالوا جفن من جفونه، ليكتشفوا أنه يساعدهم بطريقة ما في الرؤية الليلية.
الأطباق الطائرة
دليل أخر على حقيقة حادثة روزويل، في كثرة المشاهدات للأطباق الطائرة عبر ولايات أمريكية مختلفة قبل وقوع الحادثة بثلاثة أيام فقط. وتقدر التقارير أن المشاهدات وصلت إلى الآلاف أي الملايين من الأمريكيين رأوا ما اعتقدوا أنه المركبة الفضائية قبل التحطم.
المركبة الفضائية من الداخل
أما عن المركبة الفضائية من الداخل. فتم تداول بعض الصور لأجزاء من الحطام. تدل على تكنولوجيا متقدمة لم تكن معروفة آنذاك. وأهم صورة هي تلك التي توضح جهاز التحكم الخاص بالسفينة. إذ تحمل علامات أصابع محفورة على الجهاز، تماثل طول وسمك أصابع الكائنات الفضائية. مما يعني أنهم يضعون أياديهم ليصبحوا جزء من السفينة ويتحكموا بها وبالمحرك.
واعتقد البعض أن هذه الكائنات ما هي إلا كائنات للسفر عبر الفضاء. أي أنهم مصنعون في معامل أكبر وحديثة في الكوكب القادمين منه، من قبل مخلوقات أكثر ذكاء وتطور. وذلك لأن السفر عبر الفضاء مهمة شاقة جدًا وهم ما زالوا في مرحلة التجريب للسفر إلى مناطق بعيدة عن ديارهم. ولكنها مرحلة أكثر تطورًا من المرحلة التي وصلنا نحن لها. اليوم يعرض متحف الأطباق الطائرة الدولي، ومركز الأبحاث في روزويل، قطعة فريدة ثُبت علميًا أنها من حادثة روزويل. وأنها قد ترجع إلى مركبة فضائية. ولكن الحكومة الأمريكية ما زالت غير صريحة في حديثها عن القضية.
لماذا روزويل بالأخص؟
كانت روزويل هي محطتهم الأولى، إذ إنها كانت شهدت تجارب للصواريخ النووية، والتي تعتبر نقطة فاصلة في تاريخ البشرية أجمع. ولذلك أرادوا استكشاف المكان. ولكن هذا لا يمنع أنهم قد يذهبون ويأتون متى أرادوا دون علمنا. وخلال استكشاف المنطقة لابد أنه حدث عطل ما. فتحطمت سفينتهم بسببه ومات ثلاثة منهم.
الكائن الفضائي الرابع
من خلال جميع التقارير والشهود العيان من داخل الجيش، الجميع يثبت على عدد ثلاثة من الكائنات الفضائية. لأن ما رأوه هو الجثث فقط، فهذا عدد الموتى. ولكن هناك كائن فضائي رابع تمكن من النجاة من الحادثة. ففي عام 2011 نشرت قناة على اليوتيوب أربعة فيديوهات مثيرة جدًا للجدل. قيل إنها سُجلت بعد أعوام قليلة من حادثة روزويل. وتم تسجيل هذه الفيديوهات تحت مشروع يدعى ” Skinny Bob”. يظهر فيها الكائن الفضائي الوحيد الناجي من الحادثة. وهو يشبه تمامًا بقية زملائه الفضائيين.
ويبدو أنه واقف ويتواصل مع من خلف الكاميرا بشكل سليم وصحة جيدة. ويرتدي ملابس سوداء عادية. على الرغم من أن الجثث كانت عارية. وهو يرمش عدة مرات بالفيديو، ويحرك يده حركة بسيطة وهادئة. فهل حقًا تم انتشال هذا الكائن الفضائي، وتم التواصل معه؟ هل يعيش بيننا؟ ستبقى أسئلة بلا جواب.
التكنولوجيا المستحدثة
بعد حادثة روزويل امتلكت الولايات المتحدة العديد من التكنولوجيا الحديثة فجأة وكأنها طفرة نوعية. خاصة بمجال الأسلحة. البعض يدعم نظرية أن تلك التكنولوجيا هي نتيجة دراسة على مركبة الفضاء المتحطمة في روزويل. وهذا الأمر يدعمه البعض مهندسين من الجيش الأمريكي، الذين تحصلوا على تكنولوجيا حديثة لم يفهموها ولكنهم قلدوها ليتوصلوا إلى عدة اكتشافات عبقرية. ولم يتمكنوا من التصريح بذلك إلا بعد تقاعدهم من الجيش. ونُسبت تلك الاختراعات إلى أشخاص وأسماء كبيرة، لتغطية عن مصدرها الأصلي.
ضابط الاستخبارات: بويد بوشمان
هذا الضابط هو ضابط متقاعد من الاستخبارات الأمريكية. وقبل موته بسنة واحدة، أجرى مقابلة تلفزيونية عام 2013، ليخبر الجميع عن قصته التي اضطر إلى كتمانها بسبب القسم. ولأن هذا القسم لمدة 50 عام فقط، يمكنه الآن رواية الواقعة التي حدثت معه. ليخبرنا أنه كان من ضمن المسئولين الذين كلفوا بمهمة تقصي الحقيقة عن وجود كائنات فضائية، والعودة ليخبروا الرئيس الأمريكي آنذاك، ايزنهاور، وكذلك رئيس الاستخبارات ادغار هوفر.
المهندس روبرت لازار
أخر دليل نمتلكه على حقيقة حادثة روزويل، هي مع المهندس روبرت لازار. وهو مهندس يعمل بالجيش الأمريكي. ويروي أن بعد حادثة روزويل بفترة قصيرة، تم استدعائه في المنطقة 51 السرية لمعاينة الصحن الطائر الخاص بالفضائيين. ومن ضمن التقارير التي كتبها، كانت اكتشافه لقدرة الصحن على طيران ضد الجاذبية بكل سهولة. وهو يمتلك تكنولوجيا حديثة مضادة للجاذبية. كما أن الصحن كبير الحجم ومتين للغاية، ولكنه وبشكل غريب خفيف الوزن. وهو الأمر الذي دفع المهندس للاندهاش. كما يروي معرفة بأن الجيش أسعف اثنين من المخلوقات الفضائية، ولكنه لم يعلم مصيرهم النهائي.
ختام
قد تكون الأدلة على حادثة روزويل كثيرة وقوية، ولكنها أيضًا قد تكون مجرد كذبة كبيرة. وأهم دليل على كذبها هو تعدد الروايات التي تظهر شيئًا فشيئًا كل بضعة سنين. فلماذا لم تظهر كل هذه الأدلة في نفس الوقت؟ ولماذا تحمل كل قصة نفس معلومات القصة السابقة لها بالإضافة إلى بعض التعديلات؟ أهذا يعني صدق الجميع لأنهم يرون نفس الحدث، أم كذب الجميع واختلاق القصص بنفس الكيفية والمنهج؟ لك القرار عزيزي القارئ.
الكاتب: أيمن سليمان
أضف تعليق