حظي السفاح الأمريكي جيمس فرينش بشهرة واسعة في العقد السادس من القرن العشرين، حيث قام بارتكاب جريمتي قتل، الأولى من أجل النجاة من الموت، والثانية طلبًا في الموت، لذلك كانت قصته غريبة ومُثيرة بعض الشيء، إضافةً إلى أنها كانت العقوبة الأخيرة التي تُنفذ قبل أن يتم حظر حكم الإعدام لمدة عشر سنوات، عمومًا، قُدّر لبطل قصتنا جيمس أن يكون جزءً من التاريخ، لذلك، دعونا في السطور القليلة القادمة نتناول قصة هذا الرجل ونعرف ما دفعه لارتكاب الجريمتين وهل حظي بالنهاية التي يستحقها أم لا.
جيمس فرينش الذي قتل صديقه كي يٌنفذ عليه حكم الإعدام!
من هو جيمس فرينش؟
جيمس فرينش، من مواليد شهر مارس القابع في عام 1936، وذلك تحديدًا في ولاية اوكلاهوما الموجود بالولايات المتحدة الأمريكية، ونحن إذ نتحدث عن عام 1936 والولايات المتحدة الأمريكية فيجب ألا ننسى الحرب العالمية الثانية، والتي كانت مشتعلة في هذه الأوقات، والحقيقة أن جيمس قد شعر بهذه الحرب ولعناتها، فقد مات والده في الحرب أثناء حمل والدته به، ليترك جيمس وحيدًا بانتظار طفولة بائسة نتجت عن الفقر الذي عانى منه وما تبعه من حرمانٍ وقهر، باختصار شديد، بدأت معاناة جيمس فرينش منذ اليوم الأول بهذه الحياة.
طفولة جيمس فرينش
كانت طفولة حافلة بالحرمان، بدأت بالحرمان من الأب، مرورًا بالحرمان من الطعام والشراب واللباس الجيد مثل بقية الأطفال، انتهاءً بالحرمان من التعليم الذي كان حقًا مكفولًا للجميع في هذا الوقت.
والدة جيمس في الحقيقة لم تُحبذ طفل الحرب هذا، والذي ولد في وقت يشتعل فيه العالم ويمتلئ بالدمار، حتى والده لم يراه، لذلك بحثت هي عن زوج آخر، وبالطبع لم يكن ثمة رجل يُريد تربية طفل غير تابعٍ له، والأم انصاعت لرغبة الزوج الجديد وتركت طفلها مع والدة أبيه، كان لسان حالها يقول، سأُنجب غيره.
المعاناة تزداد
ازدادت معاناة جيمس فرينش مع تقدم العمر به وتجاوزه مرحلة الطفولة، إضافة إلى موت جدته، كان في الخامسة عشر، وبالكاد كان يستطيع العمل وتوفير ما يحتاجه من طعام وشراب فقط، وهكذا مرت السنوات حتى أصبح في العشرين من عمره، وبالرغم من أن الجيش لم يستدعه إلا أنه تطوع طواعية، كان فقط يُريد مكانًا يمكث فيه ويتناول الطعام والشراب بالمجان، لكن، لسوء حظه مرةً أخرى تم تسريحه من الجيش بسبب واقعة سرقة يُقال أنه كان بريئًا منها، على كلٍ، خرج جيمس للشارع مرة أخرى ولم تقبل فتاة الارتباط منه بسبب فقره وجهله، إضافةً إلى أن تسريحه من الجيش بسبب السرقة أدى إلى رفض الجميع تشغيله لديهم، ليُدرك وقتها أنه أمام سبيل واحد فقط، السرقة وقطع الطريق.
جيمس فرينش قاطع الطريق
بدأ جيمس فرينش يُمارس حياته كقاطع طريق منذ تسريحه من الجيش، كان يتخير الأماكن المقطوعة في الولاية ويقوم بالتربص للأشخاص المارين بها، ولكم أن تتخيلوا أنه في أغلب الأوقات كان يفشل في القيام بالأمر بشكلٍ صحيح ولا يحصل على ما يُريد، لكن بشكل عام كانت هذه الحياة تضمن له أساسيات العيش من طعامٍ وشراب وغيره، أما عن قناعته فكان على يقين بأن ما يفعله صحيحًا، وأنه ليس أمامه طريق آخر للاستمرار في هذه الحياة، بيد أنه قد أخطأ الخطأ الذي يُغتفر عام 1965 عندما حاول السطو على سيارة رجل شرطة.
السطو على الشرطة
كان جيمس فرينش يتخذ من أحد الأشجار أو الصخور الكبيرة الموجودة على الطريق مخبًأ له، فكان يلبد خلفها مُنتظرًا الضحية المُناسبة، وفي إحدى المرات وجد نفسه يندفع أمام سيارة ضابط شرطة، حيث لا يكون هناك وقت للتراجع.
في الحقيقة تفاجأ جيمس أكثر مما تفاجأ ضبط الشرطة، لكن مفاجأة الضابط لم تدم طويلًا، إذا أنه قد تدارك الأمر سريعًا وأشهر مسدسه في وجه فرينش يأمره بتسليم نفسه والولوج داخل السيارة، وبالفعل نفذ جيمس ما أُمر به، إلا أنه قد أقدم على حركة مجنونة أخرى داخل هذه السيارة كانت سببًا في كتابة أشهر نهاية لقاتل في التاريخ.
قتل ضابط الشرطة
في الطريق إلى القسم شعر جيمس فرينش أنه في طريقه للمعاناة بالسجن، لذلك راودته فكرة مجنونة بالهرب، لم تنجح بسبب تماسك الطبيب وقدرته على منع جيمس، فلم يشعر جيمس بنفسه إلا وهو يستل المسدس من جانب الشرطي ويُرديه قتيلًا، ولحظه السيئ، حدث ذلك بالقرب من دورية للشرطة سمعت بإطلاق النار فهرعت إلى مصدر الصوت وألقت القبض عليه، ليُصبح بعد أن كان مُتهمًا في جريمة سطو مُتهمًا في جريمة قتل شرطي، لكن، على خلاف المتوقع والمعتاد، وقف الحظ بجانب جيمس فرينش.
النجاة من الإعدام
كان من المفترض أن يحصل جيمس فرينش على حكمٍ بالإعدام، لكن هذه الفترة شاع قتل الشرطة للعامة بمجرد الاشتباه، لذلك تمكن أحد المُحامين المُتطوعين للدفاع عن جيمس معاداةً للشرطة أن يُثبت أن الشرطي قد حاول قتله وما فعله جيمس فقط هو أنه حاول الدفاع عن نفسه، وللغرابة أخذت المحكمة بهذه الأقوال وتم اعتبار القتل بدافع الدفاع عن النفس، ليحصل جيمس على حكم بالسجن خمسة أعوام فقط من أجل جريمة السطو، لكن، هل دامت ابتسامة الحياة لأحد من قبل؟ بالطبع لا، واسألوا جيمس فرينش.
جيمس داخل السجن
عانى جيمس فرينش الأمرين داخل السجن بسبب مشاعر الضباط والمشرفين على السجن تجاه جيمس الذي من المفترض أنه قد قتل صديقهم، لذلك تعمدوا مضايقته في كل شيء، حتى أنهم قد قاموا باغتصابه وتحويل حياته في السجن إلى جحيم، لدرجة أنه بات يكره الحياة وما فيه وبدأ يُفكر بجدية في طريقة يتمكن من خلالها التخلص من ذلك السجن، والواقع أنه لم يجد أي طريقة يتمكن من خلالها فعل ذلك، سوى طريقة واحدة، وهي الموت.
قتل أشبه بالانتحار
كان جيمس فرينش في زنزانة مع رفيق واحد، ولما أيقن جيمس أنه لم يخرج من السجن إلا ميتًا فكر في طريقة مناسبة للقتل أخف وطأة من الانتحار، وهي على وجه التحديد محاولة الحصول على حكم بالإعدام، وبالطبع كي تحصل على الإعدام عليك ارتكاب جريمة قتل، ولم يكن هناك شخص يمكن أن يقتله جيمس سوى رفيقه في الزنزانة، لذلك انتظر حتى خلود الرجل إلى النوق وقام بخنقه حتى الموت، في الصباح، لم يكن هناك سوى خبر واحد آخذ في الانتشار، لقد قتل جيمس رفيقه بالحبس.
نهاية جيمس فرينش
جاءت نهاية جيمس فرينش درامية بكل تأكيد، فقد ضمن له قتله لرفيقه الحكم بالإعدام، وبالفعل تم تنفيذ الحكم عام 1966 من خلال الكرسي الكهربائي، لكن المُثير أنه في ذات الليلة صدر قرار بإلغاء عقوبة الإعدام في الولاية المتحدة الأمريكية، ليُصبح جيمس، وعلى مدار سبع سنوات كاملة حتى إلغاء القرار، آخر شخص تم تنفيذ حكم الإعدام بحقه.
أضف تعليق