جنية الأسنان من الأساطير المشهورة حول العالم، ظهرت في أوروبا وسرعان ما انتشرت حول العالم بل وظهرت عدة أساطير تحاكيها في بلاد عديدة، تقول الأسطورة أن الطفل إذا خلع إحدى أسنانه البيضاء النظيفة ووضعها تحت الوسادة فإن مخلوقاً غريباً براقاً له جناحان سيأتي في الليل ويأخذ السن النظيف الأبيض ويضع بدلاً منه الهدايا أو الحلوى وهذا المخلوق هو جنية الأسنان، في الأسطورة أيضاً أن جنية الأسنان تأخذ تلك الأسنان البيضاء اللامعة من الأطفال لتذهب بها إلى الفضاء الخارجي وتصنع منها أقمار ونجوماً مضيئة يراها الأطفال ويفرحون لأن أسنانهم البيضاء النظيفة تضئ الفضاء، كان الناس قديماً في أوروبا يقصونها على أطفالهم ليحثوهم على الاهتمام بنظافة أسنانهم والعناية بها فجنية الأسنان لا تأخذ الأسنان المسوسة الغير نظيفة لأنها لن تضئ الفضاء، وكذلك من باب الترفيه على الأطفال وإسعادهم وتخفيفاً من آلام فقدان الأسنان عليهم ، وكان الأبوان يجعلان طفلهما يضع سنته اللبنية النظيفة تحت وسادته ثم ينام ويقوما باستبدالها بنقود أو قطعة حلوى وعندما يستيقظ يخبرانه أن هناك مخلوقاً صغيراً له أجنحة قد أخذ السنة ووضع مكانها الهدية مكافأة له لأنه حافظ على أسنانه نظيفة وجميلة.
تعرف على أصل أسطورة جنية الأسنان
ما هو أصل الأسطورة؟
جنية الأسنان من أكثر الشخصيات الأسطورية التي أحبها الأطفال كثيراً وتعلقوا بها وتمنوا لو أنها حقيقة وعندما يكبر هؤلاء الأطفال ويصبحوا آباءً وأمهات فانهم يقصونها على أطفالهم وهكذا توارث الناس تلك الأسطورة وأصبحت واسعة الانتشار حول العالم وانبثقت منها أساطير عدة تحاكيها في مختلف البلدان والعصور، كذلك تم إخراج أفلام الكرتون التي تجسد جنية الأسنان وتحكي عنها، شاهدها الكبار والصغار واستمتعوا بها وأدخلت السرور عليهم، كذلك ظهرت ألعاب الأطفال التي تظهر فيها جنية الأسنان، جنية الأسنان من أشهر الأساطير التي تناقلتها الأجيال وعلقت في أذهان الكثير من الأطفال حتى بعد أن يكبروا تبقى تلك القصص والأساطير ذكريات جميلة لا تنسى، من منا لم يضع سنته تحت وسادته آملا أن يستيقظ ويجد بدلاً منها الهدايا والحلوى التي وضعتها لنا جنية الأسنان!! حتى بعد أن كبرنا فان تلك القصص ما زالت عالقة في أذهاننا ونقصها على أطفالنا ليستمتعوا بها كما استمتعنا. جنية الأسنان تجسد براءة الأطفال وأحلامهم البسيطة البريئة وخيالهم الخصب وعالمهم الخيالي الممتع الذي يعيشون فيه.
من أشهر الأفلام الأجنبية التي تجسد جنية الأسنان (The tooth fairy)
هو فيلم خيالي يظهر فيه أن جنية الأسنان حقيقية وليست أسطورة خيالية يحكي الفيلم عن شاب يسمى(لاري) يساعد الأطفال في عمل تطوعي ويخبرهم أن جنية الأسنان غير حقيقية ولا وجود لها، فيتحول ذلك الشاب إلى مخلوق له أجنحة كجنية الأسنان ويتم إمهاله مدة معينة لكي يقنع الأطفال أن جنية الأسنان حقيقية وإلا فلن يعود لطبيعته مرة أخرى، تدور أحداث الفيلم بين الخيال والكوميديا وهو ممتع وشيق ومستوحى من أسطورة جنية الأسنان.
في أوروبا قديما كانوا يدفنون الأسنان اللبنية التي تسقط في التراب لأنها جزء من جسم الإنسان، حتى ظهرت تلك الأساطير كأسطورة جنية الأسنان فأصبحوا يضعونها تحت المخدة لتأخذها جنية الأسنان وتضع مكانها الهدايا.
أساطير متنوعة تحاكي أسطورة جنية الأسنان
ظهرت العديد من الأساطير في بلدان وعصور مختلفة تحاكي أسطورة جنية الأسنان وسنذكر بعض منها، فليست أوروبا وحدها هي التي ظهرت فيها تلك الأسطورة، على سبيل المثال في منغوليا فإن الأطفال يضعون أسنانهم التي سقطت كطعام للكلاب حيث تقول الأسطورة في بلادهم أنهم عندما يفعلوا ذلك فان أسنان الرشد عندما تنمو ستكون قوية كأسنان الكلاب.
أما في بلاد الشرق الأوسط مثل السودان ومصر وفلسطين والعراق فان الأطفال عندما تسقط أسنانهم اللبنية يقومون بإلقائها إلى أعلى نحو الشمس؛ ظناً منهم أن الشمس ستأخذها وتبدلهم مكانها أسناناً أكثر قوة.
أما في الدول اللاتينية مثل المكسيك وكلومينا وإسبانيا تقول الأسطورة عندهم أن هناك فأراً لطيف صغير جميل يجمع أسنان الأطفال ويضع الهدايا مكانها، أما السلفادور فقد اختلفت عن باقي الدول اللاتينية حيث انهم يعتقدون أن أسنان الطفل عندما تسقط ويضعها تحت الوسادة فإن أرنب لطيف يأتي في الليل ويأخذ الأسنان ويبدلها بالأموال.
أما في فرنسا فأسطورتهم تشبه منغوليا حيث يعتقدون أن هناك فأراً لطيفاً يأتي في الليل ويجمع أسنان الأطفال ويضع مكانها النقود أو الحلوى، وفي أند ونسيا تقول الأسطورة أن أسنان الأطفال اللبنية عندما تسقط عليهم أن يرمونها من أعلى سطح منزلهم أو إلى الخلف، فان رموها بشكل مستقيم فستنمو أسنان الرشد مستقيمة بدون اعوجاج وإن رموها بشكل غير مستقيم فستنمو أسنان الرشد معوجة.
وفي سريلانكا يعتقدون أن هناك سنجاب ينتظر الطفل خارج منزله إذا سقطت أسنانه وعلى الطفل أن يخرج من المنزل ويغمض عينيه ويطلب من السنجات أن يأخذ السن الذي سقط ويبدله بآخر جديد أكثر قوة. أما في بوتسوانا فإن الأسطورة تقول إن الطفل إذا سقطت أسنانه عليه الانتظار حتى الليل ثم يلقيها من فوق السطح إلى الأعلى نحو القمر طالباً من القمر أن يأخذها ويبدله بأسنان أخرى أكثر قوة.
أما في جنوب أفريقيا فان الأطفال يضعون أسنانهم اللبنية في نعالهم ظناً منهم أن هذا يجلب المال لهم. أما في بلدان آسيا كاليابان والهند وفيتنام فإن الطفل عندما تسقط سنته فإنه يلقيها من أعلى سطح المنزل إذا كانت من الفك السفلى ويلقيها إلى أسفل إذا كانت من الفك العلوي طالباً أسنان قوية بدلاً منها.
اختلفت الأساطير من بلد إلى آخر وكلها مستوحاة من أسطورة جنية الأسنان وتحاكيها، وأسطورة جنية الأسنان هي الأكثر انتشاراً من بين تلك الأساطير كلها، وكلها أساطير لا أساس لها من الصحة وإنما ألفها القدماء وقصوها على أطفالهم ليهتموا بأسنانهم ونظافتها وليرفهوا عنهم، وتناقلتها الأجيال إلى عصرنا هذا.
الأساطير القديمة لا حصر لها، منها ما انتهى مع الوقت ومنها ما زال حياً حتى العصر الحديث مثل جنية الأسنان التي تكلمنا عنها، تظهر لنا تلك الأساطير المتنوعة والممتعة أفكار القدماء وخيالهم الواسع وحبهم للمرح وبساطة حياتهم، من كان يتخيل أن تبقى أسطورة كجنية الأسنان متداولة حتى وقتنا هذا وتتناقلها الأجيال !! وتؤلف عليها القصص والحكايات وبرامج الأطفال والألعاب المسلية وأشهر أفلام المغامرات والخيال التي نستمتع بها مع أطفالنا وأصدقائنا وذوينا، ذلك المخلوق الخيالي الصغير اللامع ذو الأجنحة الذي علق في أذهان ملايين الأطفال حول العالم وعبر العصور وخفف عنهم من آلام فقد أسنانهم وأسعدهم وحفزهم على الاهتمام بأسنانهم ونظافتها جيداً وغسلها باستمرار والحفاظ عليها بيضاء نظيفة لامعة حتى تضيئ الفضاء الخارجي بالأقمار والنجوم التي تصنعها جنية الأسنان من أسنانهم البراقة ولتصنع منها القصور اللامعة الخلابة بل وتمنى الكثير منهم أن تكون حقيقة ورأوه في أحلامهم وخيالاتهم وكبروا ومازال عالقاً في أذهانهم يذكرهم ببراءة طفولتهم وعالمهم الخيالي السعيد الذي كانوا يعيشون فيه، بل إن هناك من قضوا فترة طفولتهم يظنون أن جنية الأسنان حقيقة بالفعل وليست مجرد خيال أو قصة من شدة تعلقهم بها وحبهم لها.
أضف تعليق