تنتشر قصص وأساطير جنس العماليق في أغلب الفلكلور الشعبي في كل بلد. وتشتهر التماثيل والمنحوتات العجيبة التي تصور قصص القدماء، بوجود دلائل عليها تحتوي أفكار عن وجود جنس العماليق العظماء الذين عاشوا في الماضي السحيق على الأرض. هل تلك القصص حقيقة أم خيال ورموز معنوية؟ لقد تسأل العلماء هذا السؤال مراراً وتكراراً. خاصة في العشرين سنة الأخيرة، ظهرت الكثير من الحفريات والجماجم التي قد تؤكد حقيقة وجود جنس العماليق. هنا في هذا المقال عشرة دلائل مكتشفة حديثاً تزعم حقيقية سير جنس العماليق على هذه الأرض، في الماضي البعيد.
أهم المكتشفات التي تؤيد تواجد جنس العماليق
عظام عملاقة في بحيرة ديلافان
وفقاً للتقرير الذي نشرته جريدة النيويورك تايمز في اليوم الرابع من مايو عام 1912. وجد الباحثين على 18 هيكل عظمي ضخم الحجم، مدفون في الفحم والطين عند بحيرة ديلافان في ولاية ويسكونسن. قام بهذا الاكتشاف الأخوين فيليبس، حين كانوا يبحثون على قبور وتل الدفن بالقرب من المنطقة. الهياكل العظمية تعود إلى جنس غير معلوم، ولكنه بالتأكيد كان يعيش في تلك المنطقة في زمن ما كبيت له. وكان واضح عليه الشبه بينه وبين الهياكل العظمية للإنسان الطبيعي، بخلاف ضخامة الحجم بالطبع. العظام فوق العين مستقيمة إلى فوق. وعظام الأنف غير متوازية مع عظام الخد، ولكنها مرتفعة قليلاً. أما عظام الفك فكانت تشبه عظام فك القرود إلى حد كبير.
في الحقيقة لم تكن تلك العظام هي وحدها المكتشفة في تلك المنطقة. ففي عام 1891 نشرت نفس الجريدة اكتشاف بعض العلماء من معهد سميثسونيان، بعض الهياكل العظمية العملاقة وقت بحثهم في مدينة قديمة تسمى أزتالان، قرب ماديسون بولاية ويسكونسن. وأيضاً بعام 1897 نشر تقرير أخر عن وجود هيكل عظمي بطول 2.7 متر. كل تلك التقرير كانت تنتهي بأن البحث متواصل لتفسير ما إذا كانت تؤكد وجود جنس العماليق أم لا. ولكن لم يتم النشر بعدها أبداً عن أي أبحاث إضافية.
جنس العماليق في وادي الموت
بعام 1931 أعلن البروفيسور بروس راسل، وهو طبيب سابق من سينسيناتي، أنه وجد هو وزميله دانيال بوفي، أنفاق وطرقات وكهوف تحت وادي الموت في كاليفورنيا في صحراء موهافي. كما أعلن أيضاً أنهما بحثا جيداً بداخل تلك الكهوف والأنفاق، ليجدوا الكثير من الهياكل العظمية الأدمية العملاقة. ويبلغ كل واحد فيهم ما يقارب 2.7 متر. ويبدو أنها قد تم تحنيطها بطريقة ما، وقد تجاوز عمرها 80 ألف سنة. كما اكتشفا في طريقهم أيضاً على قاعة قديمة، والتي تشبه قاعة الطقوس الدينية في القديم. تشبه إلى حد كبير قاعة الطقوس الماسونية. وأيضاً قد تتشابه في تكوينها مع تلك الموجودة في الحضارة المفقودة لمدينة أطلنتس، بالكتابات الهيروغليفية التي تحتويها. ولذلك تم ربط الاثنين مع بعضهم. ولكننا لم نعرف عن ذلك المكان أكثر من ذلك.
عملاق فارنا
فارنا هي مدينة في بلغاريا الآن حسب خريطة العالم الحديثة. ولكنها فيما مضى كانت مدينة إغريقية تدعى “Odessos”. وكانت نقطة تجارية مهمة جداً منذ سبعة ألاف عام مضت. الديانة هناك كانت ترتبط بشكل كبير جداً مع ذكر جنس العماليق. ولذلك وجود هيكل عظمي عملاق هناك قد أدهش المهتمين بتلك الأمور. وقد تم العثور عليه في يناير 2015. الاكتشاف جاء صدفة، حين كانوا ينبشون في الأرض بسبب وجود جرة يعود عمرها إلى القرن الخامس. قادتهم الجرة إلى اكتشاف سطح جدار، فبدؤوا يحفرون أكثر للوصول إلى نهاية طول هذا الجدار المدفون. ليصطدموا مع مفاجأة أدهشتهم جميعاً. لقد وجدوا هيكل عظمي ضخم، يضع يده على وسطه، ووجه موجه إلى الشرق. وقال الباحثين بأنه ربما قد وضع بهذا الشكل من أجل هدف معين. أو بسبب كونه شخص مهم في أيامه ودفن بتلك الطريقة. لم يقل الباحثين عن الطول الفعلي للهيكل العظمي. ولكن ما سربه العمال بالمنطقة أنه كان طويل جداً وضخم بطريقة مبهرة، وكأنه واحد من جنس العماليق.
بقايا جنس العماليق في الإكوادور
عام 1964 في الإكوادور، تم دعوة الأب كارلوس فاكا، وهو كاهن ويعمل أيضاً بالمستشفيات، من قبل المحليين لرؤية عظام عجيبة وجدوها. ما كان غريباً بتلك العظام هو حجمها، فهي عظام بشرية ضخمة الحجم. أخذ الأب كارلوس هذه العظام إلى بيته، وبقيت هناك إلى يوم موته. تم السماح لباحث الآثار الأسترالي كلاوس دونا، بأخذ العظام معه إلى أستراليا لدراستها بشكل أعمق وفك اللغز. اتضح بالفعل أنها تعود إلى إنسان، وبقياس طول العظام، توقع الباحثين أن من كان يملك هذه العظام فلابد أن يكون طوله 7.6 متر على الأقل. كما تم عرض العظام على متخصصين لاستخلاص الحمض النووي الخاص بتلك العظام. ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك، والتفسير المنطقي كان بأنها لابد أن تعود إلى ما أبعد من عشرة ألاف عام من الزمن. العجيب أن المنطقة التي اكتشفت فيها العظام لأول مرة، كانت تسمى في الأصل باللغة المحلية القديمة “مقبرة جنس العماليق”.
عماليق نهر كولورادو
وفقاً لتقرير نشرتها جريدة ولاية أريزونا في أبريل من العام 1909. فقد وجد مكتشف يدعى كينكايد، نفق عند نهر كولورادو أوصله إلى 1.6 كيلو متر تحت الأرض. في نهاية النفق كانت هناك منطقة محصنة تنتظره، تحتوي على أسلحة وأدوات نحاسية، وتمثال كبير يشبه إلى حد كبير تمثال بوذا. مع ألواح كتب عليها باللغة الهيروغليفية أو على الكل ما يبدو مثلها. ولكن الشيء الساحر والملفت هو وجود بعض المومياوات التي يزيد طولها عن 2.7 متر، ملفوفة في أكفانها. وأضاف أيضاً، بأن الحكومة هناك أغلقت المكان وأوقفت البحث حتى لا يتمكن أحد من العامة من الاقتراب. وكان عنوان الرئيسي بذلك التقرير في الجريدة: اكتشاف يزعم هجرة جنس العماليق من أسيا إلى أمريكا منذ ألاف السنين.
لغز كهف لوفلوك
على بعد 32 كيلومتر جنوب مدينة لوفلوك في نيفادا الأمريكية، ستجد كهف لوفلوك. والذي يسمى أيضاً، بكهف الشروق، كهف حدوة الحصان، أو الكهف الهندي. وقيل إن هذا الكهف يعد أقدم من أي مستوطنة إنسانية على القارة كلها. تبدأ القصة عام 1911 حين أخذ ديفيد هارت وجيمس بف يظهران اهتماماً بذلك الكهف. وكانوا يأملون بأن ينقبوا هناك عن المواد التي كانوا يصنعوا منها البارود بذلك الوقت. وبالفعل كونوا شركة خاصة بهم وبدئوا في التنقيب. على الرغم من عدم اهتمامهم التام بالعمل في مجال تنقيب الآثار، إلا إنهم لم يتمكنوا من كبح الفضول بداخلهم حين وجدوا تلك الآثار.
اتصلوا فوراً بالبروفيسور ألفريد كروبر وهو مؤسس قسم الأنثروبولوجي في جامعة كاليفورنيا. وبدأ التنقيب على الأسس الصحيحة في السنة التالية، ومن ثم تبع ذلك تنقيب أخر بعام 1924 وعام 1929. على مدار تلك الحفريات تم اكتشاف ألاف القطع الأثرية القيمة، منها 60 مومياء تمتلك طول متوسط مع الكثير من العظام والأسلحة. كما أنهم وجدوا صنادل للقدم بطول 38 سنتمتر. وبصمة يد عملاقة مطبوعة على جدار الكهف. واستمر إيجاد المومياوات ولكن هذه المرة بطول مترين ونصف أو ثلاثة أمتار. الأمر المدهش حقاً، هو حديث القبيلة الأمريكية التي كانت تسكن تلك المنطقة من ألاف السنين في أثارها، بأنهم شاهدوا قبيلة من جنس العماليق سكنت هذا الكهف. وكانوا يملكون بشرة بيضاء اللون وشعر أحمر.
إصبع عملاق في مصر
في مارس 2012، انتشرت صور لما يبدو إصبع عملاق من بقايا مومياء والذي قيل إنه مكتشف في مصر. وانتشرت الصور على كل مواقع التواصل الاجتماعي، ويبدو أن الإصبع يبلغ طوله 38 سنتمتر. وذلك يعني أن الكائن الذي يعود له هذا الإصبع لابد أن يكون عملاق ضخم من جنس العماليق. ولكن حقيقة تلك الصورة لم يتم تأكيدها، لأن من التقط الصورة لا يتملك الإصبع بنفسه. تعود أصل القصة إلى موقع لصحيفة ألمانية، ويقول بأن من التقط الصورة في الحقيقة كان رجل يدعى جورج سوبوري عام 1988. وقد دفع ذلك الرجل 300 دولار وقتها لرجل مجهول يمتلك الإصبع، ويقول بأنه يعود إلى رجل من نسل أحد أهم لصوص الآثار في زمانه، من أجل حق وشرف التقاط الصورة. كما إنه وضعه تحت جهاز الأشعة السينية لإثبات حقيقة كونه إصبعاً بشرياً.
عاد جورج إلى مصر في عام 2009 لمحاولة إيجاد ذلك الرجل المجهول مرة أخرى، ولكن بحثه خاب بالفشل. ولكن للآن يشك العلماء بوجود جنس العماليق في مصر القديمة بشكل كبير، والبعض يؤمن في ذلك بالفعل. حتى إن بعض المؤرخين الرومانيين أيضاً اعتقدوا بوجود العماليق في مصر. فكتب الروماني فلافيوس جوزيفوس سنة 79 ميلادياً، أنه كان هناك عمالقة كبار وشكلهم يختلف عن البشر العاديين في مصر.
اكتشاف جزيرة ألوشيان
إيفان ساندرسون هو عالم حيوان مشهور ومحترم جداً، وكثيراً ما يظهر على البرامج التلفزيونية ليقدم رأيه في المواضيع المختلفة. واحدة من قصصه العجيبة كانت تخص رسالة وصلت له من مهندس يعمل في مدينة شيميا في جزيرة ألوشيان، في عام 1940 أثناء الحرب العالمية الثانية. تلك الجزيرة موجودة بين ألاسكا والجزء الشرقي لروسيا، وتقسم المحيط الهادي. كانت الولايات المتحدة تستخدم تلك الجزيرة آنذاك في بناء قاعدة عسكرية، للاستعداد للحرب مع اليابان. حين كانوا يبنون مهبط للطائرات وجدوا اكتشافاً عجيباً. أثناء تجريفهم للتلال من أجل تمهيد الأرض، صادفوا مقبرة كبيرة من عظام بشرية من السيقان والجماجم. وكانت ثلاثة أضعاف حجم المعدل الطبيعي للبشر.
كانت الجمجمة الواحدة تبلغ ما بين 56 إلى 61 سنتمتر من الأعلى إلى الأسفل. وقال إيفان أيضاً بأنه قد وجد رسالة أخرى من ذلك الزمن تؤكد نفس الاكتشاف، وتروي نفس التفاصيل. وقيل في كلتا الرسالتين أن مؤسسة سميثسونيان هي من قامت بجمع والاحتفاظ بتلك البقايا البشرية العملاقة. ولكن المؤسسة نفت ذلك الادعاء، بل وأنكرت تماماً وقوع مثل تلك الأشياء أمامها. ولا توجد وثيقة واحدة تثبت صحة حديث الرسالتين. ولكن إيفان يؤمن بصدق رواية المهندسين وبما رأوه هناك. ويقول بأن الحكومة لم تكن على استعداد من قول الحقيقة، وتغير كل الكتب المدرسية التي تحكي بالنفي عن جنس العماليق. ففضلوا إخفاء جميع الأدلة وغلق تلك الصفحة نهائياً.
بالنهاية عزيزي القارئ، ستجد أدلة أخرى كثيرة تزعم حقيقة وجود جنس العماليق فيما مضى. مثل عمالقة جبال القوقاز، وكمية كبيرة من صور الجماجم العملاقة، وبصمات العماليق التي تنشر حول العالم محفورة في الصخور، التي كانت يوماً ما طينية. ويتوافد عليها السياح سنوياً ليشهدوا روعة هذه البصمة سواء بالقدم أو باليد، التي تثبت أن جنس العماليق قد عاش يوماً على الأرض، وربما كان هو من يحكمها. ولكن من أين جاؤوا؟ وهل هناك علاقة بينهم وبين بعض البشر طوال القامة بطريقة عجيبة التي نراهم هذه الأيام؟ سؤال يحتاج العلم للإجابة عنه فيما بعد.
أضف تعليق