آلاف القصص المرعبة على مر التاريخ حاولت وصف ما يحدث في جسم الإنسان بعد الموت ، والكثير من العلماء اجتهدوا لمحاولة كشف هذا اللغز، فما يحدث في المرحلة الانتقالية ما بين الموت والحياة هو أمر يصعب رصده بالطرق العادية، ومهما حاولت الروايات أن تتخيل ما قد يحدث بطريقة مرعبة، إلا إن الواقع مرعب بشكل أكبر، وغريب في نفس الوقت، فما تفعله بعض الأجسام بعد الموت يصعب تصديقه، وقد ينخدع المرء ويشك بأن الإنسان مازال حيًا ولكنه ميت بالفعل، أو بمعنى أدق ينتقل من الحياة إلى الموت، وفي تلك الأثناء يمكن لجسم الإنسان أن يفعل عدة أشياء مذهلة، تمت ملاحظتها على عدد كبير من الموتى سواء من خلال الصدفة أو عند المراقبة العلمية لإنسان مريض على وشك الموت، ويجمع هذا المقال قائمة بما يمكن أن يفعله جسم الإنسان بعد الموت ، وهي قائمة لا تناسب ضعاف القلوب أبدًا.
جسم الإنسان بعد الموت يتحرك
مئات القصص التي تحكي عن تحرك الجثث بعد الموت هي قصص غير كاذبة، ولكنها غير دقيقة، فمن يقول بأن جسم الميت تحرك لدرجة أن يقف أو يجلس في مكانه فهو يبالغ بشكل كبير، ولكن ذلك لا يمنع أن جسم الإنسان بعد الموت قد يتحرك بالفعل، ليست حركة كبيرة وكأنه موجود على قيد الحياة، ولكنها حركات طفيفة تكفي لزرع الخوف والذعر في قلوب من حوله، مثل تحريك اليدين أو أصابع اليد أو القدم، أو فتح العين وغلقهم سريعًا، أو رعشة بالجسم، كما يمكن لأي عضلة أن تتحرك وكأنها تنتفض انتفاضة أخيرة، والسبب العلمي هو أن تلك العضلات تلقت بعض الإشارات العصبية المتأخرة، سواء كانت الإشارة العصبية تأمر العضلة بالانقباض أو الاسترخاء، وبمجرد استنفاذ كامل الأدينوزين ثلاثي الفوسفات سيقوم الجسم بحركته الأخيرة، تزيد مشاهدة هذه الحالة إن كان سبب الوفاة عنيف، مثل الصعق الكهربائي، أو إن كان الجسم يقاوم شخص يهجم عليه، بحيث يكون هناك فائض في الكالسيوم والأدرينالين والحرارة في جسم الإنسان قبل الموت.
ولادة التابوت
في حين أن الولادة هي تجربة جميلة، إلا إن الولادة داخل التابوت هي تجربة مروعة جدًا، وبسبب وجود العديد من القصص التي أنجبت فيها نساء ميتة طفلًا، تم إعطاء مصطلح “ولادة التابوت” لهذه الحالات الغريبة، آخر ما تم رصده في هذا الشأن كان في يناير 2018، حين توفت امرأة حامل في الشهر التاسع في الحال إثر حادث اصطدام بالسيارة في جنوب أفريقيا، وأثناء التحضير لمراسم الدفن، شاهد القائمون على العمل وجود جنين ميت مولود من رحم الأم داخل التابوت، السبب العلمي هو ارتفاع ضغط الغازات المتراكمة داخل جسم الإنسان بعد الموت ، وإن كان الجنين في الوضع الصحيح سيتمكن الجسم من دفعه للخارج وكأنها ولادة طبيعية.
جسم الإنسان بعد الموت يتبول ويتبرز
في المرحلة الانتقالية بين الحياة والموت تحدث العديد من التغيرات في جسم الإنسان، ومن أهمها موت الدماغ، والدماغ هو العضو الذي يرسل إشارات عصبية للعضلات بأن تنقبض، ومن تلك العضلات عضلات المثانة والأمعاء، فترتخي تلك العضلات وسينتهي المطاف بأن يخرج الجسم ما فيه من سوائل وطعام متبقي من قبل الموت، المرعب في الأمر هو أن تلك العملية قد تستغرق بضعة ساعات، ليشاهد أهل لمتوفي جثة تتبول أو تتبرز وكأن الحياة دبت فيها من جديد، بالطبع ليس من الضروري أن يحدث هذا الأمر ولكنه يعتمد على طريقة الموت وكمية الطعام والسوائل الموجودة في الجهاز الهضمي والمثانة قبل الموت، كما قد يطلق جسم الإنسان ريحًا بعد الموت نتيجة وجود غازات في الأمعاء، وذلك كثيرًا ما يحدث.
إصدار أصوات
بسبب كثرة الجثث التي قامت بإصدار الأصوات، توالد المفهوم المرعب في الروايات والأفلام عن أصوات الموتى المخيف وهم يركضون خلف الأحياء، فبالفعل يمكن أن يصدر جسم الإنسان بعد الموت أصواتًا بشرية، ولكن بالطبع أقل رعبًا وحدة من تلك التي تعرضها الأفلام، ولكنها كافية لتبث الرعب في قلوب من حوله، السبب يرجع لخروج الهواء المتبقي في الرئتين من خلال القصبة الهوائية، فتحرك الأحبال الصوتية وتطلق أصوات مثل الأنين أو الفحيح، ولكنها لا تصل لحدة صوت الصراخ أو الصياح، وقد ترتفع حدة الصوت في حال تراكم الغازات داخل الجسم وخروجها من القصبة الهوائية، وذلك عادة ما يحدث في مسارح الجريمة حين يبدأ الطبيب الشرعي في تحريك الجثة من مكانها ليخرج الهواء وتطلق أصواتًا غريبة.
وهم النمو
قد يعتقد أهل المتوفي عند رؤيتهم لجسمه الميت بأن شعره أو أظافره قد نمت عما كانت عليه قبل الموت، ولكن ذلك مجرد وهم، على الرغم من شيوع فكرة استمرار خلايا الجسم بالعمل بعد موت الدماغ في بعض الأحيان، ولكن بعد الموت لا يمكن للأكسجين أو الجلوكوز أن يصلوا إلى الخلايا وبالتالي لا يمكن لها أن تنمو، في الحقيقة بأن ما يحدث هو تراجع وانكماش للجلد نتيجة للجفاف حول الشعر والأظافر، ما يجعلهم يظهرون وكأنهم أطول، خاصة في مناطق مثل اللحية وأصابع اليد وشعر الرأس والصدر، ولذلك تقوم بعض الثقافات بترطيب جثة المتوفي لمنع هذا الجفاف وحتى لا تظهر الأظافر أو الشعر بهذا الطول الغريب.
جسم الإنسان بعد الموت يشعر بالألم
هذه القضية أثارت التساؤلات بين الأطباء، حيث يتم ملاحظتها بشكل كبير في الأشخاص الذين يوافقون على التبرع بأعضائهم السليمة بعد الموت، فعند إعلان الأطباء لموت الدماغ، يُنقل الجسم فورًا على أجهزة مختصة بدعم وصول الدم إلى الأعضاء الأخرى بحيث تستمر هذه الأعضاء في الحياة ويمكن نقلها لشخص آخر، ويتم ربط الجسم بأجهزة لقراءة ضغط الدم، وعندما يقوم الأطباء باستخدام المشرط ليخرجوا العضو السليم، تتم ملاحظة ارتفاع في ضغط الدم أو حتى حركة خفيفة كرد فعل تجاه الألم الذي يحدث بالجسم، بعض الأطباء فسروا هذه الحالة بأن دماغ الإنسان يظل على قيد الحياة من حيث الشعور لمدة عشر دقائق حتى بعد إعلان وفاته، وتعطي الأعضاء ردود فعل لما يحدث بالجسم ويتألم الدماغ، ولذلك يستخدم الكثير من الأطباء حقن التخدير في هذا النوع من العمليات كإجراء وقائي في حال إحساس الجسم فعلًا بالألم، ولكن يرفض بعض الأطباء الآخرين تصديق هذا الأمر ويفسرون بأنها حركات لا إرادية فقط وليست إحساسًا حقيقيًا بالألم.
انفجار جسم الإنسان بعد الموت
من غير المرجح حدوث هذا الأمر، ولكن ذلك لا يعني عدم حدوثه أبدًا، فقد ينفجر الجسم من الداخل وتخرج بعض الأعضاء الداخلية إلى الخارج، ما يثير الاشمئزاز والرعب فيمن سيشاهدون هذا المشهد، فمن الطبيعي أن تنخفض درجة حرارة جسم الإنسان بعد الموت ، إلا إنه في بعض الحالات قد يحدث ارتفاع مؤقت لدرجة الحرارة، وذلك في حال تناول المتوفي لأنواع معينة من الأدوية قبل الموت، أو حدثت له صدمة معينة فأعطى الدماغ إشارات للجسم برفع درجة الحرارة، وفي تلك الحالة مع اختزان بعض الغازات داخل الجسم وتراكمها فلابد لها أن تخرج، ما يؤدي في النهاية إلى حدوث انفجار من داخل جسم الإنسان بعد الموت، وقد حدث ذلك بالفعل في يناير عام 2013 في دار للجنازات في ملبورن في أستراليا، ومن شاهدوا هذه الواقعة وصفوا فزعهم من الصوت والرائحة، وقد اتخذت الدار احتياطات لمنع حدوث هذا الأمر مجددًا.
جسم الإنسان بعد الموت يدرك بأنه ميت
يوجد عدد لا يُحصى من القصص للأشخاص الذين اختبروا “التجارب القريبة من الموت”، وهي عندما يتقرب الإنسان من الموت نتيجة سكتة قلبية بحيث يمكن إعلان وفاته، ومن ثم يعود إلى الحياة بدقائق معدودة، فهو لم يمت فعليًا ولكنه اقترب من الموت، ليحكي عما يعتقد أنه شاهده أو عما عرفه عن الموت، ومن تلك القصص يستنبط العلماء بعض المعلومات الهامة، وقد وجدوا بأن جسم الإنسان بعد الموت قادر على الاحتفاظ ببعض الوعي، أي لديه القدرة بأن يعلم بأنه ميت، فعند دراسة 2060 حالة ممن اختبروا التجارب القريبة من الموت، 40% منهم أكدوا بأنهم كانوا يدركون المحيط من حولهم، والمحادثات التي حدثت من حولهم، على الرغم من أن الأطباء أعلنوا وفاتهم في تلك اللحظات.
هذا الوعي لا يستمر سوى للحظات، وهي الفترة التي ينسحب فيها الأكسجين من خلايا الدماغ وإرسال الدماغ لآخر إشاراته العصبية، هذا الأمر يستمر من 10 إلى 20 ثانية في المتوسط، وفيهم سيكون الدماغ في حالة من الوعي الذي ينسحب تدريجيًا إلى اللاوعي، ومن ضمن الأشياء التي تؤكد هذا الأمر هو أن رأس الإنسان المقطوع يظل يرسل إشارات على جهاز رسم المخ كهربائي لثواني معدودة، مشيرًا بأن الإنسان مازال واعيًا لما يحدث، وقديمًا عند الحكم على مجرم بالموت قطعًا للرأس، يقوم الجلاد برفع رأس المحكوم عليه للأعلى، ليس فقط من أجل أن ينظر له الجمهور ويكون عبرة، ولكن أيضًا كنوع من العذاب الأخير لهذا المجرم لأنه يدرك نظرات الاستهزاء بعد موته من الجمهور.
جسم الإنسان بعد الموت لديه الكثير مما يخبأ عن الأحياء، وسيظل الأمر لغزًا كبيرًا يصعب حله أو التأكد منه، حيث يمكن لجسم الإنسان أن يتبول ويتحرك ويئن ويلد ويشعر بالألم أو حتى يدرك بأنه ميت، بالإضافة للكثير من الأشياء الغريبة الأخرى التي يقل حدوثها ولم يُسَلط عليها الضوء.
الكاتب: أيمن سليمان
أضف تعليق