تسعة مجهول
جزيرة البلوط
الرئيسية » الغاز » جزيرة البلوط : أرض الكنوز الكندية التي سحرت خيال الكثيرين!

جزيرة البلوط : أرض الكنوز الكندية التي سحرت خيال الكثيرين!

جزيرة البلوط هي جزيرة كندية عُرفت بأنها أرض الكنوز، وقد حاول الكثير البحث في أحشائها للعثور على ذلك الكنز المزعوم إلا أن أغلب المحاولات باءت بالفشل.

تقع جزيرة البلوط ضمن حدود دولة كندا الأوروبية، إلا أنها في الحقيقة قد اكتسبت شهرة كبيرة تفوق شهر الدولة التي تقع بها، فمن في العالم لم يسمع عن جزيرة البلوط إلا ويترامى إلى ذهنه صورة الكنوز والخيرات المدفونة بأرضها، والتي حاول الكثير بالفعل استخراجها إلا أن تلك المحاولات كان تبوء بالفشل، وغالبًا ما يكون ذلك الفشل في الخطوة الأخيرة التي تسبق استخراج الكنز مباشرةً، عمومًا، دعونا نأخذ الأمور من بدايتها ونتعرف سويًا في السطور القادمة على جزيرة البلوط وقصتها من البداية وحتى الآن، وذلك لأنه لم تُكتب لها النهاية بعد.

هل تحتوي جزيرة البلوط على الكنوز فعلاُ؟

جزيرة البلوط

على الشاطئ الجنوبي سكوتيا، وفي مقاطعة كندية شهيرة تُدعى نينوبورج، تقع جزيرة البلوط على مساحة تتجاوز المئة وعشرين فدان، وبذلك تكون ضمن أكبر ثلاثمائة جزيرة في أوروبا، إلا أن هذا الأمر ليس فقط ما يُميز جزيرتنا الغريبة، وإنما ثمة أماكن شهيرة تُدعى حفرة الشيطان، أو حفرة المال كما يُسميها البعض، ويتواجد في هذه الحفرة كنز كبير يتجاوز العشرين مليون قطعة من الذهب الخالص، وهو كنز يمكنه في الحقيقة أن ينقل العالم بأكمله نقلة أخرى، هذا إذا سمحت كندا بخروجه من أراضيها من الأساس، عمومًا، قبل أن نتحدث عن التقسيم والتوزيع، دعونا نقترب أكثر من هذا الكنز.

بداية البحث

بدأ البحث عن كنز جزيرة البلوط منذ فترة كبيرة جدًا، وتحديدًا في عام 1795، على يد شاب يُدعى دانيال وصديقه، فقد كانا جالسين كعادتهما في أحد الغابات الموجودة بالجزيرة ثم فجأة رأوا أنوار تنبعث من حفرة عميقة، وعندما هرعوا إلى تلك منبع النور لم يجدوا أي شيء، فعادوا مُنتكسين، لكن في صباح اليوم التالي ذهبوا إليها فوجدوا أثار النور ما زالت تأخذ في الخفوت، فقرروا الحفر، واستمروا فيه مدة ثلاثة أيام مُتصلة، حتى وصلوا إلى نهاية خشبية، فقاموا بردم ما حفروه مرة أخرى وتعاهدوا على نسيان الأمر، إلا أن محاولات البحث عن كنز البلوط لم تتوقف عند ذلك الحد.

البحث مجددًا

لم يستطع الشاب دانيال نسيان ما راءه في جزيرة البلوط، لذلك أخذ في إقناع إحدى شركات الحفر الكبيرة حتى أقنعها بعد سبع سنوات كاملة من الحادثة الأولى، وتحديدًا في عام 1802، وهذه المرة بدأ البحث من جديد بمعدات أكثر دقة وقوة، حيث استطاعت تهشيم الحائط الخشبي الأول وعدة حيطان مماثله بعده، إلى أن وصلوا إلى كتلة كبيرة من الفحم فقاموا بإزالتها أيضًا، لتنتهي المغامرة عندما يصطدموا بالحجارة الكبيرة المليئة بالرموز، حيث توقفوا بعدها وغادروا بعد أن أعادوا الرديم إلى مكان مرة أخرى، وقد قيل أنهم لم يتوقفوا بسبب هذه الحجارة وإنما بسبب العاصفة القوية التي جاءت واقتلعت المُعدات وفرّقتها حائلة دون استكمال المهمة، لكن كل ذلك لم يمنع العلماء من البحث خلف الحجر المليء بالرموز.

لغز الحجر

كان الحجر الموجود أسفل حفرة جزيرة البلوط أشبه باللغز الكبير، فقد كان منقوشًا عليه كلمات بلغة غريبة لم يستطع أحد تفسيرها سوى عالم آثار كان يمرّ من المكان بالصدفة، وللغرابة، كانت ترجمة الكلمات الموجودة على الحجر هي “احفروا، لقد اقتربتم”، وبالطبع لم تفوت شركة الحفر هذا الأمر.

أثارت الكلمات الموجودة على الحجر حفيظة شركة الحفر، فقامت بإعادة الحفر مرة أخرى، والحقيقة أنهم وجدوا بعد الحجر عدة قطع معدنية، ثم تعمقوا أكثر ليجدوا عدد أكبر من القطع المعدنية، فاستبشروا وشعروا أنهم قد وضعوا يدهم على الكنز، إلا أنهم عندما ناموا حلّ فيضان كبير وقام بإغلاق الحفرة بالماء، ومع النزح والحفر من جديد اختفت كل آثار القطع المعدنية التي كانت موجودة من قبل، ليعودوا مرة أخرى ويتركوا الحفرة منتكسين.

محاولات مستمرة

أصبحت جزيرة البلوط وكنزها حديث العالم منذ ذلك الوقت وحتى عام 1935، فخلال هذه الفترة جرت العديد من المحاولات الجادة، والتي كان أغلبها يبوء بالفشل، أشهر هذه المحاولات كانت في عام 1912.

في عام 1912 زعمت شركة حفرة سويسرية أنها قادرة وببساطة على استخراج الكنز، وأن كل ما يلزمها فقط هو الموافقات الحكومية على قرار الحفر، وبالفعل حصلوا على الموافقات وذهبوا مُتبخترين ومُتباهين بأدواتهم الحديثة، لكن ما إن بدأوا في الحفر حتى بدأت الكوارث تتهاوى عليهم كالسيل، بدايةً من العوائق مرورًا بقطاع الطريق الذين عكفوا على مُهاجمتهم وانتهاءً بالحدث الأبرز والذي أنهى هذه المغامرة، وهو موت العمال واحدًا تلو الآخر، ليتأكد الجميع أن جزيرة البلوط ليست في الحقيقة سوى جزيرة الموت، وأن من يُريد الحصول على ما بجعبتها يجب أن يُضحى بأغلى شيء لديه، حياته.

قيل عن الحفرة

لما تيقن الجميع أنهم لن يتمكنوا من الحصول على الكنز الموجود في حفرة جزيرة البلوط عكفوا على تفسير وتحليل الأمور الغريبة التي تدور في فلك هذه الحفرة، أو التي صاحب عمليات الحفر، وأولها مثلًا أنه في إحدى المرات تم العثور على عظم بشري مُتعلق بسلسلة، وقد تم تفسير ذلك الأمر على أنه دليل قاطع بأن هذه الحفرة هي في الأصل مقبرة، لكن لمن هذه المقبرة ولأي عصر تنتمي، هذا ما لم يستطع أحد التوصل إليه.

حقيقة الحجر

هل تذكرون الحجر الذي تحدثنا عنه في بداية محاولات البحث عن كنز جزيرة البلوط؟ هذا البحر أيضًا لم يسلم من الشائعات والأحاديث المُرسلة التي لا تستند إلى أدلة، فقد قيل مثلًا أن الترجمة التي قيلت في هذا الوقت ليست الترجمة الصحيحة المقصودة، وإنما المقصود بالترجمة هي رسالة دينية من القسيس، وقد تمكن البعض كذلك من إثبات انتماء هذا الحجر إلى العصر الفرعوني، وأن المقبرة في الأساس هي مقبرة أحد الملوك الفراعنة الذين جاؤوا من مصر وماتوا في هذا المكان ليتم دفنه فيه، وطبعًا من المعروف أن الفراعنة هم أصحاب فكرة دفن الكنوز معهم عند الموت.

أمر لا يُصدق

قيل الكثير خلال القرنين الماضيين عن جزيرة البلوط والكنز الذي بداخلها، لكن أكثر ما أثار تعجب البعض منه هو الزعم بأن المكان الذي يقال إن فيه كنز جزيرة البلوط ليس كذلك على الإطلاق، وإنما هو السجن أو المنبع الذي يعيش فيه الشيطان وينتظر منذ زمن بعيد أحد الجهلاء كي يقوموا بفتحه له، وهو ما يحاول البعض فعله منذ قرنين في الحقيقة، وإذا كان هذا الأمر حقيقي فإننا بالطبع نتحدث عن كارثة بكل ما تعنيه الكلمة من معان، فقد تخيلوا مع أنفسكم أن منبع ومكان الشيطان أصبح معروفًا لدى الناس! وأن هناك من يحاول فتحه من أجل خدعة الكنز المزعوم، أمر لا يُمكن تصديقه بلا أدنى شك، على الأقل دعونا نُقنع أنفسنا بألا نقتنع به كي لا نتأهب لكارثة حال فتح حفرة جزيرة البلوط على يد أحد الأغبياء، وهذا من المحتمل أن يكون ما يحاول البعض فعله الآن أثناء قراءتك لهذه السطور.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

تسعة + 5 =