تسعة مجهول
بيتر كارتين
الرئيسية » جريمة » بيتر كارتين : مصاص دماء مدينة دوسلدروف البشري!

بيتر كارتين : مصاص دماء مدينة دوسلدروف البشري!

بيتر كارتين سفاح ألماني ، عاش خمسة عقود ارتكب خلالها عدة جرائم، شملت كل أنواع الجرائم من قتلٍ وسرقة واغتصاب، حتى أنه قد حاول أن يكون مصاصًا للدماء كذلك.

بيتر كارتين ، بالطبع عشاق روايات الرعب للكاتب ستيفن كينج سمعوا هذا الاسم من قبل، لأنه ببساطة اسم أشهر سفاح عاش في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وقد ارتكب هذا الرجل كل أصناف الجرائم الممكنة، سواء كانت سرقة أم قتل أم اغتصاب، حتى أنه قد حاول الولوج إلى عالم مصاصي الدماء، لكنه فشل في ذلك وأوقف تاريخه عند هذا الحد، عمومًا، ليس هناك داعٍ للإسهاب في المقدمة، دعونا نتعرف سويًا في السطور الآتية عن كل شيء يتعلق بهذا الرجل، وكيف أصبح في بضع سنوات مصاص دماء دوسلدروف.

بيتر كارتين سفاح ومغتصب ومصاص للدماء!

من هو بيتر كارتين؟

وُلد بيتر كارتين في مدينة كولونيا الواقعة بألمانيا، وذلك في السادس والعشرين من مايو القابع في عام 1883، وجميعنا يعرف بالتأكيد ما كانت عليه ألمانيا في هذا الوقت، ببساطة، كان ثمة طفل صغير يترعرع في هذه البلاد ويستعد لجلب الخراب لها، واسمه الاسم الأشهر في التاريخ، هتلر.

كان بيتر ابن لعائلة فقيرة تعمل بالزراعة، بالرغم من ذلك كان والده يُبدد جميع أمواله في شرب الخمور، حتى أنه لم يستطع تقضية حاجات بيتر وأشقائه الاثنا عشر، ليُعاني بيتر من طفولة مريرة بكل ما تعنيه الكلمة من معان.

طفولة بيتر كارتين

في البداية كان بيتر كارتين الضحية، حيث كان يشاهد والده يشرب الخمور ويعتدي جسديًا على أشقائه البنات، لكن مع الوقت، وتحديدًا تجاوز بيتر العاشرة، بدأ هو الآخر يُقلد والده.

أدمن بيتر الخمور، ثم شرع بعد ذلك في الاعتداء على أشقائه البنات كما يفعل والده، فأصبح وهو لا يزال في الخامسة عشر نسخة طبق الأصل منه، لكن بكل أسف لم تكن نسخة جيدة، إذ أن بيتر بالإضافة إلى شرب الخمر والاعتداء على شقيقاته كان مُهملًا في الدراسة وتركها وهو لا يزال في السادسة عشر، لكن هل هذا كل شيء يتعلق بالعقدين الأولين في حياة بيتر كارتين؟ بالطبع لا، فقد كان ينقصه فقط ارتكاب جريمة قتل.

بيتر كارتين والقتل

عندما تقتل لأول مرة فليس عليك أبدًا أن تكون في التاسعة عشر، وهذا ما لم يعمل به بيتر كارتين، حيث كانت جريمته الأولى في هذا السن، وكانت بحق اثنين من أصدقائه في حالة جنونية غريبة.

كان كارتين يسبح مع أصدقائه في بحيرة صغيرة في المدينة، وفجأة وجد نفسه راغبًا في التخلص من اثنين منهم، وفعلًا، لم تراوده هذه الفكرة سوى لحظات قليلة، حيث اندفع نحوهم وهو يلعبون ببراءة وقام بإغراقهم بلا شفقة أو رحمة، مُستغلًا في ذلك قوته البدنية التي تفوقهم بمراحل، الغريب، أن أحدًا لم يكتشف ذلك، ولم يُفكر أصلًا في اتهام صديقهم العزيز، وإنما تم إرجاع الأمر إلى غرق الصبيين بسبب عدم قدرتهم على السباحة.

السجن للمرة الأولى

عام 1894 انتقل بيتر كارتين مع عائلته للعيش في مدينة أخرى، وهناك بدأ بيتر يبحث عن الجريمة من جديد، وقد بدأها بالسرقة والسطو والاغتصاب، ثم في عام 1913 قام بقتل طفلة صغيرة، وفي عام 1916 قام بخنق عجوز من أجل سرقتها، واستمر هكذا بين سرقة واغتصاب وسطو وقتل في حالات قليلة، وقد عمل أثناء ذلك عملًا صوريًا في مكان لتربية الكلاب، ويُقال أنه كذلك كان يقتل الكلاب بسادية كبيرة، حتى جاء عام 1921، حيث كان يقوم بعملية سطو بأحد البيوت فتم القبض عليه ومعاقبته بالسجن ثمان سنوات، لم يقضي منها سوى أربع فقط ليخرج في عام 1925 عازمًا على أن تكون مهنته الجديدة هي القتل والقتل فقط.

بيتر يمتهن القتل

بداية من فبراير القابع في عام 1928 وحتى أبريل 1931 لم يتوقف بيتر كارتين عن القتل، كان يقتل كل من يُقابله ولأسباب مجنونة، وقد كانت أغلب ضحاياه من النساء والأطفال، حيث كان يشرع في اغتصابهم أولًا ثم بعد ذلك تعذيبهم وقتلهم، الغريب، أنه عندما امتهن القتل، لم يكن يسرق أو يُفكر حتى في السرقة.

عام 1930 انتهج بيتر نهجًا جديدًا في القتل، حيث أصبح يقتل في جماعات فقط، بمعنى أنه إذا كان هناك شخص واحد يمشي بمفرده فهو ليس هدفًا له، وإنما هو فقط يهتم بالأزواج أو الأشخاص الذين يمشون في زوجين فأكثر، والحقيقة أنه كان قادرًا على إسقاط ضحاياه في كل مرة دون أن يُصاب بأي أذى، لكن، كان يشعر أن تلك الوتيرة لم تعد مُناسبة له، وأن عليه بالتأكيد أن يُجرّب أساليب جديدة.

مصاص دماء فاشل

في مايو عام 1930 أراد بيتر كارتين أن يُطور من طريقته في القتل ومعاقبة الضحايا، فقام بقتل طفلة ثم حاول أن يمص دمائها، فقد كان يعرف أن مصاصين الدماء ينالون قدرًا أكبر من الاحترام في سجلات التاريخ الإجرامي، لكنه لم يفلح في ذلك، حيث بدأ يتقيأ فور أن تذوق الدم، ثم حاول مرة أخرى مع جسد رجل كبير، حيث كان يعتقد أن المشكلة ليست فيه وإنما في دم الطفلة، فحدث التقيؤ مرة أخرى، وهناك أدرك بيتر أن مرحلة مص دماء الضحية مرحلة مُتقدمة لن يصل إليها الآن، في الحقيقة لم يكن يعرف أنه لن يصل إليها أبدًا، لأن نهايته كانت تقترب جدًا منه.

سقوط بيتر كارتين

في يناير عام 1931 قام بيتر كارتين باختطاف فتاة وجرّها إلى الغابة، وهناك قام باغتصابها، وقبل أن يقتلها ناولته الفتاة بحجر كبير وقامت بالهرب، وبالطبع لم تنتظر طويلًا حتى أبلغت الشرطة وأعطتها مواصفات بيتر، والذي لم يأخذ التعرف عليه وقتًا طويلًا، لكن عند مداهمة البيت في المرة الأولى استطاع بيتر الهرب، ولم تكن الشرطة لتقبض عليه لولا أنه أراد أن يمنح زوجته حياة أفضل بالحصول على المكافأة التي رصدتها الشرطة لمن يُدل على مكان بيتر، فأمرها بالتبليغ عن مكانه وبالفعل حصلت هي على المبلغ المعلن عنه وتم القبض على زوجها، وكأن الرجل أراد أن يكتب نهايته بنفسه ويضع حدًا للفوضى الكبيرة التي أثارها طوال حياته، كان ذلك في فبراير القابع في عام 1931.

نهاية بيتر كارتين

لم تأخذ محاكمة بيتر كارتين وقتًا طويلًا، فقد كان الرجل مُعترفًا بكل شيء تقريبًا، وقد استخلصت التحقيقات منه أنه قد ارتكب اثنين وسبعين جريمة قتل، أغلبها كان يسبقه الاغتصاب، وقد حدد الطبيب النفسي الذي كان حاضرًا التحقيقات مرض بيتر الخطير، وقال أنه سادية مفرطة ونشوة القتل، لذلك لم يكن يتلذذ إلا بزيادة عدد طعنات الضحية، كما كان منظر الدم كفيلًا بإدخال السرور على قلبه، في النهاية، حُكم على بيتر كارتين بالإعدام في إبريل 1931، وقد تم تنفيذ الحكم في نفس الشهر بالمقصلة، أما حياته فقد ألّف فيها أحد الكتاب الألمان كتابًا أسمها سادي، وقد قيل أن مؤلف هذا الكتاب هو الطبيب النفسي الذي رافقه في التحقيقات.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

خمسة عشر + سبعة =