تسعة مجهول
المجازر العائلية
الرئيسية » جريمة » المجازر العائلية : جرائم دامية ارتكبت ضد أفراد من نفس العائلة

المجازر العائلية : جرائم دامية ارتكبت ضد أفراد من نفس العائلة

عرض سريع لحوادث المجازر العائلية التي يتم فيها قتل الأطفال والأسرة عن طريق الأب أو الأم مع بحث في الأسباب التي قد تدعوهم إلى القيام بتلك الأفعال الشنيعة.

عندما نقرأ في الصحف عن حوادث المجازر العائلية التي يرتكبها الأب أو الأم فإننا نشعر بوخزة في القلب يصاحبها علامات استفهام كثيرة، فهذه الفكرة غير مقبولة للعقل السوي، إلا أن الواقع المؤلم يخبرنا أن هذه الحوادث تحدث في كل الأماكن والأزمنة، ويصعب على علماء النفس في بعض الأوقات تفسير هذه الأفعال خاصةً عندما لا توجد أسباب مباشرة وعندما لا يكون مرتكب الجريمة لديه اختلال نفسي، وفي المقال التالي سنذكر بعض الأخبار الغريبة عن حوادث حقيقية بشعة من دول مختلفة، وتحرينا اختيار حالات تكون فيها الدوافع مختلفة مع ظروف مختلفة، فمثلاً جون ليست قتل زوجته وأمه وأبنائه الثلاثة بسبب طرده من وظيفته، وأندريا ياتس أغرقت أطفالها الخمسة في حمام المنزل لتعرضها إلى انهيار نفسي، وهكذا هي الأسباب غير المقبولة عقليًا أو مجتمعيًا التي تؤدي إلى مثل تلك المجازر العائلية الشنيعة.

جون ليست من أغرب المجازر العائلية

في التاسع من نوفمبر 1971، قام المحاسب الأمريكي القاطن في ويستفيلد في نيو جيرسي بقتل زوجته ووالدته في منزلهم ثم أطلق النار على طفليه باتريشيا وفريدريك بعد عودتهما من المدرسة، وبدم بارد ذهب ليشاهد ابنه جون وهو يلعب كرة القدم في المدرسة ثم أخذه معه ليقله إلى المنزل ثم قتله هو الآخر، وعلى ما يبدو فإن حالة جون هنا هي حالة استثنائية، فقد خطط بإحكام للقيام بهذه الجرائم، ولم يكن يعاني من أية أمراض نفسية معينة، فقد بدأت الأزمة بالنسبة له بعد طرده من وظيفته في ظل أوقات مادية عصيبة، ولم يُعلم أسرته بأنه بلا عمل، لذا فإن الفكرة المثالية بالنسبة له كانت قتل أفراد أسرته كي لا يعيشوا حياة الفقر، ولكنه هو نفسه ترك كل شيء وبدأ لعيش حياة جديدة، وبعد الحادثة ظل جون ليست واحدًا من أكثر المجرمين الطلقاء، إلى أن تم وضع ملفه في برنامج التلفاز الشهير “أكثر المطلوبين للعدالة في أمريكا” في أواخر الثمانينيات، وبعد وضع تفاصيل دقيقة عنه تم الإرشاد عنه ونجح البرنامج كما نجح في الإمساك بالكثير من المجرمين، ووجدته السلطات يعيش في ريتشموند في ولاية فرجينيا تحت اسم “روبرت كلارك” وتم القبض عليه وحكم عليه بالإعدام المؤبد في خمس قضايا مختلفة ومات في السجن في سنة 2003 دون أن تظهر علامات جديدة أو إشارات تفسر هذا العمل الشنيع.

ويليام برادفورد بيشوب

في الثاني من مارس 1976، حدث حريق في منطقة غابية في كولومبيا في كارولينا الشمالية، ونتج عنها اكتشاف مقبرة على مسافة غير بعيدة من سطح الأرض، وهنا ظهرت نتائج واحدة من أفظع المجازر العائلية ، حيث اكتشفت السلطات خمس جثث محترقة، ومرت ثمانية أيام إلى أن تم تحديد هويات الجثث، وعندما ذهب رجال الشرطة إلى منزل ويليام برادفورد بيشوب في بيثيسدا في ماريلاند وجدوا مسرح الجريمة، وتأكدوا من أن الجثث هي لزوجته ووالدته وأبنائه الثلاث، وفي الثامن عشر من مارس وجدوا سيارته مهجورة في حديقة جبال سموكي الكبيرة الوطنية في تينيسي، لكن لم يوجد أي أثر للرجل.

كان بيشوب موظف في الدولة، وفي مطلع شهر مارس شعر بأن حياته بدأت تضيق عليه بعدما ضاعت منه فرصة مهمة في الترقية، فقرر أن يأخذ مطرقة ومعول وكمية كبيرة من البنزين ليتم جريمته ثم أخذ الجثث في سيارته وتحرك لمئتي وخمس وسبعين ميل ليخفي الجثث ثم ذهب إلى تينيسي ليترك سيارته، ويرجح أنه بسبب طبيعة عمله الحكومية فقد استطاع السفر إلى أوروبا بسرعة، ومرت ثلاث سنوات إلى أن شاهده شخص يعرفه في سورينتو في إيطاليا، وقال أن بيشوب فزع واختفى بسرعة، وفي خلال السنوات التالية ادعى أكثر من شخص أنهم شاهدوه، لكن حتى الآن لم يتم إيقافه ولازال في قائمة المطلوبين.

أندريا ياتس

في سنة 1999، كانت أندريا ياتس تقطن في هوستون، تكساس مع زوجها وأطفالها الأربعة، وفي ذلك الوقت عانت من انهيار نفسي بشع، وفي خلال شهور فصل الربيع حاولت الانتحار أكثر من مرة وتم إيداعها في أكثر من مصحة نفسية، وتم تشخيصها بأنها تعاني من مرض اكتئاب ما بعد الولادة وهو من الأمراض النفسية النادرة، ونصحها الأطباء بألا تقوم بأية عملية ولادة أخرى، إلا أنها عاندت وأتمت ولادة ابنها الخامس في نوفمبر من سنة 2000، وفي العشرين من يونيو من السنة التالية أغرقت أندريا ياتس أطفالها الخمسة في الحمام.
تم إدانة ياتس بعقوبة الإعدام، وطالبت بالبراءة لأنها غير مستقرة ذهنيًا، وبالفعل حصلت على البراءة من العقوبة وتم إيداعها في مصحة نفسية، وحتى الآن تدور نقاشات حادة بين الناس ما إن كانت بالفعل مختلة عقليًا أم أنها امرأة شريرة تسببت في واحدة من أسوأ المجازر العائلية واستطاعت التحايل على القانون.

دارلي روتيير

في الساعات الأولى من صباح السادس من يونيو 1996 وفي مدينة روليت، تكساس اتصلت امرأة تدعى دارلي روتيير بشرطة النجدة وادعت بأنها كانت نائمة مع طفليها دامون وديفون واستيقظت لتجد رجل مجهول يهاجمها، وبعدما قاومت هرب الرجل فارًا ثم وجدت طفليها غارقين في الدماء، وقالت أنها نفسها تعرضت إلى الطعن، وفي ذلك الوقت كان زوجها نائمًا في الدور العلوي مع ابنها الأكبر ولم يلاحظا الهجوم، لكن رجال الشرطة لم يصدقوا هذه القصة بالمرة لأسباب عديدة وتم اتهامها بالقتل بعد أربعة أيام فقط من الحادثة، وقيل أن روتيير قتلت طفليها وطعنت نفسها وكونت مسرح الجريمة بنفسها، فلم يصدق المحققون أنها ظلت نائمة طوال الوقت الذي دخل فيه الرجل المزعوم إلى المنزل وقتل طفليها، ولم تكن هناك آثار دماء تتفق مع قصتها، ويعتقد أنها قامت بذلك بسبب الأوضاع المادية العصيبة التي واجهتها العائلة، حيث أرادت أن تستفيد من بوليصة تأمين الحياة، لذا تم الحكم عليها بالإعدام، لكن حتى يومنا يوجد جدال كبير حيال ما حدث، فالبعض يؤكدون أن التحقيق لم يتم بصورة دقيقة وأنها بريئة، في حين يتفق الآخرون مع دلائل التحقيق، لذا فإن القصة هي واحدة من قصص المجازر العائلية التي لم تحل حتى الآن.

ديان براونز

في ليلة التاسع عشر من مايو 1983، وصلت امرأة تدعى ديان براونز إلى مستشفى في سبرينجفيلد، أوريجون مع أبنائها الثلاث داني وشيريل وكريستي وهم ينزفون، وهي نفسها كانت مصابة بطلق ناري في ذراعها الأيسر، وادعت بأنها تعرضت إلى هجوم مسلح في منطقة شعبية، وعلى الفور ماتت الطفلة شيريل وبعدها تعرض داني إلى الشلل وأصيبت كريستي بإعاقة خطيرة، وحالما استطاعت كريستي التحدث في حالة وعي تام نطقت بالحقيقة المُرة وأخبرت رجال الشرطة أن والدتها هي من أطلقت عليها وعلى شقيقيها النار، هذا في نفس الوقت الذي لم يصدقون فيه سابقًا قصتها المزعومة، وبعد ذلك اكتشفوا أنها كانت على علاقة محرمة مع رجل يدعى روبرت كنيكربوكر وكان يكره الأطفال ولا يريد وجودهم في حياته، لذا فإن هذا السبب هو الأكثر ترجيحًا، وبعد القبض على ديان براونز تم الحكم عليها بالسجن المؤبد بالإضافة إلى خمسين سنة أخرى، وفي لفتة إنسانية جميلة قام محامي الدفاع فريد هوجي بتبني كريستي وداني.

خاتمة

في النهاية نرى أن مثل تلك المجازر العائلية قام بها أشخاص غير أسوياء، وكل تلك الحالات كانت في دول متقدمة اقتصاديًا وتنتهج الديمقراطية في مسارها السياسي وتلبي قوانينها النداءات الأولية لمواثيق حقوق الإنسان، ومع كل هذا فإن هذا لم يمنع وقوع تلك الجرائم البشعة، لذا فإن البعض يفسرون هذا بسبب غياب الوازع الديني والأخلاقي.

علي سعيد

كاتب ومترجم مصري. أحب الكتابة في المواضيع المتعلقة بالسينما، وفروع أخرى من الفنون والآداب.

أضف تعليق

ستة عشر − 12 =