حظيت نبتة الماندراكورا بأهمية كبيرة في عالم النبات بالرغم من كونها لا تمتلك أي تأثير على الحياة النباتية التي نعرفها، فهي مثلًا ليست نبات حيوي يحتاجه الناس في الغذاء أو ما يُشبه ذلك، لكن الصفات الغريبة التي امتازت بها وجعلتها أقرب إلى نبتة شيطانية كانت سببًا كبيرًا في سماع الناس بها وخوفهم منها، وقد استُخدمت بخلاف ذلك في الكثير من الوصفات السحرية وأعمال الشعوذة، حتى قيل أنها قد أصبحت منذ اكتشافها سببًا في الذعر ومدعاة للخوف، لذلك، دعونا نتعرف سويًا في السطور الآتية على نبتة الماندراكورا وأهم صفاتها وأسباب خوف الناس منها.
الماندراكورا النبات القاتل
نبتة الماندراكورا
الماندراكورا ببساطة مجرد نبتة غريبة الشكل والخِصال، إضافة إلى كونها من أكثر الأشياء ندرة في العالم، فليس من السهل أبدًا العثور على نبتة الماندراكورا، والتي تكون غالبًا على شكل جسد أقرب إلى البشري، وربما هذا ما منحها كل هذه الهيبة التي اكتسبتها في الآونة الأخيرة، على الرغم من أن اكتشافها جاء قبل مئات السنين، لكنها كانت تُستخدم في الأعمال السحرية والخرافات دون أن يراها الناس، لكن ما إن رأوها حتى أصبحت بالنسبة لهم بمثابة أداة للخوف والهلع، فبالطبع نحن لن نرى كل يوم نبتة على جسد إنسان، لكن، هل كل هذا الخوف من مجرد الشكل فقط؟
سرّ نبتة الماندراكورا
بالطبع لم يكن الشكل وحده كافيًا لنشر كل هذا الرعب حول نبتة الماندراكورا، بل ثمة بعض العوامل الأخرى التي أعطتها غرابة وأعطت لمن يسمع بها كل هذا الخوف، منها مثلًا طريقة استخراجها، والتي كُتب عنها وحدها مجموعة كبيرة من الأساطير والقصص الغريبة.
استخراج الماندراكورا
يُقال إن جذور نبتة الماندراكورا تمتد لعمق كبير جدًا تحت الأرض، وأنه لم يحاول أحد من قبل اقتلاعها من جذورها تلك إلا وسمع صوتًا غريبًا، والأغرب من الصوت هو فاعليته وتأثيره، حيث يُقال إنه يؤدي إلى الموت الوقتي، وبالطبع لم يسمع أحد من قبل عن صوت قادر على قتل من يسمعه، لكن صوت الماندراكورا يفعل.
استخراج الماندراكورا لم يتوقف عند تلك المحاولات التي كانت تبوء بالفشل، بل حاول البشر إيجاد طرق يمكن من خلالها استخراج الماندراكورا دون سماع هذا الصوت وبالتالي الموت، فخلصوا في النهاية إلى ربط حيوان، الكلب مثلًا، بالجذر، ثم بعد ذلك سحبه من بعيد وإخراج النبتة، وبذلك يكون أول من يسمع الصوت ويلقى حتفه هو الكلب.
أين توجد الماندراكورا؟
من أجل الأبحاث والدراسات عكف الكثير من العلماء والباحثين على البحث عن نبتة الماندراكورا، فبالرغم من كل هذه الشهرة التي تحظى بها إلا أنها شبه نادرة الموجود، فمثلًا، فيما يتعلق بالوطن العربي، لم يكن من المتوقع أبدًا أن تتواجد تلك النبتة الغريبة في أراضي عربية، فلم تتطرق كتب التاريخ من قبل إلى أمر كهذا، لكن للغرابة، وكصدفة بحتة، تمكن شخص مغربي يرعى الغنم من إيجاد النبتة في إحدى الجبال، مما فتح الباب للبحث عنها بالمغرب والمشرق العربي بأكمله، وبالفعل تم العثور عليها هناك بأعداد قليلة.
جنوب وغرب أفريقيا كان لهما أيضًا حظًا من نبتة الماندراكورا، فقد تم العثور عليها في نيجريا وجنوب أفريقيا والكونجو، وهي دول تشترك بامتلاكها عدد كبير من الجبال، مما يعني أن التواجد الأكبر لهذه النبتة يكون في الجبال، وأضف إلى ذلك جبال شرق أوروبا التي تم العثور فيها على نبتة الماندراكورا أيضًا، لكن، إذا كانت تلك النبتة تحمل كل هذا الخوف، فلماذا يبحث الناس عنها؟ بالتأكيد لها بعض الفوائد.
فوائد الماندراكورا
قد يتعجب البعض من ذلك الأمر، لكنه للغرابة حقيقة مُطلقة، أجل للماندراكورا عدة فوائد، منها الشفاء من بعض الأمراض، ولن نُبالغ أيضًا إذ نقول أن الماندراكورا تمتلك ما يجعلها قادرة على شفاء بعض الأمراض التي لم يتوصل الطب الحديث إلى علاج لها حتى الآن، وبالطبع ليس هذا إلا دلالة على قدرة الله، حيث جعل الداء والدواء شبه مُتلازمين، فمن كان يتوقع أن الماندراكورا التي تقتل بمجرد الصوت تمتلك بين أحشائها علاجًا لأصعب الأمراض العصبية والجلدية الغير معروف علاج لها-بخلاف الماندراكورا-حتى الآن.
الماندراكورا وبيض الجن
كما ذكرنا، تمتلك الماندراكورا بين أحشائها ما هو قادر على شفاء بعض الأمراض، لكن الغير مؤكد بعد هو الطريقة التي يتم من خلالها الحصول على هذه الفائدة، فالبعض رجح أن يكون هناك بعض الأوراق المُنغمسة مع الجذور، هذه الأوراق تُسمى بيض الجن، وهي تصلح بعض الغليان لتكون عُشب طبي قادر على مداواة بعض الأمراض.
بيض الجن اسم غريب كما يبدو من الوهلة الأولى، وقد قيل في تسميته أنه ناتج عن فاعليته واستخدامه الكثيف في عالم السحر والشعوذة، وبالطبع نحن نعلم أن هذه العوالم بها الكثير من المصطلحات المتداولة كالجن والعفاريت وغيرها، ومن هنا جاءت التسمية باسم شائع في عالم السحر، وهو الجن.
تخليد الماندراكورا
قد يسأل البعض سؤالًا منطقيًا وهو كيفية بقاء الماندراكورا في ذهن الناس حتى الآن بالرغم من أن جميعهم لم يتمكنوا من رؤيتها بسبب ندرتها كما ذكرنا، والرد على ذلك السؤال بسيط جدًا، وهو أن الكتب والروايات والأفلام قد تكفلوا بفعل ذلك باقتدار، فالروايات، باعتبارها أهم وسائل التخليد، تحدثت عن تلك النبتة في أكثر من موضع ومكان، بل إن منها ما جعلها محورًا للعمل بأكمله، وبالتأكيد لم يتم التحدث عنها بدافع الترفيه أو العبث، وإنما جاء كل ذلك في سياق الرعب والتخويف.
الأفلام أيضًا بدورها كانت أداة هامة لتخليد ذكر الماندراكورا حتى الآن، فقد تناولت صناعة السينما منذ بدايتها أغلب المواضيع الهامة والرائجة في مختلف المجالات، وبالطبع لم يكن هناك شيء أكثر رعبًا في ذلك الوقت من نبتة الماندراكورا والكائن الغريب فرنكشتاين، حيث كان التناول الأول عام 1912، وجاء في صورة فيلم رعب، أول فيلم رعب تحديدًا، وقد كان التناول في صورة مُحاكاة للرواية التي تطرقت لنفس الظاهرة.
بيع الماندراكورا
لم يعد خفيًا الآن أن أسعار نبتة الماندراكورا قد أصبحت في متناول أغنى أغنياء العالم فقط، والواقع أن الطلب عليها قد زاد بصورة غريبة في السنوات الأخيرة، فالبشر بطبيعتهم يُريدون الظفر بكل ما هو غريب وعجيب، وإن كانت الماندراكورا في الأساس تمتلك أشياء أخرى تُميزها كالفوائد الطبية المذكورة آنفًا، والتي منها مداواة أمراض لا تمتلك أي دواء.
صناعة الماندراكورا بشكل عام لا تقتصر على عمليات البيع فقط، بل إنها أيضًا تشمل عمليات الاستخراج والبحث، والتي يحصل القائمون عليها على مبالغ مرتفعة جدًا، وذلك جراء الخطورة التي تواجههم عند استخراجها كما ذكرنا، والتي تصل في بعض الأحيان إلى الموت بمجرد سماع الصوت.
تجريم صناعة الماندراكورا
بالرغم من كل ما ذكرناه فيما يتعلق برواج صناعة الماندراكورا إلا أنها لا تحظى بالترحيب الكبير من الحكومات، فهي تُعامل معاملة تجارة المخدرات والسلاح، وذلك بسبب الاستخدام الشائع لها وهو أعمال السحر والشعوذة، لكن أيضًا كما يحدث في تجارة السلاح والمخدرات، يتم تهريبها سرًا والتعامل بها في الخفاء.
أضف تعليق