منذ مئات السنين وتسيطر على كثير من الناس فكرة وجود الكائنات الفضائية ونزولها إلى الأرض، كما أجرى العلماء العديد من البحوث والدراسات حول كيفية التواصل معهم، وبغض النظر عن الصدق أو الكذب في ادعاء بعض المشاهير وغيرهم رؤية كائنات وأجسام غريبة أو أطباق طائرة تهبط على سطح الأرض، بل تمادى بعضهم وذكر أن تلك الكائنات الفضائية قد أجرت على مخه مجموعة من التجارب المتطورة بعد خطفه، وبسبب انتشار تلك الادعاءات فإن حوالي 36% من الشعب الأمريكي يؤمن بوجود الكائنات الفضائية، وكذلك يؤمن عدد كبير من العلماء ورجال الدين بهذا الأمر؛ ونتيجة لذلك عكف كثير من العلماء على البحث عن طريقة للتواصل مع تلك المخلوقات الفضائية خارج نطاق الأرض، وفي هذا المقال نلقي الضوء على حقيقة وجود حياة في كوكب آخر غير الأرض، وأهم سبل التواصل مع تلك الكائنات الفضائية على افتراض وجودها.
طرق من أجل التواصل مع الكائنات الفضائية
حقيقة وجود الكائنات الفضائية
رغم الغموض الذي مازال يحيط بعالم الفضاء الخارجي وحقيقة وجود حياة أخرى على أحد كواكب مجرتنا أو المجرات الأخرى إلا أن العلماء مستمرون في بذل الجهود للبحث والتأكد من تلك الحقيقة إثباتا أو نفيا، ولا يمتلك العلماء حتى الآن دليلا قطعيا على وجود كائنات فضائية، ولكن ناتالي كابرول أحد العلماء المهتمين بهذا الأمر صرحت بأن هذه الكائنات الفضائية شديدة الذكاء تحاول الاتصال بالأرض ولكن سكان الأرض لا يملكون القدرات الكافية لترجمة تلك الإشارات وفهمها، كما أكدت على وجود كائنات فضائية في مجرة أخرى قريبة من الأرض وإن كان العثور عليها يعد أمرا شديد الصعوبة.
إشارات من الخارج
خلال المائة عام الماضية أحرز العلماء نجاحا ملحوظا في مجال البحث عن طرق التواصل مع الكائنات الفضائية ؛ حيث تمكن العلماء خلال الفترة السابقة من التقاط سلسلة من الإشارات الغامضة والقادمة من خارج نظامنا الشمسي والتي لم يستطع العلماء ترجمتها أو تفسيرها أو فك شفرتها حتى الآن، وقد رصدت هذه الإشارات السريعة في أحد مراكز الأبحاث الفضائية بالولايات المتحدة الأمريكية وهي إشارات كهرومغناطيسية قادمة من منطقة فرساوس أو رأس الغول الذي يضم عددا كبيرا من المجرات، وقد أكدها مرصد باركس في أستراليا الذي سجل إشارات مماثلة عام 2007م قادمة من مجرة ماجلان المجاورة لمجرتنا درب التبانة، وقد ثبت أن رواد الفضاء في مركبة أبوللو10 سمعوا موسيقى فضائية، ومازال العلماء ينظرون لتلك الظاهرة نظرة ترقب وانتظار لمزيد من البراهين والإثباتات خصوصا مع عدم تكرار تلك الإشارات بكثرة؛ فلا يستطيع أحد أن يجزم بوجود تلك الكائنات الفضائية أو يقطع بعدم وجودها، وسوف تثبت لنا الأبحاث والدراسات في المستقبل القريب مدى صدق أو كذب وجود تلك الكائنات الفضائية؛ ولذلك يعيش العالم منذ التقاط تلك الإشارات حالة من الشك والترقب من أجل الكشف عن هوية ومصدر تلك الإشارات المجهولة.
محاولات للتواصل مع الفضاء الخارجي
منذ حوالي مائتي عام والعلماء يحاولون جذب انتباه العالم الخارجي من خلال إرسال الرسائل المختلفة إلى الفضاء وبطرق متنوعة حتى تشعر الكائنات الفضائية بوجود حياة على سطح الأرض، فقد قام الفلكي جوزيف فون بطرح فكرة حفر خندق ضخم في الصحراء وملئه بالنفط وإشعاله ليلا آملا أن تقوم تلك النيران بتنبيه كائنات الفضاء بوجود حياة على سطح الأرض، وفي عام 1869م عرض شارل كروس المخترع الفرنسي فكرة استخدام المرايا الضخمة لتوجيه ضوء الشمس نحو الكواكب الأخرى كطريقة متعمدة لجذب انتباه الكائنات الفضائية في تلك الكواكب، ولكن الحكومة الفرنسية لم توافق على هذا العرض خوفا من إحراق الكواكب الأخرى بسبب الحرارة الشديدة التي ستوجهها المرايا نحوها، ورغم يقين البعض بأن تلك الجهود غير مجدية إلا أنه مازال بعضهم يعمل جاهدا للبحث عن طريقة للتواصل مع تلك الكائنات الفضائية ففي عام 1974م استخدم الفلكيون تلسكوب لا سلكي لتوجيه رسالة نحو مجموعة كبيرة من النجوم، ولكن المؤسف أن الرد قد يأتي لنا بعد أربعين ألف سنة؛ لأن المسافة بيننا وبين تلك النجوم حوالي 21000 سنة ضوئية، وفي عام 1977م قامت وكالة ناسا الدولية بتوجيه رسالة كونية تحتوي على أصوات من الطبيعة ولغات مختلفة ومجموعة متنوعة من الصور والموسيقى وغيرها من الأمور التي تلخص الحياة على سطح الأرض، وقد أرسل أول نداء كوني عام 1999م كجزء من برنامج حكومي روسي للبحث عن كائنات فضائية، وقد تكررت تلك الرسائل عام 2003م، وفي 2008م تم بث إعلان دوريتوس في الفضاء لمدة ست ساعات على التوالي وقد تم توجيه الرسالة مشفرة إلى النظام الشمسي بأكمله؛ ولأن العالم لم ينتهِ بعد فقد تمَّ توجيه كبسولة الزمن الكوني المسجلة والتي تحتوي على رسومات وتفجيرات نووية في محاولة لنقل صورة من حياتنا على هذا الكوكب بعد سنوات من التشاور مع العلماء والفنانين والفلاسفة وفي آخر الصور حفر نانو على القرص يحيط به غلاف من الذهب يتوقع أن يستمر بلايين السنين في الفضاء.
كيف تتواصل مع الكائنات الفضائية ؟
بسبب انشغال الكثيرين بأمور الفضاء الخارجي قرر عدد من الباحثين ورجال الأعمال الإنفاق على الجهود البحثية عن حياة ذكية خارج كوكب الأرض؛ ومن هنا تم إنشاء عدة مشاريع تخدم هذا الغرض وتساعد الأفراد في توجيه رسائل للتواصل مع الكائنات الفضائية، وذلك من خلال إنشاء مشروع يطلق عليه اسم (لون سيغنال) الذي يطمح للعيش في الفضاء ويطلب من الأفراد المتصلين بالإنترنت توجيه رسائل إلى الفضاء الخارجي لتعريف الكائنات الفضائية بوجود حياة على سطح الأرض، والجدير بالذكر أن هذا المشروع بدأ في تلقي الرسائل من الأفراد ثم توجيهها للفضاء الخارجي نحو بقعة محددة تبعد عن الأرض بحوالي 17.6 سنة ضوئية، وقد قدم الرسالة الأولى مجانا، والرسائل الأخرى بمقابل مادي.
وكالة ناسا الفضائية والتواصل بين النجوم
لقد أصدرت وكالة ناسا كتابا حول كيفية التواصل مع الكائنات الفضائية خصوصا بعد التقارب الثقافي بين الحضارات ووصول الإنسان إلى تقنيات حديثة قد تسهم في فهم رسائل قادمة من ثقافات غريبة، ويعتبر هذا الكتاب خطوة كبيرة على هذا النهج لأنه أشبع الكثير من الطموحات لدى مستكشفي الفضاء، وافترض الكتاب التوحد الثقافي بين الكائنات الفضائية في مجالات مثل الرياضيات أو التكنولوجيا كوسيلة لإيجاد طريقة للتفاهم بين الثقافات، وأضاف الكتاب أن هناك احتمالا قويا أن تكون حواس تلك الكائنات الفضائية مختلفة عن حواسنا وبالتالي يجب ترجمة إشاراتها بطريقة مختلفة عن عاداتنا وتقاليدنا.
ما زالت المعجزات الكونية والطلاقة في القدرة الإلهية تبهر الإنسان بالجديد، فالإنسان حتى هذه اللحظة يكتشف الجديد من الكائنات في البحار والمحيطات وفي باطن الأرض، وكذلك يؤمن الإنسان بوجود الجن ولكن لا يمكن رصده أو رؤيته؛ فلا عجب إذن أن تكون هناك حياة على أحد الكواكب في إحدى مجرات الكون الفسيح، ولكن تبقى طريقة التواصل مع تلك الكائنات الفضائية أمرا يحيط به الغموض وإن حاول العلماء وما زالوا يبذلون الجهود في مجال فك رموز وشفرات الإشارات الفضائية وكذلك البحث عن طرق أسهل وأسرع للتواصل مع تلك الكائنات، ومن المؤكد أن العلم الحديث لن يبخل علينا بذلك، فهل يستطيع الإنسان الوصول لتلك الحقائق والتأكد منها؟.
أضف تعليق