لا يمكن تحديد الشعور المناسب عند سماع قصص من فضلوا الحياة مع الجثث ، فهل هي قصص مخيفة أم مقززة أم مرعبة! في كل الأحوال هي قصص غريبة وغير طبيعية وخارجة عن المألوف، فأغلب الثقافات البشرية تحث على دفن الموتى بعيدًا عن الأنظار، حماية لحرمة الميت نفسه، وحماية للأهل من رؤية التغيرات الكثيرة التي تمر بجسم الإنسان بعد الموت ومظهره البشع عند تحلل الخلايا والرائحة الكريهة، ولكن في ثقافة هؤلاء لا توجد لهذه الأمور أية معنى، ولديهم من الأسباب والأعذار ما يجعلهم متوافقون مع أنفسهم على ما يفعلون، هذا المقال يعرض مجموعة من قصص الحياة مع الجثث لفترة طويلة والأسباب التي فسر بها من قاموا بذلك أفعالهم.
روبرت كالفن مارك
في الثالث من ديسمبر عام 2018، تلقت الشرطة بلاغًا في ولاية تينيسي عن رجل يدعى روبرت كالفن مارك يبلغ من العمر 64 عام، يعيش في منزله بمفرده لطلب عمل فحص رعاية اجتماعية، وعندما قامت السلطات بالدخول إلى منزل الرجل عثروا على جثة دوريس آن بريثوايت على الأرض، والتي تبلغ من العمر 72 عام وكانت حبيبة روبرت قبل أن تموت، من المرحلة التي وصلت لها الجثة من التحلل، قُدر وقت وفاتها بأسابيع أو شهور، هو لم يقتلها ولكنه لم يدفنها حين ماتت، وعاش معها كل تلك المدة في المنزل، وقد تم القبض عليه بتهمة الإساءة إلى الجثة، ما يعد أمرًا غير قانونيًا في ولاية تينيسي الأمريكية، وخرج بكفالة قدرها 750 ألف دولار، ما يزيد الأمر غرابة، هو أن الجيران قاولوا أنهم قليلًا ما كانوا يشاهدون روبرت يخرج من المنزل، وعادة لتدخين سيجارة فقط.
روبرت جيمس كويفلر
الحياة مع الجثث أمرًا مخيفًا بحد ذاته، ولكن الحياة مع جثتين لمدة تزيد عن العام هو أمرًا مخيفًا بشكل مضاعف، روبرت جيمس هو رجل يعيش في ولاية مينيسوتا الأمريكية مع أمه وأخوه التوأم، وقد استمر بالعيش معهم في نفس المنزل طيلة عام كامل وهم موتى، ولولا أنه كشف الأمر بنفسه وأخبر الشرطة والصحافة، لما تمكن أي شخص من اكتشاف حقيقة ما فعله، ففي ليلة رأس السنة الميلادية لعام 2016 أرسل روبرت رسائل تهنئة لكل العائلة، وأخبرهم بأن أمه وأخيه التوأم في حالة صحية سيئة ولن يتمكنوا من التحدث عبر الهاتف، ولسبب ما صدقت كل العائلة هذه القصة.
ولكن الحقيقة بأن أم روبرت كانت قد ماتت في أغسطس عام 2015، وأخيه من قبلها بشهور قليلة، ومن شدة صدمته لم يتمكن من فراقهم، حتى سبتمبر من عام 2016، حين أخبر الشرطة عنهما، وقد وجدت الشرطة جثة الأخ محنطة، والهيكل العظمي من جثة الأم بسبب ما طالها من تحلل، ومن وثائق المحكمة عرفت الصحافة بأن الطبيب الشرعي استغرق عدة أسابيع حت تمكن من تحديد هويتهم لتأكيد رواية روبرت، ولم يتمكنوا من تحديد سبب الوفاة، ولكنهم استبعدوا القتل كسبب للوفاة وقال التقرير بأنه الموت على الأرجح نتيجة لأسباب طبيعية.
ماثيو شمار
في مارس 2017، وحين داهمت الشرطة منزل ماثيو شمار البالغ من العمر 35 سنة من ولاية نيوجيرسي الأمريكية، وبعد صعوبة في فتح باب المنزل، لم يكن أحد يتوقع ما سيشاهدون، فقد رأوا سريرين متقاربين، الأول ينام عليه ماثيو، والثاني تنام عليه جثة امرأة تبلغ من العمر 52 عام، وقد قد ماتت مما يقارب ثلاثة أيام، وعند التحقيق في الأمر تبين بأن ماثيو كان يجالس طفلًا صغيرًا لصديقة له يوم 18 مارس، وقرر بأن يترك الصغير في رعاية هذه المرأة الكبيرة حتى يذهب هو ويشتري المخدرات التي يدمنها من مدينة مجاورة، واشترى بالفعل بعض الهيروين، وقد أخبر الشرطة بأنه حين عاد كانت المرأة لا زالت على قيد الحياة، ولكن حين جاءت والدة الطفل لتأخذ طفلها، عاد ماثيو ورأى السيدة وقد ماتت، ولخوفه من الشرطة والمخدرات التي يحملها، قرر أن يرتب الغرفة وكأنها حالة إيذاء نفس، وباع جهاز الكومبيوتر الخاص بالسيدة لإخفاء الأدلة، وعاش مع الجثة 3 أيام، ومن حظه السيئ أن الشرطة داهمت المكان قبل أن يهرب.
الحياة مع الجثث عن طريق الخطأ
قصص الحياة مع الجثث لا تحكي دائمًا عن أشخاص مجانين أو مهوسين أو يفعلون ذلك عن عمد وإدراك منهم، ولكنها أيضًا تحكي عن أشخاص لم يكن في يدهم حيلة أو اختيار، وقد وقعوا في هذه الظروف بشكل مأسوي وعن طريق الصدفة، ومن هذه القصص قصة المرأة العجوز دوريس كيربي، كانت هي وزوجها يعيشون في ولاية ألباما الأمريكية بصحة سيئة، ولكنهم فضلوا أن يعيشوا في بيتهم ويراعون بعضهم البعض، وفي عام 2014 مات الزوج إثر عدد من المشاكل الصحية، واستمرت هي بالعيش مع جثته بضعة شهور.
حتى اكتشفت الشرطة هذا الأمر عند القيام بفحص دوري للاطمئنان عن حالة العجوزين، وقد تبين بأن دوريس تعاني من فترة طويلة من مرض ألزهايمر، وكانت قد وصلت لمرحلة متقدمة من المرض حين توفى زوجها، ولم تقدر بأن زوجها توفى وظلت تعتقد أنها بجانبه ترعاه كعادتها، ولكن الحقيقة بأن الزوج هو من كان يهتم بها إلى لحظة موته، وقد وجدته الشرطة ميتًا في فراشه وفي المنزل كلبين أيضًا ماتا بسبب الجوع لأن دوريس لم تتذكر أن تطعمهم.
رجل في رود آيلاند
في قصة شبيهة عن الحياة مع الجثث عن طريق الخطأ والصدفة الغريبة، حدثت نفس الأحداث وفي نفس العام مع رجل عجوز من رود آيلاند الأمريكية، يبلغ من العمر 71 عام، اتصل الرجل العجوز بقسم الإطفاء، وحين وصل رجال الإطفاء اكتشفوا شيئًا مختلفًا ولم يكن حريق كما اعتقد الرجل العجوز، بل كانت زوجة الرجل الميتة التي تقع في قبوه بجانب كلب ميت، وكان الرجل، الذي لم تكشف السلطات عن اسمه، يعاني من مرحلة متقدمة من ألزهايمر، ويعيش مع زوجته الميتة لحوالي يومين غير مدركًا أبدًا بأنها ميتة في القبو ولم يتمكن من التعرف عليها وكانت القضية مأسوية جدًا لكل من حقق فيها، وكانت زوجته البالغة من العمر 67 عام قد ماتت نتيجة لأسباب طبيعية هي والكلب، ولم يتمكن أحد من معرفة كيف وصلت إلى القبو، ولكن لا توجد أدلة تشير عن اللعب في الجثة أو تحريكها.
ديفيد هول
ديفيد هول هو رجل يعيش في ولاية ميتشيجان الأمريكية، ويبلغ من العمر 49 عام، تم القبض عليه بتهمة الإساءة إلى ميت، وهي صديقته كاندانس سيمونز البالغة 56 من العمر، توفيت كاندانس في ديسمبر 2017، وكان لديها تاريخ مع المرض، ولم تكن هناك أية أدلة على التعدي حين وجدتها الشرطة في يناير 2018، فقد قرر ديفيد وببساطة أن يضع صديقته في غرفة نومه على الفراش، ولم يكن لديه أي تفسير لفعلته هذا حين حققت معه الشرطة.
الحياة مع الجثث في بلجيكا
أغلب قصص من فضلوا الحياة مع الجثث تأتي من الولايات الأمريكية المتحدة، ولكن ذلك لا يعني أنها لا تحدث حول بلاد العالم أيضًا، وعلى سبيل المثال، بلجيكا، في قضية لم ترغب السلطات في ذكر اسم الفاعلة ولا الميت سوى اسمه الأول وهو مارسيل، في نوفمبر عام 2012 مات مارسيل، ولم تتمكن زوجته البالغة من العمر 69 عام من أن تتركه يرحل بهذه البساطة، فاحتفظت بجثته لمدة عام كامل، وكانت تعامله ببساطة وكأنه حي، وقامت بتحنيط جثته حتى لا يتحلل ولا تظهر عليه رائحة كريهة، وجعلته ينام في الفراش الخاص بهم، وكانت تنام إلى جانبه وتتحدث إليه ولم تهتم لأي شيء، هي فقط ترغب بأن يكون زوجها من تحبه بجانبها ولا يتركها، وما كشف أمرها هي أنها لم تهتم لدفع إيجار المنزل طيلة عام كامل، فقُدم فيها بلاغ للشرطة، لتجد الشرطة جثة الرجل وهو يرتدي ملابس نظيفة ولا تظهر عليه رائحة كريهة ونائم على الفراش.
لا توجد أسباب كافية لتوضيح قصص هؤلاء الذين فضلوا الحياة مع الجثث ، سواء لعدم قدرتهم على فراق من يحبون، أو لرغبتهم ببساطة في الاحتفاظ بالجثث، أو لكونهم مجانين أو غير واعين لما يفعلونه، ولكن ستبقى هذه القصص غريبة وأحيانًا مؤلمة أو مقززة، وتوجد قصص أخرى لم يُسلط عليها الضوء تحمل في طياتها أيضًا غرائب عن جرائم انتهاك حرمة الميت من حول العالم.
الكاتب: أيمن سليمان
أضف تعليق