التوقع التاسع هو أخر توقع مستقبلي تؤمن به قبيلة الهوبي الأمريكي. وفيه سينتهي العالم في عام 2018. قبيلة “هوبي” هي إحدى أهم وأعرق قبائل سكان أمريكا الأصليين، أو كما يعرفون بالهنود الحمر. وتعتبر ثاني أهم قبيلة ما زالت محتفظة بعاداتها وتقاليدها الأصلية بعد قبيلة نافاجو. وهم يمتلكون الآن محمية ودستور خاص بهم، بعد صراع طويل مع الإسبان الذين أرادوا احتلال بلادهم وقتلهم أو استعبادهم، لأنهم أقل تحضرًا. ومثلها مثل كل القبائل الأمريكية العريقة، يؤمن السكان بالتنجيم وتوقعات منجم أو شيخ القبيلة. وينتظرون وقوع جميع ما يقوله عن المستقبل. فكيف يرى شعب الهوبي نهاية العالم في 2018؟
تعرف أكثر على قبيلة الهوبي
تعيش قبيلة الهوبي الأصلية في شمال ولاية أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية. على مساحة تقدر بأكثر من 6 ألاف متر مربع. وبحسب التعداد السكاني لعام 2010، وصل عددهم إلى أكثر من 18 ألف نسمة. وتعد قبيلة الهوبي واحدة من أعرق وأكبر قبائل السكان الأصليين، وتحتفظ بتاريخ وتقاليد وعادات أصلية. كما يتكلمون لغة خاصة بهم، وهي إحدى لغات يوتو أزتك. عانى شعب الهوبي من تاريخ طويل من الاضطهاد بسبب الإسبان المحتلين. وطالت الحروب بينهم بين الأعوام 1542 و1680. استمروا فيها بالدفاع عن حقوقهم. ومعنى كلمة “هوبي” في لغتهم تعني المسالم، المخلص، أو المهذب. وهي عشائر أمومية، أي يُنسب الطفل إلى الأم وليس الأب. ويؤمن شعب الهوبي أننا نعيش العالم الرابع، بعد أن تدمرت العوالم السابقة بسبب النار والجليد.
في 16 ديسمبر 1882، أعطى الرئيس الأمريكي “تشيستر آلان آرثر” أمرًا برسم حدود محمية الهوبي في شمال أريزونا. والتي تعتبر إلى اليوم أرضهم التي يزرعون فيها مستقلين عن الشعب الأمريكي. وفي 1936 أصبح لديهم دستور خاص بهم ينظم الحياة العامة والقضائية، وصادق عليه الكونجرس الأمريكي ليصبحوا شبه مستقلين عن أمريكا.
الموقف الذي قيل فيه التوقع التاسع
قبل أن يحظى شعب الهوبي بحقوقه، كان على اتصال موسع مع الحكومة الأمريكية. أهم تلك اللقاءات فيما بينهم، كانت عند زيارة الوزير الأمريكي “ديفيد ينغ” وتقابله مع شيخ القبيلة وكبيرها الملقب بالريشة البيضاء. وذلك في عام 1958. حينها قال الشيخ مجموعة من التوقعات القديمة التي يؤمن بها شعب الهوبي عن المستقبل للشباب وللوزير. وكانت تسعة توقعات، التوقع التاسع يحمل رؤية عن نهاية العالم بحلول عام 2018. ويبدو أن التوقعات الأولى حدثت بالفعل، فما المانع من حدوث التوقع التاسع!
التوقع الأول والثاني
أول التوقعات التي آمن شعب الهوبي في حدوثها، كانت تشير إلى رجال من ذوي البشرة البيضاء، سيأتون إلى أراضي القبائل الأصلية بعجلاتهم التي تصدر الكثير من الضوضاء ويحتلوا المنطقة. وتحققت تلك النبوءة في وجهة نظر الشيخ، عند مجيء الأوروبيين واحتلال القارة الأمريكية. والعجلات هي تعبير عن القطار الذي كان يعمل بالفحم ويصدر الضوضاء والتلوث.
التوقع الثالث
ترجمة النص الهوبي للتوقع الثالث يقول “وحش غريب يشبه الجاموس الهائج”. ويعتبر الشيخ أن هذا النص يحمل إنذارًا لأبناء القبيلة من تجارة الأبقار والزراعة المعتمدة على تربية الحيوانات مثل الماشية والجاموس، التي أتى بها الأوروبيون إلى أمريكا. إذ لم يعتمد السكان الأصليين قبلًا على الماشية في الزراعة والحياة عمومًا. بل كانت تلك الطريقة مغايرة تمامًا لطريقة تفكيرهم. والتي بحسب الخبراء كانت ضمن العوامل التي تفوق فيها الأوروبي بقوة على القبائل الأصلية.
التوقع الرابع والخامس والسادس
تلك التوقعات الثلاث تتحدث بوضوح عن ثعابين من حديد، والتي ترمز إلى سكك الحديد التي أنشاءها الأوروبيون. وشبكة عملاقة من خطوط العنكبوت، والتي ترمز إلى أسلاك الاتصالات الحديثة. وأنهار من الحجارة التي تعكس أشعة الشمس على الأرض، وذلك يرمز إلى الطرقات التي أنشأها الأوروبيون للوصل بين الولايات الأمريكية. فكل تلك التوقعات كانت تحققت بالفعل عندما قالها الشيخ إلى الوزير ديفيد. ولكن التوقع السابع والثامن والتوقع التاسع، كانوا يتنبؤون عن مستقبل لم يحدث بعد ينتظره شعب الهوبي.
التوقع السابع
أول توقع قاله الشيخ في ذلك اللقاء، أن لون البحر سيتحول إلى اللون الأسود، وسيموت كل ما يوجد فيه. وقد أرجع البعض هذا التنبؤ إلى ما حدث في خليج المكسيك عام 2010. حين انسكبت كميات كبيرة من النفط الأسود في البحر، مما أدى إلى تلوث شديد بالمياه. أو تسرب النفط الذي حدث في مقاطعة كيرن بولاية كاليفورنيا عام 1910.
التوقع الثامن
يتحدث التوقع الثامن عن شباب طوال الشعر سيرغبون بشوق كبير في تعلم طرق شعب الهوبي وعاداتهم. وقد أرجع البعض هذا التنبؤ إلى حركة الهيبي أو الهيبز، وهي ظاهرة اجتماعية قام بها شباب كرهوا الرأسمالية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. وكانوا يخرجون في محافل كبيرة مرتدين ما يشبه ملابس الهنود الحمر ويتركون شعورهم لتطول بشكل ملحوظ. وكانوا ظاهرة تمرد ضد المجتمع وأفكاره، والدعوة إلى السلام والمساواة في العالم كله. واعتمدوا على موسيقى الروك والجاز في جلب العديد من الشباب في أمريكا وخارجها. وكانوا يتركون بيوتهم ويعيشون في حياة خارجة عن النمطية والتقاليد.
التوقع التاسع
وصلنا إلى التوقع التاسع، وهو ما نخشى وقوعه بالطريقة التي وصفها الشيخ بحسب التوقعات التي يؤمن بها شعب الهوبي منذ قديم الأزمنة. قال الشيخ: “سوف تسمع عن مأوى في السماء، فوق الأرض، من هناك سيسقط وسيتحطم بشكل كبير، سيظهر وكأنه نجم أزرق. بعد ذلك بقليل ستتوقف احتفالات شعبي.”
من اللحظة الأولى لقراءة التوقع التاسع، يبدو أنه يتنبأ بسقوط نيزك أو مذنب على الأرض، وسيدمر هذا التحطم كوكب الأرض. ورغم تصديق العديد من البشر أن هذا هو المغزى من النبوءة، إلا أنه يوجد من يصدق بأن “النجم الأزرق” يرمز إلى شيء مختلف.
في 2016، فقدت الصين جميع اتصالاتها بالقمر الصناعي المسمى “تيانغونغ-1”. وهو مختبر فضائي تابع للصين، ولونه الظاهر للعين هو الأزرق. حاليًا، يدور القمر الصناعي حول مدار الكوكب، ولكن سيأتي يوم ويتوقف عن الدوران وسيسقط بالتأكيد ويتحطم نحو الأرض. هل القمر الصناعي الأزرق هو حقًا المعني في كلام الشيخ! قد يكون علينا الانتظار لمعرفة تلك الإجابة في أكتوبر 2018. حيث من المقرر فقدان القمر لقدرته على الالتفاف حول الأرض وتحطمه بالكوكب.
وهذا هو التحذير الذي يريد التوقع التاسع لشعب الهوبي أن يقوله للعالم، فهذا القمر الصناعي سيسبب خراب للبشر خاصة في المنطقة التي سيسقط فيها. وقد تأتي معه بداية نهاية كوكب الأرض وجميع من يعيشون عليه. لتختفي الأفراح والاحتفالات كما قال الشيخ في جميع أرجاء العالم وليس عند شعب الهوبي فقط. إن لم تكن تلك الافتراضية صحيحة، فقد يكون تفسير المذنب هو الأدق للتوقع التاسع.
يؤمن شعب الهوبي بأن الكائنات الفضائية هي من ساعدت أجدادهم منذ قديم الأزمنة. وهم أيضًا من قدموا لهم تلك التوقعات التسع التي تحققت بشكل مثالي، وسوف يتحقق التوقع التاسع أيضًا في القريب العاجل. وهناك رسوم على الكهوف القريبة من مناطقهم تصور أشخاص مثل النمل يساعدون أجداد القبيلة. وهو تصورهم لما قد يبدو عليه هؤلاء الفضائيون.
ختام
أن تصدق أو لا بحقيقة التوقع التاسع هو أمر شخصي يرجع إليك. وقد يكون الأمر كله محض الصدفة. أما الحقيقة المؤكدة هو الخطر المحدق بالأرض بسبب القمر الصناعي الصيني الذي يدور بدون تحكم حول الأرض.
الكاتب: أيمن سليمان
أضف تعليق