تسعة مجهول
أندرو كونان
الرئيسية » جريمة » ما هي القصة الغريبة للسفاح المتسلسل أندرو كونان الذي قتل نفسه؟!

ما هي القصة الغريبة للسفاح المتسلسل أندرو كونان الذي قتل نفسه؟!

أندرو كونان سفاح أمريكي شهير عاش في النصف الثاني من القرن العشرين وقام بقتل خمسة أشخاص أغلبهم من المشاهير، ثم انتهى به الأمر بقتل نفسه في نهاية مأساوية.

حظيت قصة السفاح الأمريكي أندرو كونان بشهرة عالية نظرًا لما قام كونان بارتكابه من جرائم، فبالرغم من أن عدد جرائم هذا الرجل لم تتجاوز الخمسة إلا أن قتله للمشاهير كان سببًا مباشرًا في شهرته، كما أن الفترة التي ارتكب فيها كونان جرائمه، وهي العقد الأخير من القرن العشرين، كانت فترة غريبة بسبب الأمان والسلام الذي كان من المفترض أن الولايات المتحدة الأمريكية تنعم به في هذا الوقت، حيث كان يُردد دائمًا أن خريف الجريمة قد انتهى، عمومًا، في السطور القادمة سوف نتعرف سويًا على أندرو كونان وقصته كاملة، بدايةً من مولده ونشأته، مرورًا إقدامه على ارتكاب الجرائم الخمسة، وانتهاءً بإسقاطه لنفسه بنفسه.

من هو أندرو كونان؟

في مقاطعة كاليفورنيا القابعة ضمن حدود الولايات المتحدة الأمريكية، وُلد أندرو فيليب كونان، وتحديدًا في الحادي والثلاثين من أغسطس القابع في عام 1969، وطبعًا جميعنا يعرف أن أمريكا في هذا الوقت كانت تستعد للاحتفال بأول رحلة فضائية أمريكية، ولم يكن أحد يعلم بعد أن سفاح صغير يترعرع في هذه الأثناء.

كان أندرو كونان ذو نسب يتبع ثلاثة بلاد دُفعة واحدة، فوالده فيليب كان فليبنيًا أمريكيًا، أما والدته ماري فقد كانت هي الأخرى ذات نسبٍ مزدوج، فقد كانت أمريكية إيطالية، وبالرغم من هذا النسب الكبير وجد أندرو نفسه وحيدًا وبعيدًا عن الشخص الوحيد الذي كان لا يجب أن يبتعد عنه في هذا السن، والده فيليب.

طفولة أندرو كونان

كان أندرو كونان الشقيق الأصغر بين أبناء فيليب الأربعة، لكنه كان الأسوأ حظًا بينهم على الإطلاق، فهو الوحيد الذي لم يُشاهد والده أبدًا لأنه وقت الولادة كان في سلاح البحرية الأمريكية بفيتنام، كما أن والدته قد رحلت وهو في سن السادسة، ولكم أن تتخيلوا الأثر الذي يُمكن أن يتركه أمر كهذا في نفسية طفل صغير يستعد للولوج إلى مراحله التعليمية الأولى، والتي كان للغرابة متفوقًا فيها، حيث كانت نسبة ذكائه تتجاوز السبعة وتسعين بالمئة، وهو أمر لا يليق بما عاناه في طفولته، لكن المراهقة التي عاشها تؤكد على أنه لم يخرج سالمًا أبدًا من ذلك الجحيم.

مراهقة أندرو كونان

في مرحلة المراهقة سلكت حياة أندرو كونان المسار الصحيح لها، والذي لم يكن صحيحًا بقدر ما هو مُناسبًا للطفولة التي مرّ بها، فقد بدأ الأمر بتحول هذه الشخصية المتميزة إلى شخصية كاذبة، تشتغل بتزوير الحقائق وتقمص شخصيات وهمية من أجل خداع زملائه وبث الرعب في نفوسهم، والحقيقة أنه كان بفعل هذه الأمور دون أي سبب يستحق، وإنما فقط من أجل إرضاء غرائزه التي اتضح جدًا أنها تقوم على أذية الغير.

التحق أندرو بكلية التاريخ، واستمر فيها حتى تم إقصائه بسبب سوء سلوكه، والذي لم يكن مجرد سلوك سيء فقط، وإنما سلوك شاذ كذلك، حيث سلك أندرو طريقًا أكثر تطورًا في مسيرته السيئة.

من سيء إلى أسوأ

سلكت حياة أندرو كونان مسارها من سيء إلى أسوأ على طول الخط، فبعد مرحلة المراهقة والجامعة، كان من المفترض أن يبحث كونان عن عمل يضمن له دخل جيد، وهذا ما فعله الرجل بالضبط، لكن العمل الذي اختاره كان غريبًا جدًا، حيث قرر العمل كقواد وشاذ بأحد الحانات.

اشتغل أندرو بكل الأمور السيئة التي يمكن تخيلها، لكن عمله الأسوأ على الاطلاق كان في الحانة الرئيسية بالولاية، فهناك كانت مهمته جلب الفتيات للرجال، أما الرجال الذين يميلون إلى الشذوذ فكان كونان يجد له طلبهم أيضًا، وليس هذا فحسب، بل إنه كان يشترك في هذا الأمر حتى أحبه وأصبح بارعًا فيه، وإضافةً إلى ذلك العمل المشبوه الغير سوي كان كونان يشتغل بعدة شغلات أخرى أغلبها غير شرعي، فمثلًا كان يعتقد أن السرقة عمل عادي مثل باقي الأعمال، فكان يخصص جزءً من الليل للحانة وجزء آخر للسرقة، والحقيقة أنه قد قبض عليه أكثر من مرة، لكنه في كل مرة كان يخرج ويعاود الكرة من جديد، وكان منحنى التدهور عنده يسير من سيء إلى أسوأ.

التطور الطبيعي للجنون

لم يكن الشذوذ والسرقة هو الحد الطبيعي لرجل بجنون أندرو كونان، بالتأكيد كان هناك حدًا لهذه الأشياء، بعدها سوف يتطور الأمر إلى ما هو أسوأ من ذلك بكثير، وهذا ما حدث بالفعل في عام 1997، حيث أصبح أندرو كونان شيئًا آخر مختلف تمامًا عما كان عليه، ببساطة شديدة، لقد أصبح قاتلًا.

في عام 1997، وفي إحدى حوادث السرقة التي كان يحرص عليها أندرو كونان بجانب عمله بالحانة، عثر أندرو بين المسروقات على مسدس صغير يعج بحوالي ست طلقات، وبالتأكيد لم يفوت ذلك المجنون فرصة وجود ذلك المسدس معه، لذلك عكف على استخدامه الاستخدام الغير صحيح بالمرة.

ضحايا أندرو كونان

عندما قرر أندرو كونان استخدام المسدس الذي بين يديه قرر كذلك أنه لن يستخدمه استخدامًا عاديًا، ولن يقتل به أشخاص عاديين، وإنما المشاهير فقط، والذين يُمكن أن يكونوا مشاهير في أي مجال، المهم أنهم في النهاية مشاهير، الغريب أن أندرو عندما كان يرتكب هذه الجرائم كان لا يعرف الضحية وليس له أي عداوة شخصية معه، بل أنه كذلك لم يكن يأخذ أغراضهم بعد قتلهم، بل كان يكتفي بأخذ حياتهم فقط.

من أبريل حتى يوليو، ارتكب أندرو كونان كافة جرائمه بنفس المسدس، فالضحية الأولى للمجنون كانت مهندس عقارات شهير، أثار فضول أندرو فقام بقتله وهرب، ثم تربص بعض ذلك بضابط بحرية لا يعرفه أيضًا وقام بقتله، ثم فرّ حتى استقر على ضحيته الثالثة، وقد كان رسامًا مرموقًا، قتله كونان ولطخ لوحاته بدمه، ثم بعد ذلك قتل موسيقارً وممثل نصف مشهور، كل ذلك في الفترة ما بين أبريل وحتى يوليو، لكننا ذكرنا من قبل أن المسدس كان به ست طلقات، إذًا، ثمة طلقة لا تزال به، هل تعرفون كيف استخدمها ذلك المجنون؟ لقد قتل بها نفسه.

المجنون ينتحر

بالتأكيد مع البحث والتحريات كان القبض على أندرو كونان يقترب للغاية، لكنه لم يقبل أبدًا بذلك، فقد كان يتخيل ما يُمكن أن يُفعل به في السجن، لذلك قام بتصويب المسدس باتجاه رأسه في أحد الأماكن المهجورة وأردى نفسه قتيلًا، ليتم العثور على جثته بعد أيام قليلة ويُغلق بذلك فصل السفاح المجنون أندرو كونان للأبد، لكن السؤال الذي بقي يسأله الجميع بالتأكيد، لماذا فعل أندرو كل ذلك؟

لماذا فعل ذلك؟

أخذت الشرطة تبحث في شقة أندرو كونان عن أشياء يمكن من خلالها تفسير ذلك الجنون ورغبته في القتل إلا أنها لم تجد أي شيء يقود إلى ذلك، لكن قيل في بعض الأخبار أنه أندرو كان مصابًا بمرض نادر يُسمى مرض العوز المناعي، وهو الذي قاده إلى ذلك الجنون، عمومًا، أضحت قصة أندرو كونان منبعًا للسينمائيين وتم اقحامها في الكثير من الأفلام.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

واحد + سبعة =