أطفال نيليون هم حالات فريدة من حول العالم، تظهر عليهم قدرات أو صفات خارقة للطبيعية مثل التواصل عن بُعد أو حدة في الذكاء، قيل بأنهم الجيل الجديد من البشر، جيل متطور بدأ في الظهور منذ نهايات القرن العشرين وله فرصة في البقاء والاستمرار أكثر من غيره، تتميز هذه المجموعة من الأطفال بهالة ضوئية زرقاء أو نيلية اللون يمكن مشاهدتها في أوقات قليلة حول الجسم، وبالطبع استقطبت هذه الحالات العديد من العلماء حول العالم، ليُكتب فيهم كتب وأوراق علمية تابعة لعلم البار سيكولوجي أو علم الماورائيات، ويستغل تلك الفكرة العديد من الكُتاب والمخرجين العالميين في صنع أفلام الفانتازيا الشيقة، في هذا المقال توضيح أكبر لكل ما يتعلق بأطفال نيليون والعلم الذي يبحث في هذه القضية والكتب المهتمة بهم.
ظهور مصطلح أطفال نيليون
ظهر مصطلح أطفال نيليون لأول مرة على يد عالمة البار سيكولوجي “نانسي أن تاب”، في كتاب نُشر لها عام 1982 بعنوان “فهم الحياة من خلال الألوان”، تشرح فيه قدرتها على رؤية هالة ضوئية زرقاء أو نيلية اللون تحيط بجسم بعض الأطفال المميزين، وهذه الهالة تميز الأطفال الذين يمتلكون قدرات خارقة للطبيعة، ولكونها هي نفسها تمتلك قدرات خارقة للطبيعية أو “خارقية” كما يطلقون عليها باللغة العربية، فهي تمتلك القدرة لتمييز هؤلاء الأطفال.
زيادة الاهتمام بالقضية
بحلول عام 1996، قدم الزوجان لي كارول وجان توبلر، وهما وسيطان روحيان، كتباهما بعنوان ” أطفال نيليون : وصول الأطفال الجدد”، والذي يفسر ظهور تلك الهالة نيلية اللون بأنها علامة تميز أطفال الجيل الجديد من البشر، والذين يمتلكون قدرات خارقة ترتكز بشكل أساسي على التواصل، سواء ما بين البشر أو مع الأشباح والموتى أو حتى الكائنات الغير البشرية، مع تطور ملحوظ في القدرة الإبداعية للطفل، وبدأ الاهتمام يزداد شيئًا فشيئًا بالقضية، وحتى يتم الاهتمام به في الأوساط العربية، تم تعريب المصطلح إلى “أطفال إنديغو” أو أطفال الهالة النيلية، واندرج هذا المصطلح ضمن اهتمامات علم النفس الموازي أو البار سيكولوجي أو علم الماورائيات أو علم الإدراك خارج الحواس، وباللغة العربية يُسمى علم الخارقية أي من يمتلكون قدرات خارقة، وكلها مسميات للعلوم التي تهتم بالقضايا الغير فيزيائية والغير ملموسة بحيث يصعب التصديق عليها من خلال الأبحاث العلمية التقليدية والمعتمدة.
ومن ثم استمر الاهتمام مع انعقاد أول مؤتمر علمي بحضور 600 شخص تقريبًا عام 2002 في هاواي بالولايات المتحدة الأمريكية لدراسة حالة الأطفال النيليين، ثم استمرت المؤتمرات التي تجمع المهتمين بهذا المجال في كل من فلوريدا وأوريغون، ودخلت هذه الفكرة في الأوساط السينمائية لأول مرة عام 2003 في فيلم بعنوان “إنديغو”، ثم ظهرت مجددًا في أفلام بعنوان “أطفال إنديغو” عام 2012 ومرة أخرى عام 2016، بخلاف كثرة ظهور هذا المفهوم في أفلام الخيال العلمي ولو بشكل عابر، وفي عام 2005 قامت قناة ABC بعمل قصة عن هؤلاء الأطفال وحققت رواجًا كبيرًا في ذلك الوقت، وحددت القصة أن فترة مواليد هؤلاء الأطفال كانت مع أواخر السبعينات وبداية الثمانيات، ولم تظهر مقالات جادة حول الموضوع إلا مقالة كتبها ساره ويدوم عام 2009، تشرح بطريقة منطقية حقيقة أطفال نيليون ، بأنهم مجرد أطفال يعانون من مشاكل في فرط الحركة وقصور الانتباه، وفي الكثير من الحالات يتعرضون إلى العنف الاجتماعي ما يدفعهم لخلق قصص عن قدراتهم الخارقة للطبيعة.
قصة فتاة من أطفال نيليون
عام 2006، وللتدليل ما على قامت نشره سابقًا، قامت قناة ABC بعرض قصة أخرى مثيرة للجدل، عن فتاة تدعي أنها من أطفال نيليون تبلغ 17 عام، وقدرتها الخارقة هي رؤية المتوفي وتتمكن من ربطه مع عائلته، كما أن لديها قدرات للتواصل النفسي مع البشر للتمكن من شفاء عائلة المتوفي من الحزن الشديد الذي يصيبهم بعد وفاة شخص عزيز، ثم تبعت تلك القصة قصة أخرى عن عائلة كلوفر، وهي عائلة تتكون من أب وأم وأربعة أطفال نيليون، لديهم جميعًا قدرات خارقة متنوعة.
رأى علماء النفس
لصعوبة تقديم أدلة مادية ملموسة على حقيقة وجود أطفال نيليون ، يعتقد العديد من علماء النفس بأن حالات تلك الأطفال ما هي إلا اعتلال في الشخصية، نتيجة مشاكل في التربية غالبًا ومشاكل اجتماعية، فيلجأ الآباء إلى رفض فكرة أن أطفالهم يحتاجون إلى رعاية خاصة لتصحيح المشاكل النفسية التي يعانون منها، وتصديق فكرة أن أطفالهم يمتلكون قدرات خارقة للطبيعة ومن آثارا الجانبية الطبيعية أن يُصابوا بضعف في التركيز وصعوبة في التعلم والتواصل مع البشر المحيطين بطريقة صحيحة، ويعتقد بعض العلماء الآخرين بأن هذه الحالات ما هي إلا أطفال يمتلكون نوع من الذكاء الحاد وحساسية عالية بمشاعر الآخرين، ولكن تم التعامل مع هذا الذكاء بطريقة خاطئة، فبدلًا من تعليمهم ليصبحوا علماء المستقبل تم ملئ أفكارهم بخرافات وزادت مع وجود خيال الأطفال الخصب.
صفات أطفال نيليون
اجتمع المهتمين بعلم أطفال نيليون بأن لهم صفات مميزة (واقعية إلى حد ما) بخلاف ظهور هذه الهالة الغامضة والتي لا يراها سوى من يمتلكون قدرات خارقة أيضًا، وبخلاف القدرات الخارقة للطبيعة التي لا يمكن التصديق عليها أو اختبارها بطريقة علمية معتمدة، ومن خلال القائمة التالية يمكن تحديد إذا كان الطفل ضمن أطفال نيليون أم لا:
- الفضول الشديد حيث يتمتع الأطفال بفضول يدفعهم لاستكشاف كل شيء بطريقة أكبر من الأطفال الآخرين.
- قلة القدرة على ضبط النفس ما يجعلهم مصدر إزعاج عادة بين الأهل والأصدقاء.
- يتمتعون باستقلالية شديدة عن والديهم، وقدرة كبيرة لفهم ما يحتاجون وفهم مشاعرهم الشخصية وإدراك كبير لذاتهم ولمفهوم الحياة.
- قدرة كبيرة بالإحساس بمشاعر الآخرين والتعبير عن تلك المشاعر، مما يجعلهم يظهرون نوع من تواصل الخواطر مع المحطين بهم.
- إدراك كبير بعقلهم اللاواعي، بل وقدرة على التحكم فيه في بعض الأحيان.
- قدرة كبيرة على تحصيل درجات عالية في امتحانات الذكاء، دون التحضير لها حتى.
- الشعور باستحقاقهم للحياة، وكأنهم نوع أفضل من باقي البشر أو نوع متطور من البشر.
- يقفون ضد نظام السلطة الأبوية أو نظام التحكم وفرض الآراء، ويقاومون كل محاولة للسيطرة على أفكارهم وحريتهم.
أخيرًا مع وجود أكثر من 700 كتاب عن أطفال نيليون ، سواء داعم للفكرة أو ينكرها، سيبقى السؤال المطروح، هل هم حقًا جيل جديد من البشر أم مجرد أطفال أذكياء لم يتكيفوا مع طرق التعليم السيئة التي تتبعها بعض الدول، ويحتاجون إلى رعاية خاصة وتوجيه هذا الذكاء في نصاب صحيح! فمن هؤلاء الأطفال يمكن أن يخرج عباقرة المستقبل أو محتالين محترفين يقنعون الجميع بما لديهم من قدرات للتواصل مع عالم الموتى والأشباح الغير معلوم.
الكاتب: أيمن سليمان
أضف تعليق