تسعة مجهول
أسطورة ثور
الرئيسية » اسطورة » أسطورة ثور : أشهر شخصيات الميثولوجيا الإسكندنافية

أسطورة ثور : أشهر شخصيات الميثولوجيا الإسكندنافية

تتعدد الميثولوجيات حول العالم، ولكنها كانت مزدهرة ومشهورة في أماكن عن أماكن، وتعتبر الميثولوجيا الإسكندنافية من أشهر أشهر هذه الميثولوجيا؛ وتعود شهرتها لأبطالها وعلى رأسهم ثور، وفي ما يلي سنتعرف على أسطورة ثور كاملة.

تعتبر أسطورة ثور من الأساطير الأساسية في الميثولوجيا الإسكندنافية حتى أن أساطيره وتراثه، انتقلوا للعديد من الدول والثقافات الأخرى، وحتى الآن ما زالت بعض الأسماء التي تستعملها بعض الدول مرتبطة باسمه، فاللغة الإنجليزية مثلا، ما زالت تلفظ يوم الخميس، وكلمة رعد، بالأحرف المشتقة من أسمه وكانت هذه أشياء ترمز له، فاسم ثور يرتبط كثيرا بالرعد، والبرق، والقوى، والعواصف؛ وعند البحث في أسطورة ثور نجد أن مطرقته ميولينر هي أشهر ما يظهر في أحداث مغامراته، وذلك حيث تعتبر هذه المطرقة هي مصدر قوته؛ ويتميز شكل ثور، بعينيه الحادة، وشعره الأحمر، كما أنه أبن للإله الكبير أودين، كما تقول بعض الأساطير أنه حامي للبشر.

والد ثور

تتعدد أساطير ثور في الميثولوجيا الإسكندنافية، لكن تظل هناك بعض الأساطير هي الأشهر، أما أسطورة ثور التي فقد خلالها المطرقة فهي الأشهر في الميثولوجيات قاطبة؛ وتبدأ هذه الأسطورة بقصة أبيه الإله أودين وهو الشغوف بالحكمة والعلم والمعرفة، كان يفعل أي شيء مقابل المعرفة، حتى أنه في أحد المرات وصل لبئر المعرفة وكانت أضحيت الشرب منه أن يضحي بعينه، كان يسافر عبر الأراضي والبحور بحثا عن قارورة الشعر السحرية، التي تم دفنها في أعماق الأرض، وجراء هذا البحث جعل نفسه عبدًا لأحد العمالقة كي يساعده في شق الأرض، ثم تحول إلى أفعى ووصل للقارورة، لكنه وجد حارسا لها، فغوى ابنته وجعلها تسرق الجرعة له، ثم قتل العملاق وعاد إلى وطنه؛ كان جميع الآلهة يجددون شبابهم عن طريق تناول الفاكهة السحرية، أما أودين فكان يذهب لأصعب طريق يجده، مثل أن يتحدى الجاذبية بتعلقه على شجرة لأيام، أو عن طريق جرح نفسه، وأثناء هذه الأحداث تزوج أودين، وأصبح له عشرة أولاد، منهم ثور، وكان أقوى أخوته بل أقوى شاب في أسغارد كلها.

سرقة مطرقة ثور

جعلت القوى الشديدة التي لوحظت على ثور، يدفع إلى ميادين القتال، وكان أقوى الفرسان، لم يكن هناك أحد يقف أمامه، كان يضرب بالمطرقة، ويتحكم في الرعد والبرق، وكان يمتلك عربة يحركها ماعز، وإذا مات الماعز أو حدث له شيء، كان يضرب بالمطرقة عليهم فيعيدهم إلى الحياة؛ وذات يوم حدثت السرقة الأشهر في كل الأساطير، والتي كونت أسطورة ثور الشهيرة، وذلك حيث استيقظ ثور من نومه فلم يجد مطرقته، وكان لوكي هو أول المتهمين في نظر ثور، وذلك لأن لوكي شخصية ماكرة خبيثة، وعندما ذهب ثور للوكي أصر على براءته، وأن الفاعل هو غيره، ثم أخبر ثور أنه ربما يكون من سرقة أحد العمالقة، لذلك ذهب ثور إلى الآلهة فريا، لكي يستعير رداءها بعض الوقت، وذلك لأن رداءها مصنوع من الريش، وعلى هيئة جناحين يمكن كل من يرتديه من الطيران، وبعد أن أخذه ثور أعطاه للوكي، لكي يحلق به فوق أرض العمالقة، ويعرف من سرق مطرقة ثور؛ وصل لوكي لأرض العمالقة وبمجرد سؤاله عن المطرقة أخبره ثريم أنه من سرقها، وأنه وضعها على عمق عشرة أميال تحت الأرض، ولن يصل أحد إليها، والحالة الوحيدة التي ستجعله يعيد هذه المطرقة، هي بجعل فريا أجمل من في أسغارد تتزوجه.

استعادة مطرقة ثور في أسطورة ثور

عاد لوكي بهذه الأخبار إلى ثور وفريا، التي رفضت الزواج من هؤلاء الأشرار، وعندما لم يستطع ثور إقناعها، عقد اجتماع مع الآلهة حتى يصلوا لحل آخر؛ وبعد الكثير من الحلول الغير منطقية، تكلم الساحر هيمدال وكان حله أن يتنكر ثور في زي عروس ويذهب لأرض العمالقة ويدعي أنه فريا، ثم يخدع ثريم ويستعيد المطرقة، وبالفعل تنكر ثور ووضع حجرين عند صدره، واصطحب معه لوكي بحجة أنه المساعد والخادم الخاص بالعروس؛ أما ثريم فقد فرح أشد الفرح بعروسه، وأقام الولائم الضخمة، وأعلن عن زواجه، وبينما كان يأكل على المنضدة لاحظ شراهة ثور، وأنه يأكل كميات كبيرة، وهنا سأل مستنكرا، وأنقذ لوكي الموقف بأن العروس لم تأكل منذ يومين بسبب فرحها بالزواج، وهنا فرح ثريم كثيرا، وكاد يقبل عروسه إلا أنه توقف عندما شاهد الحمرة في عين ثور، وعندما سأل عن هذا، أخبره لوكي أن العروس لم تنم منذ يومين بسبب فرحها بالزواج، وهنا فرح ثريم أكثر وأكثر، بعد تجهيز مكان الزواج، ذهب العروسين للجلوس، وهنا طلبت أخت ثريم أن يعطي ثور خاتمه لثريم كمهر للعرس، فعل ثور هذا، ثم أمر ثريم بإحضار مطرقة ثور كمهر للعروس، وبالفعل حضر الخدم بالمطرقة، ووضعها ثريم على قدم ثور، وهنا أمسك ثور المطرقة، وقام من مكانه وقد استعاد قوته، وقام بقتل كل العمالقة.

رحلة ثور إلى أرض العمالقة

أما أسطورة ثور الثانية، فهي أسطورته التي قرر فيها زيارة أرض العمالقة مع خادميه، ثيالفي ولوكي، وأثناء رحلتهم قابل ثلاثتهم العملاق سكريمير، وعرض عليهم أن يصاحبهم أثناء رحلتهم، ويحمل أمتعتهم في كيسه الضخم؛ واستمروا في السير حتى قرروا التخييم في أحد الأماكن، وعندما استقروا، نام سكريمير، وكان مع ثور كيس من الطعام حاول فتحه لكنه فشل وفي النهاية، قرر إيقاظ سكريمير، وقف ثور على رأس العملاق واستعمل مطرقته في ضربه بكل قوته، لكن العملاق لم يحرك ساكنا، وكان يظن في أحلامه أن هذه الضربات مجرد ثمار فاكهة تقع على رأسه، في اليوم التالي استيقظ سكريمير وترك ثور وخدمه وسار بعيدا، وذلك بعد أن وصل الثلاثة إلى أوتفارد الحصن الضخم، وفيه التقى ثور بملك العمالقة، الذي رحب بهم، ثم قام بعمل تحدي لثلاثتهم، لكي يثبت أنه أفضل منهم في مهاراتهم.

تحديات ملك العمالقة

بدأ لوكي التحدي، وكانت مهارته أنه يستطيع أن يأكل بسرعة كبيرة، وهنا أحضر الملك أحد خدامه والذي سيقوم بتحدي لوكي، كان التحدي عبارة عن وليمة ضخمة من يأكل أكثر يفوز، بدأ لوكي في الأكل بسرعة شديدة، إلى أن وصل لنصف المنضدة وهنا وجد الخادم أمامه أكل مثلما أكل من الطعام وزاد عليه بأكله المنضدة نفسها؛ وهنا جاء دور تحدي ثيالفي وهو أسرع من يجري على الأرض، وهنا استدعى الملك العملاق هيوغي، والذي فاز على ثيالفي ثلاث مرات متتالية، وأخيرا جاء دور ثور و أسطورة ثور هنا تحدثنا أن الملك أعطاه بوقا به ماء، وأخبره أن جميع رجاله يشربونه على مرتين، أخذ ثور ثلاث رشفات ضخام تحمل فيهم طعم الماء المالح والبارد، لكن الماء لم ينخفض إلا بمقدار بسيط، ثم عرض الملك تحد ثان يقيس به قوة ثور، والتحدي هو رفع قطة بحجم ثور من على الأرض، حاول ثور رفعها بكل قوته لكنه في النهاية رفع قدما واحدة من الأرض، وهنا طالب ثور بغضب بأن يصارع أحد العمالقة، أحضر الملك العجوز إيلي، وبالرغم من شكلها الضعيف إلا أن ثور أنهزم أمامها.

سبب فشل ثور وأصحابه في تحديات الملك

وبعد فشل الثلاثة قرروا أن يعودوا لديارهم مرة أخرى خائبين الأمل، وهنا أخبرهم الملك أن لا شيء مما حدث حقيقي، فلوكي خسر التحدي لأن خصمه في الأساس نار، وبالتالي كانت تأكل أي شيء أمامها، أما ثيالفي فكان يتحدى تجسيد أفكاره والتي كانت دائما أسرع من الفعل نفسه وهو جري ثيالفي، أما بوق الماء فكان مملوء بماء المحيط، والقط كان الثعبان الذي يحيط بالأرض، وكان شرب ثور للماء كافي بعمل المد والجزر، أما تحريكه القط فكان كافي لتحريك كوكب الأرض، أما عندما كان يضرب العملاق سكريمير فكانت حركاته كفيلة بعمل جبال بين المحيطات؛ ودع الملك الثلاثة وأخبرهم بمدى إعجابه بهم، ثم أعرب لهم عن خوفه منهم، لذلك لن يسمح لهم بأن يدخلوا أرضه أبدا.

خدعة لوكي ومحاولة للحل

أما أسطورة ثور الثالثة، فهي تدور أيضا حول مطرقته التي يحاول الحصول عليها، تبدأ القصة بلوكي الذي اعتدنا ظهوره في أساطير ثور المختلفة؛ انتظر لوكي نوم الآلهة، ثم تسلل خفية إلى قصر سيف زوجة ثور ذات الشعر الذهبي الطويل والمميز، وقام بقص معظم شعرها برشاقة وخفة، وغادر القصر، كان لوكي يظن أن هذه مجرد مزحه مضحكة، لكنه تأكد أنها ليست كذلك عندما كاد يذوق الموت في يد ثور، لذلك بدأ لوكي بالتفكير في حل، من الذي يستطيع مساعدته في الحصول على بديل لهذا الشعر الذي لا مثيل له؟ نعم، إنهم الأقزام، والحرفي سميث الذي يستطيع صنع أي شيء بدقة عالية.

ذهاب لوكي لأرض الأقزام

كان الطريق طويل، لكن لوكي لم يمل، وصل للجبال ونزل إلى أعماقها حتى وصل لمدينة الأقزام، ليس هذا فقط بل حتى إنه دبر حيلة يحتال بها على الأقزام، وكانت الحيلة تقتضي الطريقة التي يريد إقناع الأقزام بها حتى يسمعوا كلامه؛ ذهب لوكي إلى عائلة إيفالدي وهناك أخبرهم أن الأخوان بروك وإيتري قالوا أنهم أفضل الحرفيين في العالم، وسيثبتوا ذلك في منافسة كبيرة، والمنافسة عبارة عن ثلاثة هداية ستقدم للآلهة، ومن بين هذه الهداية شعر سيف الذهبي، ثم ذهب لوكي للأخوان بروك وإيتري وأخبرهم بنفس الكلام، لكنهم لم يصدقوا بسهولة، وأخبروا لوكي انهم سيوافقوا في حالة واحدة، وهي وضع رأس لوكي ضمن شروط المسابقة، إذا فازوا سيقطعوا رأسه ويأخذونها، ولوكي المسكين لم يكن أمامه خيار أخر فوافق على أمل أنه سيجد خطة تجعل أبناء إيفالدي يكسبون المسابقة.

بدأ المسابقة ومكر لوكي

وبالفعل بدأ الأخوان بروك وإيتري في صناعة كنز وكان يتعين عليهم أن ينفخوا في البوق بلا توقف لأنه يجعل النار مشتعلة، وهنا دخلت ذبابة غريبة كانت تعض الأخوين في أماكن مختلفة من أجسامهم، لكنهم تحملوا ما يطيقوا وما لا يطيقوا، حتى وقفت الذبابة على جفن بروك وعضته، وهنا توقف عن النفخ في البوق، وانطفأت النار، وذهبت الذبابة بعيدا، التي تحولت للوكي، وذهب لوكي فرحا للأخوين وقادمهم للآلهة حتى يقدما هداياهم، في البداية قدم لوكي كنوز أبناء إيفالدي، ومنهم شعر سيف، الذي ما لبث أن وضع على شعرها حتى نمى ورجع أفضل من سابق عهده، أما أودين والد ثور فقد قدموا له رمح يخترق أي شيء، وإله الحصاد فرير فقدموا له قطعة صغيرة من القماش، ضربوا بها الهواء فتحولت لسفينة ضخمة؛ بعد هذا قدم الأخوان بروم وإيتري ما صنعا، خنزيرا ذهبيا لفرير، والذي يجعله يجر عربته بين السموات بسرعة هائلة، أما أودين فقط صنعوا له سوار ذهبيا، أما ثور فقدموا له مطرقة تسمى ميولنير، لها قبضة صغيرة جعلت لوكي يضحك بسبب هذا العيب الواضح، لكن بروك بدأ يعدد مميزاتها، لا تتحطم، لا تخطئ هدف، إذا رماها ثور ستعود إليه مرة أخرى، وعلى الرغم من القبضة الصغيرة إلى أن الآلهة اتفقوا على أن هذه هي أفضل هداية في كل الهدايا.

هل ستقطع رأس لوكي؟

شعر لوكي بالخوف وهرب بعيدا، لكن ثور لحق به، وهنا أخبرهم لوكي أن الاتفاق يقول رأسه وليس عنقه، لذلك ليس من حق أحد قطع عنقه، اقتنع الجميع بقوله، وهنا أخذ بروك إبرة كبيرة وخاط شفتا لوكي، ولم يستطع الكلام بعدها، وذلك لكي يتوقف عن خبثه وخدعه الماكرة، وكانت الآلهة تفكر أنه بالرغم من خدعه فقد حصلوا جميعا على هدايا رائعة، ومنهم ثور الذي حصل على مطرقته التي نجدها في أسطورة ثور دائما، وأصبحت شهرتها تماثل شهرة ثور نفسه؛ على الرغم من أن لوكي أكثر المذكورين في هذه الأسطورة إلى أنها تعتبر أسطورة ثور الشهيرة، وذلك حيث حصل في نهايتها على ميولنير.

وهكذا نكون قد انتهينا من سرد القصص المختلفة التي تدور حول أسطورة ثور ، وبالرغم من اختلاف معظم الناس مع هذه القصص والتعامل معها بسطحية، إلا أنها في وقت من الأوقات كانت تمثل ثقافات بعض الشعوب، وكانت مصدر التفسير الوحيد لما يحدث حولهم، في الأسطورة الأولى مثلا التي سرق فيها ثور، كانت تفسر تقلب فصول السنة الأربعة، وذلك حيث يضرب ثور بمطرقته ويثير الرعد وهو فصل الشتاء، ثم تسرق المطرقة فيأتي فصل الصيف وهكذا، أما الأسطورة الثانية فبها كان يتم تفسير حركة الأرض والمد والجزر وتكون الجبال وغير ذلك، بل وكانت الشعوب تأخذ الحكمة من هذه الأساطير، فالأسطورة الثانية مثلا كانت الحكمة منها، أن ثور وخادميه فشلا في الاختبار، لكنهم عندما حاولوا بكل قوتهم، غيروا في العالم ما لم يستطع أحد قبلهم تغيره؛ وحول أسطورة ثور خصوصا تتعدد الأقاويل لكن لا أحد يستطيع إنكار قوة الخيال فيها، وشيوع الحكمة في مختلف أجزائها.

الكاتب: أحمد أمين

ابراهيم جعفر

مبرمج، وكاتب، ومترجم. أعمل في هذه المجالات احترفيًا بشكل مستقل، ولي كتابات كهاوٍ في العديد من المواقع على شبكة الإنترنت، بعضها مازال موجودًا، وبعضها طواه النسيان. قاري نهم وعاشق للسينما، محب للتقنية والبرمجيات، ومستخدم مخضرم لنظام لينكس.

أضف تعليق

12 − خمسة =