تسعة مجهول
أسطورة تشوباكابرا
الرئيسية » اسطورة » أسطورة تشوباكابرا : كيف ظهرت أسطورة تشوباكابرا وما هي؟

أسطورة تشوباكابرا : كيف ظهرت أسطورة تشوباكابرا وما هي؟

أسطورة تشوباكابرا ظهرت حديثاً في القرن العشرين، وتقول بأنه لا يمكن أن يكون زمن المعجزات والغرائب قد انتهي، وأنه لابد من حدوثها مرةً أخرى.

ظهرت أسطورة تشوباكابرا في منتصف القرن العشرين لتؤكد على أن الكون ما زال بحاجة إلى بعض الصدمات والمفاجآت، وأن الحياة لا يُمكن أن تستمر أبدًا على نمط واحد هادئ ومُستقر، وأنه ثمة الكثير من الغرائب والمعجزات ما زالت في انتظارنا، فنحن هنا لا نتحدث عن شيء وقع قبل قرون، لا، بل هو في الحقيقة أمر لم يتجاوز حدوثه العشرين عام، أي أنه قد وقع في ظل وجود الهاتف والتلفاز والأقمار الصناعية وكل الأشياء الحديثة التي لا تزال موجودة حتى ألأن، والحقيقة إن ما يجعلنا نربطُ بين أسطورة تشوباكابرا وتلك الدلالات على التقدم التقني، هي الفرضيات التي خرجت عقب ظهور الأسطورة، والتي سنتناولها بالطبع بعد التعرف في السطور الآتية على أسطورة تشوباكابرا وكيفية ظهورها.

هل انتهى زمن المعجزات والغرائب أسطورة تشوباكابرا تنفي!

ظهور أسطورة تشوباكابرا

لم يكن ظهور أسطورة تشوباكابرا ظهورًا عاديًا بالمرة، فتلك الأسطورة التي بدأت في جزيرة تابعة لجزر الكاريبي كانت في البداية مجرد جريمة قتل حيوان عادية، بمعنى أدق، حيوان قام باصطياد حيوان آخر وقتله، وهذا بالطبع أمر منطقي ومتكرر، يحدث في كافة الغابات بشكل شبه دائم، لكن الغير طبيعي بالمرة كان شكل جثة الحيوان الذي تم العثور عليه، والذي كان مقتولًا بطريقة قتل غريبة وخالٍ تمامًا من الدماء، ظهر مصاص جديد للدماء إذًا!

كما تقول الأسطورة

تقول أسطورة تشوباكابرا أن منتصف التسعينات شهد، تحديدًا ببلدة كانافانس، ظهور مخلوق غريب غير معروف أوصافه، يقوم هذا المخلوق عادة باصطياد فرائسه ليلًا، لكنه لا يقترب من جسدها ولا يأكل منه شيء، وإنما فقط يشرع في مصّ دمائها عن طريق ثقبين يقوم بثقبهم في رقبتها، وبعد أن ينتهي من الدماء يترك الضحية ويرحل بهدوء دون أن يترك أي أدلة على وجوده من الأساس، تقول الأسطورة أيضًا أنه لا يهتم بنوع الحيوانات الذي يأكله بقدر الاهتمام بدمائه، أي أن نوعية وكمية الدماء الموجودة في أي حيوان هي التي تُحدد إن كان يصلح ليكون هدفًا لذلك الكائن الغريب أم لا.

انتشار أسطورة تشوباكابرا

ما هي إلا أشهر قليلة حتى كانت أسطورة تشوباكابرا منتشرة في كل مكان بالأمريكيتين تقريبًا، سواء كان المكسيك أو البرازيل أو حتى الولايات المتحدة الأمريكية، حتى يقال إنه كان يتم العثور يوميًا على أكثر من ثمانية حيوانات مقتولة وفارغة من الدماء لدرجة تقول إن من يقوم بهذه الجرائم ليس مجرد فرد واحد من هذا الحيوان الغريب وإنما هو قطيع كامل، لكن، مع ذلك لم يستطع أحد رصد هذا الحيوان أو التعرّف عليه، عدا شخص واحد أجزم أنه قد شاهد حيوان التشوباكابرا بالقرب من مزرعته.

أوصاف حيوان التشوباكابرا

كما ذكرنا، لم يستطع أحد التعرف على حقيقة أسطورة تشوباكابرا، إلا أن شخص يسكن في إحدى الولايات الأمريكية قال أنه شاهد هذا الحيوان فعلًا بالقرب من مزرعته، وأنه يُشبه كثيرًا حيوان الدُب الشهير، أما لونه فهو بين الأزرق والأسود، لكن الغريب في الوصف فعلًا أن الشاهد أشار إلى وجود أسنان وأشواك بارزة على فقرات ظهر الحيوان، كما أن كان يمتلك ثلاثة أيادي في كل أيد منهم ثلاثة مخالب وهذا يعني ببساطة أننا بصدد التحدث عن حيوان ليس له وجود، أو بمعنى أدق، لم يكن له وجود من قبل، لكن الأهم من الوصف هو التغير الذي سلكه الحيوان الغريب بالنسبة لضحاياه.

أسطورة تشوباكابرا ومنعطف جديد

أخذت أسطورة تشوباكابرا مُنعطفًا جديدًا عندما بدأ هذا الحيوان في مهاجمة البشر بدلًا من الحيوانات، حيث عُثر على بعض الجثث لبشر مقتولين وفارغين من الدماء أيضًا بنفس الطريقة التي كانت تحدث مع الحيوانات، ولم يقتصر الأمر على جريمة أو اثنتين، بل إن الأمر تتطور حتى وصل إلى أكثر من مئة وثمانين جثة في عام واحد، ليُصبح أمر هذا الحيوان قضية كبيرة هامة وليس مجرد حيوان غريب عرّف نفسه على أنه مجرد مصاص دماء للحيوانات.

الأطباء وأسطورة تشوباكابرا

بعد سماع شهادة الشهود حول رؤية الحيوان الغريب خلص الأطباء إلى كونه سلالة شاذة من سلالات حيوان الكلب، والغالب أن قد نشأ بعد عملية تهجين غير طبيعية، جعلته يملك خصال النمور والزواحف والكلاب، لكن ما لم يتمكن الأطباء من معرفته وقتها هو أسباب اعتماده على الدماء فقط في الغذاء، وهل هي فعلًا مجرد غذاء أم هي مجرد غريزة يتم إشباعها بهذه الطريقة المجنونة.

غرائب أسطورة تشوباكابرا

هناك الكثير من الغرائب التي قيلت عن أسطورة تشوباكابرا منذ ظهوره وحتى الآن، أهمها مثلًا أنه كان يعرف بوجود دوريات الأمن عند وصولها، فكان لا يقوم بأي هجمات في هذا الوقت، بل يكتفي بالاختفاء والتربص حتى ترحل الدوريات ثم يبدأ بعد ذلك الهجوم على ضحيته.

قيل عن أسطورة تشوباكابرا أيضًا أنه كان له صوت يُشبه الصفير، وهو أسلوب يستخدمه الحيوان في إرهاب الضحية، كما أنه كان يتمتع أيضًا بالقدرة على الوصول إلى الهدف مهما كان صعوبة الأمر، فمثلًا إذا كان الهدف داخل عرفة مغلقة فإن تشوباكابرا كان قادرًا على فتح هذه الغرفة والوصول إلى الهدف الذي يُريده، ليس هذا فقط، بل هو أيضًا قادر على القفز لمسافات طويلة للغاية، مما يُعطيه أفضلية كبيرة عن مواجهة أي حيوان.

نظريات حول تشوباكابر

بالفعل لم يصمت العالم بعد سماعه أسطورة تشوباكابرا، بل حاول إيجاد الكثير من النظريات والفرضيات حول ماهيته، سوف نقوم بذكر أهمها في السطور الآتية.

كلب أُصيب بالسعار

كانت جميع النظريات في البداية تتجه إلى اعتبار هذا الحيوان نوع من أنواع الكلاب أُصيب بسعار غريب، لكن مع الوقت تم الإقلاع عن هذه النظرية بسبب عدم وجود ما يُثبتها وعدم معقوليتها في نفس الوقت، فالكلب لا يأكل المعز والأغنام، وإن فعل، فإنه لا يقترب من دمائهم.

ذئب متوحش

قيل عن حيوان تشوباكابرا أيضًا أنه ذئب متوحش، هذا باعتبار أن الذئاب تصطاد أيضًا الأغنام، لكن مع الإمعان تبين أن فطرة الحيوانات، والتي تقوم على القتل من أجل العيش، لا تتناسب أبدًا مع هذه النظرية، فالذئب، إذا كان فعلًا هو تشوباكابرا، فلماذا يترك الحيوان بعد قتله ويكتفي فقط بدمائه، كما أن آثار الأقدام التي تم العثور عليها لا تتماشى أبدًا مع آثار أقدام الذئاب، ولذلك تم رفض هذه النظرية.

خفاش ضخم

ذهب البعض إلى القول بأن حيوان تشوباكابرا ما هو إلا خفاش ضخم، وذلك لأنه يشترك مع الخفافيش في كونه يمتص دماء الضحايا، لكن هذه النظرية لم تلبث حتى تم نفيها، وقد استند النفي على كون الخفاش غير قادر من الأساس على مصّ دماء حيوانات مثل الماشية، كما أنه أيضًا لا يعتمد على الدماء كغذاء رئيسي له، وهذا ما لا يتوافر في حيوان تشوباكابرا، لذلك لم يتم الأخذ بهذا الاعتقاد.

مخلوق فضائي

آخر التقاليع حول حيوان تشوباكابرا كانت غريبة بعض الشيء، لكن البعض أخذ بها بالرغم من ذلك، فقد قيل إن ذلك الحيوان عبارة عن مخلوق فضائي مجهول، وذلك استنادًا إلى قواه الخارقة التي يتمتع بها، لكن هذا أيضًا تم نفيه لعدم معقوليته، فالكائنات الفضائية بالطبع لن تستهدف البشر والحيوانات من أجل دمائهم فقط.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

أربعة × 3 =