تسعة مجهول
ديانات غامضة
الرئيسية » ظواهر » ديانات غامضة وشعائر مرعبة واتباع مخلصون بإيمان أعمى تمامًا

ديانات غامضة وشعائر مرعبة واتباع مخلصون بإيمان أعمى تمامًا

هناك مجموعة ديانات غامضة وشعائر مرعبة أخذت في الظهور منذ بداية العالم وحتى وقتنا الحالي، وربما سيكون من الرائع طبعًا أن يتم الاقتراب أكثر من هذه الديانات والتعرف عليها وعلى كيفية تعامل اتباعها معها ولماذا تُعتبر غامضة أساسًا؟

طبعًا لا خلاف على أن ظهور مجموعة ديانات غامضة في عالمنا أمر قديم وعتيق جدًا، فالإنسان منذ قديم الأزل وهو يعرف أنه لا يُمكنه التواجد هكذا في العالم دون أن تكون له مرجعية يستند إليها ويعتمد عليها، حتى لو لم تكن تلك المرجعية تُسبب له أية فوائد ظاهرية ففي النهاية سيكون وجودها أمر في غاية الأهمية لاحقًا، ومن هذا المنطلق بدأ الإنسان رحلة البحث التي تعثر فيها بالكثير من المستغلين الذين استغلوا حاجة الناس إلى الدين وقاموا بإنشاء بعض الديانات التي تبعث على الغموض والرعب لمجرد ذكرها أو ذكر طقوسها، لكنهم على الرغم من ذلك اتبعوها وروجوا لها حتى أصبحت ديانات كبرى، ومنها ما بقي في حيز قليل جدًا من البشر ولم يحظى بأي انتشار لكنه حقق ذاته من خلال الغرابة والغموض اللذين توافرا فيه، على العموم، في السطور القليلة المُقبلة سوف نقترب أكثر من تلك الديانات ونعرف أهمها ومكمن غموضها مع المرور كذلك بكيفية تفاعل أتباعها معه، إنه ببساطة شديدة مقال كامل عن الغرابة والغموض.

الجيدية

الديانة الأولى هنا من حيث الغرابة هي ديانة ربما تكون غريبة فقط بالنسبة لمن لا يتبعونها، أما الذين يتبعونها فلن يشعرون أبدًا بذلك على الرغم من أنها فعلًا تعج بجرعة كبيرة جدًا من الغرابة، وهي ببساطة شديدة تقوم على فكرة حرب النجوم، هل تعرفون سلسلة الأفلام الشهيرة هذه؟ حسنًا، من يتبعون الديانة الجيدية يعتقدون تمام الاعتقاد أن مهمتهم هي نفس مهمة أبطال حرب النجوم، وهي حماية العالم من القوى الشريرة، هذا جزء من الديانة الجيدية أساسًا ولا يُمكن التفريط به، وربما هو أمر يظهر جدًا من خلال الملابس، حيث يرتدون ملابس الفرسان مع السيوف ومعدات الحرب القديمة حتى يكونوا على استعداد دائم للحرب والقتال مع الأشرار، بل هم بالفعل يُطلقون على أنفسهم اسم فرسان أو حراس العالم!

الديانة الجيدية ببساطة شديدة خليط بين أهم المعتقدات في البوذية والتاو بالإضافة إلى أفكار كثيرة أخرى من المفترض أنها كانت موجودة في ديانات العصور الوسطى، لكنها في النهاية اختفت وأصبحت متوحدة المبادئ في الجيدية، ومن يظن منكم أن الجيدية ديانة صغيرة فهو مخطئ، إذ أنه في عام 2012 قد ثبت فعلًا أن الجيدية هي الديانة الأكثر اعتناقًا في مناطق هامة من العالم مثل إنجلترا وويلز، بكل أسف ديانات غامضة مثل الجيدية هي التي تحظى الآن بالانتشار والشهرة!

بانا ويف

نحن الآن نتحدث عن ديانة يابانية تأسست فقط عام 1977، وهي ما يُمكن اعتبارها خليط بين المسيحية والبوذية ومجموعة من الديانات الأخرى، وقد دخلت بانا ويف ضمن مجموعة ديانات غامضة التي نتحدث عنها لكونها تعتمد على منظور غريب جدًا يرى أن الموجات المُحيطة بنا هي المسئولة عن كل ما يحدث حولنا، كما يعتقد أتباع هذه الديانة أيضًا أنهم مستهدفون من قِبل هذه الموجات التي تقتل زعمائهم، ولهذا يرتدون ملابس بيضاء م المفترض أنها عازلة في الأساس لمثل هذه الموجات وتمنع الأذى من الوصول للجسم، وقد اختُرعت هذه الديانة على يد امرأة تُدعى يوكو كانت تعيش في طوكيو، وربما الأمر الأهم الذي يظن أتباع هذه الديانة أنهم يتميزون به أنهم يعرفون معرفة اليقين باليوم الذي من المفترض أنه يوم القيامة، وقد لقت مثل هذه التخاريف المُسماة بالديانة إعجاب حوالي عشرة آلاف شخص يُمثلون متبعيها.

ديانة العلوم السعيدة

هذه المرة نتحول إلى مدينة طوكيو في اليابان وواحدة من ديانات غامضة تأسست فقط عام 1986 على يد أوكاوا، وهو متدين ياباني يعتقد أنه استنساخ من روح الإله، ولذلك يقوم بقيادة هذه الديانة التي هدفها الأول والرئيسي الدعوة إلى السعادة، وربما يعتقد البعض أن أمر مثل الدعوة إلى السعادة أمر عادي جدًا ومنطقي أن يكون هناك طلب عليه حتى ولو لم يكن ملتزمًا بديانة، لكن الأمر المثير والغريب هنا أن هؤلاء الذين يتبعون ديانة العلوم السعيدة مطلوب منهم السعادة دائمًا حتى ولو لم يكن هذا هو شعورهم الحقيقي، بمعنى أدق، إذا لم تكن سعيدًا فأنت لا تستحق أن تكون عضوًا في جماعة العلوم السعيدة، أو دعونا نُبدل مصطلح الجماعة بالديانة كي نكون أكثر دقة، وفيما يتعلق بشكل الأشخاص لديهم فهم أيضًا يرتدون ملابس غريبة تختلف تمامًا عن الملابس اليابانية التقليدية، لكن هل هذا كل شيء يا تُرى؟ الإجابة بكل تأكيد لا.

ديانة العلوم السعيدة أيضًا تسعى لنشر بعض الأفكار التي يتم الترويج لها على أنها أمر واقع لا جدال فيه، مثال ذلك أن الكائنات الفضائية الغريبة عن كوكب الأرض سوف تكون جزء من هذا العالم بصورة طبيعية بعد أربعة قرون فقط، أيضًا سوف يُصبح الأشخاص السعداء على هذا الكوكب قليلون جدًا وبالتالي ستكون هناك نجاة للفريق الملتزم بهذه الديانة، إذ أنه حسب معتقداتهم سوف يكون وحده من يعرف طريق السعادة الحقيقي، وبالتأكيد كل هذه الغرائب والعجائب تدعو للابتعاد عن هذه الديانة الخرافية لكن تكرار كلمة السعادة بكثرة خلال الترويج لها جذب إليها عدد ليس بالقليل من البشر.

الرائيلية واحدة من قلة ديانات غامضة

أيضًا من واحدة من قلة ديانات غامضة تُثير الكثير من الجنون الديانة الرائيلية التي خرجت في عام 1974، وهي ديانة مجنونة لكونها ترتبط بالكائنات الفضائية بشكل كبير، فأتباع هذه الديانة يعتقدون أن الحياة الأصلية موجودة خارج الأرض، وأن البشر أساسًا هم قد أتوا من الحمض النووي لتلك المخلوقات قبل حوالي خمسة وعشرين ألف عام، وأنها أيضًا ستأتي لزيارة الإنسان في هذا القرن وتحديدًا في عام 2025، وبتحديد أكبر في مدينة القدس، والجدير بالذكر أن مؤسس هذه الديانة يُدعى كلود، وهو مفكر فرنسي اتُهم بالجنون لابتكاره هذه الديانة، وربما الأمر لا يتعلق فقط بمجرد الابتكار، وإنما تبعه بعض الأمور المجنونة الأخرى، أهمها ما يتعلق بمقابلته لبعض الأشخاص في كوكب يُدعى الله!

ادعى كلود مؤسس الرائيلية أنه قد صعد لملاقاة جميع حكام الكون في كوكب يُدعى الله، كما التقى بالرسل وبعض المؤثرين في العالم، وهناك تم تسميته باسم رائيل، وهو الاسم الذي أُخذ منه لاحقًا مصطلح الرائيلية، فقد أعلن نفسه ربًا لهذه الديانة في الأرض، والحقيقة أنه على الرغم من كل تلك الأشياء المجنونة التي ذكرناها الآن إلا أن هذه الديانة يتبعها ما يزيد عن الثلاثين ألف شخص، وهو رقم مجنون يؤكد المدى الغريب الذي وصل إليه العالم.

ديانة الحركة الإبداعية المقدسة

أيضًا ضمن تناولنا لمجموعة ديانات غامضة لا يُمكننا أبدًا إغفال ديانة في غاية الأهمية مثل ديانة الحركة الإبداعية المقدسة التي أسسها بين كلاسن في عام 1973، وطبعًا وصفنا لها على أساس كونها ديانة مهمة لا ينبع أبدًا من المعنى الحرفي الفعلي للأهمية، وإنما أهمية فيما يتعلق بمجالها، فهي حركة تقوم على التمييز والإبداع، تخيلوا أنه ثمة دين لا يقبل تابعين له إلا عندما يكونوا مبدعين؟ هذا ما تفعله تلك الحركة، وبالفعل اتبعها كثير من الفنانين والمبدعين والمشاهير في مجالات كثيرة، لكن بما أنها تعتمد على العنصرية قبل أي شيء آخر فإنه ثمة بعض الخجل من إعلان هؤلاء المشاهير انتسابهم لها.

ديانة القتل الرحيم

لا نزال عزيزي القارئ في تناول لعدة ديانات غامضة مجنونة، وهذه المرة الحديث ينتقل إلى ديانة القتل الرحيم، وكما هو واضح من الاسم فنحن نتحدث عن ديانة تقوم على القتل بشكل كامل، وربما الهدف الرئيسي الأول والأهم لهذه الديانة هو خلق تلك الحالة من التوازن بين البشر والكائنات الأخرى، ويأتي ذلك من وجهة نظر الداعين لهذه الديانة عن طريق القتل وممارسة الشذوذ، وربما تكون تلك الديانة بعيدة كل البعد عن العقل بالنسبة لكم وليس من المقبول اتباعها من أي شخص، لكن صدقوا أو لا تصدقوا، اتبع هذه الديانة عدد ليس بالقليل من البشر وفي عام 2003 قامت امرأة بتحقيق المبادئ والتعاليم الخاصة بالديانة على نفسها، بمعنى أكثر دقة، قامت بإنهاء حياتها بيدها، وهو ما آثار جدلًا كبيرًا ودفع إلى سن القوانين التي تُحرم وتُجرم الديانة، لكن حتى وقتنا الحالي لا تزال تنل بعض الاتباع، وهو الأمر المُقلق بكل تأكيد.

توضيح هام

بعد أن ذكرنا لكم مجموعة ديانات غامضة ومميزة من حيث الجنون والغرابة بها يجب أن تعرفوا بأن ما نتحدث الآن عنه لا يتعلق بالديانات الشهيرة مثل الإسلامية والمسيحية واليهودية، أو حتى تلك الديانات التي تُعرف منذ قديم الأزل مثل البوذية أو الديانات الرومانية، فكل هذه الديانات لا نتعجب أبدًا وجودها، وإنما ما ذكرناه، وكما هو واضح جدًا للجميع، ديانات غير شهيرة أو معروفة، كما أنها لها تقاليد وأشكال وأحكام غامضة جدًا، وأتباعها أيضًا يكونون على نفس الدرجة من الغموض، ولهذا فإن حديثنا لا يُسيء للديانات أو الأشخاص الذي ينتمون لها، وإنما يتعرض فقط لوجودها وتأثيرها وماهيتها، وهو طبعًا أمر واضح جدًا ومُفصل خلال الحديث.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

4 × 3 =