تسعة مجهول
التجارب العلمية على الأطفال
الرئيسية » جريمة » التجارب العلمية على الأطفال : تاريخ من الممارسات الممقوتة

التجارب العلمية على الأطفال : تاريخ من الممارسات الممقوتة

تاريخ أبشع وأخطر التجارب العلمية على الأطفال والبشر وتوضيح لتأثير مجموعة تجارب علمية خطيرة أجريت على البشر والأطفال مثل التجارب النفسية والكيميائية، ولماذا أصبحت هذه الممارسات الأبشع في تاريخ الجنس البشري.

تدور انتقادات كثيرة حول التجارب العلمية على الأطفال والبشر بشكل عام، ومع أن الأطباء والعلماء القائمين عليها يدعون أن التجربة هي خير برهان على الوصول إلى العلاج والحل، إلا أن الطريقة التي تستخدم غالبًا ما تكون ذات نتائج مدمرة على أطفال لم يختاروا قبول التجربة، وفي حالات لم تعرف الأسرة عن الاختبار من الأساس، وثبت أن بعض الأطباء اعتمدوا على مخدرات مثل مخدر إل سي دي في علاج بعض الأطفال بعد أقل من عقدين من وقت تحضير المخدر، وبشكل خاص فإن موضوع التجارب العلمية البشعة على البشر يبدأ في الذاكرة مع قرب الحرب العالمية الثانية، فكلنا نعرف عن التجارب التي أمر بها هتلر مثل تجميد البشر للوصول إلى علاج لانخفاض درجة حرارة الجسم وتعريض المساجين إلى غاز الخردل للبحث عن علاج للحروق الناتجة عنه وحتى تجارب السلفوناميد والتعقيم وتجارب اختبار السم، وحتى التجارب العلمية على الأطفال مثل تجارب التلاعب بجينات التوائم في دراسة علم الوراثة و.

تجربة كهف روبرز : عزل الأطفال في جزيرة

تجربة كهف روبرز هي من أكثر التجارب العلمية على الأطفال المغالية، وقام بها عالم النفس مظفر شريف صاحب نظرية الصراع الواقعي، فكر مظفر شريف فيما قد يحدث إذا ترك فريقين من الأطفال في جزيرة أو مكان منعزل، وكيف سيتعاملون مع بعضهم البعض في سبيل البقاء على قيد الحياة، بالطبع تلك الفكرة تبدو من عالم الخيال والأفلام، وبالفعل كانت مادة لرواية سيد الذباب وفيلم Battle Royale، لكن تم تنفيذ الفكرة بالفعل في سنة 1954 وتم إرسال مجموعتين من الأطفال يبلغون الحادية عشر وكل مجموعة من إحدى عشر عضو. في الأسبوع الأول بدأت كل مجموعة في التجهيز لتأمين نفسها وبدأت بعض الأحداث التي تشبه أسلوب أفلام Hunger Games، لكن بعد ذلك بدأت التعاملات تشتد حدة وتظهر الأسلحة البدائية مثل السكاكين، وبدأت تظهر حوادث السرقة والمشاجرات، والغريب أن هذه التجربة كُررت أربع مرات، وفي كل مرة كانت تؤدي إلى العنف في وقتها ومن ثم تغيير شخصيات الأطفال الذين يتحولون إلى أسلوب أكثر عدائية وبدائية في التعامل، فعلى ما يبدو أن هذه التجربة قد لا ينمحي تأثيرها من عقلهم الباطن.

تجارب علمية خطيرة أجريت على الأطفال : مرض الهربس

في أواخر الثلاثينات، أراد الدكتور ويليام بلاك إجراء سلسلة من التجارب المتعلقة بمرض الهربس المعدي الذي يصيب الجلد ويسبب تقرحات وآلام ولا يمكن علاجه بصورة دائمة حتى الآن، وقام بحقن 23 طفل بالفيروس كي يصل إلى التوصيف، وبعد سنوات حقن طفل لم يكمل السنة الواحدة بالفيروس، وفي دفاعه صرح الطبيب بأن الطفل تم تقديمه على أنه متطوع، ومع أن التجارب أثارت رفض مجتمعي إلا أن النتائج نشرت في مجلة علمية مرموقة هي مجلة طب الأطفال (Journal of Pediatrics) في سنة 1942 وأصبحت مرجعًا لمرض الهربس.

تجارب بشعة على الإنسان : عملية البزل القطني

عملية – أو إجراء – البزل القطني يتم فيها إدخال إبرة كبيرة الحجم نسبيًا في الجزء الأسفل من العمود الفقري لفحص حالات مرضية متعلقة بالنخاع الشوكي والدماغ وأجزاء أخرى من الجهاز العصبي، وتعتبر إجراء هام يمكن أن يدلنا على تشخيص بعض الحالات الهامة مثل التهاب السحايا والنزف تحت العنكبوتية، لكن هل هذه العملية مؤلمة؟ بالطبع هي كذلك! لكن على ما يبدو أن أحد الأطباء قديمًا لم يقتنع بالكامل بهذه الفكرة وأراد التأكد من هذا بشكل قاطع عبر إجراء العملية لتسع وعشرين طفل. من نتحدث عنه هو طبيب الأطفال البريطاني آرثر وينتورث في سنة 1896، وبعد أن تأكد من النتيجة المعروفة سلفًا وبعد إعلام زملائه بالنتيجة كانت ردود الأفعال غاضبة ومشجبة، والمشكلة الأكبر أن أهل الأطفال لم يكن لديهم أي علم بإجراء التجربة على أبنائهم، مما تسبب في إجبار الطبيب على إنهاء مسيرته المهنية في مدرسة هارفارد للطب.

تجارب وحشية على البشر والأطفال

يحتاج العلم إلى استخلاص التجربة، ومع أن بعض الأنواع من الحيوانات قد تكون مناسبة لاستخدامها في المعامل في وقتنا الحالي وحتى قديمًا، إلا أن هناك حالات مختلفة، وفي أوقات وجد الأطباء أن الخيار الأمثل هو إجراء تجاربهم على الإنسان، والبعض وجد هذا هو الطريق الوحيد لأن مجال دراسته هو طبيعة سلوك الإنسان نفسه أو تكوينه الجسماني، وفي أوقات كثيرة كانت الحكومات تستخدم المساجين في هذه التجارب أو المقبلين على الإعدام، لكن في أوقات أخرى كان يتم التطوع أو الموافقة على هذا من قبل ذويهم – في حالة الأطفال -، فمثلاً في الخمسينيات وفي مدرسة ويلوبروك الحكومية في الولايات المتحدة، وهي مدرسة مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، حدث اجتياح لمرض التهاب الكبد الوبائي، وبسبب عدم وجود إجراءات وقائية مجهزة لمثل هذا الاجتياح فقد تيقنت الإدارة بأن الطلاب سيصابون بالمرض، وعندما جاء الدكتور سول كروجمان للتحقيق فيما حدث وفي نفس الوقت آملاً في الوصول إلى مصل، قرر أن يقوم بتجربة غير عادية وفيها يتعمد إصابة الأطفال بالوباء، وبصورة غريبة وافقت أسر الأطفال على هذا!

تجربة ألبرت الصغير

يحاول علماء النفس والسلوك دراسة السنوات الأولى من حياة الإنسان بشغف قد لا يتناسب مع الإمكانيات الموجودة، فإجراء التجارب العلمية على الأطفال عادةً ما يكون له آثار سلبية خطيرة، ولكن عالم السلوك جون ب. واتسون لم يأبه لهذا وتعاون مع طالب لديه في إجراء تجربة نفسية على الطفل ألبرت. موضوع التجربة هو عناصر الخوف التي تؤثر على الأطفال، وكان الهدف هو تحديد العناصر الحقيقية التي يمكن أن تخيف الأطفال على عكس الشائع، فكانت البداية ملاحظة ردود فعل الطفل لفأر وأرنب وقرد وبابا نويل وأقنعة وبعض الجرائد المحترقة، وعندما لم يظهر الطفل أي خوف بدأ واتسون بالدخول في مرحلة جديدة أضاف فيها أصوات مزعجة ومخيفة، وطبيعيًا أدى هذا إلى انفجار الطفل من البكاء الهيستيري، ولم تخلص التجربة إلى أي استنتاجات واضحة، ففي سن السادسة مات الطفل بمرض استسقاء الدماغ الذي يتراكم فيه السائل النخاعي في تجاويف الدماغ والجيوب مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط في القحف ومن ثم تضخم الرأس.

أخطر التجارب العلمية على الأطفال

قامت الطبيبة لوريتا بيندر العاملة في مستشفى كريدمور في نيو يورك بمجموعة من التجارب العلمية على الأطفال في الستينيات من القرن العشرين، وهذه المرة كانت تجارب وحشية وغير اعتبارية بالمرة، حيث ظنت بأنها قادرة على معالجة الأطفال الذين يعانون من مشاكل اجتماعية عبر الصدمات الكهربية، وتمادت في أفكارها وظنت في أن هذا الحل سيكون حل ثوري، في واحدة من التجارب كانت تسأل الأطفال الذين يعانون من حساسية وخجل مفرط أمام مجموعة كبيرة من الأطفال الآخرين ومن ثم تعريض دماغ الطفل إلى الضغط، وفي بعض الحالات قدمت للأطفال جرعة غير قليلة من مخدر إل سي دي وجعلتهم يتعاطوه بصفة أسبوعية، وذلك دون أي موافقة طبية وفي وقت لم تظهر فيه أي دراسات علمية مؤكدة حول تأثير المخدر، فضلاً عن استخدامه بهذه الجرعة الكبيرة وفضلاً عن استخدامه مع الأطفال وفضلاً عن استخدامه في العلاج من الأساس، وقد قامت بهذه التجارب على أكثر من مئة طفل.

علي سعيد

كاتب ومترجم مصري. أحب الكتابة في المواضيع المتعلقة بالسينما، وفروع أخرى من الفنون والآداب.

أضف تعليق

7 + 2 =