تسعة اولاد
الرئيسية » حقائق » معلومات هامة جداً وشيقة وربما لم تكن تعرفها عن معدن الذهب

معلومات هامة جداً وشيقة وربما لم تكن تعرفها عن معدن الذهب

معدن الذهب

معلومات فيزيائية وكيميائية عن معدن الذهب مع تاريخ استخدامه وتعريف قيراط الذهب وإيضاح السر الذي يجعل الذهب غير قابل للصدأ مع بعض الحقائق الشيقة عن المعدن.

اكتشف البشر معدن الذهب منذ آلاف السنين وبسبب بريقه الذي لا يختفي فقد ظل واحدًا من أهم وأنفس المعادن، وبسبب الكميات غير الكبيرة منه بالمقارنة مع المعادن الأخرى وبسبب صعوبة استخراجه وتعدينه فقد اعتمد كعملة في عصور عديدة، وحمل دلالات مختلفة لمختلف الشعوب، ويتواجد المعدن في كل قارات العالم وله العديد من الاستخدامات، وفي المقال التالي نستعرض لك أهم المعلومات الشيقة والطريفة عنه وبعض الخصائص الكيميائية الهامة واعتماد قيمته كقياس للعملات، وسنجيب عن بعض الأسئلة مثل السبب الذي لا يجعل الذهب يصدأ أبدًا.

قيراط الذهب

يتم تقسيم الذهب بالقيراط، فإما أن يكون 10 قيراط أو 12 أو 14 أو 18 أو 22 أو 24، وكلما زاد الرقم زاد النقاء، وإذا أردنا أن نصف الذهب بأنه ذهب صلب فيجب أن يكون على الأقل 10 قيراط، وإن أردنا أن نصفه بالذهب الخالص فيجب أن يكون 24 قيراط (ومع ذلك فإن الكلمة غير دقيقة، لأن هناك كمية صغيرة جدًا من النحاس فيه)، مع العلم بأن معدن الذهب الخالص لا يستخدم في المجوهرات باختلاف أنواعها لكونه ناعم جدًا لدرجة أنه قد ينثني عن طريق حركة عادية من يد الإنسان، لذا فإن الأنواع الفاخرة من المجوهرات إما تكون 22 قيراط أو 18 قيراط فقط.

لماذا لا يصدأ الذهب؟

لعل أهم ميزة للذهب هي أنه لا يصدأ أبدًا، وقبل أن نفسر هذه الخاصية، علينا أن نفرق أولاً بين كلمة الصدأ وفقدان اللمعان بسبب وجود خلط شائع بينهما، فالصدأ لا يحدث إلا في الحديد أو المواد المحتوية على الحديد ويحدث بسبب تفاعل الأوكسجين مع الحديد، أما المعادن الأخرى مثل النحاس والفضة والألومنيوم وغيرها قد تتعرض إلى فقدان اللمعان، مع العلم بأن النتيجة في النهاية واحدة، فما سيخرج لنا هو أكسيد النحاس وأكسيد الألومنيوم، أيضًا نلاحظ أن الفضة في الواقع تتفاعل مع كبريتيد الهيدروجين الموجود في الغلاف الجوي عندما تفقد لمعانها، أما الذهب فلا يحدث له أي شيء مما سبق، وما يُشاع عن حدوث فقدان لمعان للذهب هو ليس إلا تموه في اللون ولا يحدث بسبب تفاعل الأوكسجين مع المعدن، فالذهب هو من أكثر المعادن التي يصعب أن تتفاعل مع أي عنصر، فهو لا يتفاعل مع الأوكسجين أو النيتروجين أو أي غاز آخر في الغلاف الجوي، ولذلك فإن العوامل القياسية المحيطة لا تتسبب في تعرضه إلى فقدان اللمعان، وإن أردت فعل هذا فستحتاج إلى كم هائل من الطاقة لتجبر الذهب على التفاعل، أو ستحتاج إلى عناصر الهالوجينات في الجدول الدوري (مثل الكلور والفلور والبروم)، أو ستحتاج إلى تفاعله مع الأحماض.

معدن الذهب في الثقافات والأديان

نظرة الشعوب إلى الذهب مختلفة، فمثلاً نجد نظرة شعب الإنكا في أمريكا اللاتينية محفوفة بالتقديس والاتجاه الجمالي فقط، حيث اعتبروا أن المعدن يمثل الشمس التي اعتبروها من الآلهة، ولقبوه بأنه دموع الشمس، ولم يستخدموه كعملة. أما الإغريق فقد اعتقدوا أن المعدن عبارة عن تركيز مكثف من الماء وأشعة الشمس. باعتباره أحد أهم المعادن النفيسة فإن الذهب له إشارات عديدة في مختلف الكتابات القديمة والكتب المقدسة للأديان السماوية، فذكر في القرآن الكريم ثمان مرات منها ذكر أهل الجنة الذين يلبسون أساور من ذهب في الآية الثالثة والثلاثين من سورة فاطر، وهناك أكثر من 400 إشارة للذهب في الكتاب المقدس، فمثلاً نجده يظهر على أنه واحد من هدايا المجوس، وهي قصة معروفة في العهد القديم.

السعر الأعلى للذهب

بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية في مارس 2008، قفز سعر معدن الذهب ليصل إلى ألف دولار للأوقية، وهو الرقم الأعلى في التاريخ، ومن المعروف أنه خلال الأزمات الاقتصادية فإن الناس يلجأون إلى أشياء معينة لشرائها مثل العقارات أو المعادن النفيسة، وفي تلك الأوقات تزيد نسبة شراء الذهب عن أغلب الأشياء الأخرى وربما كلها، فمثلاً في تقرير مجلس الذهب العالمي الصادر في فبراير 2009 نجد زيادة رهيبة في معدلات الشراء في النصف الثاني من سنة 2008. ومن الجدير بالذكر أنه في سنة 2005، وضع ريك موناريز رهان على أفضلية الاستثمار في أسهم شركة جوجل أو الذهب، وفي وقت الرهان كانت القيمة لكل منهما متقاربة إلى حد ما (السهم مقابل الأوقية)، ومع نهاية سنة 2008 وصل سهم جوجل إلى 307.65 دولار في حين أن أوقية الذهب الواحدة بلغت 866 دولار.

متى تم استخدام الذهب كعملة؟

في سنة 560 قبل الميلاد، وفي مملكة ليديا القديمة التي كانت جزء من الأناضول والآن هي مقسمة إلى أكثر من مقاطعة في تركيا، قام شعب ليديا بتكوين أول عملة ذهبية في التاريخ، وكانت خليط من معدن الذهب والنحاس وسموها “إليكترم”، ومن المعروف عن الليديين أنهم من أوائل الشعوب التي اهتمت بالتجارة والمعاملات الاقتصادية، لدرجة أن المؤرخ الإغريقي هيرودوت انتقد ماديتهم في التعامل واتهمهم بصفات شنيعة، وبعد هذا الانتشار الضيق في المملكة للذهب كعملة بدأ الانتشار الأوسع عند احتلال الإمبراطورية الفارسية للأراضي بعد سنوات قليلة، وبدأت شعوب أخرى باعتماد الذهب كعملة مثل الإغريق والرومان والحضارة الإسلامية وتبعتهم حضارات أخرى كانت تتلهف من أجل معدن الذهب مثل شعب الفايكنج الأوروبي. وقدمت مدينة البندقية – التي كانت مملكة مستقلة وقتذاك – العملة الذهبية المعدنية الأهم في سنة 1284 لتصبح بعد ذلك أكثر العملات الذهبية شيوعًا في القرون الخمسة التالية. وتم استخدام قيمة الذهب كاعتماد رسمي لعدد كبير من العملات في العصور الحديثة، مثل الجنيه المصري منذ سنة 1885 وحتى الحرب العالمية الأولى في 1914 إلى أن ربط بالجنيه الاسترليني، ومثل الدولار الأمريكي في فترات مختلفة والتي بدأت منذ أواخر القرن التاسع عشر ولكن تم فصله عن الذهب في عصر الكساد الكبير ثم أعادته السلطات ثم رفضته كقيمة قياسية.

الذهب في مصر القديمة

تظهر بردية تورين (التي تعتبر من أهم مصادرنا للحضارة الفرعونية خاصةً من عصور ما قبل الأسرات إلى الأسرة الثامنة عشر) الخريطة الأولى لتعدين الذهب في النوبة التي تمتلأ بكميات وافرة من الذهب، وكانت في ذلك الوقت المصدر الأول له، والكلمة القديمة للذهب كانت “ناب”، وعلى ما يبدو فإن استخراج الذهب كان من العمليات الهامة التي تحرص الدولة على استمراريتها على مدى قرون طويلة، وتم استخدام عدد هائل من العبيد للعمل لساعات طويلة في هذه العملية الشاقة، وفي البداية كان اقتناء الذهب محصورًا على الملوك كما اعتبروا نفسهم آلهة، وبعد ذلك بدأ بالانتشار بين كبار الكهنة والأسرة المالكة، وبصفة خاصة تم اعتباره من الأشياء الإلهية حيث كان يرمز إلى الإله رع.

معدن الذهب في جنوب أفريقيا

تحوي دولة جنوب أفريقيا كمية مهولة من المعادن بمختلف قيمها، فهي المصدر الأول للكروم والمنجنيز والبلاتينيوم والفيرميكوليت والفاناديوم، وبالنسبة للذهب فهي تملك أعمق منجم في العالم، وفي سنة 2002 كانت قد أنتجت 15% من الإنتاج العالمي مع 12% في 2005 (استطاعت تصدير ما قيمته 3.8 تريليون دولار)، وهو من أهم العوامل التي ساهمت في نهضة البلد في العقود الماضية، وقد تتواجد مناجم معدن الذهب هناك على بعد 12.000 قدم تحت سطح الأرض في درجة حرارة تصل إلى 130 فهرنهايت، ولإنتاج أوقية واحدة من الذهب فإنهم سيحتاجون إلى قدرة عملية تساوي ثمانية وثلاثين ساعة من العمل المتواصل مع 1400 جالون من المياه، وكمية كبيرة من الكهرباء قد تكفي لمنزل كبير لعشرة أيام، بالإضافة إلى مواد كيميائية مثل السيانيد والأحماض وبورات الصوديوم.

معلومات شيقة عن الذهب

  • يمكننا أن نثني معدن الذهب لدرجة أنه قد يتحول إلى خيوط رفيعة، والأوقية الواحدة يمكن أن تمتد لخمسين ميل كخيط رفيع.
  • الذهب هو من المعادن القابلة للأكل، وقد ثبت أن بعض الناس في البلدان الآسيوية وضعوه بكميات متناهية في الصغر في الفواكه والقهوة والشاي، ومنذ القرن السادس عشر على الأقل فقد بدأ الأوروبيون بوضعه في زجاجات الخمر، أما قبائل الهنود الحمر فقد ظنوا أن تناول الذهب قد يمنح الإنسان القدرة على الطيران.
  • الميداليات الذهبية في الألعاب الأوليمبية كانت تصنع من الذهب كاملةً عندما بدأت في سنة 1912، لكن حاليًا يتم إضافة 6 جرام فقط من الذهب في الميدالية الواحدة.
  • أضخم قضيب من معدن الذهب في العالم يزن 200 كيلوجرام.
  • القطعة الأضخم من الذهب تم اكتشافها بواسطة جون ديزون وريتشارد أواتيس في أستراليا في فبراير 1869، وتزن 2.248 أوقية من الذهب الخالص، وقد وجدت على بعد مسافة قصيرة جدًا من سطح الأرض.
  • بسبب القيمة النفيسة التي يحملها معدن الذهب، فإن أغلب الكميات التي اكتشفها البشر عبر التاريخ لا تزال محصورة ومتداولة وحجمها معروف تقريبًا، وثلاثة أرباع هذه الكميات المتداولة تم استخراجها منذ سنة 1910 بسبب التطور الصناعي، ومع ذلك فإن العلماء يرجحون أن هذه الكمية تعادل 20% فقط من الذهب الموجود في كوكبنا.

معلومات هامة عن الذهب

  • كل الذهب الذي تم تعدينه عبر التاريخ يبلغ حوالي 142 ألف طن، وهو رقم ضئيل جدًا بالنسبة للمعادن الأخرى، وبافتراض أن سعر الذهب هو ألف دولار أمريكي للأوقية الواحدة فإن القيمة الإجمالية للذهب حول العالم ستكون 4.5 تريليون دولار.
  • ينصهر معدن الذهب في درجة حرارة 1064.43 مئوية، ويتميز بأنه موصل للحرارة والكهرباء ولا يصدأ أبدًا.
  • في سنة 1599 فرض الحاكم الإسباني في الإكوادور ضرائب باهظة على قبيلة جيفارو لدرجة أنهم ثارو عليه وأرغموه على تجرع الذهب المنصهر حتى وصل إلى حلقه، وطريقة الإعدام هذه مثبتة في تاريخ الرومان ومحاكم التفتيش الإسبانية في العصور الوسطى.
  • ظهرت دراسة طبية في فرنسا خلال السنوات الأولى من القرن العشرين ترجح أن معدن الذهب يمكن أن يكون علاجًا فعالاً لالتهاب المفاصل الروماتويدي الذي يعتبر ضمن الأمراض المزمنة الانضدادية، حيث أن جهاز المناعة يهاجم المفاصل بصورة مدمرة، وبالطبع فهي دراسة خاطئة، مع العلم بأن مكتشف المرض هو طبيب فرنسي أيضًا.
  • خلال القرن الرابع عشر، استخدم الناس الذهب المنصهر والأحجار الكريمة المسحوقة كعلاج للطاعون الدبلي الذي حصد أرواح أكثر من خمس وعشرين مليون إنسان في اجتياح القرن السادس وعشرات الملايين في العصور التالية.
  • التسجيل الأول لاكتشاف الذهب في الولايات المتحدة كان قطعة ضخمة تبلغ 7.7 كيلوجرام ووجدت في كاباروس في كارولينا الشمالية، وعندما تم التنقيب في مناطق ليتل ميدو في نفس الولاية في سنة 1803، بدأ ما يعرف بحمى الذهب في الاندلاع في مناطق عديدة في الغرب الأمريكي.

علي سعيد

كاتب ومترجم مصري. أحب الكتابة في المواضيع المتعلقة بالسينما، وفروع أخرى من الفنون والآداب.

أضف تعليق

خمسة عشر + 10 =